• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
"الديلي إكسبريس": 90 تمثال فرعوني اتباعوا في مزاد علني بإنجلترا
الموضوع اللي فات
"بعت المحل بتاعي عشان حلمي": حوار مع مؤسس أول اتحاد مصري للمصارعة الحرة

التمييز الجنسي والعذرية: حوار مع مدونة فلسطينية بتناقش قضايا المرأة بالكوميديا

-

الست في الوطن العربي بتتعرض لضغوطات وقيود بتخليها خاضعة لقوالب بتحكمها وبتحكم تصرفاتها وحقوقها وواجباتها. في الفترة الأخيرة، في جزء كبير من الحرية بقت بتتمتع بيه الست في الوطن العربي. في السعودية الستات تم السماح ليهم بالسواقة، بعد ما كان ده محظور. في لبنان تم إلغاء قانون جواز المغتصب من البنت اللي تم اغتصابها. ومن أسبوع، المغرب عينت 299 ست في وظيفة مأذون شرعي، بعد ما أصدرت فتوى بممارسة الست للمهنة دي لأول مرة في تاريخهم.

كل يوم في الوطن العربي بيحصل تغيير للقيود اللي بتحكم الست، لكن لسه في دول عربية، الستات فيها مابتتمعتش بالإمتيازات الكافية، ولسه فيه مشاكل كبيرة مسكوت عنها. من هنا قابلنا فايزة راموني، الفلسطينية الأمريكية صاحبة مدونة "Expired N Fabulous"، وهي مدونة عالمية بتعالج قضايا بتواجهها النساء العربيات بأسلوب كوميدي وساخر على مدونتها وعلى حسابها الخاص على الإنستجرام.

"فايزة" صاحبة الـ 33 سنة حاليًا، اتولدت وعاشت في شيكاغو، وقدرت تجمع عدد متابعين محترم بأعمالها الشخصية اللي مستوحاة من المجتمع العربي ومشاكله وقضاياه، لإنها بتناقش كل شيء فيها، بدايةً من العلاقات لحد الآباء، وغيرها من المواضيع اللي بيعيشها ويواجها العرب كل يوم، في شكل مسرحيات وفيديوهات كوميدية قصيرة بتلعب بنفسها فيها دور الأم العربية، والأب العربي، والشخص العربي، رغم إن ماكانش سهل تقوم بده، خصوصًا إنها ست وسط مجتمع شرقي، لكن ده جه بمعرفتها القوية للعقلية العربية اللي ماحدش هيقدر يحكي عنها إلا اللي عاش وسطها. وهي حاليًا صادقة تمامًا تجاه كل تجاربها، بتقولنا: "أخدت قرار بداية التدوين في 2008، والموضوع في الأول ماكانش صعب زي ما هو دلوقتي، لإني وقتها ماكنتش صادقة زي ما أنا كده دلوقتي، وقتها كنت بافرض على نفسي رقابة، لإني كنت دايمًا خايفة من إني اتعرض للحكم عليا، بس بعد كده قررت أتخلى عن الفكرة دي".

على الرغم من إن "فايزة" اتولدت في بلد غربي، ومن عيلة تقليدية من الطبقة المتوسطة، إلا إنها هتفضل ست عربية، بتناقش سلسلة كاملة من القضايا اللي بتتعرض لها الستات في المجتمعات العربية، بداية من الموضوعات الكبيرة زي التمييز الجنسي والعذرية وانتشار مفهوم السمعة بين المجتمعات العربية، لـ التفاصيل الصغيرة، زي بعض الآباء اللي بيكونوا مصرين يخلوا أبواب أوض أطفالهم مفتوحة، أو ازاي العروسة العربية بتتصرف يوم فرحها. بتشرحلنا: "أنا دلوقتي شايفة ازاي بنقدر نساعد بعض من خلال تبادل قصصنا وخبراتنا بصدق وصراحة، ومابنقدرش نتهرب من ولا حاجة".

 "إطلاق الأحكام" مش مفهوم حصري للعالم العربي، هو موجود في كل مكان، بس فكرة "الحكم" بتزيد في المجتمعات العربية، كفكرة وكآثار بيكونوا أعمق بكتير من اللي بيحصل في العالم الغربي، وخاصة بالنسبة للستات اللي بيتم الحكم عليهم من خلال نظام للقيم من قِبل الرجالة. بتقولنا "فايزة": "التمييز الجنسي اللي بتكلم عنه غالبًا بيتشاف بوضوح شديد في كل أنحاء العالم العربي هنا وبرّه، والتوقعات اللي بتكون محطوطة للرجالة، بتكون مختلفة تمامًا عن اللي بتتحط للستات".

ماحدش هيقدر يفهم العقلية العربية، ولا كتاب القواعد اللي بيحطه "MusRabs" أو "المسلمين/ العرب" زي ما بتسميهم "فايزة"، بتوضحلنا: "القواعد دي بتكون قايمة على التمييز الجنسي اللي بيتوجه في الغالب للستات بس، فـ مثلًا أنتي مش هتفقدي عذريتك إلا لما تتجوزي، إلا لو كنتي راجل. مش هتقدري تعيشي في بيت مستقل لوحدك لما تدخلي الكلية، هتخرجي من بيتك على بيت جوزك، إلا لو كنتي راجل. هيكون عندك حظر تجول حتى وأنتي في التلاتينات ومستقلة ماديًا، إلا لو كنتي راجل. مش هيكون مسموح ليكي تروحي أماكن معينة مع صحابك، ولا إنك تخوضي تجربة الخروج مع شخص، ومش هتقدري تلبسي اللي عايزاه براحتك، طبعًا إلا لو كنتي راجل". وبتكمل: "ولو فشلتي في الامتثال للقواعد اللي أنتي مجبرة عليها، فـ سُمعتك وسمعة عيلتك هتروح للأبد، ده اللي تربيت عليه".

من كام سنة، نشرت "فايزة" فيديو بتتكلم فيه عن الإساءة اللي اتعرضتلها من معاملة راجل عربي كانت في علاقة معاه، وإن العلاقة فشلت لإنها –كـ ست- ماقدرتش تلتزم بالمعايير اللي فرضها المجتمع، وقالت إن الصدمة اللي اتعرضت لها مع نهاية العلاقة دي، هي اللي كانت حافز ليها عشان تكون صادقة جدًا مع نفسها وفي الكلام عن حياتها.

بالنسبة لـ "فايزة" فـ تحرير نفسها من كل اللي بيُعتبر كويس واللي بيُعتبر مضر ليها ماجاش بسهولة، لإنها زي كتير من العائلات العربية المهاجرة، عندهم مفاهيم  جذورها عميقة في نشأتهم وفهمهم للعالم. ورغم إن بعض العائلات العربية اللي بتهاجر للخارج بتبدأ في استيعاب ثقافة البيئة المحيطة بيهم، والتخلي عن بعض القيم، اللي بتعتبر صارمة في بلدهم الأصلية، إلا إن فيه العكس، بيحاولوا يكونوا في مجتمعات ضيقة وبيتمسكوا بتقاليدهم وثقافتهم وبيزرعوا ده في أولادهم. بتفتكر "فايزة": "أنا من الجيل اللي عاش واتربى في الولايات المتحدة، وشُفت قد إيه الموضوع صعب ومش بس على عيلتي، ده على كتير من الأسر العربية".

من وجهة نظر "فايزة"، فـ بالنسبة لعرب كتير عايشين في دول غربية، تجاربهم ممكن تخنقهم في بعض الأوقات، وبشكل مضاعف لما يحسوا إنهم منفصلين عن المحيط اللي عايشين فيه، لإن حياتهم وقواعدهم وعاداتهم اللي المفروض يلتزموا بيها ضمن حدود "الفقاعة العربية"، بتختلف بشكل كبير عن اللي بيشوفوه في المدرسة والكلية والتليفزيون.

"كتير مننا بيتمسك بنفس العقلية اللي كانت عند والدي، إحنا في أمريكا، لكن بيتي فلسطيني، فـ صعب تغيري النوع ده من العقليات، لإنه بيتحوّل لـ نمط بينتقل من جيل لـ جيل، واللي بتتعلمه في أمريكا مابيغيرش الحاجات اللي بتتعلمها في البيت".

وبالرغم من كل ده، فـ والد "فايزة" كان بيدعمها بمعرفتها وبدون علمها. وده أثر على شخصيتها والحاجات اللي بتقدمها، فـ أول مشاركة ليها كانت بعنوان "51 Fridays” وكانت بتتكلم فيها عن رحلة لتزويجها خلال سنة، ده قبل ما تنتهي صلاحيتها رسميًا في سن الـ 25" وده السن اللي في الغالب البنت بتتجوز فيه، ومن هنا جت فكرة اسم المدونة.


ورغم وفاة والدها، إلا إنه لسه لحد دلوقتي بيكون مصدر إلهام ورا حاجات كتير بتقدمها في شغلها، وبتعترف إن جزء كبير من الكوميديا اللي بتقدمها بتبقى نابعة من حالة الطمأنينة اللي حاسة بيها، وبقت بتحس إنها بتقدم صوت للستات، وللرجالة اللي بيحسوا إنهم مختلفين. بتوضحلنا أكتر: "أعتقد إن الكوميديا هي واحدة من أكتر الطرق الفعالة لبداية أي محادثة وهتسد الفجوة بين الناس في مختلف المواضيع، عشان كده الفيديوهات اللي بقدمها بتفتح مجال للحوار في الحاجات اللي محتاجين نغيرها، حتى لو بنضحك على نفسنا، لكن أنا بحاول أبيّن للعالم إن العرب زي أي أشخاص في العالم".

إن الست هي اللي تقدم أفكارها بشكل كوميدي ده شيء مهم، لإن كل ست ليها خلفية متباينة في التفكير عن غيرها، وده بيدي مساحة للتأمل والتفكير والإبداع، ولإنهم هيقدموا آراء صريحة حوالين كل حاجة، من الجنس للتحيز الجنسي، وموضوعات حيوية تانية كتير.

وبقدر ما بتستخدم "فايزة" الكوميديا لمعالجة بعض القضايا، فـ هي بتستخدم مدونتها برضه لكسر وصمة العار في قضايا كبيرة ومختلفة، زي قضية العذرية في العالم العربي، رغم إنها قضية بيسود فيها الصمت، حتى لو كان موضوع مش بنواجهه بشكل شخصي، لكن "فايزة" قررت تتكلم عن تجربتها، "أنا عارفة أهمية الموضوع ده وإنك مع بداية كلامك فيه هتحس بالخجل أو الشعور بالذنب، لكن دايمًا كان جوايا الصوت اللي بيقول، لو مش أنا اللي هيتكلم، مين اللي هيتكلم؟ لكن قررت إني أقول "أنا مابقتش بنت، لكن ده مش هيخليني عاهرة أو شخص مش كويس، كان لازم حد يتكلم وقررت إني أكون الشخص ده". 

رغم إن عيلة "فايزة" كانت على علم بده قبل ما تنشر الموضوع علنًا، إلا إنها بتقولنا إنه ماكنش سهل أبدًا مواجهتهم بعد كده، بس مع الوقت نجحوا في المواجهة. أما عن الكلام في القضية دي على الإنترنت، فـهو مستوى تاني من الجدل، ومايقلش عن الجدال اللي بيحصل على أرض الواقع، بتقولنا "فايزة": "دايمًا هتلاقي الخوف من التعرض للسمعة السيئة، ودي حاجة معروفة في العالم العربي، وبعبارة أدق، الكلام في المحرمات، هو في حد ذاته من المحرمات".
 
- الموضوع كان سهل لما طرحتيه على الجمهور؟
بتجاوبنا: "لا خالص، ماكنش سهل على الإطلاق، ومريت بمشاعر متناقضة كتير أثناء كتابتي للموضوع ونشره، لكن اتقابلت بقدر كبير من الدعم من قِبل ناس كتير، ومش بس عرب ومسلمين، لكن من يهود ومسيحيين وآسيويين، وستات كتير اتولدوا في بيئات ليها قواعد صارمة، والدعم خلاني أحس إنه كان ليه من المهم جدًا إني أقول ده على الملأ"

في النهاية، سواء تم الحكم عليها من قِبل مجتمعها المحلي أو المجتمع السائد على الإنترنت، فـ المكافأة بالنسبالها هي التواصل مع الناس في كل أنحاء العالم، واللي لقوا الراحة في رؤية تجاربهم بتنعكس في شخص ما غيرهم، شخص رفض يفضل مستخبي في قفص قيود ثقافة مجتمعه المحلي، ومش شرط يكون المجتمع اللي بيفرض قيوده يكون عربي، ممكن يكون خارج من أي مجتمع في كل أنحاء العالم. 

تقدر تقرأ الموضوع كامل بالإنجليزي من هنا 
وتشوف الحساب الخاص بمدونة فايزة على الإنستجرام من هنا

Home
خروجات النهاردة
Home
Home