• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
الأزهر هيصرف 3000 جنيه تعويض لكل صياد عن فترة توقف الصيد في البحر الأحمر
الموضوع اللي فات
إيقاف مرتضى منصور لمدة سنة وتغريمه 40 ألف دولار

"بصور ستات بس": حوار مع مصورة لبنانية بترصد التشابه بين المرأة العربية والغربية

.
صورة للمصورة اللبنانية الأمريكية رانيا مطر

من زمان أوي و الست دايما جزء قوي ومهم من أي فن بنشوفه، وحتى في المجتمعات اللي كانت الرجالة هي اللي بتسيطر على المشهد الفني فيها بشكل كبير كانت الست برضه موجودة كمصدر لإلهامهم وموضوع لأعمالهم الفنية أيا كان نوعها، سواء كانت لوحات، روايات أو أغاني أو غيره، فدايما لما هتيجي تدور على الإلهام في معظم الأعمال الفنية العظيمة هتلاقيه أكيد كان وراه واحدة ست.

وده اللي لقت فيه المصورة اللبنانية الأمريكية رانيا مطر مصدر إلهام لها في أعمالها طول 18 سنة من التصوير، اللي ركزت فيها على الستات بشكل حصري لحد كبير لدرجة انها تقريبا استبعدت أي موضوعات تانية ممكن تصورها وركزت على تصوير الستات بس، فبتقول ان تركيزها على الستات في أعمالها بالنسبة لها كان شئ بديهي جدا، لدرجة انها استغربت لما راجل سألها مرة "فين الرجالة في صورك؟"، فقالتله "وأصور رجالة ليه!"

 

المصورة المشهور بيتركز شغلها على إبراز و التحقيق في الأنوثة وهوية المرأة على حد تعبيرها اتعرض شغلها في دول كتيرة في العالم من متحف كارنيجي للفنون ولحد معرض الصور الوطنية في لندن، و عندها عدد من الجوائز والمنح باسمها و 3 كتب منشورة وكمان بتدّرس التصوير في كلية ماساشوستس للفنون والتصميم في أمريكا، ومؤخرا فازت بجائزة جوجنهايم 2018 Guggenheim Fellow for 2018.

 

اتولدت "مطر" واتربت في لبنان وبعد كده اتنقلت لأمريكا سنة 1984 وكانت بتتدرب كمهندسة معمارية في الجامعة الأمريكية في بيروت وجامعة كورنيل الأمريكية، وبدأ شغفها بالتصوير في انها تركز على التفاصيل اليومية اللي غالبا بنتجاهلها ومانركزش عليها و بدأت تتطور تدريجيا و تدمج التجارب النسائية اليومية مع الثقافات المختلفة.

بتقول "مطر" ؛ "أنا بدأت التصوير متأخر، الموضوع بدأ معايا لما كنت حامل في طفلي الرابع وحبيت اصور ولادي واحتفظ بصورهم، وفي مرة أدركت ان الصور اللى بتطلع مش هى الصور اللي كنت فاكره اني باخدها في الأول، لكن لقيتني بسجل لحظات وتفاصيل حميمية جدا وجميلة في بيتي مع اولادي، وهنا حسيت ان التصوير بيخليني أقدر الحياة واعرف قيمتها بشكل مختلف عن طريق اني أسجل لحظات ماكنتش باخد بالى منها قبل كده."

 

بتكمل؛ " ده كان في 2001، وطبعا لما حصلت أحداث 11 سبتمبر، وزي أي عربي عايش في أمريكا كان تأثير الأحداث كبير جدا علينا وكل حاجة اتغيرت بشكل كبير، وبدأت الأسئلة عن الهوية وانا اتولدت لأبوين فلسطينيين واتربيت وكبرت في لبنان وعشت معظم حياتي كبالغة في أمريكا وبعد 11 سبتمبر كل حاجة كانت مصدر شك وبقت الناس بتبص لبعضها بنظرات كلها اتهام وانك دايما "الطرف التاني" لكن انا كنت بحس ان كلنا واحد وعشان كده حسيت انه بقى مهم بالنسبة لي اني أبدأ أسجل القصص."

 

في البداية اهتمت "مطر" بتصوير التجارب اليومية اللي بتعيشها الستات في مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط، وكانت عبارة عن سلسة من الصور الأبيض والأسود تحت عنوان "الحياة العادية" عن وجود اللاجئين والنازحين بين البيوت اللي هدمتها الصواريخ والجدران اللي الرصاص علم فيها، ومع تصويرها للمشاهد دي أدركت انها بتركز لا إراديا أكتر على الستات، بعد كده شغلها بدأ ياخد شكل واقعي أكتر، وبقت بتوثق الطفولة والأمومة وتركز على الخطوط والتفاصيل الغير واضحة الموجودة بين الستات في الشرق والغرب، وبدأت تدور على الحاجات المشتركة بينهم. 

 

" فتاة وغرفتها" بيعتبر واحد من أشهر أعمال "مطر" اللي ركزت فيه بشكل أساسي على انتقال البنات من مرحلة المراهقة لمرحلة منتصف العمر والنضج، ركزت على تعبيراتهم، حياتهم ، غرف نومهم و الحوار والتفاصيل غير المعلنة اللي بتكون بين البنات في السن ده وأمهاتهم، بتقول "مطر" ؛ " التركيز بيكون على الشابات في أوائل العشرينات وعلاقتهم مع المناظر الطبيعية والأماكن حواليهم، شغلى بيدور حول الانوثة والنمو ، جسدية المرأة وضعفها ووجودها."

  

في كل مشاريعها بتركز "مطر" على انها تجمع بين الستات من جميع أنحاء العالم خصوصا أمريكا مع الستات من الشرق الأوسط وخصوصا من لبنان، بتقول؛ "في نظرة نمطية من الغرب ناحية الستات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بيتم النظر لهم كلهم بطريقة واحدة وإضطهادهم نوعا ما بسبب الحجاب والحقيقة اننا كستات في الشرق الأوسط أكتر بكتير من مجرد الصورة النمطية دي، عشان كده من المهم بالنسبة لي في كل أعمالي اني أخلط بين الستات والبنات  من الشرق و الغرب، وأبرز التشابه اللي موجود فينا بشكل ما."

بتشوف "مطر" ان مش مهم لو كانت الست او البنت لبنانية أو أمريكية أو فلسطينية، لأن في تجارب جماعية جوهرية وغير متعمدة بتجمع كل الستات مهما كان مكانهم، وبحكم خلفيتها الثقافة المختلطة بتلاقي "مطر" دايما شئ مشترك بين كل الستات.

 

بتشرح؛ "مهما كان مكان البنت في العالم فالتحول من مرحلة ما قبل المراهقة لمرحلة المراهقة شئ مربك بشكل عام، مع بداية الدورة الشهرية و تغيير الهرمونات و تغير نظرة البنت للعالم، ده بيحصل لأي بنت مهما كان مكانها الجغرافي، عشان كده كونك طست فيي منتصف العمر" ده جزء من حياتك مفيش مفر منه، مهما كان محيطك وأي علاقة بين البنت وأمها في أي مكان دايما هتلاقي فيها جمال وعمق وتأمل وتعقيد."

مشاريع "مطر" دايما بتلتفت للتجارب اللي بتتصل ببعضها بشكل ما، بغض النظر عن مكان حدوث التجارب دي، المهم انها بتصور الستات في محيط مميز سواء كان حي في بوسطن، مخيم للاجئين في لبنان والضفة الغربيةن وبعض الصور بتبقى حقيقة ويمكن تمييز مكانها زي صور الجدران المليانه بعلامات النزاع في المخيمات، صور البنات العربيات بالحجابن وفي صور تانية ماتقدرش تحدد مكانها وتبدأ تسأل نفسك، هي الأوضة دي في بيروت ولا أمريكا؟ البنت دي من الشرق الأوسط ولا من الغرب؟ الست دي من بوسطن ولا بيروت؟ ودي بالضبط الرسالة اللي "مطر" عايزه توصلها من شغلها.

 

بتشرحلنا؛ "الناس بره لابسين نضارة إستشراقية بيبصوا بيها على ستات وبنات الشرق الأوسط، وده كان التحدي بالنسبه لي لأن الهدف هو عدم المقارنة بين الستات من مختلف الثقافات والتركيز على عالمية الست وجوهرها سواء كانت بنت صغيره أو امرأه ناضجةن ممكن تكون أهداف الستات بشكل عام مختلفة لكنهم في الحقيقة كلهم متصلين وبيتعاملوا مع نفس القضايا حتى لو كانوا في مخيمات اللاجئين"، بتسرح "مطر" وبعدين تكمل " برغم ان كل بنت مميزة وفردية جدا مالهاش شبه، الا ان الستات بشكل عام بيمروا بنفس الظروف وبيمروا بنفس التحولات."

عالم ما بعد 11 سبتمبر، ودلوقتى عالم ما بعد رئاسة ترامب، التوترات والاختلافات بين الشرق والغرب بقت بارزة وواضحة أكتر من أي وقت تاني، عشان كده شغل "مطر" له تقل سياسي وثقافي نوعا ما في محاولاتها لإزالة الحواجز بين الشرق والغرب، بتقول ط مهم بالنسبة لي اني أبرز عدم الإختلاف، المووضع بدأ معايا يشكل شخصي، وبقى شغلى على مستوى ما مش سياسي بالكامل لكن له طابع سياسي إلى حد ما."

فقدت "مطر" أمها وهي عندها 3 سنين، و بتعبر عن الخسارة دي –لا إراديا- في كتير من أعمالها، بتقول "أنا بتعلم كل حاجة بنفسي، اتعلمت يعنى ايه اكون أمن ويعنى ايه يكون ليا أم وان كنت اتحرمت من علاقة الأم ببنتها وانا صغيرةن انا بدور عليها دلوقتى في كل أم وبنت بصورهم."

البورتريهات اللي بتصورها دايما فيها تفاصيل حميمة وآسرة، بتسجل نوع من اللحظات اليومية المنتظمة في حياة البنت وهي بتنتقل من مرحلة للتانية، من غير تصنع ولا تزييف ولا تجهيزات للتصويرن ولكنها بتعتمد على الخلفيات والمناظر الطبيعية اللى موجوده في حياتهم الخاصة وبتعتقد انه بطريقة ما، صعب على أي حد انه يلبس قناع ويتصنع قدام الكاميرا، لكن الأصعب هو انك تدخل حد بكاميرا جوه مساحتك الشخصية وتكشف قدامه ضعفك، وبتوصف الإحساس ده انه حقيقي ونقي.

بتكمل؛ "بحاول أسجل لحظات الناس يحسوا فيها بالواقع، عشان كده بدور على التفاصيل اللي بين السطور، وبدور على اكتر من اللي الناس مستعده تعرضه قدام الكاميرا، وبتشرح انها شايفه ان الست عندها القدرة والشجاعه انها تبين ضعفها الشخصي قدام ست زيها، لكن مش قدام راجل، " مش عارفه اذا كان في راجل بيصور الستات هيقدر يوصل معاهم للدرجة دي من القرب ولا لاء، لكن بحس ان كوني ست زيهم ده بيخلي بينا حاجات كتير مشتركة عشان كده بنقدر نتواصل على مستوى شخصي عميق وحميمي جدا."

ورغم كده، عملية التواصل الشخصي والسماح لمطر بالتصوير عملية بتمر بمراحل كتيرة وبطيئة، وغالبا المشروع الواحد بيفضل يتنفذ على مدار سنين، بتقول "الموضوع بياخد وقت عشان اقدر اوصلهم بالعمق ده، لأنهم مش قادرين يتوقعوا إيه اللي مستنيهم فبقضى وقت طويل أصورهم ولما بنزل الكاميرا من إيدي، بفضل أتأملهم وأتكلم معاهم وبعد فترة ببدأ أحس إني قربت منهم وبدأت أعرف هما مين بشكل أفضل."

 

 

بتنهي "مطر" كلامها معانا؛ " احنا من زمان ومش دلوقتى بس في عصر الإنستجرام والسيلفي، لكن طول عمرنا لما الكاميرا بتبقى قدامنا بنبقى مدربين اننا نبتسم أو ناخد وضع معين، لكن أنا بدور على أبعد من كده لأنه بمجرد ما الكاميرا تنزل بتلاقي الناس بيتصرفوا على طبيعتهم، بيمشوا، بيسرحوا أو حتى بيلعبوا، وده اللي أنا بدور عليه، بخليهم يبصوا للكاميرا ومابطلبش منهم يبتسموا لأن الناس بطبيعة الحال مدربة أوي على ضحكة الكاميرا، ولما مابيبتسموش بيفكروا في إيه اللي ممكن يعملوه، وممكن يفتكروا حاجة سعيدة أو حزينه أو موقف محرج، وده اللي أنا بصوره."

حقوق الصور محفوظة للمصورة رانيا مطر.
ترجمة: آية حسان
تقدر تقرأ المقال بالإنجليزي من هنا

Home
خروجات النهاردة
Home
Home