• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
دبي: 80% من المواصلات العامة هتبقى ذاتية القيادة
الموضوع اللي فات
توفير ربع مليون متر مكعب يوميًا من المياه بعد غرامات الرش في الشارع

"في الكنافة".. تحليل الموسيقى التصويرية لمسلسلات رمضان 2018

هشام نزيه الأفضل

في أبحاث علمية أثبتت دور المزيكا وتأثيرها على مشاعر وتفكير الإنسان وهو بيسمعها، ولما بقول أبحاث علمية أقصد الغرب طبعًا مش هنا، عشان احنا هنا أصلًا عندنا مشاكل في صناعة المزيكا وعشان كده المشاعر عندنا ضايعة ومش فاهمين احنا زعلانين ولا مبسوطين ولا متنيلين، ده غير إن احنا بنعامل المزيكا زي طبق الكمالة اللي بيجي مع طبق الكشري.

الناس كلها حاطة السماعات وماشية في الشارع وفي المواصلات، اللي مشغل راب واللي مشغل مهرجان واللي مشغل الهضبة.. إلخ، المهم بقى إن اللي شغال في ودانك ده أو في عربيتك، يعتبر موسيقى تصويرية للي بيحصل قدام عنيك، وأنت بتركب المزيكا على المنظر اللي قدامك، ده لو كانت المزيكا مناسبة للي بيحصل وللمكان اللي فيه الحدث، معنى الكلام ده إن المزيكا ليها مكان مهم في حياتنا.

للأسف رمضان السنة دي المزيكا في الكنافة والحقيقة هو مش السنة دي بس، لكن أنا هتكلم على شوية حاجات كده في العموم على المزيكا في المسلسلات، اللي بنقول عليها موسيقى تصويرية.

أغنية التتر في المسلسل (ارحمونا بقى)

لو مسلسل "جيم أوف ثرونز" الموسم الثامن يبدأ بتتر وأغنية كاملة بتاع 4 دقايق مش دقيقة و 46 ثانية زي باقي المواسم! وتكون مهمة أغنية التتر إنها تحاول تشرح إيه الأحداث اللي هيدور حواليها المسلسل، ويا سلام لو بطل المسلسل مظلوم بقى، هتكون الوظيفة الوحيدة للأغنية إنها تقول للمشاهد إن البطل الدنيا جاية عليه، وطبعا البطل اللي هو جون سنو وإنه ابن حرام ومتمرمط في التلج واحتمال يتجوز عمته!

أغنية التتر هي أسوأ اختراع عملته البشرية (المصرية)، وأنا مش فاهم الغرض منه إيه غير إنهم عايزين يبينوا اسم أبطال المسلسل، وإن الأغنية تكون عليهم  وعلى أحداث المسلسل وتحرق في دمي 4 دقايق، خصوصًا إن الألحان مستهلكة ونفس الجُمل الموسيقية والنمط ومافيش جديد.

في مسلسل "طايع" تتر البداية والنهاية الاتنين مزيكا من تأليف طارق الناصر وغناء وائل الفشني، والاتنين –البداية والنهاية- مشكلتهم إن مافيش فيهم روح الصعيد، وفكرة إنهم عايزين يعملوا مزيكا بروح الصعيد الجديد أو غير التقليدي، فكرة مالهاش معنى، عشان روح الصعيد والفلكلور الصعيدي له قواعد ثابتة المفروض تكون هي عضم الأغنية وأنت تبني عليها مش العكس!

المشكلة بتكبر لما طارق قرر يستخدم المزمار عشان عايز يقول إن المسلسل عن الصعيد، واستخدام المزمار كان بشكل ضعيف جدًا، يعني مفروض إن يكون في لعب بالمزمار، مش مجرد سلم موسيقي بصوت المزمار وبس زي تتر النهاية اللي مدته 5 دقايق.

تستمر المشكلة أما وائل الفشني يغني! ممكن تسمع أغنية التتر لمسلسل "واحة الغروب" للموسيقار تامر كروان وغناء وائل الفشني، وتشوف فرق الروح والمزيكا وتوظيف واستغلال صوت وائل في أنسب شكل له ولمحتوى المسلسل، من غير زحمة موسيقية أو إقحام آلات موسيقية لإثبات حاجة هي مفقودة من الأول، زي المزمار في "طايع".

بس مشكلة التتر مش بتقف عند المزيكا وبس ولكن تمتد للكلمات، يمكن الناس بتكون تحت تأثير الفطار أو تأثير الإعلانات الكتير فشخ وعشان كده مش واخدة بالها من الكلمات، يعني مثلا في مسلسل "أيوب" لمصطفى شعبان، ازاي الكلمات دي ممكن تعدي من فريق العمل ويوافقوا عليها و يقولوا "الله"؟ ده زاب ثروت بيكتب أحلى من كده!

تتر مسلسل أيوب كلمات: محمد الجمال وغناء عبده سليم

أنا حد كان شاطر أوي يوم الامتحان نسي لجنته ورقم الجلوس

أنا دامعة نازلة بتبكي في وقت الهزار

أنا شئ بسيط محطوط في قائمة الانتظار

أنا تحفة حلوة بجد معروضة في بزار

مشكلة كبيرة إن المسلسل يبقى له أغنية تتر مدتها 4 دقائق أو حتى مزيكا من غير أغنية زي مسلسل "ربع رومي" و "عوالم خفية" مدتها أكتر من 3 دقايق، عشان كل الغرض منها إننا نبين أسماء الأبطال واسم المنتج، بس مالهاش غرض تاني ولا وظيفة وأصبح الموضوع مرهق جدًا.

أنت موسيقار ولا ترزي صوت؟

تقريباً الموسيقيين في مصر مزنوقين بين المنتجين والمخرجين ومالهمش دور كبير غير إنهم يعملوا المطلوب منهم في إطار ضيق جدًا، بمعنى المخرج أو المؤلف أو المنتج بيروح للموسيقي ويقوله لو سمحت عايز شوية مزيكا على مقاس محمد رمضان وهو عامل دور صعيدي بس قهراوي برضه، ده بيأثر على توظيف الموسيقى التصويرية وبيخلق صور فنية مشوهة.

توظيف الموسيقى التصويرية

مسلسل "نسر الصعيد"، على سبيل المثال، هما دخلوا المزيكا في المشهد عشان يقولوا للمشاهد إن ده مشهد مهم أو فيه انفعال وحاجة هتحصل، وده أنا بعتبره استخدام للمزيكا بشكل مباشر ومصطنع جدًا، طب ليه هو مصطنع؟ عشان المزيكا بدأت أول ما المشهد بدأ على طول، واتغيرت على نهاية المشهد، ودخل عنصر جديد اللي هو المزمار، بعد ما المشاهد عرف إن البوليس بيراقب  الرجل، اللي هو أصلًا عنصر المفاجأة اتحرق خلاص. يعني أنت مغير المزيكا بعد إيه يعني؟ طبعًا ده غير إن استخدام المزمار مباشر جدًا، اللي هو صعيدي ورجولة ومش ببيع نفسه، يبقى أجيب إبه يدل على كده من الصعيد؟ الإجابة مزمار!

الكارثة تكبر وتوضح لما محمد رمضان يقلع التيشيرت ويتعارك في الديسكو، عشان المزيكا اللي اشتغلت فعلا مالهاش مكان في المشهد، مش عشان أكشن وضرب يبقى نحط صوت طبل بالشكل ده، كان من الأحسن يستخدم مزيكة المكان اللي هو الديسكو ويعلي صوت المزيكا.

لكن في الحتة اللي محمد رمضان بيزور قبر أبوه، في أغنية بتاعت تامر الحجاج اشتغلت، دي أكتر أغنية فيها روح صعيدية، بسبب طريقة غناء ولهجة المغني نفسه ومش بسبب اللحن أو الآلات الموسيقية، يعني المغني هو اللي عامل الروح دي وهي متوظفة صح في المشهد ده

إيه موضوع جيم أوف ثرونز ده يا أهل "كلبش"؟

مستغرب من رد فعل المخرج بيتر ميمي إنه قال إنهم بيحطوا تراكات عالمية في المونتاج وبيشيلوها في المكساج! يعني أنتوا عايزين تظبطوا الصوت يكون نفس الجودة دي باعتبار إنكم لسه هواه؟ ولا في محاولة تقليد للمزيكا دي؟ رغم إن اللي عامل الموسيقى التصويرية لمسلسل كلبش هو "محمد مدحت، وهو موسيقار متميز جدًا، بس أنا مش قادر افهم المزيكا العالمية دي بتعمل إيه في المونتاج و رد ميمي مش واضح ولا حد قال حاجة والكل ساكت.

شوية مزيكا حلوة بقى

هشام نزيه كالعادة عامل مزيكا حلوة في مسلسل "ليالي أوجيني"، مرتبطة بالفترة الزمنية والمكان والمناخ العام للمسلسل من غير أي إفراط في استخدام الآلات الموسيقية، يعني المستمع منسجم مع الصورة من غير ما المزيكا ترهقه سمعيًا، كده هشام نزيه نجح إنه يوصل المشاهد للمكان والفترة الزمنية دي.

لازم المزيكا اللي تتعمل تكون مرتبطة بحاجتين مهمين: الزمن (اللي هو الفترة الزمنية اللي بيتصور وقتها الحدث، يعني لو في الأربعينات مثلاً) والمكان (اللي هو مكان وجود الأحداث، لو في القاهرة ولا إسكندرية ولا بورسعيد)، الارتباط ده بيدي بُعد مكاني وزمني للصورة والصوت مع بعض، يعني مثلاً أغنية "أما أنت جريء والله" للمغنية أسماء أبو اليزيد، أول ما سمعتها جه في دماغي ثريا حلمي، حتى لو أنت مش عارف إن دي أصلًا أغنيه ثريا حلمي في فيلم "لو كنت غني" سنة 42.

أغنية ثريا حلمي

الموسيقى التصويرية في مسلسلات رمضان مش مقياس على كل حاجة، بس ممكن تكون إشارة يعني، ومن غير ما نكدب على بعض أصلاً، ما احنا عارفين إن الموسيقى التصويرية في مصر فيها مشكلة كبيرة، صعب نتكلم عليها في مقال صغير، خصوصًا إن في موسيقيين لازم نعرف رأيهم في الموضوع. بس غير كده، انتوا إيه أكتر مزيكا عجبتكم في مسلسلات رمضان؟

 

المقال يعبر عن رأي صاحبه.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home