• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
7 سفريات لفردين بأقل من 3 آلاف جنيه
الموضوع اللي فات
٥ أفكار عنصرية مصرية ضد أفريقيا

"رشدى أباظة أكتر من مجرد "دونجوان"

شكله حلو بس تمثيله كان أحلى

 الشكل أو المظهر الخارجي مش مقياس لدخول أي شخص مجال فني والنجاح فيه، الموهبة هي اللي بتحكم، فن التمثيل ممكن يكون الاستثناء الوحيد. شكل الممثل أو المؤدى بيبقى عامل جذب للجمهور وممكن لوحده يؤدي لنجاح عمل فني. ده نتج عنه إن في ألواح تلج كتير اتحسبوا علينا ممثلين وعذبونا بأدائهم اللي مافيهوش روح، بس علشان جيناتهم أحسن من غيرهم. الأمثلة كتيرة في السينما العالمية والمصرية، بس مافيش داعى إن الواحد يفتكرهم.

الممثل أو الممثلة اللي عندهم موهبة بس شكلهم الخارجي مش متطابق مع ما يسمى مقاييس الجمال، غالبًا بيتظلموا، بس أحيانًا بيبقى الوضع معكوس. في حالات وسامة الممثل أو جمال الممثلة ممكن يأثر عليهم بالسلب، لأن الكل بيركز مع شكلهم و يغفل موهبتهم، أبرز مثال على ده من السينما المصرية "رشدى أباظة".

"رشدى أباظة" دايمًا بيتقال عليه "دونجوان السينما المصرية" وده بسبب وسامته وعلاقاته النسائية الكتيرة. لقبه خده لأسباب مالهاش أي علاقة بإمكانياته كممثل. في مثل في الوسط الفني معروف بيقول "اللي ما باسهاش رشدي أباظة ما تباستش". نادرًا مابيتوصف "رشدي أباظة" بالفنان القدير، دايمًا يبيتحكم عليه بشكل سطحي. حقيقة الأمر "رشدى أباظة" ممثل قدراته التمثيلية عالية وبيعرف ينوّع في أدواره ويتقنها، ده ظهر في أفلام كتير هنحاول نفتكرها.

"رشدى أباظة" اتولد في 3 أغسطس 1928 لأب مصري وأم إيطالية، وهي غالبًا سبب وسامته. حاول يجرب حظه في التمثيل في السينما الإيطالية بس مانجحش أوي. اشتغل فترة "دوبلير" أو منفذ مشاهد خطيرة في السينما الأوروبية، قبل ما يرجع "مصر" في بداية الخمسينات علشان يبقى ممثل. أدواره في الأول كانت بسيطة ومش مؤثرة، يعنى مثلًا كان ضابط الألعاب في "إسماعيل يس في البوليس" وكان الملاكم اللي بيغلب "علي عبد الواحد" بطل الفيلم في "رد قلبي". حتى مشاركته في فيلم "لا أنام" اللي شارك فيه معظم نجوم السينما وقتها، كانت بدور "سمير"، دور محتاج ممثل وسيم ومافيهوش أي مساحة لإظهار موهبة.

 فرصته اللي نجح في استغلالها كانت في فيلم "أمرأة في الطريق" سنة 1958 للمخرج "عز الدين ذو الفقار". الفيلم كان المقرر يقوم ببطولته الثنائي الناجح وقتها "فريد شوقى" و "هدى سلطان"، لكن "شوقي" انشغل بعمل تاني. الدور اتعرض على نجم تاني من نجوم المرحلة وهو "شكرى سرحان"، اللي رفض الدور لأنه حس إنه شبه دوره في فيلم "شباب امرأة" وفضل إنه ياخد دور أخو البطل ضعيف الشخصية.

الدور جه من نصيب "رشدي أباظة" غالًبا لأن طبيعة الدور الرئيسي كانت بستدعي إن الممثل يتوفر فيه الشكل الرجولي. "أباظة" لعب دور "صابر الصعيدي" اللي بيعاني من سوء معاملة والده وتفضيله لأخوه الصغير عليه، فوق ده "صابر" بيتعرض لمحاولات إغواء مستمرة من مرات أخوه الغازية "لواحظ". الفيلم كانت طبيعته تراجيدية زي معظم أفلام الخمسينات، بس"أباظة" أدى دوره بهدوء بدون مبالغة. مشاهده مع والده وهو بيتلقى الإهانات في صمت كانت الأبرز في الفيلم.

"رشدي أباظة" رجع مع مخرج الفيلم "عز الدين ذو الفقار" السنة اللي بعدها بدور مختلف تمامًا في فيلم "الرجل التانى". "أباظة" لعب دور رجل العصابة الشيك اللي زعله وحش "عصمت أوغلو" أو "أفندينا"، "أباظة" عمل الشخصية بكاريزما عالية وجملته "وحياة طنط كيميت" بتعتبر واحدة من أكثر الجمل الأيقونية في السينما المصرية. الدور كان فيه مسحة كوميدية و"أباظة" نجح إنه يوازن بينها وبين الشر الشديد اللي اتسمت بيه الشخصية. زي ما أثبت نفسه في دور المجرم الثري، عرف يثبت نفسه في دور المجرم الفقير الأقرب للبلطجي وده في فيلم "ملاك و شيطان" للمخرج "كمال الشيخ".

"أباظة" لعب دور "عزت" المقامر والبلطجي قاسي القلب اللي بيخطف البنت الصغيرة "سوسن"، اللي بتنجح إنها تغيره وتخليه يتحول للجانب الطيب. الفيلم اشتهر بجملة "أباظة" وهو بيكلم نفسه في المراية وبيقول"الأسطى أونكل عزت" بعد ما سمع من الطفلة كلمة "أونكل" أول مرة وحس إنها مديح. "أباظة" جاي من خلفية اجتماعية راقية ونجاحه في التحول لبلطجي شعبى بتأكد موهبته كممثل، كمان المقارنة بين "عصمت" و "عزت" دليل تاني على التميز، لأن الدورين كانوا أدوار شر، لكن أداءه كان مختلف تمامًا في الاتنين من حيث طريقة الكلام أو الانفعالات.

معظم الأدوار اللي اتذكرت فوق أدوار درامية جادة ودي مش بس الأدوار اللي اشتهر بيها "أباظة"، لأنه معروف برضه بأدواره الكوميدية الخفيفة، أدوار زي "دكتور البهايم" في "اه من حواء" أو "كوكو" في فيلم "بابا عايز كده" أو "مراد" في "الزوجة 13". كلها أدوار عملها بخفة دم عالية، وظهر تناغم عالي بينه وبين بطلات العمل اللي تنوعوا بين "شادية" و "لبنى عبد العزيز" و "سعاد حسني". نجاحه في التراجيديا والكوميديا بنفس الدرجة، بيدل على إنه فنان متعدد الجوانب ومش بيعيد نفسه.

 فترة تألق "أباظة" كانت في الخمسينات والستينات، يمكن آخر دور مهم عمله كان دوره في الفيلم السياسي "غروب وشروق". أدواره في السبعينات كانت كتيرة لكن أقل أهمية وقيمة من أدواره السابقة، وده بسبب تقدمه في السن والسينما فن شبابي. ده مايمنعش إنه عمل بعض الأدوار المهمة، زى دور الباشا الانتهازى حسين شاكر فى فيلم "شئ في صدري" للمخرج "كمال الشيخ" وضابط مراكز القوة الظالم "الجعفري" في الفيلم الممنوع من العرض "وراء الشمس" للمخرج "محمد راضي".   

 
"أباظة" توفي في يوليو 1980 بعد ما مثل أكتر من 150 فيلم مصري.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home