• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
حوار مع صناع فيلم "بلاش تبوسني" عشان نعرف هو قصة ولا مناظر؟
الموضوع اللي فات
القرية الفرعونية عملت متحف صيني

سرقة دي ولا اقتباس؟ امتى نقول على الفيلم العربي إنه مسروق

الأفلام الأجنبي أم العربي

"الفيلم ده منحوت، منقول نقل مسطرة، المخرج بتاعه سرقه من فيلم أجنبى اسمه "....". فيه ناس بتبقى فرحانة فشخ -بما فيهم أنا- لما تكتشف إن الفيلم العربي اللي بيتفرجوا عليه أو حتى شافوا إعلانه "مسروق" من فيلم تاني، خصوصًا لما صناع الفيلم ما يكتبوش إنهم واخدين فكرته من عمل تاني. صناع الفيلم يا إما بيطنشوا أو بيقولوا إن ده كان مجرد توارد أفكار، دول نوع بجح.

بتوع الإعلانات عندهم كلمة ظريفة أوى لما حد يواجهم إنهم قلبوا فكرة مش بتاعتهم، بيقولوا إن العمل الأجنبى كان ال reference بتاعهم، بس دول عالم بيّاعين مالناش دعوة بيهم. فيه نوع من صناع الأفلام بيعترفوا إنهم خدواالفكرة بس حاطوا عليها التاتش بتاعهم. "تمصير" ودي يعني: لما صانع العمل الفني ياخد فكرة عمل أجنبى ويخلي أحداثها في المحروسة ويحشيه إفيهات مصرية من اللطيفة. في وجهة نظر تانية بتقول إن الافكار مش ملك حد وأى عمل فني ممكن اقتباسه.

"مخترع الكرسي، لا يأخذ المال من كل شخص يصنع كرسيًا" دي كانت جملة مارك زوكربرج من فيلم The Social Network. وجهة النظر دي تنتمي لل"يوتوبيا" شوية وتطبيقها صعب، لأن فيه قوانين بتحمي الملكية الفكرية. طب إيه الصح؟ المخرجين والمؤلفين اللي أفكارهم مش أصلية حرامية ولا مقتبسيين؟ طب إيه الوضع لو الاقتباس كانت جودته أعلى أو حتى قريبة من الأصل؟ لسه هيفضل يتقال عليه سرقة؟

الاقتباس درجات
أحيانًا بيكون معمول بحرفية وأحيانًا فعلًا بيكون فجر وسرقة. لتحديد نوع ودرجة الاقتباس لازم التفرقة بين كذا عنصر من عناصر الفيلم، زى نوع الفيلم والتيمة والموقف الدرامي والحبكة. نوع الفيلم ببساطة هو الشكل الخارجي للفيلم والغرض السطحي منه، زى الكوميديا أو الرعب أو الدراما. تانى عنصر هو التيمة أو السمة، والتيمة هي الفكرة المسيطرة على العمل، زى الانتقام أو الصداقة أو التسامح أو التيمة الأشهر طبعًا: الحب. الأنواع والتيمات عالمية ومتفق عليها، وحتى لو تشابه عملين فى النوع والتيمة، فده مايعتبرش اقتباس. أول درجة من درجات الاقتباس بتبدأ من تشابه الموقف الدرامي. الموقف الدارمي هو الوضع اللي بطل العمل بيلاقى نفسه فيه واللي بيجبره على التصرف بشكل معين وبينتج عنه أحداث العمل.

الاقتباس في الموقف الدرامي
أول مثال لعملين مصري وأجنبي متشابهين في الموقف الدرامي، هو التشابه بين فيلم "Dog  Day Afternoon" للمخرج "سيدنى لوميت" وفيلم " الإرهاب و الكباب" للمخرج "شريف عرفة". فى الفيلم الأجنبي "سوني ورتزيك"، مثلي جنسيًا مالوش سجل إجرامي، بيروح يسرق بنك علشان صاحبه يعمل عملية تغيير جنس. الموضوع بيكبر منه وبيضطر ياخد موظفين البنك رهاين. المفاوضات مع الشرطة بتاخد وقت طويل والموضوع بيقلب نقاش عن الحريات وحقوقه كمواطن والظروف اللي اضطرته إنه يتجه لسرقة البنك. الرهاين والرأي العام بيتعاطفوا معاه لأنهم بيحسوا إنه بيمثلهم.

على الناحية التانية، "أحمد فتح الباب" موظف بسيط فى شركة المياه، بيروح مجمع التحرير علشان يخلص ورق نقل ولاده لمدرسة جنب البيت. البيروقراطية المصرية مابترحموش، لحد ما يلاقي نفسه ماسك سلاح وواخد كل اللي في المجمع رهاين. الرهاين بيحسوا إن أحمد فتح الباب واحد منهم وكتير منهم بينضم ليه وبيبدأ النقاش في الحريات والظروف اللي ممكن تقلب المواطن البسيط مجرم.

في الفيلمين مواطن بسيط بيقف قدام قوى غاشمة وهي الدولة، وفي المرتين الجمهور بيتعاطف مع المواطن في صراعه غير المتكافئ ده. في مشهد في "Dog Day Afternoon" سوني بيتفاوض مع الشرطة  في الشارع وبيحس إنهم هيهاجموه فبيصرخ "أتيكا أتيكا"، فالجمهور حوالين البنك بيتعاطف معاه وبيهتف "أتيكا أتيكا"، ده كان عصيان مدني في إحدى السجون في أمريكا، نتج عنه إن الشرطة دخلت قتلت عدد كبير من المساجين اللي عملوا العصيان.

المشهد ده بيقابله فى الفيلم المصرى مشهد "فتح الباب" وهو بيقول أول مطلب ليه، وجبة كباب وكفتة، فلما الدولة الممثلة في وزير الداخلية بترفض، "فتح الباب" بيهتف "الكباب الكباب لنخلي عشيتكوا هباب"، الجماهير بنتنضم ليه فى الهتاف لحد ما يجليهم كباب فعلًا. المشهدين متشابهين في تعاطف الجمهور مع الخاطف وتوحدهم معاه، وإن كانت قيمة كل هتاف مختلفة، فهتاف "اتيكا" بيرمز لحق المواطن في التعبير عن رأيه، أما هتاف "الكباب" فبيرمز لحق المواطن في الحياة. الأمريكان بيطالبوا بالحرية أما المصريين فعاوزين بس ياكلوا علشان يعيشوا. "الإرهاب و الكباب" يعتبر من الأعمال الراقية اللي متهمة بالاقتباس، المؤلف "وحيد حامد" اتأثر بفيلم أمريكي وكتب باقتدار فيلم عن الواقع المصري.

 اقتباس الحبكة

النوع التانى من الاقتباس واللي دايمًا بيتوصف بالسرقة، هو اقتباس الحبكة، والحبكة هي أحداث الفيلم. في أفلام بتقتبس جزء صغير من الحبكة زي النهاية مثلًا. "ولاد رزق" للمخرج "طارق العريان"، من الأفلام اللي عملت ده في الفترة الأخيرة. "التويست" أو "البلوف" اللي فى آخر الفيلم، متاخد زى ما هو من فيلم  "The Usual Suspects" للمخرج "Bryan Singer"، غير كدة قصة الفيلمين مختلفتين تمامًا، برغم إن الفيلمين كانوا أفلام جريمة. "كده رضا" للمخرج "أحمد جلال" نتش برضه التويست من فيلم "Matchstick Men" للمخرج "ريدلى سكوت".

في أفلام تانية بتقتبس الحبكة كلها بس مع تغيير البيئة اللي بتدور فيها الأحداث، فيبان الفيلم كأنه جديد. علشان نكون منصفين، الأمريكان بيعملوا ده كتير بس بيسموه remake. هما على الأقل بيدفعوا فلوس لصناع الفيلم الأصلي، مش زي عندنا مش بيكتبوا اسم الفيلم الأصلي حتى. أهم الافلام دي فيلم  "The Departed" للمخرج الاسطورى "مارتن سكورسيزى"، The Departed هو إعادة إنتاج للفيلم الصينى Infernal Affairs للمخرج Andrew Lau. الفيلمين بيدروا حوالين ضابط متخفي في عصابة وضابط بيشتغل لحساب نفس العصابة، والاتنين بيحاولوا يكشفوا بعض.

برغم إن الفيلمين أحداثهم كانت متطابقة، إلا إن النهاية في الفيلم الأمريكي كانت مختلفة عن الفيلم الأصلي، وبرأي ناس كتير كانت نهاية أحسن، الفيلم كسب أوسكار الإخراج الوحيدة في تاريخ سكورسيزى. من الأفلام المصرية اللي عملت الاقتباس بشياكة وعرفت تحكي قصة فيلم أجنبى فى بيئة مصرية من غير افتعال، فيلم "المشبوه" للمخرج "سمير سيف"، الفيلم مقتبس من الفيلم الأمريكي "Once a Thief" للمخرج "رالف نيلسون".

الفيلم المصرى حكى قصة الحرامي اللي بيحاول يتوب بس بيفشل بروح مصرية خالصة، من أول مكان الحدث اللي كان المنطقة الحرة في بورسعيد، لغاية الشخصيات الرئيسية والثانوية وردود أفعالهم. علاقة بطل الفيلم ماهر بمراته العاهرة التائبة ورد فعله لما عرف إنها اشتغلت راقصة كانت تاتشات مصرية  مش في الفيلم الأصلي، بس أضافت للفيلم ماقللتش منه. فيلم "نص ساعة جواز" للمخرج فطين عبد الوهاب مقتبس من "Cactus Flower"  للمخرج "جين ساكس". ومع إن الأجواء في الفيلم المصري كانت غربية شوية، بالأخص شخصية داليا اللي بتكره الكدب، إلا إن كاريزما أبطاله، شادية ورشدي أباظة وعادل إمام، عوضت الروح الأجنبية. رأيي الشخصي الفيلم المصري كان مضحك أكتر.

السرقة عيني عينك
معظم النماذج اللى فاتت كانت نماذج لاقتباسات جيدة، دلوقتي بقى نيجي للكوارث. الكارثة بتبدأ لما صانع الفيلم ياخد الفيلم الأجنبى copy & paste، مايغرش فيه غير اللغة، حتى الحوار بيترجمه. ناحت الفيلم، -عيب نقول عليه صانع- ما بيشغلش مخه بيحط اسمه بالباطل ويقول على نفسه بالباطل كاتب أو مخرج. فترة التسعينات كانت فترة بائسة في السينما المصرية وأحد أسباب البؤس ده إن جالا فهمى كانت بطلة سينما وكانت بنتحت كل أفلامها.

جوزها وقتها كان اسمه شريف شعبان وكان بيخرج و ينتج كل المآسي دي، يكفي أقول إن "Pretty Woman" اتعمل فيلم مصري اسمه "الجينز" و "A Fish Called Wanda" اتعمل فيلم اسمه "سمكة وأربع قروش". لما اتطلق هو وجالا فهمي عمل فيلم اسمه "فرقة بنات وبس"، اللي كان منقول بالكادر من فيلم "Some Like it Hot"، المصنف أهم فيلم كوميدي أمريكي طبقًا للمعهد الأمريكي للفيلم AFI. مارلين مونرو بطلة الفيلم الأصلى لعبت دورها في الفيلم المصري أميرة فتحي، أيوه حصل فعلًا.

المخرج "بيتر ميمى" من كام سنة كده نقش فيلم "Reservoir Dogs" للمخرج "كوينتن تارينتينو" وعمل فيلم سماه "سبوبة"، كل التغيير اللي عمله إنه غير شخصية من الشخصيات وخلاها ست مش راجل، حاجة كدة تطري القاعدة. بيتر ميمي وسع نشاطه وبقى بينقش مسلسلات أجنبية كمان، فيلم "الهرم الرابع" متاخد بالمشهد من مسلسل Mr Robot.

معظم الأفلام المنحوتة فشلت تجاريًا ونقديًا وده مش لأنها متاخدة من أفلام تانية، ده علشان اللي نحتها ماتعبش نفسه والجمهور فهم كدة. الفيلم الحلو بيفرض نفسه والناس بتسامح إن الفكرة مش أصلية طالما شافوا حاجة بتحترم عقليتهم كمشاهدين.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home