• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
السعودية هتعمل 40 "جيم" ببلاش في الأحياء السكنية
الموضوع اللي فات
جامعة القاهرة هتعمل كورسات لغات للأطفال من سن 7 ل 14 سنة

"ادبح لها القطة".. ليه اللي بيدعم مراته بيتقال عليه مش راجل؟

يا ديوث يا عدو الله

في ساعة زهق كده، كنت بتفرَّج على إعلان جهينة بشعاره المعروف "الأمومة مش سهلة بس مستاهلة"، فـ جيه في بالي سؤال وجودي: إيه الحاجات اللي بنقابلها وبتكون مش سهلة بس بنكمِّل فيها عشان هي مستاهلة؟ الحاجات اللي فكرت فيها كتير بصراحة، بس بما إن الفنان "أحمد فهمي" كان لسَّه شارح من كام يوم كيفية صب سقف للستات للحفاظ عليهم بدون ما يمرحوا، كان لازم الموضوع ياخد حيز من تفكيري ويشكِّل إجابتي.

وعليه، واحدة من إجاباتي على الحاجات اللي مش سهلة بس مستاهلة، كانت "دعم الرجالة لستاتهم في المجال العام"، ولاحظ في الجملة اللي فاتت حاجتين: الأولى هي الضمير المتصل "هم" اللي أضفته لكلمة ستات، والتانية هي "المجال العام". ليه تلاحظ دول؟ عشان بنسبة 95% أي راجل هيأيد الحريات وهيبقى نسوي لحد ما الموضوع يوصل للستات في بيته، أمه وأخته ومراته وبنته، وبرضه دعم الستات في المجال العام والمهن اللي بتطلب ظهور إعلامي مثلًا، بيكون أصعب، يعني لو راجل شرقي زي ما الكتاب بيقول، مش هيبقى عنده مشكلة أوي إن مراته تشتغل مُدرِّسة من 8 لـ 2، بس لو هتشتغل مغنية هيكون في الأمور أمور.

ملحوظة: المقال ممكن يبان إن الهدف منه دعم الستات واختياراتهم، وده غرض لطيف جدًا الحقيقة، بس مش ده موضوعنا هنا، الفكرة اللي بيدور حواليها المقال هي دعم اختيارات الرجالة بدون وصمهم أو ترهيبهم النفسي عشان يدخلوا في حالة Spiral of silence ويعيدوا إنتاج جيل كامل من الرجالة اللي بنقابلها في حياتنا ونشوفهم كل يوم في الشارع، وبيكونوا مسمّين زوجاتهم "الجماعة" على الموبايل، وبيخجلوا من ذكر أسمائهم والإشارة ليهم في أي سياق.

- يعني "حلمي" صغر في نظرك ليه برضه؟

= دي حاجات مش هتحس بيها الستات، يعني إيه تشوف مراتك في مشهد قدامك بالمنظر ده؟!

"منى زكي"، بالنسبة لجيلي والجيل الأكبر شوية، هي فتاة الأحلام الرقيقة (للولاد) والبنت اللي كان نفسنا نبقى زيها في فترة من حياتنا (للبنات)، أدوراها عادةً بتكون خفيفة ولايت، لا فيها مشاهد جرئية ولا حتى فكرة العمل بتكون صادمة. ده سر من أسرار نجاحها بالشكل الكبير ده وسط فئات عمرية مختلفة ودخولها كل البيوت. لحد سنة 2009 لمَّا قررت تغيَّر جلدها وتعمل فيلم "احكي يا شهرزاد"، اللي قصصه المختلفة بتقوم على دعم المرأة، واللي عملت فيه مشاهد اعتبرها البعض خادشة للحياء و"ماتجيش من منى". وقتها، وسط موجة انتقادات واسعة طالتها، طلع "أحمد حلمي" حضر العرض الخاص للفيلم وقال ببساطة إنه فخور بدورها في الفيلم. موقف عادي بين أي اتنين مرتبطين بيدعموا شغل ونجاح بعض، ممكن يبقى اتنسى بينهم بسهولة أصلًا عشان هو طبيعي أوي، لكن عند الجمهور هو كان تصريح "ديوثي" أوي، ولحد دلوقتي في أي صورة بتجمع الزوجين، هتلاقي شخص ثائر لمباديء الرجولة ولولاد البلد وبيشتم "حلمي" بسبب دعمه لفيلم مراته.

- هو ازاي سايب بنته تلبس قصير وتتباس كده؟

 = ما هو أستاذ تمثيل ودي شغلته، أعوذ بالله

في أول معرفتي بـ "يسرا اللوزي" كممثلة من سنين كتير، سمعت الجملة دي من اتنين ستات أكبر سنًا كانوا بيتفرجوا معايا على فيلمها، ولحد دلوقتي الوضع ماتغيرش كتير في نظرة الجمهور لطبيعة أدوار يسرا واستغرابهم من "تسيُّب" -حسب وصفهم- أبوها ومن بعده جوزها. حتى في فيديو "الراجل سند" اللي شاركت فيه "يسرا" عشان تحكي عن دور والدها الداعم في حياتها، جزء كبير من الكومنتات كانت سلبية وبتتهم أبوها بالدياثة عشان سامح لبنته تمثل وتلبس قصير وتتباس. 

مش "يسرا" ووالدها بس، النماذج كتير، بدايةً من فنانين ونجوم مجتمع في مجالات مختلفة شكِّلوا وعينا بأعمالهم، زي "نور الشريف"، وصولًا لنجوم أصغر سنًا زي "عماد متعب" و"عصام الحضري" و"أحمد حلمي"، القاسم المشترك الوحيد بينهم، هو إن زوجاتهم اختاروا طريق وشكل حياة مختلف عن مفهوم جموع المصريين لدور الزوجة والأم. على النقيض، في نفس المجالات لو فنان قرر مايشاركش الجمهور صور مراته ولا تفاصيل عنها، هيتضرب بيه المثل في الرجولة والأخلاق، وهيرجِع البعض سر تفوقه لإنه "راجل عارف ربنا وبيتقي الله في أهل بيته".

"محمد صلاح" ماسلِمش من الموجة دي مرتين، الأولى لمَّا دعم حملة "لأني راجل" للمساواة في الحقوق والحريات بين الرجالة والستات،  رغم إن الحملة تابعة للمجلس القومي للمرأة وحاجة آخر وسطية يعني ومشي جنب الحيط، إلا إن "صلاح" اتهاجم من مشجعينه الذكور، وخد شوية اتهامات بالدياثة على كام نصيحة دينية، وطبعًا آية "الرجال قوامون على النساء" اتذكرت عدد مرَّات ماقدرتش أعِّدهم، عشان تفكَّره بالأفضلية اللي اكتسبها هو وكل أبناء جنسه، لمجرد كونهم اتخلقوا بعضو زيادة عننا.

المرَّة التانية، كانت من أيام قليلة، لمَّا انتشرت للاعب المصري المحترف في نادي ليفربول، صورة بتجمعه بمراته المحجبة، وفورًا اتشيرت الصورة مرَّات كتيرة وعليها كابشن "بيشعر" في صلاح "الراجل الشرقي الأصيل" اللي مخلّي مراته تلبس حجاب حتى وهما عايشين في مجتمع غربي، والبعض شطح بخياله أكتر وقال إن سبب تفوق "صلاح" هو مراته بنت البلد المحجبة الأصيلة، مش موهبته يعني ولا حاجة. هل الجماهير صاحبة هرمون التستوستيرون العالي، كان هيبقى موقفها إيه لو "صلاح" قال بالصدفة إنه مش مع قرار الحجاب بس ده اختيار مراته وهو بيحترمه؟ كان هياخد كام من 10 على مسطرة الرجولة والحمشنة بالنسبالهم؟

موقف الجمهور من رجولة "صلاح" واحترامهم لمراته عشان شبه معظمهم وبتتوافق مع معايرهم، معاكس تمامًا لموقف نفس جماهير الكورة من "عماد متعب" من كام سنة، رغم إنه لاعب مايقلِّش نجومية عن "صلاح" تقريبًا.

مع بداية علاقة "متعب" بملكة جمال مصر السابقة والممثلة "يارا نعوم"، الجماهير وقفت لهم بالمرصاد، في أوقات حذَّروه من فشله في الملعب ومن انحرافه المتوقع والمرتبط بعلاقته بواحدة معاييرها مختلفة عنهم، بتلبس مايوه وفي صور بيبقى جنبها كاس يا جماعة! بعدها، ومع تنفيض "متعب" ليهم واستمراره في العلاقة، خدت الجماهير سكّة تانية وبدأوا يشتموها ويشتموه في الماتشات، وفي التعليقات على صورهم سوا، وفي كل فرصة ممكن يفرَّغوا فيها شحنة الغضب اللي جواهم، واللي اتكوِّنت عشان نجم جيلهم خذلهم واختار شريكة حياة من غير الرجوع لكراسة معاييرهم عن الزوجة الصالحة. بالمناسبة، "يارا" طلعت في لقاء تلفزيوني تقول إنها اعتزلت التمثيل وتراجعت عن قرارات قديمة خدتها، بس ده ماخففش من حدة هجوم جماهير جوزها الذكور عليها وعليه.

"عصام الحضري" مثلًا، مافيش اتنين يختلفوا على كونه فلاح مصري أصيل مابيحاولش يتنكر لأصوله في كفر البطيخ، على الرغم من كده، ومن كونه شارك في إسعاد جماهير الكورة لسنين طويلة، لمَّا قررت مراته تقلع الحجاب وبدأت تشارك معاه في إعلان تلفزيون، تم استغلالها كنقطة ضعف عند "الحضري". وفي أوقات كتير هتلاقي صورها قبل وبعد الحجاب محطوطة مع تعليق بيقارن بين الصورتين، وبيقول إنها اتنكرت لأصولها والفلوس خلِّتها "نسيت نفسها". رغم إن لو كان العكس حصل، ولبست الحجاب بعد ما كانت من غيره، ماكانش أي حد هيهاجم التغيير ده في حياتها، فـ هنا هتحتاج تسأل نفسك: هي المشكلة في التغيُّر بشكل عام ولا في التغيرات اللي مابتبقاش متفقة مع مبادئ أغلبية المجتمع؟

جزء من غضب الجماهير الواسعة من "أحمد فهمي"، كان راجع لصراحته في طرح وجهة نظره اللي هما في الأساس مش مختلفين مع مضمونها أوي، سبب غضبهم راجع كمان لعادة معظم المصريين في حبهم للي يلف عليهم ومايجيش دُغري. مش مصدق؟ تعالى نفكر سوا، تفتكر كام واحد من اللي انتقدوه، مؤمن إن الفن رسالة ومش شايف الفنانات بشكل عام عاهرات؟ كام واحد منهم شايف إن الستات من حقها تشتغل "بس" لو في حاجة مادية لمرتبها؟ وكام واحد لو قابل صاحبه على القهوة وقاله هودي بنتي الصغيرة تغنّي أو تلعب رياضة من الرياضات المغضوب عليها زي السباحة، هيقوله استهدى بالله واقفل عليها؟

Home
خروجات النهاردة
Home
Home