• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
قانون جديد في السعودية بيعاقب الأزواج اللي بيتجسسوا على بعض بالغرامة والحبس
الموضوع اللي فات
أول محجبة توصل لنصف النهائي في مسابقة Miss England

من مسرح مصر لبرامج المسابقات: ازاي التلفزيون بيخلينا نقبل العنصرية كحاجة عادية؟

لا يهمني شكلك لا يهمني لونك .. هاتريق عليك كده كده

في أمريكا سنة 1967، كان المجتمع فيه عنصرية ضد أصحاب البشرة السوداء، وطبعًا كان صناع السينما عارفيين ده، لكن المخرج Norman Jewison اختار إنه يصوَّر "أول" صفعة من محقق شرطة أسمر البشرة على وش راجل أبيض في فيلمه In The Heat of the Night، بعد ما كان الجمهور متعود يتفرَّج على السُمر وهما بيتضربوا وبيقابلوا العنصرية بخضوع بس.

المشهد وقتها قلب أمريكا، والصفعة، اللي كانت جزء من أحداث الفيلم، تخيَّلها العنصريين إهانة للرجل الأمريكي الأبيض بشكل عام! ليه المخرج قرر يحط المشهد ده وهو عارف إن حدوثه في الواقع صعب أو أقرب للمستحيل؟ هل بده كان بيساعد الحركة ضد العنصرية في أمريكا ولا بيعكس الواقع بشكل غلط؟

من قديم الأزل وفيه خناقة دايرة بين فريقين من جمهور البرامج والمسلسلات والأفلام، الفريق الأول شايف إن الإعلام بكل وسائله بيساهم في تشكيل وعي الناس بطريقة مباشرة و -الأهم- بطريقة غير مباشرة، وبالتبعية ليه دور في "تقويم" سلوكهم وتعليمهم يعملوا إيه ومايعملوش إيه. الفريق ده هتلاقيه على طول الخط بيشتم "محمد رمضان" ومعجب بمسلسلات ومسرحيات "محمد صبحي" خاصةً الجزء الخطابي والتربوي اللي فيهم. الفريق التاني بقى شايف إن الإعلام بيعكس الواقع مش بيشكِّله -بأي نسبة- وغالبًا بيبقيم العمل بشكل فني مش بمدى تأثيره على الناس، وشايف كمان الفريق الأول بيستخدم الإعلام كـ "شماعة" يرمي عليها مسؤولية المشاكل الموجودة في المجتمع.

الفريق الأول في الغالب بيحمِّل الإعلام، بوسائله المختلفة، مسؤولية البلطجة والتحرش الموجودين في المجتمع، وعلى العكس، بيتغاضى تمامًا عن رسايل عنصرية وذكورية موجودة في نفس الأفلام والبرامج. الرسايل دي ساعات بتبقى متوجهة لناس بيشتغلوا في وظايف معينة (بوابين وقهوجية)، أو أصحب مظهر معين (قصير، تخينة، أصلع)، أو لناس مافيهمش أي حاجة من الحاجات دي، بس "القفية حكمت" والترافيك بيذل. 

ساعات تانية بتبقى الرسايل، خاصة لو ذكورية، موجودة عشان هذا ما وجدنا عليه آباؤنا. مش شرط القائمين على العمل يبقى قصدهم يقللوا من الست أو يحصروها في إطار معين أو يتعاملوا معاها على اعتبارها سلعة، لكن ده اللي اتوعدنا عليه وبنعمله، والجمهور كده كده شاري. كمثال على ده: كل إعلانات العربيات اللي بتستخدم الست (أو أجزاء منها) عشان تبيع.

وإعلانات مستحضرات التجميل اللي بتظهر الست المهتمة بنفسها إنها رامية عيالها ومش سائلة في بيتها، والمسلسلات اللي بتوصم الست الخاينة لجوزها، مع إنها ممكن تجيب راجل خاين مراته بتسامحه عادي! 

الخلاصة إن كلنا بنبقى حساسين من الكلام العنصري والجارح لو اتوجه لينا بشكل مباشر، زي لمَّا حد يتريق على شكلك أو يقلل من شغلك وموهبتك، لكن لو شفنا نفس الكلام والأفعال "غير المقبولة" على التلفزيون في سياق كوميدي سواء في مسرحية أو فيلم أو برنامج مسابقات، هنقبله وهنضحك عليه لسبب مش مفهوم، مع إنه هو هو نفس الكلام! ليه بقى؟

الحاجات دي موجودة في المجتمع بجد ولا هي من صنع الإعلام بس؟ 

في الغالب هي موجودة فعلًا وكلنا بنقابلها كل يوم، وفي تقارير وأبحاث مالهاش حصر اتعملت عن "العنصرية" في مصر. الأوحش من وجود العنصرية هو تقبُّلنا ليها ووضعها في سياق ساخر التعامل معاها على إنها حاجة مضحكة، زي ما حصل في الموقف اللي في الفيديو ده.

 

الموظفة اللي تم السخرية منها ظهرت في فيديو بعد يومين بتقول إنها مازعلتش من مداعبته، بالعكس كانت مستنية تشوفه، بس هل كونها ماتضايقتش، ده ينفي حقيقة إن اللي عادل إمام قاله جارح وبيرسخ لطريقة مهينة في التعامل مع أصحاب الوزن الكبير؟

 

لو الناس في المجتمع "بتعنصر" على بعض فعلًا بالشكل ده، المفروض الإعلام يكذب ويبقى بيعكس صورة مجتمع تاني؟

في دراسات نفسية اتعملت، أثبتت إن التأثير اللي بيقع على لا وعي الشخص، بيبقى أكبر من التأثير اللي بيقع عليه وهو واعي، يعني إيه الكلام ده؟ يعني الأفلام والمسلسلات والإعلام بصفة عامة بيأثر على لا وعيك ويرسَّخ فيه حاجات وأنت أصلًا مش حاسس.

عشان كده مصطلح الصواب السياسي - Political Correctness محتاج ينتشر وسطنا ووسط صنَّاع الإعلام في مصر، المصطلح معناه، ببساطة شديدة، إنك تتجنب استخدام "ألفاظ" بعينها عشان ممكن توصل معاني عنصرية، وتبدلها بكلمات تانية ألطف، مثلًا بدل ما تقول "أعمى" ممكن تقول "كفيف"، وبدل ما تفكَّر اللي قدامك دي تقولها "آنسة" و"مدام" ممكن تقول "سيدة"، عشان ماتقعش في حتة هل هي عزباء ولا متجوزة، اللي ممكن تكون أصلًا موضوع حساس ليها. 

من الآخر، اللي بنشوفه على الشاشة، سواء سينما أو تليفزيون، مش بس إنعكاس للواقع، لكنه كمان بيأثر فيه. لو مش مقتنع، لاحظ المسلسلات الأمريكية دلوقتي ازاي بتظهر أي "شلة"، هتلاقي فيها أسمر ومثلي ودول متعوديين على ظهورهم من زمان، الجديد بقى إن يبقى فيهم أمريكي مسلم أو من أصل هندي، عشان يعودوك ويرسخوا في اللا وعي بتاعك إن هو ده شكل الشلة الأمريكية، كلهم على اختلافهم زي بعض وصحاب، حتى لو فيه عنصرية بتحصل في الواقع، هما بيحاولوا يغيروا صورتك الذهنية عن ده بطريقة غير مباشرة، والمحاولة دي تعتبر طريقة من طرق نبذ العنصرية.

برامج المسابقات حواليها لغط كتير في معيار اختيار المتسابقين وعلى أي أساس بيكسِّبوهم وهل موضوع التصويت حقيقي ولا اشتغالة؟ بس الشيء الواضح إن البرامج دي كلها بتحقق أعلى نسب مشاهدة، سواء برامج أطفال أو مواهب عامة أو غناء، الناس بتتفرَّج وبتستناها. ده مابيمنعش المنتجين من إنهم يضيفوا شوية "بهارات" للحلقات تعلّي الترافيك وتزوِّد الإعلانات، البهارات دي غالبًا بتبقى تريقة على موهبة متسابق أو شكل متسابقة. منهم مثلًا:

أماني صابر "سندريلا" - Arab Got Talent

ظهرت المتسابقة "أماني" اللي شبهِّت نفسها بالسندريلا واللي ممكن مايعجبكش أدائها عادي. لكن اللي مش عادي إن اللجنة اللي قبلتها في المراحل الأولى ووصلتها للمرحلة دي، تبقى مطلَّعاها عشان تضحك عليها، خاصة وهي متوترة للدرجة اللي خلِّتها مش قادرة تتنفس بشكل طبيعي.

انتي مالكيش في الغنا

أنهي جزئية بالظبط اللي باظت منك؟ مش كلهم يعني؟!

ممكن تشوف ده من هنا.

"أماني" ظهرت بعد البرنامج في حلقة من "صبايا الخير" واتكلمت أكتر عن "النمرة" اللي اتعملت عليها. 

فيصل الأنصاري - The voice

"أحلام" كانت شايفة إن المتسابق صاحب الوزن التقيل "هيريل" على شوية كيك ويختار يبقى في فريقها، مش ده بس الغريب، الأغرب إن الجمهور أول ما شافها شايلة صينية كيك داخلة بيها على المتسابق، اللي رايح يتقيم على أساس "صوته"، فضل يصقف لها!

اسمعوا فيصل وشوفوا رد أفعال أحلام من الدقيقة 58 من هنا.

ميرنا مجدي - Arab Got Talents

ممكن تشوف اللي ميرنا بتعمله هبل، وده رأيك الشخصي اللي أنت حر فيه، لكن لو أنت لجنة تحكيم في برنامج مسابقات وقبلت متسابقة في المرحلة الأولى وأهلتها للمراحل اللي بعد كده، يبقى ماينفعش تسخر من موهبتها، وعلى طول الخط ماينفعش تسخر من شخصها، زي ما عملت لجنة تحكيم البرنامج.

من غير الدخول في تفاصيل برامج المسابقات دي، ومعايير اختيار المتسابقين وفوز بعضهم حسب البلاد اللي هما منها والبيزنس الكبير اللي ورا البرامج دي بشكل عام، إيه الهدف من قبول متسابقين دون المستوى والتريقة عليهم غير إن ده هيجيب مشاهدات أكتر تجيب إعلانات أكتر وطبعًا بالتبعية فلوس أكتر؟

المسرحيات في مصر سوقها نايم بقاله فترة ويمكن ده سبب من أسباب نجاح "مسرح مصر" ووصوله لإنه يبقى من أكتر الحاجات اللي بيتابعها المصريين دلوقتي، على الرغم من إنه مليان عنصرية وخطاب كراهية! بس المصريين روحهم حلوة.

هو الأمير بيبقى عامل ازاي؟

انسى بقى كلام إن الناس سواسية والهجص ده، في المسرحية دي هتعرف إن الأمير ليه شكل محدد غير الخادم.

اللي عايزة تخس تعمل إيه؟ تنط من البلكونة

"علي ربيع" قال بلا دايت بلا بطيخ، الحل للي عايزة تخس وماتبقاش زي "الجحشة" هي إنها ترمي نفسها من الدور الـ 56، جايز حد ينطس في نظره ويختارها ملكة جمال

في مسرح مصر بيبدعوا طرق جديدة ومختلفة للسخرية من الحاجات نفسها، بيمدوا خط التريقة على التخان ويحلبوه وفي الحقيقة مش عارفة هينتهوا من ده امتى. لو بنت ضربت واحد ممكن يعمل حاجات كتير، بس الأكيد إنه مش هيجري خوفًا منها، إلا لو كانت تخينة.

ماينفعش القهوجي يبقى مسمسم

"سليمان عيد" يبقى خال "حمدي المرغني"، والقاسم المشترك التاني بينهم هو سمار البشرة، وده اللي خلّى "سليمان" يقول في مسرحية ما: "دور القهوجي ماينفعش يطلع من "عيلتنا"، وكان يقصد نفسه هو وحمدي المرغني.

خلصنا من "عثمان" البواب السوداني وإفيهاته، عشان يظهر لنا مواصفات شكلية جديدة للقهوجية. 

***
أنا وأنت والمنتج والمخرج واللي بيقول الكلام العنصري نفسه، عارفيين إن الكلام ده عنصري وغلط يتحط في قالب كوميدي، لكن طول ما الحاجة بتبيع والناس بتتفرج والفلوس بتييجي هتفضل الماكينة شغَّالة. لو أنت مقتنع إن الإعلام بيعكس اللي بيحصل في المجتمع زي ما هو، مش هتتضايق من البرامج دي، ولو أنت مقتنع إن الإعلام بيعكس الواقع بس برضه ليه دور في تشكيل الوعي وتمرير أفعال معينة غلط، هتقلب عليهم. المهم المرَّة الجاية اللي تشوف فيها موقف زي ده ماتعديهوش وماتضحكش عليه، عشان طول ما أنت بتضحك وتتتفرج وتجيب إعلانات للقناة، هيفضلوا يذيعوا المحتوى ده بنفس مشاكله.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home