• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
توزيع شتل شجر مثمر في جهاز مدينة 6 أكتوبر مجانًا
الموضوع اللي فات
الشركة الإماراتية CAFU هتقدم أول خدمة بنزين ديلفري في مصر

"الفن حق للكل مش للنخبة بس": حوار مع "نوفل" اللي بيرسم جداريات في مناطق شعبية

رسم جدارية بارتفاع 18 متر في 5 أيام
نوفل

اللي يرميه القدر في شارع فيصل بيعرف إن يومه ماشي غلط، زحمة ناس وعربيات مابتتحركش، ميكروباصات فولكس مش موجودة غير في الشارع ده وشارع الهرم، كماين مرورية في أماكن غريبة، وعمارات من الجانبين بلونهم الرمادي الباهت اللي بيأذي العين ويقبُض القلب. بداية مش حلو ليومك، صح؟ بس بداية يومك ممكن تتحسن نسبيًا لو عدّيت على "جدارية الطالبية" صاحبة ارتفاع الـ 18 متر،  اللي رسمها "نوفل" في خمس أيام.

دي مش أول جدارية لـ "نوفل"، طالب الفنون الجميلة وفنان الـ Street Art صاحب الـ 22 سنة، اللي بيفضَّل يرسم في مناطق شعبية زي فيصل. فنان صغير في السن عايز يرسم للكل في مناطق بسيطة، موضوع حلو شدّنا نتكلم معاه أكتر عشان نعرف: اشمعنى فيصل؟ ويفرق إيه الـ Street Art عن فن الجرافيتي؟ والبداية كانت منين؟ وإيه خطوته اللي جاية؟

سواق الكاروو لو روحت قولتله شوف المعرض الجاي في الأوبرا، مش هيعرف أساسًا إيه دي، ولو عرف مش هيروح لأسباب كتير خارجة عن إرادته، فـ أنا باجيبله الفن في الشارع لحد عنده

من الناس وللناس

طالب الفنون الجميلة ممكن يبقى بيحلم بلوحاته معروضة في أكبر متاحف باريس في عرض حاضره نجوم المجتمع الدبلوماسي مثلًا، دي صورة معظمنا عن أحلام الفنانين، لكن لمَّا يبقى حلم فنان هو توصيل رسوماته وألوانه لسكان مناطق بيصفها البعض بالعشوائية، في الغالب مش هيهتموا بيه كفاية ولا يشغلوا بالهم بفهمه؟ بالنسبة لـ "نوفل"، فكرة احتكار الفن جوّه حيطان المتاحف دي ظالمة وبتخلي الفن مقتصر على النخبة، بيشرح أكتر في إجابة على السؤال: "أنا باعمل فن لكل الناس في الشارع، يعني سواق الكاروو لو روحت قولتله شوف المعرض الجاي في الأوبرا، مش هيعرف أساسًا ايه دي، ولو عرف مش هيروح لأسباب كتير خارجة عن إرادته، فـ أنا باجيبله الفن في الشارع لحد عنده".

تعميم الفن لكل الفئات مش هو دافع "نوفل" الوحيد للرسم في مناطق بسيطة، هو مقتنع إنه بيقدم حاجة من الناس دي وشبههم، فـ طبيعي يقدمها ليهم في مكانهم الطبيعي، "أخر جدارية ليّا كان فيها ميكروباصات الفولكس الشعبية الموجودة في فيصل، واللي قبلها كان بطلها سواق ميكروباص فيه أنوار كتير حواليه. يعني أنا باتكلم بلسان الناس دي وعنهم، فـ أساسي ارسم قدامهم وفي مكان يشوفوه".

الناس بتفتكر إني بارسم إعلان أو هاخد فلوس من ورا اللي باعمله ده، مايعرفوش إني باصرف على فني من جيبي 

الناس خايفة ولا مش فاهمة هو بيعمل إيه؟

الموضوع ده كان المفروض تقراه من 3 شهور فاتوا، وقت ما كان "نوفل" بيظبَّط مع صاحب عمارة ارتفاعها 10 متر في شارع ضياء في فيصل، وكنت مستنياه يرسم وأنا أكتب، بس ده ماحصلش. بيقول "نوفل"، بعد الاعتذار اللطيف، إن الموقف ده متكرر ومش غريب عليه، ووسط كل 5 بيرفضوا فيه 1 ولا 2 بيفهموا هو بيعمل إيه وبيوافقوا يرسم على بيوتهم. الناس خايفة ولا مش فاهمين هو بيعمل إيه؟ بيحاول يشرحلي إن الواقع خليط من ده وده، بيطلع أعذار للي بيرفضوا زي إن اللي بيرفض ممكن يبقى باني مخالف فـ مش عايز يلفت النظر ليه. "وفي ناس بتوافق عشان أنا بانضف لهم الحيطان في الآخر يعني، بس مصر عمومًا مافيهاش أوي ثقافة الـ Street Art والفن لأجل الفن بشكل عام. يعني ممكن واحد يوافق ويفتكر إني باعمل إعلان أو راجع لي عائد مادي". طيب هو ده صح؟ في عائد مادي بيعود عليه؟ بيضحك "نوفل" ويقول "بالعكس، أنا المشروع ده اتكفلت بكل الحاجات فيه، وكتير بتبقى المعدات صعب ألاقيها، زي الرافعة اللي اضطريت أطلع عليها دي، كان صعب ألاقيها في مكان بتتأجر".

إحنا مش من فنانين جرافيتي الثورة بس بنحترمهم

فكرة الاستئذان بترجَّعنا لاختلاف جوهري بين الـ Street Art والجرافيتي، الجرافيتي حاجة مافيهاش استأذن عكس الـ Street Art اللي بيتطلب موافقة صاحب البيت الأول، "في الجرافيتي، أنا ممكن آخد السبراي وأنزل أرش، مابقولش للناس أنا هارسم على حيطانكم. احنا بقى العكس، أنا باقعد بالأيام داخل خارج في بيوت الناس، باشرب معاهم وبيبقى بينا عيش وملح. عشان كده لازم الناس كلها تبقى شايفاك وموافقة على اللي بتعمله". بيقول "نوفل" لأصحاب البيوت وفرولي وقت ومساحة آمان، ورسمي هيبهركم وهتحبّوا شكل بيوتكم أكتر.

الجرافيتي خارج من Movement تانية، يعني إيه الكلام ده؟ بيشرح "نوفل" الفرق بين الـ Movements المختلفة: الهيب هوب، الثورة، والألتراس. "أنا منتمي لحركة الهيب هوب، بعد 25 يناير ظهرت حركة الثورة، وفي الأول خالص قبل الثورة كان الألتراس هما أول ناس بيعملوا جرافيتي". حركة الهيب هوب بدأت في أمريكا في التسعينات، في مصر بقى، وصلت ازاي وبقى شكلها ايه؟ بيوضح "نوفل" إنها حركة شاملة لحاجات كتير، من بريك دانس، لـ دي جي، لـ رسم جرافيتي، لــ رقص هيب هوب. "جرَّبت كل ده بس في الأخر أنا شاطر في الرسم وبس، فـ قولت أسيب العيش لخبَّازه وأركز في اللي بافهمه وشاطر فيه".

علاقة الحركات دي ببعض إيه؟ بيأثروا على بعض ولا بيقطَّعوا على بعض؟ بيرد "نوفل" ويقول إن "مش معنى إني مش من حركة الألتراس أو الثورة، إني أنا أو حركة الهيب هوب أحسن منهم، أنا مابقدمش فن أكتر منهم، بالعكس في رسمات معينة من الثورة تعتبر أيقونات لكل الفنانين". وحسب كلامه، يُحسب للثورة إنها فتحت عيون الناس على "حقنا في الحيطان" والتعبير عليها.

بيحاول يوصلي علاقته بحركة الهيب هوب وإيمانه بيها: "لما تشوفي واحد بيحط كارتونة ويرقص عليها، تفتكري ليه بيعمل ده؟". بالنسبة لـ "نوفل" الهيب هوب هي مش مجرد جرافيتي، هو ستايل ولبس واحساس ومزيكا وألوان، تعبير عن حالة كاملة بيعيشها، أهم احساس فيها هو "الحرية".

الأجانب شايفين إن جو المغامرة اللي احنا فيه في مصر بيخلّي الموضوع أحلى وفيه مغامرة، بس في الآخر دي معاناة وبتمنعني في أوقات كتير من أكتر حاجة بحبها وعايش عشانها

عشاق الرمادي يتنفضون

حاجات كتير في مصر ليها سقف، والسقف ده طايل "نوفل" وفنانين الجرافيتي والحركات المختلفة بأشكال كتير، بدايةً من البيروقراطية اللي بيقابلوها وهما بيستخرجوا تصاريح عشان يبقوا ماشيين في السليم، وصولًا للتضييق عليهم و "تهويشهم ببوكس" وهما بيرسموا. بيشرح أكتر: "أنا مش مستني حاجة من الحكومة غير الأمان والتصاريح، بس حتى دي بتبقى مهمة صعبة". طيب إيه السبب؟ هل اللون الرمادي اللي مغطي العمارات له قرايب مهمين في أجهزة الدولة مانعين تغييره؟! بيقول "نوفل" إن المصريين بشكل عام "بيكرهوا الفن" مش بس مش بيفهموه، لكن بيبصوا له بنظرة دونية باعتباره شيء خبيث، ده غير إن بعد حركة الجرافيتي في الثورة ارتبط في دماغهم أي رسم على الحيطان بالثورة والشعارات السياسية، "أنا بحاول اقنعهم إني بارسم فن بس، وكلام اجتماعي مش قصدي بيه غرض سياسي، وياريت يسيبوني أعمل ده".

اللي إيده في المياه مش زي اللي إيده في النار، واللي بيسمع عن مطاردات الشرطة لشاب بيحاول يجيب علبة "سبراي رش" غير اللي بيعيش التجربة دي، أو المعاناة، زي ما بيوصفها "نوفل". بيقول: "صحابي الأجانب شايفين إن جو المغامرة اللي احنا فيه في مصر بيخلّي الموضوع أحلى، أنا طبعًا عارف إن المغامرة بتزود شغفي ناحية الحاجة، بس في الأخر دي معاناة وبتمنعني في أوقات كتير من أكتر حاجة بحبها وعايش عشانها".

hoot by @MO4Network's #MO4Productions
.Photography by Mohab Mohamed

Home
خروجات النهاردة
Home
Home