• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
"ده مش صوت من بُقي دي مزيكا بجد": حوار مع ملوك الـ BeatBox في مصر
الموضوع اللي فات
دولة أوروبية قلدت سجاير "كليوباترا" لمدة 6 سنين

فيلم "ورد مسموم": ازاي الرمزية الزيادة هتخلي فيلمك فاشل؟

العمل الروائي الأول لمخرجه
تحية من فيلم "ورد مسموم"

السينما المستقلة في مصر

لسنين طويلة كانت الأفلام المستقلة حكر على شريحة معينة من الجمهور ومحبي السينما، وبيُشار إليها على إنها أفلام مهرجانات بس. لحد ما ظهر فيلم "يوم الدين" وحقق نجاح واسع جماهيريًا كمان واتعرض في سينمات مختلفة وفي محافظات منها المنيا. اتفتح الباب لانتشار الأفلام المستقلة أكتر وبقت توصل لجمهور جديد مش متعود يتفرج على النوعية دي، بتعبير تانيK الأفلام المتسقلة هي أفلام تكاليف إنتاجها محدودة وغالبًا مصدرها مؤسسات دعم، مواضيعها بتكون مختلفة، القائمين على الفيلم مابيبقوش ملتزمين بشكل سرد معين وبيبقى عندهم مساحة أكبر للتجربة، ومش شرط الأبطال يكونوا نجوم معروفين.

في فبراير 2018 اتعرض فيلم "ورد مسموم" لمخرجه أحمد فوزي صالح، لأول مرة في مهرجان روتردام، وبعد 9 شهور اتعرض الفيلم للمرة الأولى في مصر، في مهرجان القاهرة السينمائي اللي فاز فيه بتلات جوائز: جائزة أفضل فيلم عربي في المهرجان، جائزة صندوق الأمم المتحدة وجائزة صلاح أبو سيف بمسابقة آفاق. بعدها اتعرض الفيلم في سينما زاوية واتحمس عدد كبير من محبي السينما لمشاهدته، على الرغم من إن الإعلان الدعائي بتاعه اعتمد على البساطة الشديدة ومابينش أي تفاصيل تخص الفيلم غير إنه بيدور في منطقة شعبية.

من الوثائقي للروائي

سنة 2009 مخرج الفيلم عمل مشروع تخرجه فيلم وثائقي، "جلد حي"، اللي كان بيدور في منطقة المدابغ. وبعد 8 سنين الفكرة اتحولت لفيلم "ورد مسموم" الروائي.

الفيلم بيدور في منطقة المدابغ في سور مجرى العيون بالقاهرة، البطلة هي "تحية" اللي بتأدي دورها الممثلة الشابة "كوكي"، واللي لمدة 20 دقيقة في الفيلم هتحس إنها زوجة "صقر" اللي بيلعب دوره إبراهيم النجاري، لحد ما تكتشف إنهم إخوات، بس مشاعر "تحية" لـ "صقر" هتبقى محل شك وهيتكون عندك سؤال عن طبيعة العلاقة بينهم، بس للأسف هتفضل لآخر الفيلم ماعندكش إجابة على السؤال ده.

مشاعر "تحية" لـ "صقر" مش هي الحاجة الوحيدة اللي مش هتفهمها، ظهور محمود حميدة في دور الساحر اللي بتلجأله "تحية" عشان تمنع أخوها -عن طريق الدجل- من الهجرة غير الشرعية، فجأة وخروجه من مجرى الأحداث فجأة، هيبقى غريب، زيه زي الممرضة اللي أعجب بيها "صقر" ونشأت بينهم علاقة ماعرفناش عنها حاجة وماتمش استخدامها لأي غرض غير إننا نشوف إن "تحية" بتغير على أخوها، هل دي غيرة طبيعية بين الأخوات؟ هل "تحية" بتحبه؟

دي أسئلة قرر المخرج يمر عليها مرور الكرام بدون ما يقدم لها إجابات، فهو حسب ما قال في حواره مع جريدة "الشروق": "انشغل بطرح أسئلة بدلًا من استخدام منحنيات في السرد تدغدغ مشاعر المشاهد". طرح الأسئلة بدل الإجابة عنها أسلوب مُتبع في بعض الأفلام، لكن الغريب في "ورد مسموم" هو إنه تعامل بفوقية شديدة مع الجمهور المُتعطش لاستقبال الأسئلة دي وسابلهم متعة الاشتباك مع الأحداث وتكوين علاقة تعاطف مع الشخصيات.

الصورة في السينما 

الفيلم بيبدأ بمشهد لمياه الصرف الصادرة من المدابغ وهي متراكمة في نص حارة ومانعة الناس والحيوانات من المشي بشكل طبيعي، وعلى مدار الفيلم كله هتتفرج على لقطات من داخل حارات مجرى العيون ومن داخل المدابغ، حسب ما قال القائمين على الفيلم، التصوير تم جوا مجرى العيون مش في بلاتوهات وحارات مدينة الإنتاج. الصورة طول الفيلم هتنقلك بحميمية شديدة وألفة حتى لو عمرك ما زورت حارة بالشكل ده، التفاصيل متقنة جدًا من أول خمار "تحية" المكرمش مرورًا بالكلاب الشارع اللي بيأكلهم "صقر" بتلقائية ولحد الروايات والكتب اللي مالية أوضة الأخير.

ومن مميزات الفيلم إنه محدد هو بيستهدف أنهي نوع من الجمهور، حتى لو ده بيحصره في شريحة واحدة وبيصعَّب نجاحه في السينمات.

تصاعد الأحداث: صفر 

المخرج قال إنه حذف 40 دقيقة من الفيلم، يمكن ده سبب إن البناء الدرامي للفيلم ورتمه واقعين، مافيش أحداث تصاعدية بشكل منطقي، أو مافيش تصاعد أحداث أساسًا. الخطوط الدرامية بتتفتح ومابتتقفلش، مثال على كده، مشهد مقابلة "تحية" والبنت اللي أخوها بيحبها، وعلاقة "تحية" بمحمود حميدة. وعلى الرغم من إن الحوار مش لازم يكون فيه إسهاب، والصورة أبلغ وأوقع في أوقات كتير، لكن في "ورد مسموم" الحوار كان ناقص بشكل فج، وأي تعاطف مع شخصية "تحية" نتج عن شطارتها وتعبيرات وشها المظبوطة جدًا في كل مشهد.  

"إبراهيم" و"كوكي" أثبتوا إنهم ممثلين شاطرين، وأي تواصل حصل بين المشاهد وبين الشخصيتين راجع لشطارتهم هما بس، مش للحوار أو الأحداث. لغة الحوار للأبطال، تحديدًا "صقر" كانت أقرب للغة شاب جامعي بيقعد مع صحابه في "سيلنترو"، حتى مشهد الخناقة الوحيد اللي جمعه مع "تحية" ومشاهد الخصام المتعددة اللي بينهم ماكانتش شبه المُعتاد رؤيته وسط طبقة العمال، ممكن ده يرجع لإن المخرج صمم يبعد بفيلمه عن كلاشيه العشوائيات زي ما بتتقدم، وأكد إنه أثناء عمله على فيلمه التسجيلي "جلد حي" سنة 2009 في منطقة المدابغ، اتعرف على عمال متعلمين ومثقفين، فـ حب بعكس ده من خلال شخصية "صقر".

مخرج الفيلم قال إن العالم كله بقى فيه اتجاه للمزج بين الأفلام الروائية والوثائقية، وإنها بقت مسميات مش أكتر، بس لمَّا اتفرج على فيلم مارتبطش بشخصياته المكتوبة وماشفتش أحداث محكمة بحبكة، يبقى أنا استفدت إيه من كونه روائي؟ وكان هيفرق إيه لو اتفرجت على فيلم وثائقي بيناقش نفس الموضوع؟

الانتصار للطبقة العاملة

في خطابه في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأربعين، قال المخرج: "الفقراء ليسوا مجرمين، الفقراء لا يحملون السلاح ويتقاتلون مع بعضهم البعض، الفقراء يعملون ويكدون. إذا أردنا أن نقول إن هذا الفيلم يحمل رسالة محددة، فهي الاحتفاء بقيمة العمل، حتى لو كان المكان بهذه الصعوبة وهذه البشاعة". قيمة العمل والظروف اللي بيواجهها عمال المدابغ من النقط القليلة اللي اتقدمت صح جدًا في "ورد مسموم"، بس للأسف المخرج وكاتب السيناريو "صالح" انشغل بيها وعلى الناحية التانية حرمنا من متعة الاشتباك مع الأبطال وفهم دوافعهم وظروفهم عن قرب، وعمل بمقولة خير الكلام ما قل ودل.         

Home
خروجات النهاردة
Home
Home