• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
مصر عرضت على السعودية زيارة مزارعنا بسبب منع المملكة استيراد الجوافة
الموضوع اللي فات
إحباط محاولة تهريب 52 آيفون جايين من الكويت لمصر

فوتوكوبي.. قبل ما الرومانسية تنقرض

الفيلم اللي كسب النجمة الدهبية في مهرجان الجونة

عارف لما تبقى داخل فيلم "رامبو " غصب وأنت مش عايز تدخله، النص الأولاني من الفيلم كله ناس بتجري ورا بعض وضرب نار ورصاص بيطير في كل ناحية، وبتنهج وأنت بتتفرج عليه، تيجي الاستراحة ما تصدق، فتطلع جري تشرب سيجارة بره، تيجي بنت جميلة وتطلب منك ولاعة، تديهالها فتضحكلك، الدنيا تضحك معاها، ترجع الفيلم، وتبص للشاشة وأنت سرحان، بس معاك ضحكة البنت.

ده بالظبط إحساسك لما تتفرج على فيلم فوتوكوبي، وترجع تاني لساقية الحياة، وطعم الفيلم لسه في بقك. الفيلم بشكل عام جميل وإيقاعه هادي، رغم مشاكل كتير جدًا هنتعرض ليها، بس يغفرها إن ده أول عمل للمخرج وللمؤلف، وأنا شخصيًا بحب أبقى من المتفائلين اللي ما بيصدقوا يشوفوا بوادر سينما جميلة، ويتبتوا فيها بإيديهم وسنانهم. 

القصة كلاسيكية مافيهاش مفاجآت، لكن الجمال في التفاصيل، محمود فوتوكوبي، كان شغال زمان في قسم الجمع في دار الهلال، قسم الجمع هو الأشخاص اللي بيبقوا مسؤولين عن تجميع المقالات اللي بتبقى مكتوبة بخط الإيد من الصحفيين، ويكتبوها على الكمبيوتر، بعد ما بيتحال على المعاش، بيفتح محل صغير بيسميه محمود فوتوكوبي، بيصور فيه ورق للطلبة وبيكتبلهم الأبحاث، بيحب جارته مدام صفية، اللي بتعاني من سرطان الثدي، واستأصلت بالفعل واحد منه، عايشة لوحدها بعد سفر ابنها للشغل بره مصر، وبيحاول "محمود" يقنع "صفية" تتجاوز تعقيدات المجتمع ومخاوفها الشخصية وتقع هي كمان في حبه، وتتجوزه، عشان ماينقرضوش زي الديناصورات.

مبدئيًا "تامر العشري" بداية موفقة جدًا، في الأول كنت فاكر إن فوز الفيلم في مهرجان الجونة مجرد مجاملة، بحيث إن اللي يكسب في أول نسخة للمهرجان فيلم مصري، لكن بعد ما شوفت الفيلم، حسيت إنه يستاهل يفوز، على الأقل بجايزة العمل الأول. إيقاع الفيلم كلاسيكي هادي، لو أنت مابيعجبكش النوع ده، يبقى أحب أقولك من البداية "فوتوكوبي" مش هيكون فيلمك المفضل.

من أول ثانية في الفيلم وفي اهتمام كبير بالتفاصيل، اهتمام للدرجة اللي تخلي رقم تليفون الخطاط اللي على يافطة "محمود فوتوكوبي" 6 أرقام بس، لإن اليافطة بترجع لوقت قديم، كانت فيه أرقام التليفون ما كبرتش بالشكل ده.

الديكورات كلها جميلة جدًا، سواء في البيت والمحل بتوع "محمود" أو بيت "الست صفية" أو حتى السايبر، اللي حسيت إنه سايبر حقيقي وهم أجروه، يمكن يكون ده صح، بس حتى لو كده، مش هيقلل من جودة النتيجة البصرية اللي متعت عنينا، وإن كان يعيب الموضوع في كتير الأوقات الصورة النضيفة زيادة عن اللزوم، زي المشهد اللي في محل عصير القصب، البدلة والكوباية والمحل نضيف زيادة عن اللزوم، ده يمكن في ناس ما بتضايقش منه، بس أنا شخصيا بحسه بيفصلني عن القصة، بيحسسني إني خرجت براها وبقيت بتفرج على ممثلين، وده في حد ذاته بيبقى مزعج، نفس الكلام في هدوم "محمود " اللي لابسها في البيت، على الرغم من إعجابي باختيارها، لكنها مكوية ومظبوطة زيادة عن اللزوم، وده غير منطقي في حالة إن الشخص ده عايش في بيته لوحده، مفيش حد بيغسله ويكويه، ووقته كله مقضيه في المحل زي ما شوفنا.


يمكن دي تبقى حنتفة زيادة عن اللزوم، بس الإتقان والجمال اللي شوفته في الصورة والاختيارات، دايمًا بيخليني أطمع في الأكتر، يعني بلاش نبوظ الطبخة على قرش ملح. تفصيلة القطة اللي ع السلم من أجمل الحاجات اللي في الفيلم، التفصيلة حلوة، والقطة جميلة للدرجة اللي تخلي عينيك تطلع قلوب كل ما تظهر.

بقعة البوية اللي وقعت على اليافطة مفتعلة لدرجة مزعجة، يعني مستحيل تطلع بالشكل اللي شوفناه إلا لو واحد جاب جردل البوية ولطعه في وش اليافطة، فكرة البوية في العموم جميلة جدًا، وماشية في اتجاه الفيلم، اللي هو انقراض زمن "محمود فوتوكوبي"، بس اتمنى حقيقي ما تكونش العمارة اتدهنت اللون ده في الحقيقة.

القصة جميلة لكن الحوار فيه مشاكل كبيرة ومزعجة، يعني أبسطها الإصرار على إن كل جملة يبقى في نهايته اسم الشخص اللي متوجهاله الجملة. يا أستاذ محمود، يا ست صفية، سمعناهم عدد لا نهائي من المرات، في جمل حوارية كانت جميلة، وجمل كانت كليشيه لدرجة مرعبة. الخط الدرامي بتاع الحب ما بين "فرح يوسف" و"علي الطيب" دخيل على القصة، لو اتشال مش هنحس بحاجة، خصوصًا إنه ما اتمهدلوش. شوفنا مرة واحدة "علي" بيعمل قلب لفرح.

خلينا نقول دي التجربة الأولى ل"هيثم دبور" وهي تجربة ناجحة وجميلة رغم عيوبها، اللي أنا متأكد إنها هتتظبط في العمل الجاي. الأداء التمثيلي لمحمود حميدة وشيرين رضا، في غاية البساطة، كل واحد فيهم بيتحرك في المساحة بتاعته بشكل تلقائي وطبيعي، من غير حزق ولا افتعال، واحد من أجمل أدوارهم، لما تشوف ضحكة واحد فيهم تحس إن الدنيا بمبي والعصافير بتزقزق

"بيومي فؤاد" الراجل ده كل يوم بيبهرني بموهبته، قدرته على إنه يلبس أي شخصية، فيخليك في فيلم تحبه وفيلم تكرهه، وفيلم تتقلب على ضهرك من الضحك على كلامه، ماكنتش أتخيل أشوفه بيعمل دور جد وعصبي بالشكل ده.


أداء متميز من "أحمد داش" ألوان الشعر والألفاظ وطريقة الترطين، أفورت منه ساعات، بس المجمل جميل جدا، وموهبة كبيرة جاية في السكة، نفس الكلام على "علي الطيب" و"فرح يوسف" تحسهم في مكانهم المناسب، خصوصا "علي" بخفة دم وتلقائية غير مفتعلة


عايدة الكاشف دور صغير لكن حسيت بيها وافتقدتها لما دورها خلص، ملامحها الهادية وأسلوب كلامها وصدقها، اتمنى أشوفها في أفلام كتير جاية.


لكن على العكس تمامًا، كل الأشخاص اللي عملوا أدوار ثانوية في الفيلم كانوا سيئين جدًا، وأداء مفتعل وسخيف وغير مقنع، أقرب لطلاب ورشة تمثيل جديدة، بيعملوا دورهم الأول.

الموسيقى التصويرية و"ليال وطفة" جوهرة تاج الفيلم، العود والبيانو أكتر آلتين بحبهم، عملت بيهم مزيج سحري، خرجت من الفيلم وحرفيًا سامعه في وداني ليومين بعدها، هتكتشف إن ده مش جديد على "ليال" لما تعرف إن هي اللي عملت موسيقى فيلم نوارة ومسلسل "موجة حارة"، تقدر تسمع مزيكا الفيلم من هنا

الفيلم رغم غلطات كتير، هو يستحق يكون من أفضل أفلام 2017، ويستحق المخرج والمؤلف إنهم يفخروا بأول عمل ليهم إنه طلع بالشكل ده وبالنجوم دول.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home