• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
٩ شخصيات عربية في قايمة الأغنى عالميًا لسنة ٢٠١٧
الموضوع اللي فات
أفضل 17 وجه جديد في 2017

عالية عادل مصورة بتورينا القاهرة من خلال البلكونات

الصور الحلوة رزق، وبتيجي للي دايما عيونهم بتدور ع الجمال

طرقات القاهرة الممهدة، تسير “عالية” في الشوارع الجانبية لإحدى المناطق الشعبية المتاخمة للقلعة، ربما نفس الطرق التي سار فيها ذلك الفارس العاشق لمصرية عسلية العيون، ترفع رأسها للمباني متوسطة الطول التي بنيت من عشرات السنين، تشعر بثقل الكاميرا على كتفها فتضمها بإعتزاز، كما يحكم الفارس قبضته على سيفه، بنفس الفخر والحب، يرفع عينيه لمشربية محددة تطل منها عيون رقيقة يعرفها جيدا، تجد هي الأخرى ضالتها في تلك “البلكونة”.

يحركهما الحب، هو حب العيون الرقيقة، وهي حب رؤية العالم من خلال عدستها، تجيل عينيها في تفاصيل “البلكونة” التي يغلب عليها اللون “الموف”، حتى حبال الغسيل الموصولة بين طرفيها، فتجد مزيج من اللونين الأبيض والموف، مزيج جميل غير مقصود، ولدته الفطرة الفنية لأم حانية، فعلته كفعل روتيني طبيعي، وانصرفت لإيقاظ أبنائها، ترفع “عالية “ كاميرتها بوضع احترافي، وتلتقط الصورة، ثم تنظر في الكاميرا، لترى الصورة بعد التقاطها، ثم ترفع عينها مرة أخرى للبلكونة، فتجد شخص من قاطني المنزل خرج ليستنشق الهواء، ولحسن الطالع كان يرتدي هو الآخر درجة أخرى من اللون الموف، صدفة جميلة تحدث مرة في المليون، فترفع الكاميرا مرة أخرى لكن بابتسامة، و كليك!

يقول صديقي المصور” الصور الحلوة رزق، وبتيجي للي دايما عيونهم بتدور ع الجمال”

ماكنتش تعرف “عالية” إن صورها اللي صورتها للبلكونات كمشروع هتقدمة لدكتور مادة في كليتها “الفنون التطبيقية” هتعمل الانتشار ده على صفحات الفيسبوك، بس الناس حبت الجمال اللي طل من صورها، وتفاصيل البلكونات اللي ملقتش زيها في كل الدول اللي سافرتها
سألتها الموضوع كان صعب؟ انها تمشي في شوارع القاهرة المتحفزة طول الوقت وترفع الكاميرا وتصور؟ ماحدش وقفها بسبب نقابها؟ أو بسبب الكاميرا
تضحك “عالية” وتقول “كتير وقفوني، بنظرات متحفزة وخايفة، وأسئلة فيها من الشك أكتر مافيها من الاستفسار، انتي مين وبتصوري إيه وبتعملي إيه، في البداية كنت مرعوبة، بس الناس محتاجين اللي يطمنهم بس، بمجرد ما طلعت الكارنية وابتديت اقولهم اني بصور كده عشان مشروع للكلية، الناس ابتدوا يتسابقوا يساعدوني، ومنهم اللي قالي في سلك ضغط عالي عريان في الشارع، أرجوكي صوريه، ووصلي صوتنا” 

من حسن الحظ وده ما بيحصلش كتير الصورة لما انتشرت، في مسئولين استجابوا وغطوا السلك فعلا.

انتي مين وبتصوري إيه وبتعملي إيه، في البداية كنت مرعوبة، بس الناس محتاجين اللي يطمنهم بس


انك تلاقي مصورة منقبة دي حاجة نادرة جدا في مجتمعاتنا، وجود البنت عموما في شغلانة ليها احتكاك بالناس، حاجة المجتمع بيتعامل معها بحذر أحيانا، وبرفض في أغلب الأحيان
عالية بتقول “ إنها كانت المنتقبة الوحيدة في 5 دفعات التصوير اللي في الكلية، ده في البداية كان بيفاجئ الدكاترة، بس أنا كان نفسي إن الناس تتجاوز شكلي وأنا لابسة إيه، ويركزوا في شغلي، وده فعلا اللي الدكاترة عملوه لما شافوا شغلي وحبوه، ووثقوا فيا، طبعا كان فيه تعليقات سلبية، بس ماكنتش بهتم بيها، وإلا مش هقدر آكمل، التعليقات السلبية كده كده هتيجي، سواء منتقبة أو محجبة أو بشعري، نفس التعليقات اللي كانت بتتقال لزمايلي البنات في الكلية، وأي بنت في المجتمع.” 

مشروع البلكونات ابتدت فيه في الكلية، كان في البداية واخد شكل “Conceptual” جدا، وكانت محضرة لكل صورة كابشن عميق، وكانت مستمتعة جدا بالتصوير، بعدين اكتشفت إن الجمال في تفاصيل البلكونات نفسها
بتقول “ أكتر حاجة بتميز مصر هي وجود البلكونات، لو احنا بس ركزنا ازاي نجمل بلكوناتنا الناس هتبقى ماشية في الشارع عينيها مبسوطة، بلكونتك مساحة ليك تعبر فيها عن روحك وشخصيتك، كنت بتبسط جدا لما الاقي واحد في عمارة حاطط صورة العدرا وزارع البلكونة ورد، وفي نفس العمارة ألاقي شخص حاطط آيات وفانوس رمضان، التباين والتنوع في التفاصيل، بيخلق نوع خاص من الجمال، مش موجود في حتة تانية”

حتى الكراكيب اللي أمهاتنا مصرة أنها تحتفظ بيها في البلكونات وأحبال الغسيل الملونة، اللي بتخطف العين والقلب وقريبة من حياتنا

دي بلكونات القاهرة زي ما عينين "عالية" شافتهم. 









































































 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home