• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
7 أفلام كوميدية ناقشت قضايا مهمة
الموضوع اللي فات
50 سفارة طلبوا يشتروا أرض في "الحي الدبلوماسي" بالعاصمة الإدارية الجديدة

"أنا بكتب ليه ولمين": إيه مشاكل الصحفيين في مصر وازاي مكملين؟

«أكتب للتسلية» - أحمد خالد توفيق

في فيلم المصير، وفي لحظة انفعال شديد أصابت نور الشريف اللي كان بيقدم شخصية الفيلسوف "ابن رشد"، سأل "أنا بكتب ليه ولمين؟ طالما اللي بكتبه مابيوصلش لحد!" قبل ما يحرق كتبه بنفسه. سؤال "نور" أو "ابن رشد" شغل ولسَّه بيشغل أي حد شغوف بالكتابة سواء هي مصدر دخله ولا مجرد هواية، لدرجة إن فيه كتاب بيحمل نفس الاسم، "لماذا نكتب"، اتكلم فيه أدباء معروفين عن أسبابهم اللي بتدفعهم للكتابة.

سألنا صحفيين وأصحاب مقالات رأي وكتاب سيناريو عشان نعرف رأيهم.

المعتاد إن الشغف بالكتابة بيبدأ في الصغر، وحسب الصورة النمطية في دماغنا، بيصاحبه حب للقراءة ولبس نضارة في فترة المراهقة. وده اللي حصل مع ياسمين أكرم، الكاتبة في موقع "منشور". بتقول "ياسمين" إن شغفها بالكتابة بدأ من أول ما اتعلمت تقرأ وتكتب، بشكل أكثر دقة من عمر الـ 10 يعني. بتوصف اللحظة اللي حست فيها إنها لازم تكتب وبتقول عنها: "حسيت كده مع أول مرة لقيت نفسي بتفاعل فيها مع كتاب أنا بس اللي شفته عظيم. حسيت إني حتى ولو مكانش أسلوبي في الكتابة كويس كفاية بس على الأقل باخد بالي من تفاصيل قد يغفل عنها غيري في الأشياء المحيطة بينا. وابتدى الموضوع برغبتي في إني ألفت الانتباه للتفاصيل دي".

على العكس، أحمد الحكيم، المهندس وكاتب السيناريو اكتشف شغفه بالكتابة الإبداعية بعد سنتين من التخرج، "أنا مهندس مدني، بعمل عمارات، فبشوف الحاجة بتكتمل قدامي كأنه طفل صغير وبيكبر قدامي وعن طريقي، ده كان ومازال نفس إحساسي ناحية السيناريو، بشوف الفكرة وهي بتختمر، الشخصيات تتولد، بداية ثم وسط ثم نهاية، البناء ده سر حبي للكتابة".

«عندما أجلس لأكتب لا أقول لنفسي: سوف أنتج عملًا فنيًّا. لكنني أكتبه لأن هناك كذبة أريد أن أفضحها، وحقيقة أريد أن أوجِّه الانتباه إليها، وهمي الوحيد هو أن أجد من يسمعني». - جورج أورويل

تقى عز الدين، خريجة كلية الإعلام والصحفية في Business Forward، بتقول إن الموضوع بدأ عندها للتعبير عن الذات مش أكتر. "أول ما دخلت كلية مش حباها، فبدأت أكتب أفكاري. كان حاجة عشان أبقى أحسن وتخليني أحسن مش أكتر، كنت بحط القلم على الورقة وأسيبه يجري لحد ما مخي يقف ومايبقاش عندي حاجة أقولها".

لمَّا سألناهم عن الشكل المفضل للكتابة بالنسبالهم، قالت "ياسمين" إنها بتفضل نوع الكتابة المتأملة بصرف النظر عن القالب اللي موضوعه فيه، سواء رواية، قصة قصيرة أو شعر أو سيناريو فيلم أو أغنية. "تقى" قالت إن مصدر دخلها هي الكتابة الصحفية، لكن شغفها الأكبر أو المستقر أكتر هو الكتابة الإبداعية، "ولا لحظة حسيت فيها إني لازم أبطل أكتب، أنا بحس إحساس كويس ناحية الكتابة، بس ككتابة صحفية، أوقات كتير جدًا بصراحة براجع نفسي، سواء عشان بحس إني مش كويسة كفاية، أو عشان هي شغلانة مش سهلة بتوصلك ردود أفعال من الكل، مديرين وقراء، فـ ضغط نفسي وعصبي رهيب طول الوقت".

«أكتب للتسلية» - أحمد خالد توفيق

"هبه راضي"، الكاتبة بمجلة الفصلة، بتقول إنها بدأت كتابة كخواطر كانت بتسجلها عندها وبس، "بحب الكتابة السلسة اللي بتوصل قلبي بسهولة". اللحظة اللي حست فيها إنها لازم تكتب كانت صدفة أو نصيب لمَّا جتلها الفرصة المناسبة، "كتبت أول موضوع ليّا ولحد دلوقتي ليه معزة عندي كبيرة. فكرة بقت تفتح الباب لفكرة تانية، قولت دي حاجتي خلاص ومش هينفع أقف". الذكرى المفضلة لـ "هبه" واللي بتخليها تصبر على الكتابة وصعوباتها، كانت عن موضوع "لو موتنا الفن ده هيموت معانا: حوار مع آخر ناس بتعمل زار في مصر"، رغم إنه مش أول موضوع ليها لكنه الأقرب لقلبها، بسبب ردود الفعل الإيجابية اللي جت لها عليه.

"ياسمين" بتفتكر أكتر مرَّة حسيت إنها بتقدم حاجة من خلال الكتابة، بتقول إنه كان أشبه بمقال رثاء لصديقة والدتها، كتبته على أمل إنها تساعد والدتها تعبَّر عن اللي حاسة بيه، "كتبت بوست على الفيسبوك بعبر فيه عن مشاعري تجاه موتها المفاجئ، كان الغرض بس إن ماما تقراه يمكن تجد العزاء فيه، اللي حصل إنها مش هي بس اللي قريته، لكن أولاد صديقتها الراحلة وكل زمايلها في الشغل ولقيتهم كلهم بيعملوا شير ليه وبيقولوا إنه عبر عن اللي هما نفسهم يقولوه ومش عارفين ولقيتهم بيشكروني على ده".  اتأثرت "ياسمين" جدًا حسب وصفها بفكرة إن الكتابة ممكن توصل بين الناس بالشكل ده وتخفف ألمهم.

«الكتابة سهلة، كل ما عليك فعله هو أن تجلس على الآلة الكاتبة، وتنزف» - إرنست هيمنغواي.

أما "تقى" فكانت الذكرى المفضلة من نصيب موضوعها الأول اللي اتنشر في جريدة Daily News Egypt بتاريخ يوليو 2015. وعلى الصعيد الشخصي، المفضل لـ "تقى" أفضل ذكرى هي لمَّا اتطلب منها في ورشة كتابة إبداعية تكتب جواب مفتوح لشخص بتعتذر ليه، "كتبت رسالة لوالدي، علاقتي بيه مش متوترة بس بحكم الشغل مابديلوش وقت نهائي، فـ الرسالة دي كانت كاشفة، يومها اتدمرت نفسيًا، بس فتَّحت عيني وده غيَّر شكل علاقتي بيه تمامًا".

دي جزء من الأسباب اللي بتخلّي البعض يكتبوا، طيب إيه اللي بيخلّي البعض يوقف كتابة؟ بتجاوب "تقى" وتقول: "في الكتابة الحرة مابقابلش صعوبات، بالعكس أنا ماشية بمقولة مؤلفة هاري بوتر اللي بتقول فيها I need to write for my own mental health. لكن ككتابة صحفية طبعًا فيه صعوبات، أهمهم إني بقيت حاسة بالقيود، المشهد بقى بائس وكل الحاجات متكررة، فـ خلاص مابقتش عايزة أكون جزء من المشهد". بتفق "هبه" مع "تقى" وبتقول إن التصاريح الأمنية وارتياب الناس من أكبر المشاكل اللي بتقابلها وهي بتشتغل على موضوع صحفي، "ده غير المواضيع اللي ممنوع أكتب فيها، بحس بقيد وبيحصرني في إطار مواضيع معينة".

على النقيض، "ياسمين" مقتنعة إن صحتها النفسية ممكن تبقى حائل بينها وبين الكتابة في وقت، "الكتابة بتتطلب حالة نفسية معينة، مش بالضرورة تكون سعادة لكن استقرار نفسي من نوعٍ ما، في أوقات مش بيتوفر ليا". أحمد الحكيم شايف إنه لحد الآن مازهدش الكتابة في مرَّة، وبالعكس بيبقى في حالة مزاجية سيئة لما شغله كمهندس يبعده عن الكتابة، "فكرت اتفرغ للكتابة بس اعتبارات زي الأسرة والمصاريف بتعوق الواحد، لأن الكتابة، تحديدًا السيناريو، حبالها طويلة ومش معروف امتى ممكن الشخص يكسب منها وينتقل من كونها هواية لكونها احتراف".

"ما أكتبه يبدأ بذرة في داخلي، تنمو وتنمو مثل ورم ما ويجب علي أن أتعامل معه آجلًا أو عاجلًا" - إيزابيل الليندي

Home
خروجات النهاردة
Home
Home