• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
مصر هتستضيف تصفيات كأس العالم في الـ "Street Workout" لأول مرة
الموضوع اللي فات
التربية والتعليم هتعمل جهة تبرعات لتطوير التعليم

خرج ولم يعد: حوار مع زوجين هجروا العاصمة عشان يزرعوا في سيناء

منتجاتهم بتتباع في سيناء
زوجين هاجروا من القاهرة للزراعة في سيناء

باعتبارنا "أطفال المدينة"، احنا اتولدنا واتربينا وعشنا في مدن. أماكن الحركة فيها دائمة، وتيرة الحياة السريعة فيها صعب نجاريها، وسط ضغط عصبي مستمر عشان نلحق شكل الحياة ده ونبقى مميزين في إطاره. من غير ما يبقى عندنا رفاهية الوقوف دقيقة للراحة والتفكير في الساقية اللي بقينا -بإرادتنا ومن غير إرادتنا- جزء منها.

بالنسبة لناس كتير، البعد عن ضوضاء المدن وزحمتها والضغط العصبي بتاعها بيبقى حلم بعيد المَنال، بس أحيانًا الأحلام بتتحقق، زي ما حصل مع الزوجين جيهان زكريا وخالد كامل. الزوجين هجروا المدينة وراحوا أقصى البلد، سيناء. قرار مفاجئ ومخيف للطفل المدلل جوا كل واحد فينا وبيخلينا نسأل نفسنا، بيعرفوا يطلبوا ديلفري الساعة ٣ الفجر؟

"جيهان" و"خالد" قرروا من سنتين يهجروا المدينة ويعملوا مزرعة عضوية، سمّوها بعد كده "دار جان"، في سيناء.

بتكلمنا "جيهان" عن خطة النجاة الخاصة بيها إنهم لفّوا مصر من سيوة لسيناء عشان يلاقوا مكان يقرروا الاستقرار فيه وإقامة المزرعة. وبتقول "سيوة ونويبع قريبين من قلبي أنا وخالد، احنا اتقابلنا في سيوة أول مرة لما كنت لسه راجعة من كندا". على الرغم من حبهم لسيوة، إلا إنهم قرروا يعيشوا في نويبع بسبب وجود بحر فيها بتحنله من وقت للتاني أصول "جيهان" السكندرية، كمان طبيعة المكان مناسبة أكتر للمزرعة حسب كلامهم.

لحد سنتين فاتوا كانت حياة "جيهان" و"خالد" عبارة عن يوم شغل بيبدأ ٨ الصبح وينتهي في وقت لا يعلمه إلا الله في محاولة لمواكبة أسلوب العمل في القاهرة، بس بعد فترة اكتشفوا إنهم مش هيقدروا يكملوا كده. بتقول "جيهان" إن بجانب الحياة العملية، هما كانوا بيبحثوا على مكان فيه هواء نقي ومياه صافية، وأرض يزرعوها وياكلوا من حصادها.

في القاهرة كان "خالد" و"جيهان" مهتمين بالأعمال اليدوية والطبيعية، بيقول "خالد" إنهم عملوا غرفة نومهم في بيت القاهرة بإيدهم، ومع الانتقال لسيناء بقى عندهم مساحة أكبر لصنع حاجات يدوية أكتر.

بيكمِّل "خالد":"احنا اشترينا أرض المزرعة فاضية، بدأنا فيها من الصفر في بناء كل حاجة، حتى فيما يخص الزراعة العضوية احنا ماكنش عندنا علم بإزاي نعمل ده، بس اتعلمنا عن طريق القراءة وحضور الندوات نعمل كل حاجة بنفسنا. وفي بعض الأحيان ساعدنا جيراننا من البدو". 

زي أي حاجة جديدة، فكرة المزرعة العضوية بتقابل في نويبع ببعض الاستغراب. بيشرح أكتر وبيقول "عمرنا ما سمعنا تربقة على المشروع بتاعنا، بس الناس بتبقى حاسة إن الموضوع صعب. عمومًا فكرة الناس عن الزراعة العضوية إنها غالية وغير مجدية اقتصاديًا".

بتقولنا "جبهان" إن المشكلة كمان في العادات الغذائية عند الناس، "الناس مابتاكلش أكل صحي، فـ لما نقولهم مزرعة عضوية أكيد الناس هتستغرب".

في نويبع الناس متعودة يجيبوا الخضار منقول من القاهرة عشان مافيش مزارع كفاية هناك، وده الفرق اللي عمله "جيهان" و"خالد". بتقول "جيهان": "الخضار اللي بيجي من القاهرة غالي وبيكون مش ظازة. ف الناس بدأت تشتري محاصيل المزرعة العضوية بتاعتهم، وبدأوا يقبلونا احنا والمشروع". بتحكي "جيهان" عن شغل الزراعة أكتر وبتقول "الجزء الصعب في المزرعة بنقابله في الصيف، وقتها بنصحى ٣ الصبح عشان نخلص كل حاجة في حدود الساعة ٩ الصبح قبل الشمس".

المزرعة بتاخد من وقت "جيهان" و"خالد" من ٥ صباحًا لـ ٦ مساءًا، وبيتهم على الشاطئ هناك. ودلوقتي هما بيخططوا لعمل ورش للمنتجات اليدوية اللي بيعملوها مع أهل نويبع هناك.

في ثقافتنا عندنا اعتقاد دائم إن الستات بتحترم بس في المجتمعات "الراقية"، إنما في القرى والمجتمعات الريفية والبدوية ده مابيحصلش، وده جزء من مشكلة المركزية في مصر. "في القاهرة لما كنت بروح مناطق شعبية مع خالد كانت الناس بتعاملني إني شفافة، مابيبصوليش ولا يوجهولي كلام. في نويبع ومع البدو بينادوني باسمي وبيكلموني وهما باصين في عيني".

 

"الشغل كتير هنا زي القاهرة، الفرق بس إن مافيش ضغط من المجتمع زي هناك، خصوصًا في الأشياء المادية" بتكمل جيهان وبتدي مثال "في نويبع الناس بتقيمنا على أساس اننا بشر. وعكس القاهرة، احنا مش محتاجين نلبس هدوم منمقة أوي عشان احنا خلاص مابقناش في المدينة اللي بنتقيم فيها بلبسنا". رتم الحياة البطئ كمان مريح، بتقول "جيهان" إن مافيش حاجة هنا نهاية الدنيا، "الشغل في نويبع لو ماتعملش النهاردة هنعمله بكره، أو الاسبوع الجاي، مافيش حاجة نهاية الدنيا. عكس القاهرة اللي بنفضل نجري فيها ورا الديدلاين".

 

أقرب زيارة ليك في نويبع اتأكد إنك روحت تشوف بنفسك منتجات "دار جان".

Home
خروجات النهاردة
Home
Home