• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
عروسين في الأردن اتكفلوا بتعليم بنت يتيمة بدل ما يعملوا فرح
الموضوع اللي فات
"العصفور بـ2 جنيه وطعمه أحلى من الحمام": حكاية قرية نوبية بتصطاد الطيور المهاجرة

حوار مع المصور الفرنسي Denis Dailleux اللي بيوثق شكل الحياة في مصر من التسعينات

,
المصور الفرنسي Denis Dailleux

شاب أسمر مفتول العضلات، الجزء العلوي من جسمه عاري وشعره كثيف، بيحضن بايده ست جسدها ضئيل وجلدها مكرمش بسبب السن. الوصف اللي فات ده شافه هواة تصوير كتير في القصة المصورة Egypt, Mother and Son"". وحتى اللي مالهمش في التصوير ممكن يبقوا شافوها على الفيسبوك، باعتبارها العمل الأشهر للمصور الفرنسي Denis Dailleux  في مصر.

" Denis" لمَّا اتسأل في حوار سابق ليه عن مكانه المفضل للتصوير، قال إن ناس مصر "مُلهمين" بالنسباله، فيهم "مس من الغضب" بيدي لصوره حيوية وحياة. من خلال زياراته لمصر واستقراره فيها لمدة مش قليلة، أصدر كتابين مصورين، الأول هو Egypt, Mother and Son والتاني Egypte les martyrs de la révolution اللي بيتكلم عن شهداء ثورة 25 يناير. إيه الملهم في مصر؟ وإيه اللي بيقابله في الشارع لمَّا يرفع كاميرته ويبدأ يصوَّر؟ استغلينا وجوده كمتحدث في اسبوع الصورة المُقام في وسط البلد، واتكلمنا معاه.

أول زيارة لمصر عملها "Denis " سنة 1992، كانت زيارة اجتماعية لصديق أكتر منها زيارة اسكتشافية من مصور لدولة ليها عادات وتقاليد وأسلوب حياة مختلف تمامًا عن البيئة اللي نشأ وكبر فيها. بيقول "Denis " عن الزيارة الأولى لـ  "شريف" إنها كانت متحجِّمة أكتر من اللازم، وأكتر من اللي كان هو راغب فيه. "شريف من عائلة أرستقراطية، كنت لما اقوله مكان شعبي عايز أنزل أصور فيه، يرفض بشدة ويتحجج بخوفه عليّا. مرَّة واحدة بس وافق نركب ميكروباص". بيكمِّل بضحكة، "بس صمم ننزل على بعد شارعين من بيته عشان ماحدش يشوفنا".

تدريجيًا قدر المصور صاحب الـ 58 سنة يقنع صاحبه بالنزول لأماكن شعبية، ثم عشوائية، عشان يستكشف الفرنسي السائح مصر وناسها. زار أحياء زي "الوايلي"، واحتك بالطبقة العاملة أكتر، "اكتشفت أحياء القاهرة، واكتشفت الإسلام اللي ماكنتش أعرف عنه شئ واحد لحد سنة وصولي لمصر. شفت وحضرت شهر رمضان". تجربة فريدة، عاشها " Denis" وآسرته لدرجة إنه استقر في مصر بعدها 10 سنين عشان مايحرمش نفسه من متعة ما لقاها على بعد 3,310 كيلو متر من موطنه الأصلي. بيوصف تجربته في مصر وبيقول "بقيت منفتح على عالم سحرني تمامًا، ممكن يتحكي عنه في روايات ومجلدات. لكن أنا وسيلتي هي الصورة".

بدأ من صور لبيوت القاهرة، الأفراح الشعبية ورقاصات الدرجة التالتة، صور لبيوت من الطوب الأحمر، مزارعين بيلاعبوا أطفالهم، لحد ما انتهت إجازته في مصر، وقتها كان قدر يكتشف مصر، ويخلّي صديقه كمان يكتشفها. "كنت أنا وشريف بنكتشف مصر لأول مرة كأننا احنا الاتنين أجانب، وبعد فترة غيَّر الصور النمطية اللي كان واخدها عن الطبقة العاملة، أو طبقة الخدم زي ما كان بيسميهم". بيحلل " Denis" التجربة ويقول "هذه القصة جاءت في نهاية المطاف في بيئة ثرية ورغبة في الخروج ورؤية الناس. لأنه يفتنني لأنه ربما فقط أنا من الناس".

الإجازة خلصت ورجع فرنسا، وقتها حس إن الإجازة دي نقطة فارقة في مسيرته كمصور. "لمَّا رجعت فرنسا أدركت قد إيه أنا مفتقد القاهرة، كان عندي رغبة إني أرجع، عايز أصور النباتات والناس وكل شيء. ده اللي بيسمى حب من أول نظرة".

قصته الأشهر والأحدث في مصر، بتجمع رجالة مفتولين العضلات بأمهاتهم في أوضاع قريبة، ساعات كان هو اللي بيطلب منهم ياخدوا وضعية تصوير معينة، بس في الأغلب كانوا هما بيحضنوا بعض بتلقائية شديدة، وفي رأي "Denis " دي كانت الصور الأحلى. بيحكي عن بداية مشروعه، "كنت ههمل الفكرة لإني وجدتها صادمة أوي، إنك تشوف ست بنقاب وجنبها شاب من غير قميص، ده صادم". خوفه من صدمة الجمهور ونفورهم من عمله اتسبب في توقف المشروع لسنوات، لحد ما صديق ليه إن الفكرة رائعة، وإنه لازم يخوض التجربة للنهاية. بيكمِّل "قررت أستأنف المشروع، بس كنت بلاقي صعوبة في وجود شباب توافق تتصور مع أمهاتهم بشكل معين زي اللي أنا واضعه كإطار عام للمشروع".

وصل عدد الشباب اللي وافقوا يتصوروا لـ 25 شاب، عمل بصورهم Denis كتابه التاني عن مصر. بس تصويرهم كان بيتطلب مقابلة العائلة كلها، دخول البيت أكتر من مرَّة، فتح مواضيع في مرحلة "إذابة الجليد" عشان تطلع الصور أحلى. بيحكي Denis عن الفترة دي وبيقول "الأمهات كانوا ودودين جدًا، كل حاجة كنت لطيفة أكتر من اللازم، وأحلى الصور كانت اللي بتيجي من غير ما أطلب منهم يقفوا بوضع معين، زي صورة الولد مع أمه المنقبة". الـ 25 شاب والـ 25 أم كشفوا لـ Denis جانب في المصريين ماكنش معتاد ليه، وهو إنهم مابيقبلوش تحت أي ظرف إنهم يتكلموا عن أمهاتهم بشكل مسئ، رغم إن نفس الكلام ممكن يقولوه على أبهاتهم عادي.

Denis عايش الثورة وحالة الانفتاح الثقافي اللي شهدها المجتمع المصري بعدها، وعمل كتاب وصور مئات الصور المرتبطة بالصورة، وشهد الأحداث في الـ 5 سنين الآخيرة الل آثرت بشكل سلبي على شغله في مصر. بيقول عن الفترة الحالية إنها صعبة، وإنه بيتعرض للتفتيش كتير وهو بيصوَّر في الشارع، وده بيصعب عليه فعل الحاجة اللي بيحبها، التصوير في مصر.

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home