• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
تقرير من "الأعلى للإعلام" عن أكتر حاجات المصريين بيتكلموا عنها في السوشيال ميديا
الموضوع اللي فات
تطويرات في محطات مترو "جامعة القاهرة" و "فيصل" عشان تناسب ذوي الاحتياجات الخاصة

حوار مع أول فريق كرة قدم لمصابي الشلل الدماغي في مصر

عايزين نغير نظرة الناس لينا
أول فريق كرة قدم للشلل الدماغي

الشلل الدماغي هو اضطراب بيحصل قبل أو أثناء أو بعد الولادة مباشرة، وده بيأثر على العضلات وبالتحديد المهارات الحركية. الصعوبات اللي بتصاحب الاضطراب بتبقى متعلقة بالرؤية والسمع والبلع والكلام. في مصر بدأ تشخيص الشلل الدماغي يكون بطريقة صح بنسبة كبيرة، بعد ما كان كتير من المصابين ضحية للتشخيص الغلط. الشلل الدماغي أو تشخيصه الخاطىء، ماوقفش في طريق شخص عايز يعيش حياة طبيعية، وقدم لنا مثال في الإرادة اللي عند كل المصابين بالمرض.

اتكلمنا مع عبدالله عصام صاحب الـ 24 سنة، اللي قرر يأسس أول فريق كرة قدم لمصابي الشلل الدماغي، بهدف تغيير نظرة الناس وفكرتهم الغلط عن مصابي المرض وحالاتهم، "لما اتولدت، أمي ماكانتش تعرف إني مصاب بالشلل الدماغي، كانت دايمًا بتقوللي أنت ماعندكش حاجة، أنت كويس، ماعرفتش أنا عندي إيه إلا لما بقيت في سنة خامسة ابتدائي" بيحكي "عصام".

رفض "عصام" إن الإعاقة توقفه وتأثر عليه، وبعد ما بقى عنده إدراك ووعي كامل عن حالته، قرر يكوّن فريق كرة قدم كل اللاعبين فيه مصابين بالشلل الدماغي في بدايات 2018. "لما فكرة تكوين الفريق كانت لسه في دماغي، قررت أتكلم مع صديقي علي أبو نصر، مؤسس أول فريق كرة قدم من المكفوفين في مصر، وبمجرد عرضي الفكرة قاللي يلا بينا، وساعدني ابدأ كل حاجة تخص تكوين الفريق من الصفر، وبدأت اطلب من الناس لو يعرفوا مصاب بالشلل الدماغي وحابب ينضم، ييجي". بيكمل: "في نقطة معينة، حسيت إني هاخد بعضي وأروح قسم العلاج الطبيعي في أي مستشفى، واطلب من مصابي الشلل الدماغي المهتمين باللعب، إنهم ينضموا للفريق".

الفريق دلوقتي عدده 15 لاعب، وبيتجمعوا كل يوم جمعة للتمرين ولتحسين نقط الضعف اللي بيعاني منها كل لاعب، بيوضحلنا "عصام":"احنا كلنا عندنا أشكال مختلفة من اضطراب الشلل الدماغي، واحنا مش مجرد فريق كرة قدم، احنا مجتمع بحاله".

إصابة "عصام" بتظهر بوضوح في إيديه ورجليه، ومع ذلك هو مش مهتم بالتفوق والنجاح الرياضي للفريق وإنه يعمل دوري رسمي في مصر، قد ما متمسك بمبدأ أساسي وهو زيادة الوعي بالمرض، وتغيير نظرة المجتمع لمصابي الشلل الدماغي، وبالرغم من الحالات المختلفة للإصابة، إلا إن لسه المرض بيتفهم غلط وبيتم تشخصيه بطريقة غلط، وإن مابقاش بيتم الكشف عن الأعراض بطريقة صح إلا من كام سنة بس وساعد في ده المنظمات والمبادرات اللي اتعملت للتوعية، وإيجاد العلاج المناسب للمرضى.

بيوضحلنا "عصام": "كلنا روحنا لدكاترة كتير عشان تشخيص المرض ومحاولة العلاج، لكن فيه دكتور مش قادر أنساه، لما روحتله عشان يساعدني أحسِّن من مهاراتي الحركية وأخليها أحسن، بما إن ده اللي كنت محتاجه وقتها، رد عليا بهزار: "ماحدش هيشوف رجلك، وبالنسبة لإيديك فـ حطهم في جيبك، بس كده"، أنا حاولت كتير مافكرش كتير في كلامه واسمحله يضايقني".

كتير من حالات الإصابة بالشلل الدماغي اللي بتصاب بالمرض، بتحصل أثناء الولادة، "بعض الحالات سبب إصابتها بالمرض هو سحب الدكتور ليها بطريقة غلط أو بيسحب الجنين جامد أثناء الولادة، وده اللي حصل معايا، طبعًا الجنين بينتهي الأمر بيه بإن عنده نقص في الأوكسجين، ونتيجة لـ ده، بتتأثر المهارات الحركية والحركة والكلام والتوازن للمصاب" ومع ذلك، كل المصابين قادرين يعملوا اللي هما فعلًا عايزينه وعايزين يحققوه، دي الرسالة اللي بيحاول ينشرها "عصام" من خلال تكوين الفريق.

عن تطوير الفريق بيقولنا "عصام":"الفريق ده مجرد البداية بس، أنا نفسي أضم حتى الأطفال الصغيرين المصابين بالمرض، ونعمل فريق للناشئين، باحس إن ده واجبي، وده بدأ فعلًا، يعني بنلاقي أولياء أمور بأطفالهم وبيسألونا لو ينفع ينضم أطفالهم معانا، بس في الوقت الحالي إحنا بندور على رُعاة لينا، وفي الوقت اللي هتتم فيها إدارة كل حاجة ونتأكد ان كله ماشي بالطريقة الصح، هنبدأ في الخطوة اللي بعدها وهي تأسيس فريق الناشئين من مصابي الشلل الدماغي".

بجانب حب "عصام" والفريق لكرة القدم، فهما بيحاولوا يحاربوا التمييز وبيطمحوا لتغيير المفاهيم الغلط المرتبطة بإصابتهم. حسن أشرف -عضو في الفريق- اكتشف انه مصاب بالشلل الدماغي وهو في الكلية، بيعتبر إن كرة القدم هي المساحة الآمنة اللي بيشوف فيها كل اللاعبين متساويين بغض النظر عن أي فروق خارجية طالما كلهم قادرين يلعبوا بشغف وحماس.

بيحكيلنا "حسن": "أنا بحب كرة القدم، وبالعبها من صغري مع صحابي اللي اتربيت معاهم، ولما بدأت اتحسن في لعبها، حسيت إنها الحاجة الوحيدة اللي باقدر أعملها بحُب وزي أي حد غيري، بجانب إني بحس بالحرية وقت لعبها، وبحس إن صحابي هيعاملوني زي أي حد بدون ما أقلق من إنهم هيجرحوا مشاعري"، بيكمل: "وعلى عكس صحابي، كان فيه فرق منافسة مابيرضوش يلعبوا ضد فريقي عشان وجودي فيه، أنا فاكر مرة كنا بنلعب مع فريق منافس واللاعبين مارضيوش يضغطوا عليا أو محاولوش يدافعوا لما الكورة بتبقى معايا، وقتها شعوري بالراحة على أرض الملعب اختفى، وبقيت حاسس إني عبء على فريقي".

بيقولنا "حسن" إن مع مرور الوقت، إحساس المصابين بالمرض بالاكتفاء الذاتي بيزيد، بالذات لإن أغلب المصابين بالمرض بيلاقوا نفسهم في الفن أو الرياضة أو أي موهبة، في محاولة منهم لإثبات نفسهم وسط الناس، وعشان هي معركة مستمرة -على حد قوله- ضدهم سببها قلة الوعي، وماينفعش تحت أي ظرف إنها تغلبهم.
  
"حسن" اللي سبق له التنافس في الألعاب البارالمبية في مصر، بيحس إن اللعب مع فريقه الحالي بيديله شعور بالمساواة والتحدي بس مش ضد بعضهم، لكن كمان إن الفريق بيتحسن باستمرار وبيتطور، والوعي عندهم هما كمان بيزيد، اللعبة قربتهم من بعض، وبتحسسهم كل يوم وهما بيتعاملوا مع بعض إنهم أشخاص متساوين، وبيوضح ده: "أكبر دليل إني وأنا بلعب معاهم مابقتش بلبس تي شيرتات بأكمام طويلة عشان أخبي ايديا، وده بيحسسني بالسلام النفسي".

كل أعضاء الفريق حاسين إن فريقهم أكبر من كونه فريق له أمل أو فرصة للمشاركة في دوري أو بطولات برّه مصر، الفريق بالنسبالهم هو وسيلة أساسية لتغيير نظرة المجتمع تجاه المصابين ووعيهم الكامل بالمرض، هما بيتمنوا كمان إن الأطفال المصابين بمرض الشلل الدماغي يبقى عندهم اصرار يعملوا كل اللي عايزينه، طالما مؤمنين بنفسهم وعارفين إنهم يقدروا يحققوا المستحيل رغم أي حاجة.

صحفة الفريق على الفيسبوك من هنا 
تقدر تقرأ الموضوع بالإنجليزي من هنا 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home