• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
"أنا دخلت المهرجانات لليوتيوب": حوار مع مدير السوشيال ميديا لنجوم المهرجانات
الموضوع اللي فات
القبض على منى عراقي بتهمة خطف أطفال

"الأطفال غير المرغوب فيهم": ابنك هيحس بإيه لما يعرف إنك حاولتي تجهضيه؟

أبناء محاولات الإجهاض الفاشلة
وقفة ضد الإجهاض

"بتحس بإيه لو أهلك قالولك إنك كنت طفل غير مرغوب فيه؟" السؤال ده قابلني في محرك البحث "جوجل" كواحدة من أسئلة موقع qoura اللي خف نجمه نسبيًا، بعد ما انتشرت مواقع التواصل الاجتماعي، بس لسَّه بنلجأله أوقات كتير. الإجابات متنوعة وبعضها على طرفي النقيض. من أول الناس اللي شايفة الموضوع جزء من الماضي اللي مش مهم نعرفه ولا نفكَّر فيه، مرورًا بناس الموضوع خد من عمرهم فترة لحد ما اتكلموا في مشاعرهم السلبية بصراحة مع أهاليهم، وصولًا لأبناء الموضوع آذاهم نفسيًا في الماضي والحاضر ومتوقعين إنه يفضل مؤثر عليهم في المستقبل.

إيه القوانين المنظمة/ المانعة للإجهاض في مصر؟ كام ست بتفشل في التخلص من طفلها غير المرغوب فيه؟ كام أسرة بتختار تصارح طفلها بإنه نتيجة واقي مثقوب أو مانع حمل ردئ؟ ورد الفعل الابن بيكون إيه؟ طرحنا الأسئلة دي على آباء تم إجبارهم على استقبال طفل زيادة، وعلى أبناء اختار لهم القدر لقب "الطفل غير المرغوب فيه" حتى من قبل ما يتولدوا.

علاقة الزوجين هي المقياس

"رقية" صاحبة الـ 24 سنة بتبدأ كلامها بوصف نفسها إنها نتيجة زواج فاشل ومحاولة إجهاض فاشلة. الجواز الأول في حياة أبوها وأمها نتج -للأسف وغصب عنهم- عن وجودها، بتقول عن إحساسها تجاه الموقف إنه مش شخصي أو ضدها، "أي اتنين لو قرروا ينفصلوا قبل ما يخلفوا يبقى المنطقي إن أي جنين يظهر فجأة في الصورة يربكهم ويعوزوا يخلصوا منه. الموضوع مش شخصي ضده لكنهم بيبقوا عايزين يبدأوا من جديد من غير ديل من علاقة فشلت".

في دراسة اتعملت سنة 1989 في تشيكوسلوفاكيا للمقارنة بين الأطفال غير المرغوب فيهم والأطفال المرغوب فيهم، توصل العلماء بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، لإن الاتنين مابيكونش فيه فرق بينهم في النمو الجسدي على الرغم من إن أمهات الأطفال غير الراغبين فيهم بيقدموا فترات رضاعة زمنية أقصر من الأمهات التانين. وفي سنوات التعليم الأولى المعسكرين بيحققوا نتايج مقاربة، لكن مع تقدم العمر، الأطفال غير المرغوب فيهم بيظهروا رفض للمدرسة أكتر من أقرانهم في المعسكر التاني، كمان بيواجهوا صعوبة في تكوين صداقات أو علاقات عاطفية في فترة المراهقة.

رد "رقية" منطقي ومدروس، هل كان دايمًا ده شعورها؟ بتقولنا إن الموضوع مش بزرار وخد منها فترة لتقبُّله، "بس دلوقتي لمَّا ماما بتسف على الحوار وإنها كانت عايزة تنزلني أصلًا بضحك"، بتكمِّل وتقول إن اللي لسَّه ماتخطتهوش بشكل كافي هو الفكرة اللي بتفاجئها من وقت للتاني خصوصًا في فترات اكتئابها، "بفكر إن العالم كله رافضني ومش سعيد بوجودي، وإني زي ما كنت طفلة غير مرغوب فيها، هبقى صديقة غير مرغوب فيها وحبيبة غير مرغوب فيها".

نفس الدراسة السابقة لما تناولت الأطفال غير المرغوب فيهم بعد ما وصلوا سن الـ 21، أظهرت إن أكتر من 70% منهم بيحتاج متابعة نفسية، ولما اتجوزوا وأصبحوا آباء أظهرت النتائج إن معظمهم مش راضيين عن حياتهم الزوجية والعاطفية، ولمَّا اتسألوا عن لحظة ميلاد أطفالهم، قالوا عنها إنها لحظة "عادية" مش فارقة في حياتهم، وفي ده دلالة واضحة على إنهم بيعيدوا إنتاج نفس التجربة النفسية اللي هما عاشوها.

"عادل" الأب الناجح -زي ما بيوصف نفسه- وصاحب الـ 54 سنة، لسه ماتخطاش إنه نتيجة محاولة إجهاض فاشلة عملتها الأم في قرية من قرى مصر بمساعدة قريباتها بعد وفاة جوزها في حادثة، بس زي "رقية" هو مابيلومش الأم، "بعد ما جربت الأبوة فهمت صعوبة إن واحدة ماكملتش 20 سنة تبقى أم وأب عشان جوزها توفى فـ ماقدرش ألومها". بس قبل ما يعيش التجربة بنفسه، ولسنين طويلة، الموضوع كان عامل حاجز بينه وبينها؟ بعد تردد بيجاوب "عادل" ويقول إن أكتر لحظات كان بيبقى ناقم فيها على ميلاده هي اللحظات اللي بيقارن فيها بين فرحة أمه بحملها في إخواته غير الأشقاء وبين رغبتها في التخلص منه. بيختم كلامه: "أنا تفهمت أسبابها، بس بتفضل في حاجة في نفس بن يعقوب مش قادر يمحيها 100%"

"راندا" حاولت والدتها بالفعل إجهاضها وهي لسَّه جنين، العملية نجحت نسبيًا وتوأمها مات، لكن هي اتمسكت بحياتها وكمِّلت، بتقول دلوقتي إنها مابتفكَّرش في أسباب أهلها، تحديدًا والدها اللي كانت متمسك بالإجهاض، لكن بتفكر في توأمها، "اللي بيضايقني إنهم قتلوه ولو ماعملوش إجهاض كان زمانه عايش دلوقتي ومعايا".

الإجهاض في القانون المصري "عمليات تحت بير السلم"

قانون العقوبات المصري بيسجن الدكتور اللي بيعمل إجهاض لمدة من 3 سنين لـ 15 سنة، وحسب تقرير عملته هيئة المعونة الأمريكية، نسبة الستات اللي بيتلقوا علاج في المستشفيات بسبب مضاعفات الإجهاض غير الآمن مرتفعة في مصر، وبتوصل لحوالي 15 حالة لكل 1000 سيدة أعمارهن من 15 لـ 44 سنة. وفي دراسة للمجلس الدولي للسكان عملها بالتعاون مع الجمعية المصرية لرعاية الخصوبة، معدل الإجهاض في مصر بيقرب من 14.8% لكل 100 مولود.

منع الإجهاض في مصر بيفرق فعلًا في معدلاته؟ بتجاوب دكتورة النساء والتوليد "ح.ه" وبتقولنا إن القوانين المنظمة بطَّلت تعمل فرق، وإن الأم غير الراغبة في طفل بتجهضه بأي طريقة، والدليل عدد السيدات اللي بيترددوا كل يوم على عيادات النساء وهما بيعانوا من مضاعفات الإجهاض لوحدهم، بتكمِّل وتقولنا: "دايمًا فيه طبيب بيرضى يخالف القانون، ولو ماتوصلتش لدكتور فيه أدوية ممكن تحصل عليها بعد شوية تدوير، أو حتى هتتبع الطرق البدائية".

عقدة المازوخية عند الأمهات

"داليا" واحدة من الأمهات اللي قررت لأسباب شخصية، مش متعلقة بجوزها أو جوازها، تجهض طفلها التاني، بتقولنا: "كنت خايفة من المسؤولية المضاعفة وحاسة إني صغيرة عليها، فأخدت أدوية كذا حد أعرفه جربها وجابت مفعول، بس المشكلة إني كنت عديت 9 أسابيع والأدوية لوحدها ماكانتش كافية، فالحالة اتدهورت سريعًا واتنقلت المستشفى"، الأصعب لسه ماجاش، بتكمل وهي بتضحك بحزن واضح: "الحمل كمل غصب عني وكذا دكتور قالي إن الطفل احتمالية كبيرة يطلع فيه عيب خلقي بسبب الأدوية، وقتها كنت بفكر بس في المسؤولية اللي اتفرضت عليا وهتعامل معاها ازاي، بس ولدت طفل عنده مشكلة في السمع والنمو فعلًا".

إلى جانب إحساسها العميق بالذنب ناحية محاولتها للإجهاض اللي اتسببت في عيب خلقي لطفلها، بتقولنا إنها هتواجه أزمة أكبر لما يكبر ويبدأ يسأل عن سبب اختلافه عن أخوه الأكبر، "أكيد في وقت هيعرف إني كنت غير راغبة فيه وبسبب ده هو هيعيش طول عمره مختلف وعنده مشكلة، وده هيخليه يكرهني حتى لو ماقالش ده".

Home
خروجات النهاردة
Home
Home