• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
ليه الستات عندهم ميول للمثلية أكتر من الرجالة؟
الموضوع اللي فات
15 مشجع لكل فريق في ماتشات الدوري المصري الجديد

تحرش وخطف في أرض "السحر والجمال": المدمنين بيحصلهم إيه وهما بيشتروا مخدرات؟

يخرب بيتك يا كيف

"اللامكان" كلمة بيستخدمها علماء الفيزياء لوصف نظرية ما في دراساتهم، بس لو حاولنا نوصف مكان بنعدي عليه في حياتنا اليومية بـ "اللامكان" من شدة غرابته، ممكن يكون ايه؟ وانت رايح شغلك الصبح أو راجع من خروجة عائلية، في الغالب هتبقى بتعدّي على الأماكن دي، بس من غير ما ييجي في بالك إنها في أوقات أكثر هدوءًا بتكون أوكار بتستخدمها عصابات تجارة المخدرات لبيع سمومهم وإيذاء المدمنين والتفنن في إذلالهم.

اللي سمع غير اللي شاف وعاش، واللي اجبره حظه السيء على اللجوء لأرض الموت عشان يشتري المسحوق الأبيض المخدر، بالتأكيد عاش رعب أكتر من اللي اتفرجوا على مشاهد شرا المخدرات من البدو والعرب في مسلسل تحت السيطرة. قابلنا مدمنين سابقين شافوا مواقف مش طبيعية، بيتجلى فيها الشر وحب السلطة والضعف الإنساني، عشان يحكوا لنا عنها. وسواء صدقت قصصهم ولا لأ، اعرف إن الواقع واللي مانعرفهوش دايمًا أصعب وأبشع.

من أشهر المناطق المعروفة لتبادل المسحوق الأبيض السام، هي منطقة بيُطلق عليها "السحر والجمال"، واقعة في صحراء مصر وبيسيطر على التجارة فيها البدو. "رجب" المتعافي من الإدمان قالنا إن فيه 3 أماكن رئيسية لشراء الهيروين. "طبعًا فيه تجار أصغر ممكن تشتري منهم في الشارع اللي وراك، بس التلات أماكن الرئيسية دول بيكونوا أرخص. من سنين كتير كان الجرام من المصدر بـ 120 جنيه، ومن التاجر الصغير كان بـ 200 جنيه، أنا أولى بالفرق ده". التوفير كان سبب "رجب" والدافع اللي بيخليه يتحرك مسافة مش قليلة من الكيلومترات عشان يشتري أرخص، لكن المادة اللي بيتشريها ماكنتش هيروين زي اللي متعود يشتريه من التجار الصغار، "هناك المادة بتبقى خام، وبيكون فيه مواد زي الباراسيتامول والباربيتورات، والله أعلم ايه تاني".

المركزية لعنة الكل بيحاول يحجِّمها بما فيهم تجار المخدرات، عشان كده عملوا وكر "غيطة" بالقرب من مدينة بلبيس والعاشر من رمضان. "غيطة" شغال على إدارته مجموعة من الفلاحين، شغلهم مقتصر على الإدارة بس مش تصنيع ولا استيراد البودرة. "المشكلة إنك لازم تكون عارف حد هناك يآمنك، غالبًا قعدة التعارف دي بتكون عن طريق حد مشترك بينهم هما عارفينه وانت عارفه برضه". بيحكي "رجب" إن أي حد ممكن "تهب" منه ويعمل مشكلة هناك، بس لو انت في الصحراء مع تجار مخدرات مسلحين، أحسن لك ماتعملش كده. 

"رجت" زار وكر "السحر والجمال" لعدد مرات أكتر من قدرته على التذكر، بقى حافظ الرحلة وممكن يقوم بيها حتى وهو مش في كامل وعيه. بتبدأ بوصوله لمنطقة اسمها "المركب"، في طريق مصر الإسماعيلية، وسبب تسمية المكان هو وجود إعلان كبير على شكل مركب. ومن هناك بيبدأ يقرب ويراقب، لو شاف نار مولعة بيعرف إنه وصل صح ووجد ضالته والبدو شغَّالين النهاردة.

انحرافة صغيرة لليمين بالعربية هتدخلك شوية لنقطة هتقف بعدها عشان العربية ماينفعش تدخل أكتر، يمكن عشان هتغرز ويمكن دي شروط البدو لتأمين نفسهم، ماحدش عارف وفي الغالب ماحدش اهتم يسأل، "بتركن أول ما بتلاقي عدد كبير من العربيات راكنة، عربيات موديل حديث وعربيات قديمة، المشترك بينهم هو هوى أصحابهم". بتنزل وتكمِّل مشي على رجليك. كل ما تدخل أكتر هتتكعبل في تل صغير، عليه سجادة عليها شخص أو اتنين، "مافيش قواعد ثابتة، بس الغريب إن كلهم اسمهم أحمد وماحدش عارف ليه".

المشترك برضه هو وجود رجال مسلحين حوالين كل الأحمدات، بعضهم مستخبي والبعض التاني ظاهر لبث الرعب، وموتوسيكلات بتلف بلا توقف لتأمين الوكر.

مسدسدات ورشاشات، موتوسيكلات بتلف، ديلرز ملثمين، مشهد كان بيفكر "رجب" بالفيديوهات القليلة اللي وصلت لمصر عن أفغانستان وروسيا في التمانينيات. "كل ديلر بيكون معاه شنطتين، واحدة للفلوس والتانية فيها المخدرات، سلم واستلم".

"شد ولا شك؟" بيبقى ده السؤال الأول اللي بيقابل المدمن، بيقول "رجب" إن الطريقتين أسوء من بعض، الأولى عبارة عن تسطير والتانية حقن احتمالية العدوى من خلالها كبيرة. بيطلعوا الكمية المطلوبة، يوزنوها بميزان صغير، يعبَّوها وكل اللي عليك انك تاخدها وتمشي من غير ما تبص وراك ولا تفكر تعترض. "ولو ماكنتش قادر تستحمل لما تطلع من المكان، بتلاقيهم بيبعوا السرنجة بـ 2 جنيه".

"محمود" حكى لنا أكتر عن الناس هناك، ضعفهم، رغبتهم القاتلة في الحصول على نشوة لحظية من المخدر اللي بيتنازلوا في مقابلها عن أي وكل حاجة، وخوفهم. بيقول إن الديلرز بيقبلوا حاجات كتير غير الفلوس، "اللحمة مثلًا من ضمن الحاجات اللي بيرحبوا بيها جدًا". وزي ما الجنس بيلعب دور في كل حاجة في الدنيا، في تجارة المخدرات برضه دوره محفوظ. "دايمًا وانت واقف بتلاقي بنت ماشية مع واحد منهم ودخلوا خيمة ولا اتداروا ورا صخرة، ومش محتاج تتخيل أوي بيحصل ايه بقى".

مشهد عرض محمد فرَّاج لمراته على الديلر في مسلسل "تحت السيطرة" في مقابل تذكرة هيروين كان صادم، لكن في الواقع ده جزء قليل من اللي بيحصل. بيقول "محمود" إن العرض بيشمل الزوجات والإخوات كمان. "ممكن تلاقي واحد ومعاه صاحبته خارجين من خيمة الديلر في ايدهم المخدر، تركب البنت مع الديلر ورا وصاحبها يسوق بيهم لمكان ماحدش عارفه غير الديلر، بس كلنا عارفين الغرض من الرحلة بيكون ايه".

مش بس الأزواج بيصطحبوا بعض في مشاوير الموت دي، بيحكي "رجب" عن المرة اللي شاف فيها ست نازلة من عربيتها وسايبة فيها طفل رضيع عشان توصل للديلر وتجيب المخدر. بيتكلم أكتر عن الموقف وبيقول "على طول لما نقول مدمن الناس بتتخيل شكل معين ليه، سن وأسلوب حياة وكل حاجة، بس مين قالكم إن الأم الشابة اللي لسه والدة مستحيل تقع وتبقى مدمنة؟".

كل فترة بتسمع عن حملات أمنية للقبض على تجار المخدرات، في آخر الخبر بتلاقي حصر بأعداد الضحايا، بيقول "حكيم" -اللي شهد أكتر من مواجهة أمنية- إن الأضرار الفعلية مابتقعش على تجار المخدرات عشان معظمهم من البدو، "البدو حافظين الصحراء زي ما انت حافظ فيه ايه في محفظتك، فـ بيعرفوا يجروا ويستخبوا ويضربوا من غير ما يتضرب عليهم، المشكلة في المدمنين اللي بيكونوا في مكان الحدث وبيتاخدوا في الرجلين". بيقول "حكيم" إن الضرب والاشتباك مش شرط يكون مع الآمن، "البدو بصفة عامة ممكن يضربوا بالنار لمجرد الشك في حد، أو لو عصبهم".

المدمنين مش دايمًا بيكونوا في حالة إتزان تخليهم قادرين يتحكموا في أعصابهم، بس في قلب الصحراء وفي منطقة الموت بيكونوا مجبرين على الإتزان حفاظًا على سلامتهم. واللي مابيعملش كده مالهوش دية، زي ما بيحكي "رجب"، "في مرَّة فيه شاب صغير حب يهزر مع صاحبه وشد من واحد من الديلرز بندقيته عشان يعمل نمرة. انتهى بيه الحال مضروب ومتكتف في صندوق عربيته، ومخطوف من البدو ومطلوب من أهله فدية وإلا هيتقتل".

وانت خارج من أرض الموت برضه بيكون فيه احتمالية إنك تتعرض للخطر، بيقول "رجب" إنه في مرة وهو خارج بعربيته واشتبه في ناس وقَّفوا عربية قدامه إنهم شرطة. "ماحستش غير وأنا دايس بنزين على الآخر وبيتضرب على العربية نار، جت في الكاوتش والأزاز بس". تاني يوم "رجب" كان في نفس المكان عشان يجيب البودرة اللي هتكفيه لليوم.

الأسماء كلها تم تغيرها.

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home