• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
البرلمان: غرامة 100 ألف جنيه للي هيتكلم في الإعلام عن الدين بدون تصريح
الموضوع اللي فات
جناين القاهرة هتتفتح ببلاش لمدة يومين بمناسبة العيد القومي للمحافظة

"عايز اروّح البيت واشوف عيالي": دور المسنين ضرورة ولا عقوق والدين؟

.

"أنا مبسوط بس عايز ارجع بيتي بقى"، دي أول جملة قالهالنا الحاج محمد قبل ما يرجع يركز تاني مع التلفزيون المتعلق على الحيطة في واحد من البيوت المخصصة للمسنيين في القاهرة، ومايبصش لينا تاني وينسى إننا موجودين جمبه وبنتكلم معاه. دار المسنين هو البيت اللي بيعيش فيه الحاج محمد وبقية المقيمين معاه، بعد ما بقوا منفصلين عن العالم الخارجي.

الحاج محمد، اللي بيعاني من مرض الزهايمر في بداياته، بقاله في دار المسنين 3 شهور، ومرجعش بيته ولا خرج منه من يوم ما وصل، وما بين الكلام مع صديقه الحاج علي أو الفرجة على التليفزيون، بيضيع ساعات يومه المملة، "أنا عندي بيت 5 أدوار ومستني ارجعله، واديني قاعد قدام التليفزيون لحد ما يرجعوني هناك".

دور المسنين في مصر هي مفهوم جديد نسبيًا خصوصًا مع مجتمع مرتبط بعيلته، وصعب يسيب أهله اللي كبروا في السن تحت رعاية ناس غريبة حتى لو كانوا متخصصين في الرعاية دي، واللي بيعمل كده بيتبصله إنه بيتخلى عنهم، ورغم احتياج بعض العائلات للقرار ده، لكن لسه بيه بيتبص ليه بنظرة احتقار وإنهم مش بارّين بأهاليهم، رغم زيادة الاحتياج لدور المسنين خصوصًا مع الشغل اللي بيزيد عدد ساعاته وعدم إمكانية توفير رعاية تمريضية لكبار السن.

هدى عادل أم لطفلين وضعت والديها في دار لرعاية المسنين من 5 سنين، ورغم إنها حاسة بالذنب، لكن ملتزمة بقرارها ومارجعتش فيه، بتقولنا "هدى": "في البداية كنت حاسة إن اختياري ده أناني، ازاي هسيبهم في مكان بعيد عني، بس لما فكرت في الموضوع بشكل منطقي، حسيت إن ده القرار الصح، هما كانوا عايشين لوحدهم ونفقات التمريض عالية، لكن في دار المسنين على الأقل معاهم ناس، كمان البيت كان دايمًا مش نضيف، والممرضات بيعملوا اللي عايزينه عشان عارفين إن ماحدش بيراقبهم، ماكنتش مطمنة عليهم أبدًا".

"هدى" لما قررت ده سألت بنتها وجوزها وقالولها إن ده القرار الصح، "أحيانًا بحس بالذنب، وبفكر هو كان ممكن اعملهم حاجة أكتر من اللي عملته وأنا ماعملتهاش؟ أنا عارفة إن ده في مصلحتهم عشان أنا ماكنتش هعرف أخلي بالي منهم كما يجب، وأنا خدت رأيهم سألتهم رأيكم إيه لو روحتوا بيت مسنين، وهما قالولي نجرب لو الموضوع مانفعش ندور على حل تاني".

أم "هدى" عندها 77 سنة، مبسوطة في دار المسنين حسب كلامها، ولما بتيجي بنتها تزورها بتطلب منها الحلويات اللي بتحبها، "أنا عندي أصدقائي هنا، وبلاقي ناس اتكلم معاهم ونضحك ونتخانق حتى" بتقولنا أم هدى.

هناء حسن رئيسة التمريض في واحد من دور رعاية المسنين بتقولنا إن الناس بقت تاخد قرارات أكتر من زمان إنهم يجيبوا أهلهم الدار، وحسب كلامها فدلوقتي فيه مؤسسات خاصة مش عايشة على التبرعات لكن متخصصة في رعاية كبار السن وعندها ما يلزمهم من دكاترة وأنشطة، فيه منها كمان متخصصة في رعاية اللي بيعانوا من أمراض معينة أو اضطربات نفسية.

شرحتلنا "هناء": "فيه نوعين من دور رعاية المسنين، النوع الأول هو مأوى للأشخاص اللي ماعندهمش حد يهتم بيهم، وهو عبارة عن خدمة اجتماعية بشكل أساسي قائم على التبرعات، النوع التاني هو اللي كسر المفهوم السلبي عن الدور دي، وهي دور المسنين الخاصة اللي فيها موظفين بيقدموا خدمات وبيبقى عندهم خبرة في التمريض وبيقدروا يتعاملوا مع الحاجات اللي العائلات متقدرش تتعامل معاها، ويبعدوا عن أي مضاعفات صحية ممكن تحصل لكبار السن"، وبتكمل "هناء" كلامها وبتقولنا إن المجتمع بدأ يغير نظرته بسبب طبيعة الشغل في مصر خصوصًا القاهرة وإن الأولاد ماعندهمش وقت يقضوه مع كبار السن في عائلاتهم.

بتقولنا "هدى": "شغلي وبيتي بيمنعني اتواجد مع أبويا وأمي أغلب اليوم وماقدرش أشوفهم بيتعبوا واسكت، ليه ماسيبهمش في مكان متطمنة عليهم فيه وبيهتم بيهم أحسن مني؟".

سألنا كبار السن هما مبسوطين في البيوت دي ولا زعلانين من عيالهم؟ قالتلنا "هناء" إن أغلبهم زعلانين، بس فيه كتير منهم بشكل مفاجئ مبسوطين إنهم جم هنا وحاسين إن المكان ده مريح ليهم أكتر، "حتى الزعلانين بيعترفوا إنهم في البيت كانوا عايشين لوحدهم وحاسين بوحدة ومش عارفين يعملوا كل حاجة بنفسهم" بتكمل "هناء".

رغم إن بيوت رعاية المسنين بقت معتمدة بشكل أكبر في مصر، إلا إن لسه مش بيوصلها تمويل وفلوس كافية وحتى لو وصل فلوس، فمابيحصلش دراسات عن أهميتها واللي مفروض يحصل فيها، عشان كده بيكون فيه كتير منها مجهز كويس لكن مهملة في مظهرها وفي شكلها اللي بيحسن نفسية السكان أو في الديكورات الداخلية الملونة، وكبار السن بيعانوا من نفسية سيئة بسبب المكان.

"بعد سن معين كلنا بنرجع عيال صغيرة، والأطفال مابيعرفوش يتحملوا نفقات رعايتهم أو يقدروا يهتموا بنفسهم، عشان كده لازم نشوف حد يهتم بيهم" بتقولنا "هناء" اللي بتكمل وتشرح إن لما بيحصل لواحد من الوالدين حادثة ويجي هنا، عيالهم بيهتموا بيهم أكتر وبيتأكدوا إنهم مرتاحين، وقليل لما حد بينسى أهله ويبطل يسأل عنهم.

الحاج علي بعد ما جه بشهور بطل ولاده يسألوا عنه، وبقوا الموظفين بيهتموا بيه أكتر عشان يعوضوه عن ده، بيحكيلنا: "عيالي جابوني هنا بعد ما مراتي ماتت من 4 شهور"، وبيبكي وهو بيكمل كلامه: "أنا عملت اصحاب هنا، بس عايز اشوف عيالي وارجع بيتي، أنا هنا بشكل مؤقت، أكيد هيجوا ياخدوني واروح".

تم تغيير الأسماء حفاظًا على خصوصية الأشخاص.

ممكن تقرأ الموضوع بالانجليزي من هنا.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home