فيلم " I,Tonya" اللي اترشح للأوسكار 2018 كان بيحكي قصة بطلة التزلج العالمية تونيا هاردنج اللي كانت دايمًا بتعاني من عنصرية بسبب إن لبسها أقل عن باقي المتزلجات، لكن في 2012 كانت زهرة لاري بتعاني من عنصرية مختلفة لما كانت أول متزلجة في العالم تلبس الحجاب وهي بتتزلج على الجليد في كأس أوروبا في إيطاليا وهي عندها 17 سنة بس، وتم معاقبتها وخسارتها النقاط اللي بتكتسبها على اللبس بسبب حجابها، لكن على الرغم من كده قدرت تكسب المركز الرابع في العرض الموسيقي، والمركز الـ13 من أصل 260 في البرنامج القصير، والـ15 في البرنامج الطويل.

لو مافيش حد قرر يكسر المألوف ويتمرد عليه، مافيش حاجة هتتغير، وعشان كده عملت "زهرة" حملة خلت الاتحاد الدولي للتزلج يغير قواعده في منافساته ومايبطلش النقاط أو ينقصها بسبب حجابها، بتقولنا "زهرة" اللي عندها 22 سنة دلوقتي: "العقلية بتتغير، ودلوقتي العالم بيقبل الحجاب ويدعمه في الرياضات أكتر من زمان، والأجيال الجديدة عندها نظرة مختلفة".

فيلم رسوم متحركة اسمه "أميرة الثلج" هو اللي خلى "زهرة" تحب التزلج وهي طفلة وتحس إنها عايزة تكمل حياتها في اللعبة دي، كان عندها 12 سنة وحلمت إنها تبقى "أميرة تلج" في وسط بلدها الصحرا، وكانت لابسة الحجاب وقتها فعلًا، بتحكيلنا "زهرة": "من طفولتي وأنا بلعب بطرحة أمي واتظاهر إني بصلي جمبها، ووأنا عندي 8 سنين قررت اني عايزة البسها كل يوم، لكن من وقتها الموضوع مابقاش لعبة أو هزار، بقى موضوع جد جدًا، كان قرار سهل في البيت وفي الحياة اللي بعيشها".

التحدي الأصعب ماكانش الحجاب، لكن كان إنها تدخل رياضة مافيش حد تاني بيلعبها في بلدها، كان المكان الوحيد المتاح للتدريب هو ساحة رياضية في أبو ظبي، وكانت "زهرة" بتصحى كل يوم الساعة 4 الفجر عشان تدرب على لعبة هي أول بنت إماراتية تقرر تمارسها، التحدي ده كان أكبر بسبب الحجاب، يمكن كمان كان أكبر من سنها وقتها، لكن والد زهرة شجعها وسمحلها إنها تمارس رياضة التزحلق على الجليد، لكن كان متردد في مشاركتها في الألعاب والمسابقات العالمية، لأن ده بيخالف التقاليد في الإمارات من ناحية، ومن ناحية تانية كان موضوع  اللبس جزء مهم، يعني الستات في الإمارات بيلبسوا عبايات في الأماكن العامة، لكن اللي بيلعبوا تزلج بيلبسوا ملابش شفافة، وده كان مخلي مشاركة "زهرة" في المسابقات العالمية حاجة غامضة، عشان يا ترى هتلبس إيه؟

لكن مع الوقت والدها وافق إنها تشارك في المسابقات، وشارك في تأسيس نادي الإمارات للتزحلق على الجليد، وهو أول نادي تزلج رسمي في الإمارات، واتغير موقف العالم من لبس الحجاب أثناء التزلج، بتحكيلنا "زهرة": "الموضوع في البداية كان صعب والناس كلها كان عندها فضول، هلبس إيه؟ طيب أنا شاطرة أصلًا؟ طيب بتكلم إنجليزي ولا لا بما إني عربية؟ لكن بعد سنين من ممارستي الرياضة دي، دلوقتي بقدر أساعد كل الستات المحجبة اللي عايزين يلعبوا تزلج".

بيبدأ الأطفال لعبة التزلج من وهما عندهم 3 سنين، لكن زهرة بدأت متأخر وعشان كده بتقولنا: "ده ماقللش من عزيمتي خالص لكن بقيت اتمرن أكتر، عشان أقدر أنافس اللي في سني، في البداية كنت بتمرن يوم واحد، لحد ما بقيت بتمرن 6 أيام في الأسبوع، أثناء تدريب "زهرة" في الإمارات، زارتهم ماريا لوف لاف وهي متزلجة من رومانيا بتنظم المسابقات العالمية، ولما شافت "زهرة" قالتلها إنها لازم تشارك وتمثل الإمارات في المسابقات الدولية، ومن هنا كانت أول بطولة تشارك فيها في إيطاليا سنة 2012، عشان تشارك بعد كده في بطولات مختلفة وتكسب المراكز الأولى.

لبس الحجاب في الرياضات المختلفة بيتم السماح بيه تدريجيًا، في 2014 سمحت الفيفا بالحجاب في كرة القدم، والاتحاد الدولي لكرة السلة سمح بيه في 2017.