• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
السعودية اتبرعت بأرض في مكة لمحمد صلاح عشان أخلاقه الإسلامية في الملاعب
الموضوع اللي فات
"كريم" أعلنوا عن سرقة بيانات عملائهم

حوار مع فنان فلسطيني بيوثق رحلة اللاجئيين بالرسم على إيد الجمهور

.

باسل زارع لاجئ فلسطيني اتولد في مخيم اليرموك في دمشق، كبر وشاف تاريخ عيلته وهي في الشتات وبتدور على ملجأ تعيش فيه، من ساعة ما استولت القوات الإسرائيلية على قريتهم في فلسطين سنة 1956، اتعاون مع الفنانة اللبنانية "تانيا خوري" عشان يوثقوا رحلة اللاجئين بشكل جديد ومختلف.

في مهرجان لندن الدولي بدأ العرض تحت عنوان "As Far As My Fingertips Take Me"، بيختار واحد من الجمهور إنه يتعامل مع باسل من خلال فتحة بالجدار اللي بيفصلهم، وبيبدأ "باسل" يحكي عن لجوءه عن معاناته وعن أصحابه وعن أهله وعن بيته وبيشغل مزيكا بتعبر عنه، في الوقت اللي بيبدأ يرسم فيه على إيد المتطوع من الجمهور زي ما بياخده إحساسه وقتها.

بتقولنا "تانيا": "الحكاية دي كانت تخص باسل اللي كان لازم يحكي عن عيلته وبيته وأصدقائه والحكايات اللي هو عاشها"، وبيقولنا "باسل": "الفكرة بدأت من حوار بين لاجئ والجمهور، واللي بنحكيه ماجاش ولا اتولد مع الربيع العربي، اللاجئين موجودين من زمان فمثلًا الفلسطينيين اتفرقوا في الأرض من حوالي 60 سنة"، وبتكمل "تانيا": "حاجة مهمة إننا نفتكر اللاجئين، خصوصًا اللي اتولدوا وعاشوا طول حياتهم كده، وبقت جزء من هويتهم".

في مارس 2018، جه باسل الزارع في مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة D-CAF ورسم رحلته على إيد مصريين كتير، بتقولنا واحدة منهم: "فضلت رسمة باسل على إيدي  3 أيام، بعد ما بدأ يحفر رحلته وينقش كل خطوة فيها، وأنا بسمع قصته بالسماعات، رسم ناس بيمشوا وشايلين شنط، وفضلت الصورة في بالي وقت طويل حتى بعد ما غسلت إيدي".

فكرة إنك تتولد "لاجئ" من غير جنسية من غير مكان تعيش فيه، عايش في شتات بتحمل جزء كبير من الإهانة وكسرة النفس والتعب، وباستمرار بتتعرض للرفض، وممكن تموت على الحدود أو في مخيمات أو في البحر أو وأنت بتهرب وماحدش هيسأل عنك، هتطلع الأمم المتحدة تشجب وتدين، وممكن يتشير صورتك على الفيسبوك، لكن مافيش دولة هتطالب بحقوقك أو تقف في صفك.

في نظام اللجوء الجديد في الاتحاد الأوروبي، بيشترط على المهاجرين غير الشرعيين عشان يبقوا لاجئين وفقًا لقانون "السيطرة على الحدود"، إنهم يسجلوا بصمات صوابعهم في أول بلد يوصلها ويقدموا طلب للجوء فيها ويعيشوا فيها باقي حياتهم، بيقولنا "باسل": "من هنا جه اسم المشروع "As Far As My Fingertips Take Me" أو زي ما تاخدني بصمة إيدي، لأنهم ممكن ياخدوك في أي مكان تقبض عليك الشرطة فيه ويودوك أول مكان سجلت فيه بصمة صوابعك، بغض النظر أنت عايز تعيش فيه ولا لآ".

الجلد البشري أو دراع الجمهور هو القماش والورق اللي بيبدأ يرسم عليه "باسل" رحلة اللاجئين، عشان يمشيك في رحلة طويلة بالقارب في البحر اللي ممكن تموت فيه، أو يمشيك مسافة طويلة في الغابة والطرق وأنت بتهرب من الشرطة وتبعد عنها، بيقول "باسل": "الموضوع بدأ كأنه نكتة وقلنا إننا عايزين الناس يحسوا بجد، يحسوا بشكل حرفي مش مجرد كلام، عشان يفهموا ويحسوا بالتعاطف، اللي بيترسم بيخلص في 10 دقايق بس بيدوم لمدة 3 أيام، وكونك بتشوف الرسومات دي بتختفي قدامك بيخليك تحس بمعاناة اللاجئين اللي الناس بتنساها بعد أيام".

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أو "السوشيال ميديا"، بقت قضايا اللاجئين بتتقال طول الوقت، صور مؤثرة أو فيديوهات لأطفال، خصوصًا إن دلوقتي فيه أكبر موجة من الهجرة القسرية من ساعة الحرب العالمية التانية، لكن يمكن ده خلى الناس تتعامل مع الموضوع إنه حاجة عادية بتحصل كل يوم، زي القهوة اللي بنشربها الصبح، مابنقفش عندها ونفكر كتير، وكتر عدد اللاجئين خلى الناس تشوف إنهم مجرد أرقام. وفقًا للأمم المتحدة، فيه 5 مليون شخص فروا من سوريا في الـ7 سنين اللي فاتوا وبقوا لاجئين، ووفقًا لمنظمة "الاونروا" سنة 2015، فعدد اللاجئين الفلسطينيين تخطى الـ 5 مليون لاجئ من سنة 1948، وكل لاجئ في دول ليه حكاية وقصة مؤلمة وبلد رفضت تستقبله وحروب وصراعات عشان يبقى مواطن في دولة تانية بتعامله إنه مواطن "درجة تانية".

وفي وسط كل ده بيحاول باسل الزارع وتانيا خوري إنهم يركزوا على اللاجئين ويخترقوا طبقات الجلد، عشان يحكوا الحكايات ويعيشوا القصص اللي بتموت كل يوم، يمكن حفرها على الجلد يخليها تتحفر جوه القلوب والعقول، لكن زي ما الحبر بيتمسح بسرعة القصص بترجع تتنسى.

 

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home