• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
صنع في عزبة خير الله: شنط صديقة للبيئة عملوها سيدات مُعيلات
الموضوع اللي فات
جواز السفر الإماراتي في المركز الأول عالميًا

"من غسيل الأطباق للعالمية".. حوار مع إسلام شيبسي اللي وصل المزيكا الشعبي لأوروبا

المزيكا هي المًخرج ليا
اسلام شيبسي

المزيكا الشعبي طول عمرها هي أكتر نوع الناس بيحبوه وبيرتبطوا بيه بوجدانهم وبمشاعرهم، لدرجة إنهم بيردودوا الأغاني دي في كلامهم وخناقاتهم، لأنها بادئة من الشارع وجاية منه ومن حزن الناس والعيشة اللي بتطحنهم في كل حتة في الدنيا. المزيكا والغناء الشعبي من وقت نشأتها في النص التاني من القرن العشرين، بتقابل رفض من نخبة المجتمع اللي بيعتبروها سوقية وشوية دوشة مالهاش معنى وماتليقش بيهم، لكن اعتبرها الناس صوتهم اللي بيقول حاجات أوقات مابيقدروش يقولوها. بمرور السنين وتطور المشهد الموسيقي في مصر، بقت المزيكا الشعبي –حاليا-  تقريبا في نفس مكانة مزيكا الهيب هوب بره، ليها جمهورها العريض من الطبقات والثقافات المختلفة ومابقيتش مقتصرة بس على الطبقات الكادحة وعامة الشعب.

ولأن البدايات المتواضعة غالبا بتكون نتائجها مبهرة، كانت البداية من 14 سنة، لما شاب صغير شغال عامل في مطعم سأل زبون غني "الساعة كام؟" وزعق فيه الزبون وقاله "أنا مش جايب ساعتي الغالية عشان اللي زيك يزعجوني ويسألونى عن الساعة، امشي من هنا وروح شوف شغلك"، بعدها بـ 16 سنة الشاب ده بقى إسلام شيبسي، اللي قدر ياخد المزيكا الشعبي في مصر للعالمية وحقق لها انتشار واسع. إسلام شيبسي برؤيته المختلفة للمزيكا الشعبي ومزجها بأنغام البيانو و"الكيبورد" نقل المزيكا الشعبي وسمعها للناس من خلال جولاته في أوروبا وأنتج مزيكا لفنانين شعبيين كبار في مصر زي حكيم في أغنية "على وضعك"، لكن الموضوع أكيد ماكانش سهل

"أنا اسمي إسلام سعيد، اتولدت في إمبابة لأسرة محدودة الدخل، أبويا كان سواق ومالوش أي علاقة بالمزيكا لكن صوته كان حلو جدا"، دي الجملة اللي بدأ بيها "شيبسي" حواره معانا، بيكمل: "أخويا هو المغني الشعبي عمرو سعيد صاحب أغنية الدنيا زي المرجيحة اللي حققت شهرة كبيرة جدا في مصر وقت نزولها. أخواتي عمرو ومحمد هما اللي دلوني على بداية الطريق ونموا فيا حب المزيكا وكانوا بياخدونى معاهم للحفلات والأفراح عشان اسمع واتعلم، وأول شغلانة ليا كانت فرح وأنا عمري 12 سنة، وكان أجري 50 جنيه".

"شيبسي" مر بمحطتين مهمين في حياته، المرة الأولي لما قرر يسيب المدرسة، بيحكي: "كان نفسي أكمل تعليمي ويبقى معايا شهادة، بس كان في مدرس بيضايقني طول الوقت وبعد فترة كرهت المدرسة طبعا وقررت أسيبها، وقتها أمي قالتلي لو عايز تسيب المدرسة سيبها، بس شوف شغلانة تطلع منها فلوس واصرف على نفسك وماتطلبش مني ولا مليم، وهنا المزيكا كانت هي المخرج ليا والطريقة اللي أقدر بيها أوفر دخل لنفسي".

ومن هنا بدأ "شيبسي" يغني في أفراح أكتر وكان عارف إنه بيتاخد من أجره فلوس من وراء ضهره، لحد ما في يوم زهق وقرر ياخد حقه كامل، دي كانت المحطة التانية اللي مر بيها، بيفتكر: "في بداية شغلي الناس كانوا بيستغلوني وياخدوا من فلوسي عشان كانوا معتبريني ولد صغير لسه مش فاهم حاجة، وعشان كده كنت مضطر اشتغل شغلانة كمان عشان أقدر أوفر دخل كويس وأصرف على نفسي، اشتغلت عامل في مطعم، كنت بقضي بالـ 18 ساعة في غسيل الأطباق والتنضيف ومش مكسوف من ده، لحد ما في يوم وأنا في الشغل سمعت صاحب المطعم بيتكلم عليا مع أصحابه وبيهزر وبيقولهم شايفين الواد اللي بيغسل الأطباق ده، ده واحد من أحسن المزيكاتية اللي سمعتهم، شوفوا أنا خليته بقى عامل ازاي؟! وقعد يضحك مع أصحابه، بيوصف "شيبسي" شعوره في الموقف ده وبيقول: "في اللحظة دي أنا حسيت بالإهانة، والموقف ده كان نقطة تحول كبيرة في حياتي".

بيحكي "شيبسي" إنه في اليوم ده رجع البيت وهو مصمم يبقى حاجة مهمة في يوم من الأيام، وساب الشغل في المطعم ورجع يركز مع المزيكا أكتر، كانت جواه رغبة كبيرة في إنه يرتبط أكتر بالمزيكا، بيوصف شعوره بإنه حاسس إن مش هو اللي بيلعب على الكيبورد، لكن وكأن في طاقة غريبة جواه هي اللي بتحركه وبتتحكم فيه، بيوضح: "بدأت ألعب مزيكتي بشكل مختلف، فالناس بدأوا يعرفوني على إني مختلف، بيفتكر معانا إنه بعدها بفترة كان في فرح لواحد صاحبه  وهناك لعب مزيكته، بيقول: "كلنا كنا مهيبرين ومبسوطين وبنرقص، وقمت موصل الكيبورد وعزفت مزيكتي والجو كان كله طاقة، فضلت أعزف حاجة ورا التانية ولقيت الناس بيتفاعلوا معايا ومع المزيكا وبيطلبوا رقمي، ومن وقتها فضلت أطور طريقتي والتكنيك اللي بستخدمه في المزيكا لحد ما وصلت للشكل اللي عليه دلوقتي".

المزيكا بالنسبة لـ"شيبسي" هي اللغة اللي بيقدر بيها يتواصل مع الناس ويتفاعل معاهم، وده اللي اتعلمه خلال وجوده في أوروبا، بيحكي عن حفلاته في أوروبا وازاي بيتواصل مع الجمهور: "الإنجليزي بتاعي سيئ جدا عشان كده ماكنتش عارف ازاي اتكلم مع الجمهور في أوروبا أو اتواصل معاه، بس مع الوقت لقيت إني  بقدر اتواصل مع الجمهور وأخلي الناس يتحركوا ويتواصلوا معايا من خلال المزيكا، فبقت هي اللغة اللي بتوصلني بالناس وبتربطني بالجمهور وتخليهم يتفاعلوا معايا".

في نهاية كلامنا معاه، حبينا نعرف لو إن بدايته الصعبة والمتواضعه كانت بتسببله أي مشاكل أو عوائق في رحلته للشهرة، خوصا إنه بينقل مزيكا شعبية، ليها خصوصية كبيرة وارتباط بالبيئة المصرية اللي طالعة منها، لجمهور أوروبي ثقافاته ونشأته ومزيكته اللي متعود عليها مختلفة بشكل كبير، وطبعا ظروفه الاجتماعية هي كمان مختلفة، جاوب علينا: "أنا فاهم نقطة الاختلافات الاجتماعية لكن أنا مابحسبهاش كده، أنا بشوف إن الناس الناس بتحترم مزيكتي وبتحبها وبيحترموني عشانها، وشايف إن كل ما أطور من نفسي ومن المزيكا اللي بعملها كل ما هيزيد احترام الناس ليا".

Shoot by @MO4Network.

Photographer: Ahmed Najeeb

Art director: Ahmad Abi

Home
خروجات النهاردة
Home
Home