• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
النيابة غرمت طالب مصري 1050 جنيه بسبب "رقصة كيكي"
الموضوع اللي فات
"تحيا مصر" هيعمل أكبر فحص طبي في العالم لـ45 مليون مصري للقضاء على فيروس سي

حوار مع أول طالبة هندسة مصرية بتقود فريق تصميم أسرع وسيلة مواصلات في العالم

لو عندك ثقة كفاية في نفسك وكنتِ محترفة في شغلك هتجبري الناس إنها تحترمك

"من وأنا بنت صغيرة وأنا عايزة أطلع رائدة فضاء"، دي الجملة اللي بدأت بيها سمر كلامها معانا وهي بتفتكر لما كانت بتعدي من قدام قسم هندسة الطيران والفضاء في جامعة القاهرة. سمر عبد الفتاح هي البنت المصرية الوحيدة في الشرق الأوسط وأفريقيا، اللي بتقود فريق كامل في مسابقة مشروع تصميم أسرع وسيلة مواصلات في العالم والمعروفة باسم "الهايبر لوب Elon Musk Hyperloop". 

بدأت سمر كلامها معانا بهدوء وثقة ملفتين للنظر. بتحكيلنا طالبة هندسة الفضاء والطيران ازاي بدأت رحلتها مع مسابقة تصميم وسيلة المواصلات الأسرع في العالم. في الأول شرحتلنا إن "الهايبرلوب" أو "الترام الهوائي"، عبارة عن أنابيب منخفضة الضغط ومافيش فيها هوا، بتتعمل عشان تربط بين محطتين، وجوا الأنابيب دي بتكون في كبسولات بتشيل الركاب وتجري بسرعة عالية جدًا بدون احتكاك في جدار الأنبوب. الكبسولة الواحدة بتقدر تستوعب بين 28 و40 مسافر، وبيوصل طولها 30 متر، وتنطلق بسرعة 1223 كيلومتر في الساعة. الخط الواحد بيقدر ينقل حوالي 164 ألف مسافر يوميًا. هتنتشر الوسيلة دي في الولايات المتحدة الأمريكية، الإمارات، الهند، البرازيل، فرنسا، سلوفاكيا، التشيك، إندونيسيا، كوريا، أوكرانيا، والصين. وبدأت الإمارات في تنفيذها بالفعل.

بتثولنا سمر: "معظم البنات اللي زيي في الشرق الأوسط بيتجنبوا إنهم يدرسوا مجالات معقدة زي هندسة الطيران أو علوم الفضاء لأنه ماعندناش إمكانيات لدراسة العلوم دي صح وبشكل مناسب، لكن الهايبرلوب مشروع جديد تمامًا، عشان كده مافيش عامل المنافسة لأنك بتبدأ من الصفر، زيك زي أي حد بيشتغل في المشروع ده". بتكمل: "الشركة دي هي الشركة اللي أى حد في مجالنا بيحلم إنه يشتغل فيها، لكن ماحدش كان يعرف إيه الهايبرلوب ده، بس أنا قررت انضم للمسابقة وخلاص وبدأت اعمل تصاميم جديدة للنقل. كل اللي كنا نعرفه عن المشروع إنه عبارة عن "كبسولة" بتمشي بسرعة كبيرة جدًا جوه أنبوبة في بيئة من الضغط المنخفض، فعرفنا إننا محتاجين نستخدم نظام المغناطيسية الكهربية".

المشروع فتح الباب لانضمام الطلبة وتقديم اقتراحات تصميم الهايبرلوب للمسابقة في 2015. المسابقة ضمت 30 فريق تم اختيارهم بعناية من جامعات مرموقة في أمريكا وإيطاليا. أما الفريق المصري اللي انضمتله سمر كان بيتكون من مجموعة المهندسين الشباب وهي البنت الوحيدة، وعلى عكس كل التوقعات، الفريق فاز بجائزة "التصميمات المبتكرة" وتم عرض فكرة الفريق من خلال سمر في كاليفورنيا بأمريكا.

بتحكي سمر: "اعتقد إن كونا مصريين وكونا الفريق الوحيد المتقدم للمسابقة من الشرق الأوسط وأفريقيا، ده أضاف لينا ميزة زيادة، ولما أعلنوا فوزنا بالجائزة أدركت إننا قدمنا تصميمات عظيمة فعلا".

لما سألناها هل مشروع الهايبرلوب هيقدر يحقق حلمك في إنك تبقي رائدة فضاء؟ ردت وقالت إن اللي خلاها تبقى شغوفة بالمشروع ده هو إنه جديد تمام في عالم النقل ومافيش حاجة زيه، وإن معظم الطلاب من الشرق الأوسط بيتجنبو إنهم يشتغلوا في المجال ده أو إنهم يدرسوا حاجات مختلفة ومعقدة زي هندسة الطيران أو علوم الفضاء، بسبب الإمكانيات الضعيفة وسوق العمل الفقير في النوع ده من المجالات، خصوصا للبنات، لكنها في المسابقة بدأت من الصفر زيها زي أي حد، وكانت فرصة.

"في مصر، احنا كويسين جدًا في مجالات البحث العلمي، وبنقدر نعمل ابتكارات هندسية طول ما احنا مش محتاجين دعم مالي أو تمويل، وده اللي شجعنا على الاستمرار في المشروع، وكل ما خدنا خطوة لقدام بقينا نحس إننا كويسين، زينا زي باقي الفرق المشاركة".

بعد ما فازت بجائزتين تانيين، سمر بدأت في تأسيس شركتها تحت اسم "هايبرنوفا Hypernova" ومعاها فريق شغال في تصميم الهايبرلوب وبيطمحوا يعملوا نقلة في عالم النقل والمواصلات من مصر للشرق الأوسط كله. لكن كونها بنت في مجال مسيطر عليه الرجالة بشكل كبير، خلاها تقابل تحديات مش سهلة: "أنا كنت مديرة لفريق بيتكون من 18 من طلاب الهندسة الذكور وعشان كده اضطريت أبذل مجهودات خرافية عشان أثبت إني أقدر أبقى قائد ومدير للفريق، رغم خبرتي اللي ماتتعداش الـثلاث سنين ف المجال ده. شغلك هو اللي بيتكلم عنك، لكن الناس دايما هتبصلك على إنك بنت. لكن لو عندك ثقة كفاية في نفسك وكنتِ محترفة في شغلك، هتجبري الناس تحترمك مهما يكونوا منزعجين من كون مديرتهم أو قائدهم بنت. رغم إنك هتبقي مضطرة تبذلي مجهود أكتر منهم عشان تثبتي إنك ماتقليش عنهم في حاجة".

كونى طالبة في الجامعة قابلتنا عوائق كتيرة، مش بس عائق إني بنت، لكن كمان عائق السن، خصوصًا لما كنت مع فريقي شغالين على مشروع SpaceX Hyperloop واجهنا صعوبة كبيرة في إقناع دكاترة الجامعة إنهم يوافقوا على المشروع وكان لازم يوافقوا عليه، واتقالنا كلام زي انتوا فاكرين نفسكم مين؟ انتوا ماتقدروش تعملوا المشروع ده، استنوا لما تتخرجوا وكانوا بيبصولنا على إننا شوية عيال مجنونة، وده كان محبط وحزين جدًا بالنسبة لنا"، بتضيف سمر "بس الحياة مش المفروض إنها تكون سهلة، كل ما تبذل مجهود أكبر كل ما هتكتشف وتفهم نفسك أكتر وبالتالي هتعرف نفسك أكتر".

بتحكيلنا سمر عن عيلتها وبتقول: "أبويا محامي وأمي ربة منزل، ورغم إن ماحدش في عيلتي بيشتغل في مجالي إلا إنهم عودوني دايمًا اعمل اللي أنا عايزاه طالما صح وأعبر عن رأيي ويبقالي صوت". سمر قضت وقت طويل في إنها تكسب ثقة أهلها تجاه مشروعها وإنها تسافر لفترات طويلة، بتعلق على ده بإنها عارفة إن الطريق صعب:"إنى أحارب عشان الحاجات اللي عايزة أحققها وإنى فاهمه إنى لازم أحارب عشان أوصل لمكان أو مركز معين، ده جزء من تكويني".

واحنا بنتكلم مع سمر حسينا إنها بتمتلك خبرة سنين طويلة رغم سنها الصغير ويمكن خساراتها والصعوبات اللي واجهتها قبل النجاح هي اللى خليتها تمتلك الخبرة دي، "في مرحلة معينة في حياتي، فقدت واحد من أفراد أسرتي، وقتها عرفت إنك لما بتفقد حد أو حاجة عزيزة عليك بيبدأ المعنى الحقيقة للحياة يبقى أوضح قدامك، ده نفس اللي حسيته وقت الثورة، وقت لما كنا فاكرين إننا نقدر نغير نفسنا بنفسنا، احنا دلوقتى غالبًا محبطين لكن لما بتعمل حاجة عشان نفسك ده بيديك شوية من الثقة".

بعد فوزها بجائزة دبي لمشروع الهايبرلوب Dubai’s Hyperloop  Programme  Award، المهندسة الصاعدة بدأت رحلتها في المجال التعليمي بإنها تعلّم الذكاء الصناعي للطلاب الشباب في الإمارات، بتقول: "لما بساعد المهندسين الشباب الشغوفين في إنهم يلاقوا نفسهم في حاجة جديدة، بحس إني لقيت فرصتي، ساعاتها هما بيحسوا إنهم أحرار ويقدروا يحققوا أي حاجة هما عايزينها. بتضيف:"يمكن مشروع الهايبرلوب مايبقاش موجود في المستقبل القريب، بس أنا بطمح أنا والمهندسين الشباب إننا نقدر نطور المجال ده في المستقبل حسب رؤيتنا وقدراتنا احنا. دلوقتى يمكن نكون مشتتين ومضغوطين بسبب مسؤولياتنا، لكن لما بنحس إننا بنضيف قيمة جديدة وإننا جزء من حاجة أكبر مننا، بنحس بالراحة وبنرتبط ببعض أكتر وأكتر".

Home
خروجات النهاردة
Home
Home