• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
البرلمان وافق على منح الجنسية لأي أجنبي مقابل وديعة بنكية لمدة 5 سنين
الموضوع اللي فات
١٤ دواء لمرضى الضغط هيتسحبوا من السوق المصري

"اتجوزت بـ 70 ألف جنيه": ازاي خمس ستات عرفوا يطبقوا نظام الـ Minimalism في مصر؟

.

الكلام عن لا جدوى النيش وأهمية وجود حاجات تانية في الجوازة بيتكرر من سنين مش قليلة. حالة من السف والتريقة وأوصاف مش لطيفة بتطول المتمسكين بوجود حاجات مالهاش قيمة حقيقية ولا استخدام اللهم إلا المنظرة والتباهي. بس هل فيه حاجة اتغيرت بعد موجة التريقة دي؟ الناس بطَّلت تدفع آلافات في بداية حياتها لضمان وجود أشياء مش شرط يستخدموها من اللحظة الأولى؟ أو الجوازات بطلت تبوظ مثلًا عشان عدد كراسي الانتريه؟ الإجابة لأ، مافيش حاجة اتغيرت، بس التريقة والسف طلع من وسطهم ناس بتردد مصطلحات كانت غريبة علينا زي الـ Minimalism، والأغرب إن ناس جرَّبوها ونفعت واتعمل جروب مخصوص اسمه  "بالعربي بساطة - Arabic Minimalism" لنشر الثقافة دي في مصر. إيه الكلام ده؟

لو قولت لحد إنك بعد ما اتبرعت بعدد معين من هدومك قررت يبقى عندك 3 تيشرتات وبنطلونين بس عشان بتحاول تقلل عدد مرات الشراء وعدد القطع، وقعدت تقنع فيه إن الموضوع مش مادي لكن هو أسلوب حياة منظم بتحاول تتبعه حفاظًا على فلوسك ووقتك وعلى البيئة، وإنك عايز تلغي كلمة "هحتاجها بعدين" من قاموسك وترشد من نزعتك الاستهلاكية، غالبًا الشخص ده هيقول عليك بخيل ويضرب كف بكف ويمشي. طيب لو قولتله إنك بتطبخ مرَّة واحدة في الاسبوع وتقسم الأكل على 7 أيام توفيرًا لوقتك وجهدك؟ لو أكّيل هيشوفك بتعُك وعمره ما هياكل من طبخك. رد الفعل نفسه هتقابله لو قولت إنك عايز شقة بمساحة صغيرة وقطع عفش مش كتير، أو إنك عايز تبيع كتب أنت لسَّه ماقرأتهاش عشان ماعندكش وقت ليها وشاغلة مكان.

أعرف أكتر عن الـ Minimalism من الفيلم الوثائقي ده:

بتبدأ "سمية" عضوة جروب "بالعربي بساطة - Arabic Minimalism" كلام معانا وبتفتكر أول مرَّة سمعت كلمة Minimalism كانت امتى، "أول مرَّة سمعت عن المينيماليزم كان في الكلية، هندسة عمارة، هو اتجاه في العمارة لتبسيط المباني من الزخرفة والديكورات اللي ملهاش لازمة". بس التنفيذ الفعلي واستخدام فكرة "تبسيط الدنيا من الحاجات اللي مالهاش لازمة" بدأ وهي بتعزل من بيتها، "جمعت كل حاجة في كراتين وسيبت اللي يكفينا أسبوع بس، سواء هدوم أو أدوات مطبخ او كتب، بس لسبب ما ماعزلتش ولقيت نفسي مش مفتقدة حاجة من اللي في الكراتين لشهور"، هنا وقفت "سمية" مع نفسها وحسيت إنها  بتضيع فلوس ومساحة في البيت على حاجات مش مؤثرة، بس عشان تتأكد إن فيه ناس بتعمل زيها في الكوكب وماتتأثرش بمهاويس الكركبة وتجميع الأشياء في مصر، دوَّرت لحد ما وصلت لكتاب "سحر الترتيب" لماري كوندو واتأكدت إنها عايزة تكمِّل حياتها بالشكل ده.

بتحكي "سمية" إن الموضوع فرق معاها نفسيًا بشكل كبير، "قدرتي علي التركيز زادت وبقيت بميل لكل ما هو بسيط وعملي حتى في الهدوم، أما ماديًا بقيت بفكر أكتر من مرَّة قبل ما آخد قرار شرائي لأي حاجة". بس بما إن وسطنا أصحاب نزعة استهلاكية بيحصروا قيمة الإنسان في الأشياء اللي بيملكها مش في ذاته، قابلت "سمية" سخافات كتير، على حد وصفها، في الأول انتقدوها بحجة إنها مش هتعرف تشتري الحاجات اللي وزعتها تاني وإنها أكيد هحتاجها في يوم من الأيام، بعد كده بدأوا يقولوا عليها بخيلة. على الرغم من إنها شايفة الموضوع مالهوش علاقة بالبُخل، له علاقة بالاستثمار في جودة الحاجات اللي بتخدمها، "يعني لو وزعت كل ساعات الايد مثلًا، يبقي لازم الساعة الوحيدة اللي هتفضل عندي تبقى ساعة جودتها عالية جدًا عشان تريحني، وهكذا في كل حاجة بشتريها".

مرض إدمان التسوق / Shopaholic  مش المقصود بيه إنك تقف قدام المحلات تعيط لو مش قادر تدخل تشتري، الأوقع إنك لو حالة مزاجية سيئة أول حاجة هتفكر فيها لتنفيس مشاعرك السلبية هي شراء الأشياء حتى لو مافيش حاجة ليها. وإلى جانب الـ Shopaholic فيه اضطراب نفسي خاص بـ "تحويش" الأغراض لوقت -مانعرفش هييجي امتى- هنحتاجهم فيه، اسمه اضطراب الاكتناز، الاضطراب ده بيمنع المريض من التخلص من الأغراض دي وبيدخله في حالة نفسية سيئة كل ما يفكَّر يرميهم.

سنة 2014، قضى المصور الألماني كورينا كيرن سنة كاملة منزل "فولر" في لندن، عشان يوثق حياة الرجل المصاب باضطراب الاكتناز لدرجة إنه عاش 33 سنة في نفس البيت بكل الكراكيب اللي فيه. بعد مشروع السنة "كورينا" نشر الصور دي.

"أهم خطوة في الالتزام بالنظام ده هو إنك تحاربي رغباتك وشهواتك، الشراء شهوة وتخزين الأشياء غير الضرورية برضه شهوة". بتقول "غادة" اللي بتوصف نظام الـ Minimalism بمنقذها هي وجوزها، "من تلات سنين الفيسبوك كله نشر بوست لولد بيحكي ازاي اتجوز بنت أجنبية في استوديو بفلوس قليلة جدًا، ماتجييش ربع اللي بيتصرف على الجوازات في مصر، وقتها كنت لسه ماتخطبتش لضيق الظروف المادية، وماكنش باين أي فرج قريب بحسابات الورقة والقلم".

من العفش ولوازم المطبخ للمراتب والسجاد ولوازمها الشخصية وحاجات تانية كتير، كانت "غادة" بتنام تحلم بيهم وبطريقة توفر بيها فلوس لكل ده في الوقت المحدد لإتمام الجوازة، "بعد البوست وفي أصعب وقت قابلناه فيما يخص الفلوس، سألت نفسي أنا ليه أفرش دلوقتي أوضة أطفال وأنا مش ناوية أخلف قبل 5 سنين؟ ده حتى الموضة هتتغير لو مش بس همي الفلوس! وليه أعمل أوضة مكتب وأنا وجوزي شغلنا 10 ساعات بره البيت؟ وهكذا بقى حاجات مش أساسية كانت مأخرانا ومشيلانا هم فلوسها". اليوتيوب وفيديوهات Do it yourself ومدونات الأجانب المستقلين في استودويهات كانوا أصدقاء مقربين لـ "غادة" في الفترة دي، قعدت مع خطيبها تقنعه بنظام الحياة الجديد، وبدأوا هما الاتنين النقاشات مع أهلهم.

"الأهل في الأول هيرفضوا، تاني مرة هيرفضوا برضه، بس في التالتة والرابعة هيبدأوا يقتنعوا، خاصةً لو شافوا ناس جربوها ونفعت". في الآخر "غادة" طالبة الدراسات العليا بدأت حياتها الزوجية بأوضة واحدة مفروشة وكنبة ومكتبة فيها تلفزيون ومطبخ وترابيزة بأربع كراسي، "قبل التعويم الموضوع اتكلف حوالي 70 ألف جنيه، والجميل بقى إن العفش كان شيك جدًا والمساحات الواسعة خلّتنا نرتاح في البيت أكتر. الفرح بعد ما كان بعد سنة ونص ومش عارفين هنعمل فيهم إيه عشان الفلوس تكفّي، بقى بعد 6 شهور وعدّوا بسلاسة عشان مافيش أعباء مادية خنقانا". دلوقتي "غادة" أمورها المادية اتحسنت وتمكنها من فرش بيتها بحاجات أكتر، لكنها بتقول إنها جربت الأقل وشايفة إن الزيادة دي هتبقى شكلية بس من غير فايدة حقيقية، "لو فكَّرت أشتري هاكون متأكدة من كذه حاجة، أولًا إني محتاجة الشيء ده فعلًا، ثانيًا إني ماقدرش يدويًا أعمل بديل له، ثالثًا إن مافيش زيه مستعمل بحالة كويسة وسعر أقل يقدر يلبي نفس الغرض".

من أقل من شهر، وعلى الفيسبوك مصدر كل الانبهارات، نشرت سيدة ليستة طلبات مُجمعة كاتبها العامل المنزلي اللي بيساعدها في البيت لجهاز بنته، الليستة كانت صادمة لناس كتير، فهي بالإضافة لإنها شاملة كل الأجهزة الكهربائية الحديثة اللي مش شرط خالص زوجين يبدأوا حياتهم بيها، كمان كان فيها حاجات مكتوب جنبها عدد اتنين، لأن غسالة واحدة لا تكفي. لحد هنا الموضوع ممكن يكون مش منطقي لكن يندرج تحت بند الحرية الشخصية، وكل واحد أدرى باحتياجاته، الأغرب بقى من الطلبات الزيادة والغسالتين، كان إن الراجل في الآخر بيطلب "مساعدة" في جهاز بنته.

بمناسبة ليستة طلبات الأب سابق الذكر، عدد مش قليل من التحقيقات الصحفية اللي اتعملت على الغارمات أكدت إن معظمهم دخلوا السجن بسبب وصولات أمانة كتبوها على نفسهم عشان يجهزوا بناتهم جهاز فخم، عشان "ماحدش ياكل وشها".

"نور" جرَّبت الثقافة المصرية والثقافة الأمريكية في التعامل مع الأشياء واضطراب التخزين، بتقول إنها كانت بطبق النظام إلى حد كبير من غير ما تعرف إنه فيه أسلوب حياة معروف في كل العالم اسمه كده، غير توفير النفقات، كانت بتهتم كمان باستهلاك المنتج بأقصى درجة ممكنة، "كنت لما أصور ورق في الثانوية مثلاً وانتقل لسنة جديدة استخدم الورق من ورا للمذاكرة أو ترتيب يومي، نفس الكلام مع الكتب، ماكانش كل الكتب معايا جديدة، طالما فيه قديم نضيف بستخدمه".

قبل ما تنزل تشتري حاجات جديدة كانت بتتأكد إنها فلترت حاجاتها القديمة بشكل مثالي، "كنت بتأكد إن الموجود هستخدمه ومش هيتكوِّم وياخد مكان أنا محتاجاه". بالطريقة دي نفسيتها بقت أحسن، لكن النقطة الأهم بالنسبالها إن التنضيف بقى مايخدش وقت عشان كده كده الأغراض قليلة ومافيش كراكيب ومساحات يتجمع فيها تراب.

في أمريكا تطبيق نظام اقتصادي أكثر توفيرًا موضوع مش غريب ولا بيتوصف بالبخل، حسب كلام "نور"، اللي جرَّبت تبقى Minimalist  في مصر وفي أمريكا، "في أمريكا الناس مابترميش أكل، كل left over بيتقسم وبيتاكل كعشاء اليوم اللي بعده. والتسوق بالأسبوع وبالتالي مش بيشتروا كتير وبياكلوا كل اللي اشتروه. طبعًا مافيش حاجة اسمها جهاز للعروسة، بتتجوز وبعدين تشتري اللي محتاجاه عشان ماتشتريش حاجات مش محتاجاها ولا عمرها هتستخدمها". التجاوب والثقافة العامة للناس هناك ساعدت "نور" تعزز وجهة نظرها وتكمِّل في أسلوب الحياة الموفر ليها.

"هبة" قبل ما تبقى Minimalist قررت تقاطع الشنط البلاستيك كخطوة للحفاظ على البيئة، "مش عايزة أبقى حمل تقيل على الكوكب وموارده". بس رفضها التعامل بالبلاسيتك حاجة كانت بتستفز الناس في الشارع في رأيها، "البياع في السوبرماركت لو قولتله مش عايزة شنطة بلاستيك بيسأل ليه؟ بيفتكرني شاكة في نضافتهم، ولما اقوله عشان بحاول أحافظ على البيئة يبص لي أوي ويقولي أنتي مصرية؟!".

الأربع سيدات دول جمعهم ميلهم الشخصي للبساطة، وجروب "بالعربي بساطة" اللي أسسته من سنة "ياسمين مدكور" اللي جت لها الفكرة لمَّا حسيت إن حياتها بقت أريح بعد ما اتبعت النظام، فـ قالت ليه ماساعدش الناس؟ "ناس كتير بعتتلي تسألني اتجوزت بتكاليف قليلة ازاي، وماكانش بيبقي سهل أجاوب علي كل الناس، فكان أسهل عليَّا إني ابني مجتمع الناس تشارك فيه تجاربها ويساعروا بعض علي تبسيط حياتهم". تجربة جوازها نفسها كانت من وجهة نظرها غير تقليدية، ممكن تعرف عنها أكتر من هنا. وهي بتوصفها بـ "أنا اتجوزت بشكل غير تقليدي وماجبتش أي حاجة من اللي بتتجاب في المواقف دي، وشوفت قد إيه ده ريحنا من أعباء مادية ونفسية وتفاصيل مرهقة مش مهمة في الأخر في الجواز بشكل حقيقي".

الميل للبساطة والرغبة في تقليل الزحمة في المساحات المادية وفي الذهن زي ما قالت "هبة"، حاجات مابتجيش في لحظة تنوير، هي غالبًا بتبقى صفة في الشخص بيقرر في لحظة وعي إنه يطورها من خلال النظام، "ياسمين" اتفقت مع "هبة" في النقطة دي، بتشرح لنا أكتر "مش فاكرة امتى تحديدًا بس أنا من زمان متبعة مبدأ التبسيط simplifying لحاجات كتير في حياتي وكنت بعاني من الزحمة والكركبة والعفش الكبير والمساحة الكبيرة غير المستخدمة تمامًا من كتر الأغراض في بيت أهلي".

خطوة الجواز أو الاستقلال في بيت جديد بتتيح فرصة للتبسيط، بيت فاضي تملاه باللي يريحك ويقضي الغرض من غير زيادات مالهاش داعي، بتكمِّل "ياسمين"، "لمَّا جيت اتجوزت اشترينا كام قطعة أثاث أساسيين والباقي كنت مقررة مش هجيبه غير لمَّا بجد احتاجه، وأنا بدور علي حلول أونلاين اكتشفت إن أسلوب الحياة ده له اسم وإنه اتجاه بيتجهله كتير من جيلنا حوالين العالم من منطلقات ودوافع كتير، منها البيئي والاقتصادي والنفسي أو ببساطة للحرية وسهولة الانتقال". فـ أصبحت بطبقه في كل حاجة، من أول اللي في بيتها لحد المقلمة اللي بتجمع فيها أقلامها وشنطة الجيم اللي كانت -قبل إعادة تدويرها- شنطة ميك آب.

التغيير مش مهمة سهلة، وتقبُّل الفكرة من الأساس حاجة صعبة برضه، الناس بتتعامل مع ثقافة الـ Minimalism ازاي خصوصًا والأسعار بتزيد بمعدل مجنون وبشكل شبه يومي؟ بتقول "ياسمين" إن عكس المتوقع من البعض، الناس مش رافضة الفكرة أو بتقلل منها، "بالعكس الناس بتسألني دايمًا أعمل ده ازاي وساعات بتبقي فيه أسئلة متعلقة بإدمان اقتناء أغراض معينة، وده بيفتح حوار وكلام كتير وواسع في فكرة امتلاك الأغراض والاحتياجات النفسية اللي بتمثلهالنا وازاي نتعامل مع ده".

الموضوع مش سطمبة واحدة ولا قرآن، كل واحد وأولوياته وإيه اللي ممكن يستغنى عنه، وفكرته الأساسية في امتلاك الشخص للشئ مش العكس، بتقول "هبة" إن التنظيم هو أصعب جزء، "في حاجات بقول عاوزها وهستخدمها بس لو عدى عليها سنة مثلًا ولم يتم استخدمها عمري ما هتسخدمها فالأحسن اتبرع بيها". بتكمِّل "ياسمين" انطلاقًا من نفس الفكرة "أصعب جزء في تطبيق النظام ده هو انك تصدقي إنه مش نظام، هو مبدأ بالتالي طريقة تطبيقك ليه مختلفه عن أي حد تاني هيطبقه وبالتالي الأصعب هو إنك تعرفي احتياجاتك الحقيقية وتتعاملي مع حقيقة إن الأغراض مش بتديلنا احتياجاتنا النفسية، هي بتخدمنا بس ومش مضطرين نخدمها".

ادخل على الجروب واعرف أكتر عن الـ Minimalism من هنا

Home
خروجات النهاردة
Home
Home