• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
مصر في المركز الخامس في قايمة أكتر الشعوب قراءة
الموضوع اللي فات
"عمارة البلد" حملة ضد هدم العمارات والمباني القديمة

حوار مع مصور بريطاني جه مصر عشان يوثق الحرف اليدوية في الدرب الأحمر

.

في الوقت اللي فقدت فيه الحرف اليدوية أهميتها، وبقى الناس بتلجأ للمكن الجاهز عشان يحققلهم أحلامهم، لسه فيه مناطق في مصر محتفظة بريحة التاريخ وفيها حرف يدوية وتصميمات مش موجودة في حتة تانية، ورغم إن المصريين نفسهم بيتجاهلوا ده، لكن منطقة الدرب الأحمر بحرفها اليدوية، هي موضوع التصوير في معرض بالجمعية الجغرافية الملكية في لندن، في الفترة ما بين 22 مارس و 24 أبريل.

البريطاني Christopher Wilton-Steer، مصور عايش في بريطانيا، بيحب السفر، صور أماكن كتير في أفريقيا وآسيا وشغله اتنشر في "ناشيونال جيوغرافيك" و"الجارديان" وأماكن تاني كتير، قرر يصور المعرض ده ويوضح شغل حرفية الدرب الأحمر والورش في المنطقة التاريخية، ومش بس كده، لكنه كمان دخل في حياة الصنايعية وبيّن الفرق بين المباني المتهالكة والمتكسرة وبين الحرفة اللي بتلمع وبيجيلها الناس من كل العالم، وكل ده في وسط حي فقير وشوارع زحمة وحواري ضيقة.

المرة الأولى اللي جه فيها المصور البريطاني لمصر كانت سنة 2016، من خلال مشروع تابع لمنظمة "اغاخان" اللي موجود مقرها في حديقة الأزهر، عشان يصور المساجد والأماكن الأثرية اللي تم تطويرها في القاهرة القديمة، وماكانش عارف وقتها إنه هيقع في حب منطقة الدرب الأحمر بصنايعتها وحرفيينها، المنطقة اللي فيها 65 أثر إسلامي غير جامع الأزهر، ما بين شوارع ومساجد وأضرحة ومدارس وبيوت خلت "كريستوفر" يرجعلها مخصوص من بريطانيا.

لما سألنا "كريستوفر" إيه اللي خلاه يرجع مصر، قال: "أنا قلبي اتخطف من الحرفيين، بيعملوا من الولا حاجة شئ مثير للاهتمام، وعشان كده كنت عايز أوثق شغلهم وأوري العالم سحرهم، وألهم ناس تانية عشان يعملوا فن عظيم كده"، وبيكمل كلامه ويقولنا: "المكان اللي جيت منه كل الناس بتهتم بالموضة، لكن الحاجات اللي بتتصنع بالايد وفيها القدر ده من الفن تستاهل الاهتمام".

زمان منطقة الدرب الأحمر كانت بتخرج منها كسوة الكعبة، تحديدًا من حي الخرنفش أو "دار الخرنفش"، وبعد ما تتخيط يتعمل حفلة قدام مسجد "القاضي" وتخرج في احتفال وتطلع مع قافلة الحج المصرية، لحد ما اتولت السعودية مهمة كسوة الكعبة، ودلوقتي في منطقة الدرب الأحمر فيه "النحاسين" واللي بيعملوا الازاز المعشق، والحدادين والصاغة والخيامية اللي بيصنعوا القماش بنقوش إسلامية وفرعونية، بيقولنا "كريستوفر": "ورش كتير في الدرب الأحمر بقالها سنين والصنايعية أجيال بتسلم أجيال، والحرفة اللي بتوضح تاريخ الحي هي "الخيامية"، دي أكتر حاجة فيها روح المكان ده بالنسبالي".

المصور البريطاني بيحكيلنا شايف إن المكان فيه لمحة روحانية مش موجودة في أي حتة في العالم، حتى لو حاولت تعمل حي زي ده، لا يمكن تقدر تجمع كل العناصر دي في مكان واحد ومش هتلاقيها غير في الدرب الأحمر، وزي ما قاله واحد من اللي بيعملوا الخيامية: "كل الناس بتيجي هنا في رمضان عشان ده المكان اللي بيلاقوا فيه حاجة مختلفة في مصر، احنا محظوظين اننا اتولدنا وعايشين هنا".

"كريستوفر" بيقول: "أنا اتفاجئت إنهم قدروا ينقلوا الصنعة دي لبعض بأدوات بسيطة جدًا ويخلقوا كل الجمال ده"، لكن عشان مافيش قصة بتكتمل غير بجانب موجع وضلمة، بيحكي المصور البريطاني إن الحي بيعاني من الاهمال ونقص الوسائل عشان يثبتوا أهميتهم للعالم ويقدروا يصدروا شغلهم ويفتخروا بيه، وبدل ما كل الناس تكون بتتكلم عنهم، شغلهم بيموت وحرفتهم بتختفي شوية بشوية، عشان كده اختار يعمل مشروع التصوير الفوتوغرافي ده، "بالنسبالي عمل الحرفيين والشغل اليدوي ليه معنى وقيمة خسرناها في وسط ثورة التكنولوجيا والعالم الحديث، وأنا كل يوم قلقي بيزيد من إننا ممكن نفقد الحرف الجميلة دي لو المناخ ماتحسنش ومابدأش الناس يهتموا بيهم أكتر" بيشرح كريستوفر. في الوقت ده انخفض عدد السياح اللي بيجوا مصر للنص ما بين 2011 و 2016 ومع ارتفاع أسعار المواد الخام، قل شغل الحرفيين في منطقة الدرب الأحمر وبدأ كتير منهم يسيب المهنة اللى اتربى عليها.

لما سألناه إيه الصورة المفضلة ليه، قالنا إنها صورة النجار اللي بيشتغل في ورشته لحد وقت متأخر من الليل، عشان زي ما وصفها واحد من الحرفيين وقاله إن ده روح مصر، مكان ضيق وبيشتغل طول اليوم، وبيوضحلنا المصور البريطاني ويقول: "إضاءة الصورة وتكوينها بتخليها بالنسبالي زي اللوحات المرسومة، وعشان أنا درست تاريخ الفن لمدة 7 سنين فحبيت الصورة دي".

ممكن تتفرج على شغله اكتر من هنا.

All photos courtesy of Christopher Wilton.

ممكن تقرأ الموضوع بالانجليزي من هنا.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home