• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
السعودية: 466 ألف موظف أجنبي اتبدلوا بـ 100 ألف سعودي في 2017
الموضوع اللي فات
المدارس التجريبية في مصر هتتلغي من أول 2019

الآيس كريم طلع بطاطس مهروسة: الـ Food stylists بيحكوا عن خدع تصوير إعلانات الأكل

بيعملوا من الفسيخ شربات

من سنين مش طويلة ظهر "أشرف عبد الباقي" في دور من أحلى أدواره في نظري، في فيلم "خالي من الكوليسترول". كان بيلعب دور "أيوب" اللي شغال في شركة إعلانات، في وقت ماكانتش فيه ثقافة الإعلانات والماركتينج منتشرة أوي. وفي مشهد هو الأهم والمرتبط بموضوعنا، أخد والدته، صاحبة عقلية الطفل، الاستديو معاه لتصوير إعلان لبن، وده الحوار اللي دار هناك:

 - ده مش لبن يا ماما، ده بوية

= أيوب غشاش وبيكدب!

- يا ماما أنا مابكدبش، بصي حضرتك اللبن اهه شكله بيبقى خفيف يا ماما قدام النور. فـ عشان كده بنعمل بوية أكنها لبن يعني!

وقت ما شفت الفيلم وقفت قدام المشهد وماعرفتش هو مبالغ فيه ولا حقيقي، ولو حقيقي يبقى كده إعلانات الأكل بتغشنا ولا "ده عشان الإضاءة" والموضوع يعدي؟ بعد سنين كنت قاعدة في محاضرة عن تحليل الخطاب الإعلامي، كان موضوعها هو إعلانات الأكل وازاي بتضحك علينا. بعد سنين تانية سمعت للمرَّة الأولى عن الفوود ستايلنج، كنت بسأل نفسي هو الضحك علينا في الإعلانات بيكون لأي مدى؟ اللي شغالين في  المجال شايفين ده خداع ولا المهنة تحكم؟ وأصلًا دورهم مفهوم في مصر ولا زي معظم الوظائف ماحدش عارف هما بيعملوا إيه؟ اتكلمت مع ٣ اتخصصوا في المجال ده، سواء بدافع الشغف أو الصدفة، عشان يجاوبوا على أسئلتي اللي بدأت بمشهد في فيلم.

الأكل في الإعلانات حقيقي ولا مضروب؟

لمَّا فكرت "عمر هشام" الفوود ستايلست بمشهد الفيلم، قاللي: "ده احنا بالظبط!"بدأ من الأول وقال إنه كان في الأول مصور وبحكم دراسته ليه في مجال الـ Art Direction، "مابحبش أصور أفراح، فـ الخيار التاني قدامي إني أصور منتجات، من هنا جه تصوير الأكل". ولمَّا سألت "نهى بحر" اللي بدأت شغلها كفوود ستايلست عن طريق الصدفة، أو بمعنى أصح كانت تدبيسة: إحنا بيتضحك علينا؟ قالت: "أيوة دي حقيقة، الأكل طبعًا مش زي ما بيبان في الصور". أما "هبة عبد العليم" مديرة الحسابات السابقة والفوود ستايلست الحالية، قالت في إجابة نفس السؤال: "في حاجات لازم نستخدم لها بدايل وده مابيبقاش خداع. لكن الفوود ستايلست اللي بيعتمد بس على الـ Fake Food ده بيبقى غير متمكن".

ممكن تشوف أكتر عن الخدع اللي بتتعمل في الأكل من الفيديو ده.

 العين بتاكل قبل الفم

من المساكرا والكحل للروج وورنيش الجزم والقطن والمقصات، الحاجات دي وغيرها بتعتبر "عدّة" الستايلست

وبيستخدموها التلاتة، اللي اتفقوا على المقولة اللي فوق دي. وزوِّد "عمر" إن ريحة الأكل كمان ليها دور كبير لكن في الصور مش هتبقى واصلة، عشان كده بيبقى الاهتمام الأكبر بشكل الأكل، بتكمِّل "نهى بحر" في نفس السياق وتقول: "أصلًا حتى لو الأكل شكله حلو، بيجي قدام الكاميرا ويبقى مش فوتوجينيك ماعرفش ليه وتبدأ تبان ديفوهات غريبة!" فـ الموضوع بالنسبة لها مشكلة تصوير مش "جودة أكل". مثلًا تلاقي العيش أكبر من البرجر ومغطي عليه، الجرجير مش باين كفاية، "هنا دور الفوود ستايلست، كنت مثلًا أقص العيش والطماطم" ده غير حشي السندوتش بـ "خلل ومسامير" عشان يبان منفوش أكتر، "البرجر نفسه بنحشيه عيش عشان يبان أضخم وجميل". بس طبَّاخ السم مابيدقهوش، بتكمِّل "نهى"، "بس في الآخر مابيتاكلش طبعًا مننا من كتر ما اتلعب فيه".

بمناسبة سندوتشات البرجر، "هبة" بتقول إنه من أصعب الأطباق اللي ممكن تشتغل عليها، وده راجع لتعدد طبقاته ومكوناته، "مكوناته كتير بس ترتيب الطبقات بشكل يبرز كل طبقة ويوضح مكونها، بتكون دايمًا عملية مش سهلة". الموضوع بياخد من ربع ساعة لساعة، حسب مكوناته وطريقة ترتيبها وتداخلها في بعضها".

في خلال كلامي معاهم اتأكدت من حاجات معينة، منها إن الآيس كريم طلع بطاطس متلونة بألوان مياه، والكريم شانتيه اللي على الكب كيك عبارة عن معجون حلاقة، والتفاحة اللي بتلمع مرشوشة مزيل عرق، والفرولة الحمراء اللي بتلمع فيها نقط بيضاء بس متغطية بروج، والعيش المحمص هو في الحقيقة مرسوم عليه خطوط بني متوازية بس، والفطيرة السخنة اللي على وشها قطعة زبدة سايحة، هي من الأصل مجمدة عشان كده قطعة الزبدة مابتسيحش بسهولة!

 خداع ولا بيزنس؟
السؤال ده مش جديد وشاغل بال الناس بره من زمان، سنة 1970 لجنة التجارة الفيدرالية في أمريكا رفعت قضية على شركة Campbell Soup، عشان حطوا حتت ازاز في الشوربة في إعلان تلفزيوني ضمن حملتهم Soup is Good Food، في دفاع الشركة عن نفسها قالوا إنهم عملوا كده عشان مكونات الشوربة تظهر على السطح وتبان بشكل أوضح. لكن ده مابررش "إعلانهم الكاذب" زي ما قالت المحكمة، قبل الحكم بإزالة الإعلان نهائيًا وتغريم الشركة.

 

بعدها اللجنة قضت مدة طويلة بتحاول "تقنن" فكرة المبالغة في إعلانات الأكل، ووصلت لإن العنصر الرئيسي في الإعلان، زي الشوربة في الإعلان اللي فوق، ماينفعش يبقى فيه لعب، لكن لو اللعب في مكون جانبي عادي مايجراش حاجة.

نرجع لمصر، من وجهة نظر "عمر" شغله مافيهوش خداع، بيبرر ده ويقول: "إحنا في الأخر بنطلع قطعة فنيّة، حتى لو هو أكل هو بالنسبالي صورة، وأولويتي إنها تطلع حلوة". الموضوع بالنسباله بيبقى غير أخلاقي في حالة واحدة، لو قدمت صورة مغرية للأكل في مطعم أنت عارف إن أكله وحش وأبعد ما يكون عن الصورة، "زي مطاعم الفاست فوود، إنما مثلًا كل محلات البرجر اللي بتقدمه بالأوزان بيكون أكلها فعلًا كويس" بيكمِّل ويقول إن في مطاعم كتير بتقدم أكلها الحقيقي عشان يتصور، لكنه برضه بيستخدم حاجات غير حقيقية "عشان التصوير"، زي دهن الخضار بالزيت عشان يبان بيلمع ويفضل محتفظ بمايته أطول مدة ممكنة.
 
 
على الناحية التانية، "هبة" شايفة إنها بتستخدم Fake Food قليل، لكنها بتلجأله بسبب العمر الافتراضي للأكل، بتشرح: "التلج مثلًا هيسيح ومش هيسد" عشان كده بتستخدم له بدايل زي البطاطس المهروسة.  تعليقًا على استبدال الآيس كريم ببطاطس مهروسة، "نهى" قالت "بيصعب عليّا الموديل اللي بتطلع تاكل البطاطس وهي مبسوطة أوي كأنها آيس كريم".
 
بيكمل "عمر" على الآيس كريم وبيوضح إنه بينحته بإيده على شكل مكعبات، ولو الآيس كريم سوفت بيبقى في الغالب معجون حلاقة. "الفراخ المشوية بتبقى واخدة لون من البهارات كده ومش مستوية أوي، يادوبك متسقطة في مياه سخنة ومعمول لها معالجة معينة"، ساعات بتبقى واخدة طبقة ورنيش، وفي الأغلب بيكونوا مستخدمين جلسرين عشان اللمعة.
 
الأزمة الأخلاقية عند "عمر" هي إنه يطلع صورة حلوة، دي الأولوية بحكم إنه مصور و"شغال في مجال ماركتينج عندي تارجيت إني أطلع صورة حلوة المستهلك ياخدها". ودي بتبقى مصدر يرجع له الشيف وهو بيعمل طبقه، "لكن أنا وظيفتي وحدودها الصورة بس". "نهى" شايفة الجزء الأصعب في شغلها هو عدم وجود خامات كافية، مثلًا "في جهاز بيطلع نار كده تحروقي بيه الأكل وأطرافه، عشان ماتسويش الأكل".
 
كلمة السر: مصر 
ليه كل حاجة حلوة عمرها قصير وليها جانب سيء؟ الجانب السيء للمجال في مصر هو إنه لسّه جديد ومش مفهوم كفاية حتى لأصحاب المطاعم وشركات الأكل، اللي نجاحهم بيبدأ عند الدعاية الصح والصور الحلوة للمنتجات، بتقول "هبة": "مشكلتنا دايمًا إن العملاء مش فاهمين أهمية الفوود ستايليست. يعني العميل متخيل إن الطبخ هايخرج من مطبخه عشرة على عشرة يادوبك المصور هايصوره، بس ده مش صح، فيه حلقة في النص مفقودة وهي شغلنا، وده اللي بيخلي مهمتنا صعبة عشان العميل مش فاهم احنا بنعمل إيه أساسًا وإيه لازمتنا". 
 
"عمر" حظه بيبقى أحسن لو بيتعامل مع كلاينت A  Class، لكن غير كده بيواجه نفس المشاكل. "هتلاقي الكلاينت مش راضي عن وجودي وشايفني "افتكاسة" ومستخصر الفلوس، حتى لما باكلمه في تكوين الطبق وطريقة تقديمه مابيكونش فاهم أنا عايز أوصل لإيه". 
 
خداع أكثر من هذا سوف يجيء
 
بما إن المجال بدأ يظهر وينتشر في مصر، التلات ستايلستس مجمعين إن قريب المجال هينتشر ويتعرف أكتر. بتقول "نهى" إن المطاعم بدأت تبقى متعاونة أكتر، وحتى اللي مابيتعاونش مع فوود ستايلست بيتصرف عشان عرف أهمية صورة الأكل الحلوة، "لو ركزتي في صور معينة هتلاقيها Shutter Stock ومتركبة فوتوشوب".
 
"عمر" متفق معاها وشايف إن المجال بدأ يظهر في مصر، وهيفضل كده، فـ الشعب الأكيل عايز له صور أكل حلوة. 
 
على الجانب المشرق، "نهى" طمنتنا إن لسّه فاضلنا وقت لحد ما نوصل لمرحلة الخداع في فيديوهات الأكل، "الفراخ بتبقى ماكيت متلون، كوباية الشاي بتبقى شفافة ومتلونة بلون، زي شغل المسرح يعني، وده في الغالب بيكون عشان التكاليف"
Home
خروجات النهاردة
Home
Home