• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
شرطة دبي دخلت موسوعة جينيس بأطول مائدة إفطار في العالم
الموضوع اللي فات
البرلمان بيطالب بإنشاء هيئة تشرف على تبرعات المستشفيات

الوطنية والحظ والحكام.. خرافات الكورة في مصر

باتنين جنيه وربع منطق بس

بيقول مصطفى خليل، مشجع للزمالك، على فيسبوك: "في مايو ٢٠٠٤ كان فيه واحد صاحبي انجليزي في القاهرة، فاقترحت عليه أوديه الاستاد يتفرج على ماتش عشان يشوف أجواء الكورة في مصر.. يومها كان الاتحاد بيلاعب الأهلي في استاد الكلية الحربية في ربع نهائي الكاس.. وبما إني زملكاوي خدته وروحنا قعدنا مع جمهور الاتحاد.. الماتش كان ماشي عادي والأهلي متقدم ١-٠ واللعب ركيك وممل لغاية ما في نص الشوط التاني تقريباً الاتحاد شاط كورة خبطت في العارضة ونزلت بره الخط لكن جمهور الاتحاد قام هاص عليها وطلب انها تتحسب جون!

 في البداية الموضوع مشي زي ما بيحصل في الحاجات دي.. شوية شتيمة في الحكم على صفير على زعيق.. لكن شوية شوية تطورت الأمور لشتم اتحاد الكورة وبعدين دخلوا على علي الدين هلال اللي كان وزير الشباب ساعتها وبعدين شتموا في الحكومة وفي عاطف عبيد لغاية ما ابتديت أسمع كلام ازاي ان اللي بيحصل ده هو مؤامرة على اسكندرية، وان السلطة منحازة للقاهرة، فابتدوا يشتموا في مصر (القاهرة) وبعد كده طلع واحد قال: يالله يا فراعنة يا ولاد المتن**ة.. احنا الاسكندارنية.. بتوع البحر.. بتوع الاسكندر، فالجمهور سخن وابتدى يهتف: خوفو.. خفرع.. منقرع.. يا ولاد الو**ة!

المهم ان وسط كل ده أنا كنت قاعد أترجم اللي بيتقال لصاحبي اللي كان مذهول بتحول الموضوع لمظاهرة قومية اسكندرانية كان ناقص تطالب باستقلال اسكندية عن مصر! وبينما الجمهور منغمس في شتيمة القاهرة وأهلها والفراعنة والأهرامات وأبو الهول وكل ما يمثل الاستعمار القاهري عندهم جه واحد سألني على صاحبي: إلا هو منين؟

فقلت له من انجلترا، قام باصص له كده وقال له: فاك يو تشيلسي! فاك يو توني بلير! أنا كنت خلاص وصلت مرحلة اني بقيت بادمع من الضحك ومش قادر أترجم من كتر ما باضحك لغاية ما قرب الماتش يخلص بعد أكتر من تلت ساعة من الهيستيريا دي الأهلي جاب جون تاني والماتش فعليا خلص. قام الجمهور سكت وابتدوا يخرجوا، فواحد من اللي كانوا بيقودوا الحركة الاحتجاجية اللي في المدرج سألني (كان معايا منظار فهو افترض اني شفت كويس): إلا قل لي يا كابتن.. انت شوفتها؟؟ هي الكورة كانت جون ولا لأ؟؟

قلت له: بصراحة يعني.. مكانتش جون خالص! بره الخط بمسافة!

قال لي: ما أنا عارف!!

قلت له: ولما انت عارف.. كان ايه لازمة كل الفيلم اللي اتعمل ده؟

قال لي: لا.. الفيلم ده كان لازم يتعمل.. احنا جايين هنا أساسًا عشان نعملوا كده!"

اللي كتبه مصطفى ممكن يديك ولو فكرة بسيطة عن أساطير وخرافات، بل قل كربلائيات، بيمارسها مشجعين الكورة في مصر. الكورة هي اللعبة الشعبية الأولى، في كل العالم في شد وجذب وشتيمة وقلة قيمة بين المشجعين، اللي يقولك غير كدة مابيفهمش وماتصدقوش، اللي يحاول يقنعك إن عاوزين نبقى متحضرين زي جماهير مش عارف فين ده بيشتغلك، الموضوع كله إن وسط التراشق والتناحر والضرب فوق الحزام وتحت الحزام، نحاول نبقى عندنا ب2 جنيه وربع منطق، مش أكتر.

في 2010، قررت جماهير الأهلي تعمل "دخلة" قبل ماتشهم مع الزمالك، فرفعوا علم مصر القديم وتحته شعارات الأهلي، وعلم إنجلترا الأبيض وتحته شعارات الزمالك، في إشارة لكون الزمالك من يومه نادي الاحتلال واللي عملوه الإنجليز، في المقابل كان الأهلي دايمًا نادي الوطنية. التاريخ الوطني هو أول "كربلائية" بتلعب عليها جماهير الكورة في مصر. في الفترة من 1881 وحتى 1956، مصر كانت بتاعت إنجلترا، داخلين طالعين، يختاروا رئيس الوزرا بمزاجهم، يهددوا بعزل الملك، بيشتروا ويبنوا في كل شبر فيها. الخناقة هنا على إيه؟ ما أنت وأهلك وبلدك كنتوا ملك للاستعمار، جيشك كان بيحارب مع إنجلترا ضد ألمانيا وهو مش فاهم بيحارب ليه أصلًا! كانوا محتلين يا جماعة. نادي وطنية إيه وإنجليز إيه؟!

لو يوم الحظ سابه حكامه بيلحقوه

ولو "كربلائية" إن الزمالك نادي الاحتلال جه عليها يوم وخلصت، فموضوع إن الأهلي نادي الدولة ده باقي ويتمدد، أسطورة مابتخلصش، وبتكبر كل لما الأهلي يفرد نفسه على الفرق في مصر. في باكيدج كده بينزل على بعضه: (الحكام – الأهلي نادي الدولة – مؤسسة الأهرام – حظ – مؤامرة.. إلخ). الثابت في الأمور، إن ماينفعش نادي يقعد يكسب 100 سنة بالحظ وبالحكام، وإن الزمالك كان ليها فترات ركب فيها على الأهلي والدولة ماولعتش ولا حصلت ثورة جياع. صعب حكم يديك بطولة، خصوصًا لو دوري، الكاس ممكن غلطة حكم تخدمك في النهائي فتغير سير الماتش، لكن الدوري ده بيحتاج فريق مستواه ثابت على المدى الطويل، وعنده عمق في التشكيل ومدرب كويس، ولو خسرت ماتش أو اتنين أو عشرة، لسه ممكن تكسب الدوري عادي، ولو أنت شايف إن الفريق المنافس في منظومة بتخدم عليه، روّح.

في ناس من جماهير الزمالك مكرسين حياتهم –حرفيًا- لكشف المؤمرات اللي بتحصل ضد ناديهم، تفاصيل خزعبلية وأحيانًا وهمية، واستنباطات واستنتاجات ماكانش أرسطو نفسه يقدر يوصلها، حبهم لناديهم ورغبتهم في إثبات مظلوميته، بتخليهم يثبتوها. جماهير الأهلي مش أحسن حالًا، ده مش بيظهر أوي عند الأهلاوية لأنهم المسيطرين، بس في موسم 2015، الزمالك جمع بين الدوري والكاس لأول مرة من سنين، وقتها أصوات أهلاوية كتير كانت متبنية فكرة إن الدولة عاوز تهادي مرتضى منصور، وإن الراعي الرسمي للدوري هو نفسه الراعي الرسمي للزمالك، فعاوز الفريق بتاعه يكسب، مع إن ببساطة الأهلي كان وحش والزمالك كان عنده مدرب بيوقف اللاعيبة في الملعب كويس. شكرًا

من وقت لما بقينا بنلعب كورة من غير جمهور والدنيا ضربت. طول عمر جماهير الأهلي والزمالك بيقطعوا بعض، في الفترة من 2005 ل 2012، اللي هي عز الكورة في مصر من رأيي، كانت مجلة الأهلي بتخصص صفحتين علشان ترد فيهم على الزمالكاوية وعلى الإعلاميين الزمالكاوية. خالد الغندور كان اسمه "فطوطة" أو "بندق"، إبراهيم حسن كان اسمه "الولا هيصة"، على وزن هيما وده لإنه بيعمل هيصة كتير. مش عاوز ابقى زي عادل إمام لما وقف يقول احنا في زمن المسخ، بس الحقيقة إن دلوقتي المعمعة ماسخة، وزمن التراشق الجميل خلص يا قبطان.

المانجا باظت

أندية المحافظات والأقاليم عندها كربلائياتها برضه. للأمانة في ظلم عام للأندية دي، يعني مافيش دوري في العالم فيه الكم ده من أندية الشركات، ومش شركات عادية، ده شركات وقطاعات تابعة للدولة، يعني تلاقي قطاع البترول له ناديين تلاتة، الداخلية زيهم، الجيش زيهم، وكلهم بيلعبوا في نفس المستوى! الفيفا لو عرف هيولع في "الفزبة" دي والله. وسط كل ده، أندية الأقاليم اللي لا عندها موارد ولا عندها نادي اجتماعي باشتراكات وعضويات، بتتفرم، ما عدا كدة كل كام سنة لما يظهر رجل أعمال يشيل الجمل بما حمل. أبرز الأندية دي هي الإسماعيلي، نادي عنده مدرسة كورة حلوة ومواهب وكشافين كويسين، فالأهلي والزمالك يتخانقوا على لاعيبته، لو الزمالك اشترى اللاعب يبقى تمام، لو الأهلي تبقى كارثة!

حسني عبدربه كمثال، اتشال كفنه في إسماعيلية بعد ما عرفوا إنه مضى للأهلي، وطبعًا رجع وقال حقي برقبتي ومش هسيبكم تاني أبدًا يا جدعان. أظن لو مشجعين ورجال أعمال الإسماعيلي، ركزوا على خلق موارد دايمة لفرقهم أكتر من تركيزهم على شتيمة الأهلي، هيبقوا في مكان تاني أحسن.

وأنا طفل كان دايما والدي ووالدتي –الأهلاوية- يقولولي إن جماهير الزمالك بتشتم ومش كويسيين، عكس جماهير الأهلي المؤدبة. طبعًا دي اشتغالة ومافيش حاجة اسمها كدة، بس هي أصل الخرافة إن كل فريق مشجعينه عاوزين يثبتوا إنهم أحسن، ده بيفكرني بزملا في ابتدائي، كانوا يوم عيد الأم يقفوا يتبارزوا قصاد بعض وكل واحد يعدد مزايا أمه ويحاول ينتزع اعتراف من الخصم إن أمه أحسن من أم صاحبه. معضلة عبثية غريبة! مش لازم يابني حد غيرك يقتنع إن فريقك ده كويس، مش لازم يكون أكتر فريق واخد بطولات ولا كل بطولاته حلال مقارنة بالمنافس اللي بطولاته حرام، إيه الجملة دي أصلًا؟ أنت عبيط يا بني؟! الكورة حاجة حلوة، استمتع بيها، اشتم المنافس وحفل عليه لما يخسر واتنكد لما يكسب وكل اللي أنت عاوزه. بس بلاش تبقى أهبل.. يا أهبل، وبلاش كربلائيات وترويج لأساطير ومظلوميات علشان عندنا منها كتير والله.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home