• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
مصر هتعمل أكبر مشروع في منطقة قناة السويس بتكلفة 200 مليار جنيه
الموضوع اللي فات
أنت أقوى من المخدرات بس مش من المجتمع: حكايات نبذ المتعافيين من الإدمان

"برقص في لندن لدعم المثليين في كل العالم": حوار مع الراقصة المصرية شروق العطار

عندها 25 سنة
بدلة بترتر، أضواء عالية، صوت مزيكا شيك شاك شوك اللي مافيش مصري أو مصرية ماسمعهاش على الأقل مرة، تظهر "شروق العطار" المصرية صاحبة الـ ٢٥ سنة من ورا الستارة عشان تبدأ يوم تاني في حياتها الجديدة.
 
كلنا -ولاد وبنات- مهتمين بأشكالنا وعايزين نظهر في أحسن صورة. وفيه وظايف معينة بتطلب إننا نهتم بشكلنا وجسمنا أكتر، منهم مهنة الراقصة. بتقول "شروق" إنها بتقف قدام المرايا تتأكد من حاجات كتير، منهم هل البدلة بتلمع وفيها شغل كفاية؟ الميك آب تمام؟ شعر دقني مظبوط ومرسومة الدقن صح؟ ((أيوة، شعر دقنها مهم بالنسبة ليها وبتعتني بيه)) لما بتتأكد إن النقط دي كلها موجودة، بتاخد نفس وتطلع على المسرح في لندن عشان تقدم العرض الراقص بتاعها.
 
الأفلام رسخت جوانا صور نمطية كتير، منهم شكل الرقاصة، الأنوثة المتفجرة واللبس الكاشف لانحناءات جسمها، بس مع "شروق" الوضع مختلف. هي شايفة إن رقصها مش غرضه التسلية أو الكسب المادي بس، لكن ييحمل رسالة أكبر لحل مشكلة دفعت سنين من عمرها وهي بتعاني منها، رسالة "شروق" هي تقبل الآخر أيًا كان نوعه واحترام اختلافه.
 
أول مرة سمعت البنت السكندرية لفظ "شذوذ" كان وهي في تالتة ابتدائي، وقتها فهمت إن المثليين ليهم وصف محدد عند الناس، وصف هي مش لازم تتوصف بيه أبدًا حتى لو ميولها بقت في يوم زيهم. "اتوصفوا إنهم فعلا ناس سيئة، شياطين. مافتكرش أنا بالشر ده، عشان كده حاولت كتير مابقاش واحدة منهم وزيهم". بس كان جواها صوت بيقولها: الرجالة بتحب الستات، ليه أنا كمان ماقدرش أحب الستات؟ 
 
"أنا كبرت وسط ذكريات لأمي وهي بتنزف من الضرب ولقرايبنا الستات وهما بيتم تعنيفهم بطرق مختلفة". نتيجة حادثة عنف أسري، حصلت والدة "شروق" على لجوء في بريطانيا، وانتقلت هي وبنتها وأخواتها للعيش هناك. قبل السفر كانت "شروق" بتحاول باستماتة إظهار الجانب الأنثوي اللي فيها والمشي مع التيار بدل من مواجهته، بتشرح أكتر وتقول: "أهلي يعتبروا كانوا متفتحين عن باقي العائلات المصرية، بس في النهاية كنت بقابل طلبات زي تنضيف أوضة أخويا عشان أنا البنت، ماتأخرش بره عشان كلام البواب، حاجات كده" وبتحمد ربنا إن أهلها كانوا بالقدر البسيط ده من الرجعية -حسب وصفها-. بسفرها، وهي عندها ١٥ سنة، اتفتح باب لحياة تانية ليها تكون فيها متسقة أكتر مع حقيقتها ورغباتها. 
 
في لندن حست إنها أخيرًا ممكن تظهر شخصيتها الحقيقية من غير خوف، لكن فرحتها ماستمرتش كتير وعرف أهلها وهي في سن الـ ١٧ إنها بتشارك في الدعم الإلكتروني لمجتمع الـ LGBTQ. "من وقتها الأحداث اتحولت بطريقة كارثية". عياط من الأم وغضب الأخ كانت ردود الأفعال اللي قابلتها في البداية، "سألوني ليه عملتي فينا كده؟ حسيت كأنّي أذيتهم شخصيًا مش مجرد خدت قرار يخصني لوحدي، فـ قررت أسيب البيت".  
عملية طلب اللجوء في بريطانيا غير منطقية ومهينة للإنسان
قدمت ورق اللجوء الخاص بيها، واستشهدت فيه بكونها Queer وبتقابل عنصرية في بلادها بسبب ميولها الجنسية، الموضوع مامشيش ببساطة وكان فيه إهانة كبيرة وقدر مش هين من انتهاك الخصوصية، "كان لازم أثبت جنسي إيه في الورق، فجيبت صديقاتي القدامى اللي كان بينا علاقة جنسية عشان يعرفوا منهم بالظبط كنا بنعمل إيه"، كمان كان لازم تتكلم عن أول تجربة ليها مع الجنس المغاير مع راجل. بتوصف عملية طلب اللجوء في بريطانيا بغير المنطقية والمهينة للإنسان، بتكمل "كنت بشرح تفاصيلي الجنسية من سن الـ ١٦ لواحد عنده ٥٠ سنة عشان يحكم لي أستمر في البلد ولا أرجع للاضطهاد والعنف".
 
بعد معاناة، كسبت قضية اللجوء في ٢٠١٣، وقتها حست "لأول مرة" إنه من حقها تتصرف بطبيعتها وفطرتها اللي شايفة إنها اتخلقت عليها، بعيدًا عن كارهي المثليين في مصر واللي بيستغربوا الجنس المثلي في بريطانيا. غضب "شروق" ماكانش بس موجة ضد رفض المثلية، لكنه شمل كمان عملية اللجوء في بريطانيا والطريقة غير الآدمية اللي بيتعاملو بيها، بتقول: "التجربة اللي مريت بيها كانت كفيلة تدمرني، فكرت في اللي بيمروا بيها كل يوم ومابيقدروش يكملوا، وقررت أعمل حاجة عشانهم، عشاننا".
إزالة الشعر بشكل عام بالنسبالي عملية مالهاش لازمة، ألم كبير بندخل فيه بس عشان نرضي المجتمع
أطلقت شعر جسمها كله كفعل احتجاجي على القوالب الموضوعة مسبقًا "للأنثى"، لبست دقن صناعية وبدلة رقص شرقي، وأدت استعراضات في الوقفات الخيرية والسياسية في أوروبا كلها مش بس لندن. اشمعنى الرقص اللي اختارت طالبة الهندسة الاحتجاج عن طريقه؟ بترد: "الأجانب مايعرفوش عن مصر غير الأهرامات والرقص الشرقي، حبيت أجذبهم من الطريق اللي عارفينه". كمان الرقص مسلي للي بيتفرج، "هيركزوا معايا وأنا برقص وشكلي غريب عليهم أكتر ما هيركزوا لو طلعت أحاضر ربع ساعة".
 
وبعد العرض؟ بتقول إن مظهرها ده بيكمل في حياتها العادية. "إزالة الشعر بشكل عام بالنسبالي عملية مالهاش لازمة، ألم كبير بندخل فيه بس عشان نرضي المجتمع، ده جسمي وأنا حرة فيه وفي شعره. عايزة أبقى حرة آخد القرار بس". 
 
 
بعد شهرتها، اختارتها الـ BBC كواحدة من أهم وأكثر ١٠٠ سيدة مؤثرة حول العالم، واتكرمت من منظمة الـ UNHCR. لكن دلوقتي هي غير قادرة على مجرد التفكير في دخول مصر، "لسنين طويلة في التاريخ كانت مصر بتقبل المثلية، على عكس الدول الاستعمارية زي فرنسا والمملكة المتحدة. المضحك بقى إن دلوقتي هما اللي بيقبلوا المثلية واحنا بنرفضها!" بتكمل بحزن، "أكيد نفسي أزور مصر تاني ووحشني حاجات كتير فيها، بس مش من العقل أني أفكر أزور مكان ممكن ماخرجش منه حية".
بتختم كلامها بجملة بتضحك وهي بتقولنا إنها سارقاها من بوست على الفيسبوك، "المثلية موجودة في كل الكائنات الحية، بس الخوف من المثلية موجودة في جنس واحد بس، جنس الإنسان".
شوفوا صفحتها من هنا.
واقرأوا الموضوع الأصلي بالإنجليزي من هنا.
Home
خروجات النهاردة
Home
Home