• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
برنامج "هنا العاصمة" فتح التقديم في مسابقة للشباب أصحاب أفكار المشاريع الجديدة
الموضوع اللي فات
محافظ المنيا أمر بتطوير منطقة "دير جبل الطير" بعد ما بقت ضمن أماكن الحج العالمي

حوار مع بريطاني ساب بلده وعبر أفريقيا مشي علشان يشوف اللي بيسمعه عنها صح ولا غلط

يا قوي

لما بتيجي تفكر في إنك تعمل فرق شخصي في حياتك، ممكن دماغك تروح لحاجات محددة مرتبطة بشغلك أو دراستك أو حياتك بوجه عام، يعني مثلا تخسلك شوية، تعمل فورمة الساحل، تبطل تدخين أو تسابق الواد أبو بي إم دبليو اللي بيكسر عليك من أول ما اديت إشارة شمال، وفي الآخر هتروح البيت وتعتبر نفسك حققت انتصارات صغيرة، تساعدك تكمل حياتك وأنت راضي عن نفسك. دا كان كافي يخلينا نتفاجئ لما قعدنا مع "ماريو ريجبي".

ماريو شاب عنده 32 سنة، اتولد في بريطانيا وكان عايش حياة العالم الأول، قابلناه في القاهرة اللي كان لسه واصلها بعد رحلة دامت سنتين، قدر يمشي فيها قارة أفريقيا، بداية من "كيب تاون" في جنوب أفريقيا، مرورًا ب8 دول، عشرات المدن ومئات القري والقبائل، بس مش ده المبهر، المبهر إنه عدى بكل ده مشي! واحنا بنكسل نطلع السلم، في واحد قرر ياخد قارة أفريقا كلها في فركة كعب.

نوفمبر اللي فات، "ماريو" وصل أسوان بعد 48 شهر من بداية رحلته، واللي هيكملها بإنه يمشي من أسوان لحد إسكنرية، وبكده يكون ضاف شهر زيادة لعمر رحلته، اللي أكيد هتغيّر حياته إذا ماكانتش قلبتها رأسًا على عقب

“لما تبتدي مشي مش سهل ببساطة تلف وترجع تاني منين ما تحب"

قبل ما "ماريو" يبتدي مغامرته، كان عايش حياة طبيعية في "تورنتو" في كندا، كمدرب لياقة بدنية في جيم، يعني عايش في مدينة مصنفة من أحسن المدن في العالم للحياة وعامل فورمة وحياته مستقرة، بس كل ده ماكانش كفاية، الروتين كان أقوى من كل العوامل دي. "ماريو" قرر في بداية 2015 إنه يبتدي يتمرن عشان يعبر قارة أفريقيا مشي. "كنت عايز اتحرر من الحياة الغربية اللي كنت عايشها في كندا واكتشف أفريقيا بقراها وقبائلها وثقافتها من غير ما أعيش حياة السياح بسهولتها هناك، الموضوع مش مجرد إني أحجز تذكرة في أي وقت وأسافر"، ماريو كمل وقالنا: "لما تبتدي مشي مش سهل ببساطة تلف وترجع تاني وقت ما تحب"

“ماريو" استمر في التمرين 9 شهور عشان يستعد للرحلة، وعشان يختبر قدراته، قرر إنه يجرب "الهايكينج" لمسافة 70 كيلومتر من تورنتو لمدينة هاملتون، الرحلة كانت مجهدة واستنفذته جدًا بسبب عدم وجود معدات وتجهيز كافي للرحلة. بمساعدة مدرب مشي، قدر بعدها إنه يمشي 550 كيلومتر من تورنتو لحد مونتريال، من ساعتها قدر يتعلم أساليب تساعده على النجاة وازاي يقدر يحافظ على طاقته واتأكد إن رحلته مابقيتش مستحيلة

في نوفمبر 2015، "ماريو" ابتدى رحلته ومن خلالها ابتدى يتعامل مع القبائل والسكان المحليين، ده خلى كل الأفكار اللي اتكونت عنده أثناء حياته في كندا، تتغير واحدة ورا التانية. بيقولنا: "فكرتي عن أفريقا كانت عكس الواقع اللي شفته، لما وصلت هنا كنت خايف على حياتي من السكان المحليين ومتوقع مواجهات كتير مع الموت"، بيفهمنا أكتر: "لما شفت بنفسي ازاي أغلب أفريقيا مليانة حياة وسلام واختلاف، اتأكدت إن الصورة اللي كان الإعلام بيغذي عقلي بيها طول حياتي أغلبها غلط".

برغم من السلام والترحيب اللي قابلناه في الطريق، إلا إن الرحلة ماكانتش كلها "لايلو لايلو لايلو لالالا"، "ماريو" نجى من اشتباكات عنيفة بين المتمردين والجيش في موزمبيق، وقضى كام يوم محبوس في سجن في مدينة جايز ماحدش يعرف يوصله فيها، بسبب إن بعض السكان المحليين شكوا في نواياه بعد ما المترجم ترجم حاجة غلط لزعيم قبيلة في مالاوي، ده غير الحيوانات والزواحف اللي قابلها، تخيّل صاحي في يوم في أمان الله، تلاقي تعبان قاتل مريح جنب راسك.

"ماريو" لقى إن أقوى أداة ساعدته في رحلته، كانت محرك البحث "جوجل"، وده شئ مش غريب عن أي حد فينا، بما إن جوجل رفيق الطريق والامتحانات والأسئلة وأي حاجة ممكن تحتاجها، بس كانت مفاجأة لينا إنه ممكن يساعد إنسان يحافظ على حياته أثناء رحلة مشي في أفريقيا.

“احنا عندنا قدرة الحصول على المعلومات دلوقتي أكبر من قدرة بيل كلينتون لما كان رئيس أكبر دولة في العالم"

“احنا عندنا قدرة في الحصول على المعلومات دلوقتي، أكبر من قدرة بيل كلينتون لما كان رئيس أكبر دولة في العالم"، ماريو ابتدي كلامه عن جوجل بالتشبيه ده، وازاي سيرش بسيط جدًا أنقذه من إنه يغرق في بداية رحلته، لما قرر يعوم بطول الساحل في جنوب أفريقيا، تحديدًا لما النهر بيتقابل مع المحيط الهندي. فكرة عبور بحيرة "مالاوي" اللي معروف إنها مليانة تماسيح، تبانلك كأنها فكرة قمة في الجنون والأكثر جنونًا إنه قدر يلاقي في جوجل طريقة لعبور البحيرة من غير ما يبقى وجبة للتماسيح. ماريو بيشرحلنا أكتر: "لو عايز تعمل حاجة مش معتادة ففرصة إن حد يكون عملها قبل كدة أو على الأقل فكّر يعملها مش قليلة. أحيانًا كل اللي محتاجه هو تتبع نفس الأسلوب اللي اتبعوه اللي قبلك أو تلاقي تطبيق عملي يناسب السيناريو اللي أنت فيه".

ماريو خلال رحلته اكتشف إن أفريقيا مش بس متحدين، لكن كمان بيتشاركوا نفس الثقافة والمصير، "لما بتتحرك من قرية للتانية، الاختلافات بينهم بتبان في الأول ثابتة وصعب إنها تتشاف، الثقافات، اللغات والعادات بتبدي تختلف بالتدريج، لحد ما فجأة تبتدي تظهر بوضوح أكتر" ماريو بيكمل: "القبم الأساسية زي الكرم، العطف والعفوية، هي أكتر شئ مشترك في القارة. مافيش مكان ممكن تروحه في أفريقا وتحس إنك لوحدك، دايمًا هتلاقي حد يقدملك أكل ومكان تبات فيه وصحبة تبسطك وده كان شئ صادم بالنسبالي، ازاي الناس دي عندها إيثار كدة؟".

برغم من إن “ماريو” كان متفائل بمستقبل أفريقيا، بس لقي سكان محليين كتير لسه بيعانوا عشان ياخدوا حقوقهم الأساسية، في بعض القرى السكان متعايشين مع فكرة مرور يوم كامل عليهم بدون أي أكل واللي في بعض الأحيان بيبقى متوقف على المعونات الأجنبية، ده غير إنه اتصدم في وجود تجارة عبيد في بعض المناطق في الجنوب. “ماريو” بيوضح أكتر: “أول صدمة واجهتها، كانت معاناة عدد كبير من الناس بسبب الفقر في قرية بجنوب أفريقيا، السكان المحليين ماعندهمش أي إمكانية للوصول لتعليم أو صحة كويسين وده اللي مخليهم مش عارفين ينقذوا نفسهم من الحياة البائسة اللي عايشنها”. ماريو بيحكي عن جملة قالهاله شاب من جنوب أفريقيا: “في قريتنا  احنا ماعندناش رفاهية إننا نعرف أو نستوعب إننا ماعندناش علم بطريقة تحسن حياتنا، احنا مانعرفش إننا مش عارفين”.

الشاب ده وغيره من السكان المحليين، من أكتر الحاجات اللي بتعلي آمال “ماريو” للسنين الجاية. بالرغم من كده، كون أفريقيا معروفة بوجود حكومات مستبدة حاطة هدفها الأساسي هو كبت الشباب ومطالبهم من جهة، ووجود تاريخ قرون من الاستعمار الوحشي واستنزاف الموارد من جهة تانية، كل ده خلى مستقبل القارة صعب توقعه.  

ماريو ابتدي يعبر الحدود الشمالية للسودان واللي هتوصله لمصر، تحديدًا أسوان وهو بيفكر ياترى إيه اللي أرض الفراعنة مخبياه ليه؟ بمجرد ما وصل لقى نفسه وسط مغامرات غير متوقعة، وبالرغم من البساطة اللي كانت مسيطرة على المكان، إلا إن ماريو قدر يلاحظ الاختلاف والتميز اللي عند المصريين. ماريو كلمنا عن أول انطباع ليه عن مصر وقال: “أنا لقيت المصريين من أكتر الناس استيعاب وفيهم من روح الاحتفال. بمجرد ما وصلت خدوني من مكان للتاني وده كان شئ عظيم جدًا بالنسبالي”  

رحلة ماريو الحالية قربت تنتهي وابتدى يخطط لرحلة جديدة هتستمر ٣ شهور، هيمشي فيها بطول سور الصين العظيم وبعدها هيرجع عشان ينفذ مشروع كبير جدًا يخص قارة أفريقيا للمرة التانية. بيكلمنا عن رحلته الجاية وهدفه منها فبيقول: “بما إنه من المتوقع إن عدد سكان أفريقيا هيتضاعف ٤ مرات خلال ال٨٠ سنة الجاية، ازاي نقدر نحكم شعب مُحير بالشكل ده ونقود عقله للازدهار؟ في الرحلة الجاية هسوق عربية كهربا من النرويج للمغرب وهنتقل بعدها لجنوب أفريقيا من الجانب الغربي، المرادي هدفي النهائي هو تشجيع وتحفيز الاهتمام بالطاقة المتجددة والاستقرار في القارة اللي محتاجه بشدة”.

فكرة إن شخص مولود بكل المميزات اللي ممكن أغلب الناس، بما فيهم احنا، يتمنوها، يسيب كل حاجة ويقرر يعبر قارة زي أفريقيا بكل اللي فيها من صراعات سياسية واجتماعية، وبرغم الصورة اللي الإعلام بيوصلها ليه، كانت مبهرة بالنسبالنا، فكرنا كتير إذا كنا ممكن نقرر في يوم من الأيام نسيب كل حاجة اتولدنا لقيناها حوالينا، وناخد شنطة على ضهرنا ونطلع على زمبابوي مثلًا؟ يا ترى الباسبور المصري أصلا هيساعدنا في حاجة زي كده ولا هنواجه عقبات أكتر من اللي واجهها ماريو؟ أعتقد مش هنعرف إلا لو قررنا نجرب.

الصور من أكونت ماريو على انستجرام.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home