• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
مصر الثالثة عالميًا في نسبة الولادات القيصرية
الموضوع اللي فات
حلا شيحا قلعت الحجاب وراجعة للتمثيل

"القتل الرحيم" للحيوانات في مصر رحمة ولا جريمة؟

الحيوان لو اتعرض لتسمم بيحصله تشنج وبيتألم، لكن القتل الرحيم مبيحصلش فيه كده

الدين بيوصي بالرحمة تجاه جميع الكائنات الحية، لكن لما بنتكلم عن مصطلح "القتل الرحيم للحيوانات"، بيبقى في نقاش حوالين شرعيته وخلاف بين المهتمين بمجال حقوق الحيوانات، اللي منهم بيشوف إنها جريمة قتل، واللي بيشوف إنها عمل رحيم، خصوصًا لو كانت الحالة تستحق ده وماينفعش معاها غير كده، مع آراء مختلفة لرجال الدين.

تُعرف الرحمة إنها المعاملة اللي فيها حنان، تأكّل قطة جعانة في الشارع، تنقذ كلب من ضرب أطفال، تساعد حيوان ضعيف ومش قادر يعبر عن وجعه، في كل ده الهدف هو تخفيف الآلام ومساعدة الكائن الضعيف، لكن لو حيوان بيعاني من مرض مميت وآلام صعبة، أو شلل تام ومضاعفات صحية، هل يجوز قتلهم يكون نوع من أنواع الرحمة عشان يخفف عنهم ولا هنعتبره جريمة قتل؟

بشكل ديني، القتل الرحيم هو في النهاية قتل، وواحد من الأخطاء الكبيرة. الشيخ إبراهيم محمد بيحرم بشدة تورط أي إنسان في تقرير مصير كائن حي آخر، وبيقولنا: "في الدين، يمنع قتل أي كائن حي بشكل صارم إلا في حالات معينة لما الحيوان ده بيكون بيشكل خطر حقيقي على الناس، لكن قتل أي حيوان عشان نرحمه من معاناته ونخرجه من تعبه أمر غير مقبول، ده ماينفعش يبقى قرار شخص، لكن لو شخص حاول يخليه يعيش أكتر هيبقى أحسن، لأن قيمة الروح كبيرة جدًا في الدين"

ورغم الكلام ده، القتل الرحيم لسه في منطقة رمادية لأن الموضوع ليه جوانب تانية زي الناحية الطبية، عشان فيه دكاترة بيشوفوا إن القرار هو قرار طبي بحت، وبياخدوا قرارهم بعيد عن الدين. الدكتور علي، طبيب بيطري في واحدة من المراكز البيطرية البارزة في مصر، بيقولنا: "الدين بيخليني أفكر أكتر في طريقة العلاج المناسب للحيوانات، لكن القتل الرحيم ده قرار طبي، لازم آخد قراري حسب الحالة المرضية وشغلي، وأنا شخصيًا بحاول أعمل كل حاجة ممكنة قبل ما آخد قرار زي ده".

دكتور علي بيعرف القتل الرحيم بإنه بينهي حياة حيوان بدأ فعلًا يدخل سلسلة الموت، أو مصاب بمرض عضال هيوصله للموت، "بديهم حقنة بتخلي الموضوع أسرع، الحيوان بيكون في حالة قاتلة وآلم شديد، فيه حوادث ممكن تتلف الجهاز العصبي كله والحيوان مش قادر يأكل ومش قادر يشرب ومش قادر يتحرك، من الرحمة إني أخليه يموت"، بيكمل الطبيب البيطري: "في الحالات دي الحيوان بيبقى ميت بس بيتنفس فاحنا ممكن نطلق عليه النار عشان نطلعه من بؤسه".

في شوارع مصر في حيوانات مالهاش حماية، بتتعرض للضرب والدهس من العربيات وحوادث بتوصلها للموت، وده بيحصل كمان مع حيوانات زي الخيول والحمير من أصحابها اللي بيضربوهم خصوصًا لو بيستخدموهم في شغل.

"أنا شخصيًا مش بعمل كده، لكن بيكون قرار صعب لو الحيوان مشلول لأن احتكاكهم بالأرض بيوصلهم إنهم يجيلهم فيروسات وبيكتريا والتهابات هتوصلهم للموت أو تحسسهم بآلم مش محتمل"، بيقولنا دكتور "علي" اللي بيتابع كلامه: "ولو ماتعالجش بشكل صحيح الشلل مكن يوصل لغرغرينا".

نشطاء حقوق الحيوان في مصر حصلوا على مكتسبات في الفترة الأخيرة، لكن مسألة القتل الرحيم أثارت جدل لأنه موضوع حساس وقراره حاسم، أغلب الناشطين في حقوق الحيوان بيعارضوه بشده، لكن إسلام يحيي منقذ الحيوانات ومؤسس جمعية للحيوانات الأليفة البلدي بيقول إنه ماتعرضش أبدًا لموقف يخليه ياخد القرار ده وممكن يرفضه في أوقات، لكنه متفهم أصحاب القرار ده ومش ضده.

بيقولنا "إسلام": "أغلب النشطاء ضد القتل الرحيم بشكل صريح، ده حاجة جديدة بالنسبالنا في مصر عشان كده لسه ماعندناش قرار واضح تجاهه، لكن أحيانًا فعلًا بيكون القرار الصح هو القتل الرحيم، أنا نفسي ماتعرضش أبدًا للموقف ده لأني مش متأكد من قراري وقتها، بس لو حيوان جاله شلل في الشارع هو هيموت كده كده، والموت الرحيم هيخلي ألمه أقل"، بيكمل الناشط في حقوق الحيوان وبيقولنا: "لو أنا مش عارف أجيب للحيوان ده بيت هسيبه يعاني في الشارع وده مؤلم جدًا وهيموت بالبطئ، وأنا لحد دلوقتي لاقيت أماكن لكل الحيوانات بس أنا متفهم القرار ده".

لكن "نانسي" واللي بتشتغل في حقوق الحيوان برضه بتعارض الفكرة دي تمامًا إلا في حالات معينة وبتقولنا: "ده مسموح بيه لو الدكتور اللي نصحني بده، ورغم إني عارفة إن الناس ممكن توافق بس أنا عمري ما هعمل كده". رغم تزايد عدد ملاجئ الحيوانات في مصر ومراكز إنقاذهم، الحيوانات الضالة مابتاخدش الرعاية الطبية اللى تستحقها بسبب نقص الموارد، وعشان كده بيقى القتل الرحيم هو الحل الوحيد بدل ما يعيشوا يعانوا.

هتحافظ على الحيوان وعلى حياته بس عشان تثبت إنك رحيم وتريح ضميرك؟

أمينة أباظة -مؤسس جمعية حماية حقوق الحيوان في مصر (SPARE) والسفيرة المصرية لليوم العالمي للحيوان– اتعرضت لهجوم من جمعية رعاية الحيوان بسبب آرائها عن القتل الرحيم، "لما كنت صغيرة كنت كتير زي النشطاء دلوقتي ضد القتل الرحيم، لكن بالخبرة أدركت إن القرار ده بيكون فيه رحمة أكتر. في مصر تم تسميم عدد كبير من الحيوانات الضالة في الشارع، الحيوان المسمموم بيتشنج وبيموت موتة مؤلمة للغاية، فمنظمات رعاية الحيوان بقت تتبع أسلوب المصيدة والعودة TNR، لكن لما تم إطلاق سراحهم في الشارع تاني تم قتلهم، إيه الحل الواقعي في الحالة دي؟" بتتساءل "أمينة".

ومع ظروف الملاجئ غير الصحية والضارة بالحيوانات، القتل الرحيم بيكون قرار أفضل، "كان عندي كلب مشلول في ملجأي، انتهى بيه المطاف إنه جاله عدوى ومشاكل صحية، وأنا كنت فاكرة إني بعمل الصح إني سايباه عايش، لحد ما جه واحد من منظمة دولية لرعاية الحيوانات وقالي إني بدّعي الرفق بالحيوان وإن الحيوان ده بيعاني ودي مش رحمة". بتحكيلنا "أمينة":"كان عنده حق في اللي بيقوله، لو مش هنقدر نراعي الحيوان المريض يبقى نخليه يموت موتة كويسة، الملاجئ فيها حيوانات كتير، وأحيانًا مابتبقاش المكان الصح للحيوان التعبان وده حصل معايا".

أمينة أخدت قرار صعب واستخدمت القتل الرحيم، "اتاكدت إنه نايم واديته مهدئ عشان يكون في سلام كامل، قبل ما اديله الحقنة دي عشان يبقى خالي من أي عذاب، لو كان اتعرض للتسمم كان هيموت من الألم". على الرغم من رفض المؤسسات الدينية للقتل الرحيم لكن الحكومة المصرية بتاخد قرارات بقتل عدد من الكلاب الضالة في الشارع وبيتعرضوا للألم.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home