• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
وزير التعليم: امتحانات السنة الجاية "أونلاين" بنظام ال Open Book
الموضوع اللي فات
مصري دخل موسوعة جينيس في تمرين Jumping Jacks

من "سهر الليالي" لـ "وهم استغنوا عني".. أغانينا اللي بترقصنا على الأحزان

مدرسة حزلقوم للأغاني الحزينة المفعمة ببهجة غير متوقعة

 

لما محمد منير خرج علينا سنة 1992 بأغنية “أحزن أغني أفرح أغني” كان بيوصف فعلا الناس العادية اللي طول الوقت بيغنوا لأفراحهم ولأحزانهم على حد سواء. طول الوقت بنغني، في الشغل في الثورة، لما اتهزمنا في الحرب، لما كسبنا، بس لسنين طويلة كان اللحن المصاحب للأغنية بيعبر عن الكلمات، يعني الأغنية الحزينة اللي بتتكلم عن الفراق والحيرة والخصام  كانت كلها بتتقدم  بلحن حزين، وحتى الآلات الموسيقية الأساسية فيها كانت بتبقى آلات حزينة، زي الكمان والناي، يحسسوك تحس إن في حد حالف الفرحة ما تدخل التاكسي، أما الأغاني اللي كلماتها عن الحب واللقا والأمل، تلاقي معاها لحن بيرقص كده كله سعادة وناس غاسلة سنانها بسيجنال 2، يخليك عايز تقوم تمسك إيدين حبيبتك وترقصوا سوا لآخر الليل.

 

بس مع الوقت عرفنا إن البشر مختلفين في نوع المزيكا والأغاني اللي بيسمعوها في حالات المود المختلفة، يعني في الحزن مثلا في ناس بيطبقوا طريقة سيدة الدراما العربية "عبلة كامل" وخالد الذكر "محمد محيي"، طريقة دايما دموع، أغاني الأمواس وتقطيع الشرايين بالطول، والمناديل المبلولة على الأسقف والأرضيات، لكن في ناس بيتبعوا طريقة برنس الليالي "حزلقوم"، ويبتدوا يرقصوا، ويطلعوا كل اللي يضايقهم في الرقص، عشان كده كان طبيعي المزيكا كمان والأغاني تطور بيحث ان متبعي الطريقة الحزلقومية يلاقوا الأغاني المناسبة ليهم.

 

فيروز والرحبانية

اعتمد الرحبانية فلسفة جديدة في المزيكا، قرروا يدوا الكلمات الحزينة ألحان مبهجة ترَّقص، لإننا بنعيش مرة  واحدة، ولإن العمر أقصر من إننا نقضيه في حزن وكآبة، وهي محصلة بعضها فيلا نرقص على اللي يضايقنا، أغاني كتير اتقدمت بنفس الفلسفة، زي أغنية "سهر الليالي" اللي اختار أغلب المصريين الرقص عليها في ختام أحد أهم لحظات السعادة في حياتهم، كل الشباب والبنات يييجوا على الدانس فلور علشان نرقص سوا على "سهر الليالي" واللي كلماتها حزينة جدا، بس سخرية القدر يعني انهم بعد كام سنة هيشوفوا الفيديو ده وهيحسوا بالأغنية أكنها طقوس كربلائية أو نبوءة عن اللي هيحصل، ما علينا ماحدش بيتعلم ببلاش، "سهر الليالي" بتحكي حدوتة تغير الأحوال عبر الزمن، حاول كده تقراها من غير مزيكا.

وراحت الأيام وشوي شوي
سكت الطاحون عَكت ف المي
وجدّي صار طاحون ذكريات
يطحن شمس وفيّ
آه يا سهر الليالي
آه يا حلو على بالي
غني ...غني على الطرقات

الرحباينة و فيروز قرروا يحكوا الحكاية بمزيكا مبهجة ويرقصوا ويخلوا الناس ترقص عليها لحد النهاردة، نفس الشيء بيتكرر في أغنية "حنا السكران" وأغنية "يا أنا يا أنا" و "آخر أيام الصيفية" - "علموني" - "نسم علينا الهوى" - "رجعت الشتوية" وغيرهم كتير. 

سيد درويش

يمكن الوحيد اللي سبق الرحبانية في الفلسفة دي كان الشيخ سيد درويش، لما غنى "محسوبكوا انداس" بلكنة يوناني تضحك، الأغنية بتحكي عن خواجة يوناني مفلس وبيحكي على همه في الخمارات والشوارع لكن اللحن نفسه يخليك تضحك، رغم المأساوية 

مخسوبكو انداس ..  صبح محتاس  .. مسختوا بابوتسي ياناس
مفيس فلوس .. بقيتو منخوس .. فلستو خلاص
نستغلوا فى ايه .. ياافندي يابيه .. مادام البخت موريه

دي الأغنية بيغنيها حفيده، إيمان البحر درويش

عدوية

الموضوع اتطور بعد كدة،  وآمن بالفلسفة دي ناس كتير، من أبرزهم أحمد عدوية، وفنانين الأغاني الشعبية عموما. سنة 1969 بعد النكسة بسنتين، حسن أبو عتمان الشاعر كتب أغنية "سلامتها أم حسن" وكانت لمصر بالمناسبة، لحنها الملحن فاروق سلامة، وغناها أحمد عدوية.

سلامتها أم حسن .. من العين و من الحسد
وسلامتك يا حسن من الرمش اللي حسد
سلامتها . . سلامتها .. سلامتها أم حسن

اللي هو تطبيق حرفي لفلسفة حزلقوم، واللي هو انتي ناوية تقعدي وتحطي إيدك على خدك وصعبانيات وكده لاء "جرى ايه يأم حسن لايميها واخجلي، لا الدور والزار بينفع ما تقومي وترقصي".

 

وأغنية "زحمة"، عبقرية اللحن اللي تخليك ترقص على كلمات زي

زحمه يا دنيا زحمة
زحمة و راحو الحبايب
زحمه ولاعادش رحمة .. مولد وصحبه غايب

 

قصة أغنية زحمة أصلا إن الشاعر حسن أبو عتمان اللي كتب الأغنية، كان اتوقف في كمين مع واحد صاحبه، ورموهم في الحجز، الحجز كان مليان خلق كتير، فصاحبه قعد يردد بدون وعي، زحمة زحمة زحمة، أبو عتمان كتب في لحظتها الأغنية، يعني موقف من أبأس المواقف، ورغم ده ما ينفعش الأغنية دي تشتغل من غير ما تقوم ترقص.

الأندرجراوند

حتى الأندرجراوند، أغنية "انساب وليه تنربط " جرّب مرة تسمعها من مريم صالح ومرة تسمعها من بلاك تيما، هي هياها نفس الكلمات ما تغيرتش في الحالتين

لو سمعتها من مريم صالح هتلاقي الكلمة اللي معلقة معاك هي "وموت عشان ترتاح”، في حين إنك لو سمعتها من بلاك تيما، هتلاقي الكلمة اللي معلقة معاك هي "انساب وليه تنربط "، الكلمات واحدة والحكاية واحدة، لكن بس طريقة الحكي هي اللي اختلفت، واتغير معاها كل حاجة، اللحن بس اللي بيرقّص قدر يخلي الكلمات كلها ترقّص، جرب كده تحكي لباباك إنك شيلت السنة مرة وانت بتتكلم بجد، ومرة وانت ميت على نفسك م الضحك، ولو عشت ابقى احكيلنا تجربتك.




مطربين الشعبي

طول عمر الأغاني الشعبي هي الملاذ الآمن لينا كلنا من كل حاجة، عشان كده من أجمل اللي قدروا يرقصوا على حزنهم ويرقّصوا مصر كلها معاهم، مطربين الأغاني الشعبية، لو بتسمع أغاني شعبي، أو عارفها ع الأقل، أو لو حضرت أي فرح قريب، هتلاقي الفرح كله بيرقص ويغني ويتنطط على أغاني كلماتها زي

أنا اللي كان شاغلني واللي كان قاتلني
اديتهم كل حاجه وهما استغنوا عني
وهما استغنوا عني وهما استغنوا عني

أو أغنية تانية كلماتها

أنا بتقطع من جوايا ونسيت طعم الفرح
وأنتي يا دنيا مش فاكراني غير بالنار والجرح


المزيكا هي الحاجة الوحيدة اللي بتتكلم كل اللغات، تقدر تطبطب عليك، تشاركك حزنك، ترقّصك، تخليك في لحظة على عرش العالم واللحظة التانية سهران على بساط الأرض بتناجي النجوم. لو عاوز أغاني تانية ترقصك على الأحزان ادخل هنا

Home
خروجات النهاردة
Home
Home