• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
مصورة سورية فازت بجائزة "روري بيك" بعد تصويرها أخر مستشفى في حلب
الموضوع اللي فات
اكتشاف مسرح روماني في القدس مفقود من 1700 سنة

جبل وجبيل.. لبنان مش بس بيروت

لبنان بعيون "إبراهيم" و"ميار"

رغم إن مساحة لبنان الجغرافية مش كبيرة، ميّزها تاريخها الطويل، شعبها اللي بيدوَّر على الأمل حتى في أحلك الظروف، امتلاكها لمدينة من أقدم المدن اللي استقر فيها الإنسان وبداية انتشار مفهوم السياحة السياسية فيها، حجزولها مكانة خاصة وسط الدول السياحية.

على الجبل، وسط المناظر الطبيعية، وهو قادر يلمس السحاب بإيده وحاسس بنسمة الهوا الساقع، عاش "إبراهيم أبو جازية" على مدار 12 يوم في جبل لبنان تجربة من أمتع التجارب اللي عاشها في سنين عمره الـ 23. التجربة غيّرت نظرته في حاجات كتير منها التفكير في مزايا الاستقرار في لبنان.

بعد زيارة "إبراهيم" بحوالي سنة، حصلت تغيرات كتير، أهمها ارتفاع مهول في الأسعار بسبب تعويم الجنيه المصري. من ناحية تانية، اشتركت "ميار الشحَّات" في ورشة عمل تبع الجامعة اللبنانية الأمريكية، بالمناسبة هي أول جامعة أمريكية تتعمل بره أمريكا، ومن خلال الورشة دي شافت لبنان لأول مرَّة في رحلة قصيرة لكن ممتعة.

لبنان.. نتبدي منين الحكاية؟

في الرحلة كان "إبراهيم" حظه أحسن من "ميار" وقعد مدة أطول شاف فيها مناطق كتير في لبنان. لكن اللي اتفق عليه الاتنين هو إن بيروت أقل مدن لبنان جمالًا، ومافرقتش كتير عن القاهرة. "هي خليط من إسكندرية والقاهرة. القاهرة بزحمتها وإسكندرية بالكورنيش والرطوبة" بكده وصفها إبراهيم، وأضاف إن مساحة بيروت مش كبيرة، لكن الزحمة وضيق الشوارع بيخلّوا الشوارع كلها مقفولة طول اليوم.

"إبراهيم" و"ميار" عملوا مقارنة سريعة كلمونا فيها عن مدن لبنانية أكثر جمالًا زي صيدا، صور، بعلبك، طرابلس وغابات الأرز، لكن أهمهم.. الجبل.

جبيل.. عاصمة السياحة العربية سنة 2016

الحجارة الرملية والبحر على مر سنين طويلة كوِّنوا جبيل، اللي هي جزء من محافظة جبل، واللي استقر فيها "إبراهيم" 12 يوم وزارتها "ميار" سريعًا. جبيل استقر فيها الإنسان لأول مرَّة من أكتر من 7000 سنة قبل الميلاد، وعشان هي من أقدم المدن المأهولة في العالم، تم ضمها لموقع التراث العالمي لليونسكو واتلقَبت بعاصمة السياحة العربية السنة اللي فاتت.

من أهم معالمها السوق العتيق اللي زارته "ميار" في رحلة اليوم الواحد، وسمع عنه "إبراهيم" إنه "عتبة بيروت" وأرخص مكان يشتري منه هدايا.

غير "جبيل"، سمعت عن "جعيتا"؟

بتقول "ميار" وده أكدوه سياح كتير، إن الصيف هو أفضل فصل تزور لبنان فيه عشان تمارس أنواع مختلفة من الرياضات المائية. لو متشوق تنزل مياه حرارتها تحت الصفر، لازم تزور جعيتا وتنزل مياه هناك.

لو فكَّرت في زيارة لبنان يبقى أكيد تخيَّلت نفسك "بتتروَّق" بمنقوشة زعتر أو فتة حمص، المُفضَّلة عند "إبراهيم"، وأنت بتسمع أغاني فيروز. الكنافة بالجبنة، الشاورما، الفلافل وفتة المكدوس، من أكتر الحاجات اللي عجبت "إبراهيم" في رحلته. على عكس السمك واللحمة اللي ماقدرش يحبهم بالطرق اللبنانية.

"المازّة"، اللي بتتكون تبولة وحمص وكبّة وبابا غنوج، برضه طبق أساسي في وجبات لبنان.

"إبراهيم" ماقدرش ينكر تعصبه وحبه الشديد للجبل، بهدووءه، الجو البارد نسبيًا، سهرات الشوي والتدفية حوالين النار. في الجبل وضمن رحلة معسكر أضف، قابل شباب من أكتر من 10 دول، وكان الغرض الأساسي من تجميعهم في حدث واحد على أرض لبنان هو تبادل الخبرات. في المقابل كانت الشروط قليلة، أهمها تقبُّل الآخر مهما كان مختلف عنك، وده اللي رسَّخ عند "إبراهيم" صورة ذهنية عن لبنان إنها بلد تقبُّل الأخر.

بيروت.. ست الدنيا

ست الدنيا -زي ما بيُطلق عليها- بتمتلك المطار الوحيد في لبنان اللي نزل فيه "إبراهيم" و"ميار." من أشهر المناطق في بيروت، منطقة "وسط المدينة"، وده لإنها بتضم مبنى البرلمان (ساحة النجمة) والسراي الحكومي (ساحة رياض الصلح) وساحة الشهداء اللي بيتوسَّطها نصب الشهداء وجامع محمد الأمين اللي بيعتبر من أضخم مساجد لبنان وبيتسع لخمسة آلاف شخص.

كل اللي راحوا لبنان اتصوروا جنب صخرة الروشة زي ما "ميار" عملت.

صورة لبنت على الكورنيش ممكن تبقى ذكرى سيئة لمصريات كتير، بس في لبنان، لحسن حظ "ميار" في متنفس حرية أكبر مع وجود ضمانة بنسبة أقل من حوادث التحرش. في الحقيقة واقع المرأة في لبنان يختلف بشكل بسيط عن واقعها في البلدان العربية الأخرى، ما بين عنف أسري، عنف علاقات، تحرش وسيطرة ذكورية. إحصائيات النيابة العامة بتأكد حصول أكتر من 1300 حالة اعتداء على نساء لبنان سنويًا، في حين إن 87% من الستات بيتعرضوا للعنف الكلامي، و68% للعنف الجسدي.

ده الواقع اللي بتعيشه البنات والستات في لبنان، وعليه نقدر نقول إن مافيش فرق كبير بين وضع اللبنانيات والمصريات غير مساحات أكبر من الحرية في اللبس والسير الآمن في الشارع. ده اللي حسِّت بيه "ميار" على الرغم من إنها محجبة. إحساس بالأمان والحرية كان مسيطر عليها وهي بتتحرك في لبنان، وصفت شعورها بإن "هناك كل واحد في حاله بجد مش إيفيه"

 

"إبراهيم" قال التعليق نفسه وأضاف عليه إنه معظم المحجبات اللي شفاهم كان حجابهم بيتسم بالالتزام الشديد، وعلى الرغم من كده عينه لقطت لقطة رمزية مُعبرة عن درجة تقبُّل الآخر الموجودة في لبنان في شاطيء "صور". اللقطة جمعت مجموعة من البنات المحجبات بالبوركيني، قاعدين في هدووء مع أسرتهم، بمجموعة تانية من الأصدقاء بمايوهات بيكيني ومشروبات كحولية. وصف إبراهيم اليوم بإنه خلِص "من غير نظرة استغراب واحدة"، وقارن الموقف ده بنظارات استهجان قابلها في جنوب سيناء لبنات محجبات، وفي الوقت نفسه، لبنات بتسكَر.

إلى جانب زيارة المنارة على الكورنيش وركوب التلفريك

وحي "الحمرا" اللي كل سائح سهر فيه على الأقل مرَّة. واللي فيه برضه "ميار" لاحظت الأسعار المبالغ فيها -على حد وصفها- فـ ال minimum charge في أي كافيه متوسط المستوى مش أقل من 20 دولار، يعني حوالي 380 جنيه مصري.

"إبراهيم" و"ميار" زاروا لبنان بعد تعويم الجنيه المصري فـ عشان كده كانوا متوقعين بدرجة ما جنون الأسعار اللي لقوه هناك. العملة الرسمية هناك هي الليرة اللبنانية لكن التعاملات أغلبها بالدولار، وبالمناسبة الدولار بـ 1500 ليرة.

عشان كده كان طبيعي "إبراهيم" يلاقي المناديل الورقية بنص دولار، يعني 9 جنيه مصري، ومن بين محاولات التوفير، ماقدرش مايشتريش حاجات كتير، فـصرف في أسبوعين حوالي 3 آلاف دولار غير شاملين تكلفة الإقامة. "ميار" برضه علَّقت على غلاء الأسعار وقالت إنها "عملت معجزة" إنها عاشت أسبوعين بـ 350 دولار بس. الحاجة المشتركة بين "إبراهيم" و"ميار" هي ضرب الكف بالكف بعد حساب سعر أي سلعة في لبنان، عشان يشوفوا هتبقى بكام بالمصري.

"إبراهيم" كان شغوف باكتشاف الـ Night Life في لبنان، فـ استغل حي الحمرا ووقف عند مطعم وبار "مزّيان" الشهير، وشاف شارع البارات اللي وصفه بإنه كل يوم الصبح بيبقى مليان كوبايات فاضية قدام كل بار، نتيجة إن الناس ساعات بتحب تاخد الكوباية وتتمشى بره، ولمَّا بيرجعوا بيلاقوا البار قفل فـ بيسيبوها على الباب. من ناحية تانية "آندرو" صديق "إبراهيم" وجد ضالته في تجميع الكوبايات الفاضية دي واستخدامها في مطبخه الشخصي.

 "إبراهيم" وضَّح الصورة أكتر لمَّا أشار للفرص الكتير اللي بتقدمها بيروت للشباب -اللبنانين والعرب- ضمن خطة تمكينهم. فحسب كلامه، وجود مؤسسات ثقافية مهمة ذات تمويل عالي، ومكاتب إقليمية كبيرة في بيروت زي منظمة العفو الدولية ومكتب رويترز فتح فرص عمل للشباب. بقى سهل وصول شاب صغير في السن لمنصب مهم بمرتب مُجزي يناسب غلاء الأسعار اللي اتكلِّم عنه أصدقاء "إبراهيم"، اللي أكدوا إن السكن كمان غالي جدًا في بيروت، اللي بتوصل شقة العزَّاب فيها لـ 600$ في الشهر.

لفت نظر "إبراهيم" مستوى وعي الشباب هناك. "اللبنانين والتوانسة أكتر شعبين بيفهموا يعني إيه حريات، حتى لو لسَّه قدامهم مشوار طويل للوصول للحريات دي، فـهما على الأقل واعيين بحقوقهم وماشيين ناحيتها"، وأكد إن مستوى الوعي ده ظهر من سنتين أثناء مشكلة القمامة اللي أدت لمظاهرات كتيرة في لبنان. "هما كانوا واعيين بوجود مشاكل أكبر عندهم، لكن ماتغافلوش عن المشكلة اللي كانت حاصلة وقتها ونزلوا الشارع عشان يحلوها."

في نهاية رحلته، كوِّن "إبراهيم" قناعة ما عن لبنان. هو شايف إنه لو مُتاح ليه يعيش في لبنان هيختار محافظة الجبل بلا تردد، يتمنى يكون معاه موتوسيكل يسهِّل عليه التنقلات وتكون مشاكل الإنترنت في لبنان اتحلت بس.

 

تصوير ميار وإبراهيم

Home
خروجات النهاردة
Home
Home