• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
توفيق عكاشة هيقدم برنامج لمدة 3 سنين على قناة "الحياة"
الموضوع اللي فات
محافظة الأسكندرية حددت ٣ ساعات بس لرمي القمامة

"عشان لو جه ميتفاجئش".. أقسام الطوارئ في مستشفيات مصر بيحصل فيها ايه؟

مين اللي ظالم ومين مظلوم؟

أى شغل فى الدنيا فيه مشاكله وحواراته، ومشاكل الشغل مابتخلصش، ولو هنتكلم على مهنة زى مهنة الدكتور، فحدث ولا حرج، من أول الدراسة الصعبة و مستوى مستشفيات الحكومة والمرتبات القليلة وتدني الامكانيات، لحد مشاكل العيانيين مع الدكاترة اللي بنسمعها في التليفزيون وبنقراها في تحقيقات الجرايد! والغريب في مصر الناس بتبقى عارفه كويس الوضع الحقيقي عامل ازاى، زي كده ما تكون بتتفرج على Grey’s Anatomy وبعدين تروح استقبال في منطقة شعبية و تتفاجئ بالمنظر!

وطالما بنتكلم عن المستشفيات، يبقى أكيد أول حاجة  جت فى بالك هى الحال المتدهور وقلة المستوي، وطبعا  برامج التليفزيون وهي بتتكلم عن اهمال الأطباء وإزاي هما بيكسلوا ومابيشتغلوش، وعلى الجانب الآخر الدكاترة بيشتكوا من المرتبات القليلة والامكانيات الضعيفة وقلة الحماية، ومن هنا بنسمع كتير عن حكايات بتحصل من شد وجذب ومشاكل وضرب وخصوصا في أقسام الطوارئ بين الدكاترة وأهالى الحالات، طيب وسط اللغبطة دي، هو ايه اللي بيحصل بالضبط جوه أقسام الطوارئ في مستشفيات مصر؟

"الناس بتبقى جاية فى أسوأ حالتها بس إنقاذ حياة المريض مسؤليه طبيب الطوارئ في الأول"

"غ.ع" مدرس مساعد في واحدة من المستشفيات المركزية في المنوفية وبقالها 4 سنين نائب طوارئ بتقولنا: "عندنا في المستشفى بنبقى مسؤولين عن كل حالات المدينة ومستشفيات المراكز بتحول أى حالة محتاجة تخصص مش موجود عندها زى مخ وأعصاب وقلب وصدر، نواب الطوارئ كلهم موجودين فى اليوم متقسمين جزئين يعنى حاليا هما 7، بيتقسموا 4 ليل و 3 نهار مثلا ومعاهم 2-3 مدرس مساعد بالنهار و2-3 بالليل يعنى 6 أطباء طوارئ فى الشفت" عدد الحالات مقارنة بالأطباء بيبقى كتير جدًا، ووفقًا لشباك التذاكر، الطوارئ بتستقبل 700 حالة أو أكتر يوميًا، هي بتكمل وتقولنا:"الأهالي بيبقوا مزعورين وفى أسوأ حاﻻتهم، وطبعا مش كل الحالات خطيرة، في حاﻻت بسيطة وحاﻻت تحتاج للحجز فى الأقسام وحاﻻت سيئة وتحتاج رعاية مركزة ودى أسوأ وأصعب حاﻻت ودايمًا فيه عجز فى أماكن الرعاية والناس لما نقولوهم مفيش مكان كأنك بتطرديهم من بيتك، وده أسوأ موقف بنواجهه، ولما بيبقى في عجز –وغالبا ده الوضع دايمًا- بتفضل فى اﻹستقبال فى اﻹعاشة ونفضل ندورلها على مكان عن طريق طوارئ المديرية، يا إما تتحول ياإما أهلها ياخدوها مكان  برايفت ياإما تفضل فى اﻹعاشة لما تدخل عندنا أو تتوفى".

وعن المواقف أو المشاكل اللي بتحصل: "مرة بنت واقعة من الدور الخامس جت بإسعاف وقفت أبص عليها وباباها خرج من غرفة الكشف يدور على ترولى مالاقاش تروللى فاضى رجع يشتم فينا بأقبح اﻷلفاظ، أى حاجة تواجه العيان وأهله كأنها مسؤلية طبيب الطوارئ ومع انه عارف انه حوار التروللي ده بديهي انه مش مسؤولية الدكاترة يعني، تروللى مش موجود، عناية مش متوفرة، مستلزمات ناقصة، اي حاجة تحصل تبقى مسؤليتنا، ومرة حصلت مع واحد زميلنا، حالة اتوفت وللأسف ماقدرناش ننقذها، الأهل ضربوا الدكتور بحامل المحاليل واتسببوا له في اصابات كتير، وقبل كدة فى نبطشية ليا حالة أطفال متحولة من مستشفى مركزى علي الجامعه فى يوم مكانش طوارئ عندنا لأن احنا بنتبادل أيام الطوارئ في المنوفية يوم بين مستشفى الجامعة ويوم بين مستشفى القصر، فقلنالهم روحوا القصر ضربوا اﻷمن وكسروا فى اﻹستقبال، ومرة تانية حالة كانت متحولة من المعهد تعمل مقطعية وقلنالهم العيان محتاج رعاية ومعندناش مكان ضربوا دكتورة امتياز كانت واقفة فى الطوارئ عشان قالتلهم حالتكم مالهاش مكان، ومن ده للأسف كتير."

"الوضع كله مأساة، ماتعرفيش مين ظالم ومين مظلوم احنا ولا العيانين"

التعامل العنيف ده إما بيبقي بسبب الخوف و القلق أو الناس جايين متحفزين اصلا بسبب اللي الناس بيسمعوه في التليفزيون والتوك شو عن اهمال الاطباء و الحاجات دي، والحقيقة إنه الوضع السئ ده مش بإيدينا، والدكاترة دول بشر مش ملايكة أكيد هيبقى عندنا أخطاء مع عدد الحاﻻت الرهيب ده ﻻزم حاجات هتفقد منك، الحمد لله نادرا لما بيحصل خطأ يموت عيان، الأخطاء غالبا بتبقى خطأ فى التشخيص أو العلاج و بنصلحه في ساعتها، المشكلة ان دايما مفيش علاج كفاية، و دايما فيه نواقص وبنجيب العلاج بالتبرعات والنظافة على قد حالها والتبرعات بتكون مننا أو من أهالينا أو من فاعلي الخير، وكل ما نسأل إدارة المستشفى يردوا "المخازن فاضية، نعملكم ايه!".

 قرارات المستلزمات الطبية

اسماعيل الخربوطلي- 27 سنة، دكتور جراحة الأورام في واحدة من المستشفيات المتخصصة فى الأورام في القاهرة  بيقول " في المستشفى عندنا طوارئ أورام و بنشتغل فترة في طوارئ جراحة قصر العيني، بيحكيلنا "ياما جاتلنا حالات ميتة او بتموت و مالهاش حاجة أو مشوهة أو مبتور اطرافها بقالها فترة طويلة و المفروض احنا سحرة فرعون اللي حنعيد المريض للحياة، مثلا مريض 15 سنة واقع من الدور الخامس في منور عمارة في البدرشين، اهله موقفوش في ولا مستشفى لحد ما وصلوا لينا، وصلوا بعد 3 ساعات و طبعا كان ميت، و عملناله انعاش برضه و طبعا لا نتيجة و طبعا كسروا الاستقبال، مرة تانية عيان اخد مطواة في وشه و اتشوه و اتخيط في مستوصف بره قبلها بيومين و جايلي عشان مش عاجبه خياطة المستوصف، حاولت افهمه ان مينفعش افتح الجرح تاني مد ايده عليا، وعادي، شوية ضرب و كالعادة التمريض طلعني من الاستقبال من باب مستخبي." ، ياما جاتلنا حالات ميتة او بتموت و مالهاش حاجة او مشوهة او مبتور اطرافها بقالها فترة طويلة و المفروض احنا سحرة فرعون اللي حنعيد المريض للحياة!

وعن وجود الأمن في المستشفى و ازاي بيدخل فى المواقف دي قال:" الامن مالوش لازمة و البوليس مش حيجيبلك حقك كقاعدة عامة كلنا عارفينها، مرتباتهم اقل من 1500 جنيه في الشهر و محدش مستعد يتاذي مقابل الفلوس ديه، انا مرتبي مش اكتر من كده كتير و الحقيقة مليش نفس اتاذي او مستقبلي يضيع عشان الناس مجانين."

"كل واحد شايف إن هو الوحيد اللي يستحق العلاج. مش مسموحلك تبص على عيان تاني و تسيبه" بيكمل الدكتور: "أهل المريض مابيقبلوش تقولهم أو تفهمهم ان حالتهم مش حالة طارئة، هو مقتنع انه هو الوحيد اللي عنده مشكلة و هي اكبر مشكلة في الدنيا ومينفعش الدنيا متتسخرش لخدمته،فبيتعامل بالطريقة اللى هو شايف انه بيها هيقدر يخوف الدكتور وياخد حقه منه تالت ومتلت، و الدكتور مالهوش قانون يحميه، بالعكس الحكومة عايزة الناس تبرر سوء الخدمة الصحية بتقصير الطبيب فقط.

ليه الاشتباكات دي بتبقى مع الدكاترة بالأكتر مش مع الممرضين؟  بيقولنا: "عشان التمريض مش مضطرين يطبطبوا على الناس. حيعملوا اضراب في ثانية و الحكومة مش عايزة تخسرهم. و لو مخسرتهمش هم في الاخر ممكن يتدلعوا في الشغل عشان في الاخر المسؤلية على الدكتور، الموضع كله عامل زى إن الدكتور في المستشفى عامل زي الطباخ في المطبخ، لو المطبخ مكسر و مفيش مكونات و بوتجاز، الطباخ ذنبه ايه؟ ذنبه إنه الحاجة الوحيدة اللي لسه موجودة و شغالة؟ انا مثلًا في نباطشية 12 ساعة اشوف فيها 180 عيان بتعامل فيها مع 30 عيان من العقليات اللي بتضرب وتكسر، ممكن يكونوا اكتر بس باعرف الم الموضوع من اوله فا مبسمحش الموضوع يوصل لكده في العادي".

"مرة تانية اهل طفلة صغيرة عاملة حادثة جم بعد ما لفوا مستشفيات البلد عشان مفيهاش مخ و اعصاب.عملنالها اسعافات و العيانة حالتها خطيرة بس مستقرة مؤقتا، العيانة محتاجة رعاية و مالهاش سرير. اتصرف يا دكتور. ازاي يا جماعة؟ اقوم عيان تاني يموت عشان بنتكم؟ اه يا دكتور هي اولى. لا هي مش اولى هو جه قبلها، شوفوا رعاية خاصة. انتم دكاترة  وبدأت الشتيمة و اخدت علقة محترمة"

المشكلة بشكل عام برضه بتكون فى توافر المستلزمات ومستوى الخدمة المتدني للمستشفيات من حيث التجهيزات أو توافر الأمكنة الفاضية و السراير، تجهيزات الرعاية مكلفة، السراير واجهزة التنفس والادوية وتمريض الرعاية نادرين والحكومة مش عايزة تدفع مليم، الحاجات ديه بتكلف ملايين، منظمة الصحة العالمية حاطة نسبة معينة لعدد السراير المطلوبة في كل منطقة جغرافية حسب عدد السكان ده طبعا لو فيه نظام صحي بيدفع فلوس الحاجات دي، القصر العيني مثلا يعتبر اكبر مستشفى في مصر و فيه كذا رعاية بس عشان مفيش مستشفيات تانية كتير فيها ده فدايما حالات الضرب والعنف دي بتبقى أكتر، والحل ان وعي الناس يزيد و يتفعل قانون الاعتداء على المنشآت الطبية وتزيد ميزانية الصحة في مصر.

"أ.ح " طبيب مقيم جراحة المخ والأعصاب، في محافظة المنوفية، بيشرح "حالات الطوارئ مش كلها زي بعضها، في حالات بتبقى mono trauma  ودى اللي هي اصابة واحدة زي مثلا حالة وقعت على رجلها ، والنوع التاني من الحالات بتبقى  pulley traumaزى مثلا عيان جاي في حادثة، ده ممكن يبقى جاي بكسر في ايده و جرح فى دماغه و خبطة في رجله وده بيحتاج تعامل فوري من طبيب الطوارئ مع كل الاصابات دي وفي نفس الوقت، ولازم يخلي الحالة تستقر قبل ما يستدعى الدكاترة من التخصصات المختلفة حسب كل اصابة، انا جزء من حاجة اسمها الـ trauma team  أو تيم الحوادث، وده بيبقى فيه دكتور جراحة ودكتور عظام ودكتور مخ واعصاب، ده بيبقى موجود  في الطوارئ 24 ساعة."

تخصص مخ وأعصاب مش موجود في المنوفية إلا في شبين الكوم، وعشان كده بيقولنا الدكتور:"يوم ما بتبقى الطوارئ عندنا احنا بنخدم على جميع مراكز وقرى المحافظة، ولينا 4 سراير عناية فى المنوفية كلها، احنا مستشفى احالة عندنا جميع التخصصات فأى حاجة بتحصل بتتحول عليا انا من كل المحافظة و محافظتين كمان جنبنا، اللي هما الغربية و البحيرة، يعنى لو عيان فى مدينة السادات عمده اصابة مخ واعصاب بيتحول عليا انا، وده بيحصل 4 مرات في الشهر، فأنا رسمي تخصصى مالوش الا  4 سراير في المستشفى، فلما بحتاج سرير زيادة لعيان وماعنديش مكان فاضي بلم العنايات التانية، فبشوف عناية الباطنة لو عندها سرير مثلا احول العيان بتاعى ينام عليه لحد ما يفضاله سريرولو جاتله حالة بيبقي يحولها، ماهو مش هينفع يبقى في سرير فاضي في اي قسم ومريض محتاجه و مايلاقيهوش، وساعتها لو عناية الباطنة احتاجت سرير لحالة جديدة بنبقى مضطرين ندور على سرير فاضى في عناية تانية أو لو قفلت خالص بيبقى مفيش غير حل من اتنين إما بكلم طوارئ الوزارة او أهل العيان ساعتها بتضطر توفرله سرير في عناية خاصة وهنا بتبدأ 80% من المشاكل عشان أهل المريض جايين متحفزين أصلا، فأول كلمة بنسمعها من باب المستشفى بره فين الدكاترة ولاد *** لأنه متخيل انى هطلسأه عشان يروح المركز الخاص بتاعي وانا أكسب وآخد منه فلوس،  مع ان دكتور فى سني اصلا لسه 29 سنة لا عنده ولا هيكون عنده مستشفى ولا مركز خاص فى المستقبل القريب، المشكلة كلها فى نقص المستلزمات لا فى حوامل محاليل ولا شرايط سكر ولا حتى سرنجات كفاية، أنا بدفع من جيبي 300 جنيه مستلزمات عشان امشي الشيفت بتاعي، مطلوب منى اعمل ايه".

بيحكيلنا عن موقف مش هينساه ابدًا: "جالنا ولد واخد طلقة فى دماغه وجزء من الجمجمة مفقود والأغشية مفتوحة و جذع المخ مات فهو اكلينيكيا ميت، فقفلنا ه و لعناه العناية وحيناه على جهاز تنفس صناعى وفهمنا أهله، وجاى معاه البلد كلها! طبعا مضروب بالنار، خدوا الاشعة وراوا لدكتور بره اشتغلهم والهم ده له عمليه وفى امل، فأصبح قدامهم احنا المهملين ،في الشيفت ده كنا اتنين دكاترة، انا كنت في عملية وزميلى التالنى ان فى العناية ، خلصنا وطلعنا لقينا السكن كله متكسر و السراير مقلوبة و الدواليب متدغدغة والازاز متكسر و المراوح فى الارض،كأنه فى اعصار ضرب الاوضة الكلام ده كان الساعه 1 بالليل، عامل المستشفى قالنا ان أهل العيان داخلين بسنج وسواطير كانوا بيدوروا عليا عشان يقتلوني! وانه ربنا ستر انى كنت فى العمليات، ولما مالقونيش فى المستشفى طلعوا يدوروا على عنواني بره! ، والموقف ده ماتحلش الا لما جه كبير البلد و مشيت جنبه وسطهم زي اللى عليه تار ووريته الحاله بنفسه وفهمته الوضع، وماسكتوش عني إلا لما كبيرهم قالهم انه الواد عمره كده وانه خلاص مفيش حاجه نعلمها ، بعد الناس ما مشيت ب 10 دقايق كان الراجل مات، لو الراجل ده مات قبل ما كبيرهم يتدخل كانوا اعتبروا ان احنا اللى قتلناه وكانت بقت كارثة!".

 الحكايات مابتخلصش وفي الأول والآخر كلها تجارب بيمر بيها المريض وأهله زي ما بيمر بيها الدكتور، طيب مين الغلطان ولا مين اللي المفروض يتحاسب، أو الوضع ده هيتغير ولا لاء، ماحدش عارف بس اللى احنا عارفينه انه الوضع ده لازم ييتغير للأحسن وقريب جدا ، وان في الغالب العيان وأهله مظلومين، والدكاترة برده مظلومين، طيب ومين الظالم؟ 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home