• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
تحويل منطقة "صان الحجر" في الشرقية لمتحف مفتوح
الموضوع اللي فات
اشتراكات مخفضة لمرضى السرطان في المترو

غلاف ولا شهرة ولا محتوى.. دور النشر بتوافق تطبع لمين؟

بتعرف تكنب؟
صورة لشاب عند بائع كتب على الرصيف في القاهرة

لو هنتكلم عن صناعة الأدب في مصر، فاحنا رواد في المجال ده، بوجود كتاب عظماء زي نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس وغيرهم. حاليًا مصر فيها حوالي 220 دار نشر مسجلة، حسب موقع اتحاد الناشرين بجمهورية مصر العربية. العدد الكبير ده من دور النشر، بيتناسب مع العدد الهائل من الإصدارات، وأكيد أعداد كبيرة من القراء، على أساسها مصر بقت موجودة في المركز الخامس في قايمة الدول الأكثر قراءة على مستوى العالم. في ضوء كل المعطيات دي، كان لازم نسأل سؤال مهم: هي الكتب والروايات دي كلها بتيجي منين؟ طيب الكتاب الشباب ازاي بيقدروا ينشروا أعمالهم؟ وهل الكتابة ونجاح الكاتب في مصر بقت حاجة بتعتمد على فولورز السوشال ميديا ولا على المحتوى وموهبة الكاتب؟ هو أصلًا الناس في مصر بيحبوا يقروا إيه؟

مينا هاني- 28 سنة – طبيب/ كاتب، صاحب رواية "مقام غيابك" اللي صدرت في 2016 وكسبت جايزة ساويرس 2018، بيحكي عن تجربته في نشر ورايته: "مقام غيابك لما حاولت أنشرها اترفضت من 10 دور نشر كلهم متوسطين مش دور كبيرة، وكان في إجماع على الرفض، لدرجة إنى شكيت في اللي كاتبه، وماكنش بيتقالي أسباب واضحة للرفض.  مرة الناشرة بعد ما استنيت 3 شهور نسيت إنى بعتلها الرواية أصلا وقالتلي معلش نسيت. مرة تانية واحد مدير دار كلمنى وقالي ماتزعلش، الكتاب كويس بس مالوش حظ معانا. في النهاية دفعت فلوس عشان أنشر.

 أحمد نصار – 23 سنة – كاتب شاب ماقدرش للأسف ينشر كتاباته رغم محاولاته المتعددة. بيحكي: "بعت لدور نشر كتير لكن مانجحتش في نشر أي حاجة. في دور نشر بتنشر على حسابها عادي ودي مشكلتها إن الانتظار فيها طويل جدًا طالما ماتعرفش حد فيها. في دور نشر تانية بتعمل سبوبة محترمة، فبتاخد فلوس من الناس عشان تنشر لهم وكمان بياخدوا النسبة الأكبر من المبيعات والكاتب بياخد نسبة ضئيلة جدًا، ده لو طال حاجة أساسًا. في كمان الناس بتوع النشر المشترك أو الكتاب المجمع، بس ماشتركتش في ده برضه لأنها سبوبة، بياخدوا من كل كاتب مبلغ بسيط فيلموا مبلغ محترم، وينزلوا لكل واحد قصة أو مقال صفحة أو صفحتين. الحل إني ببعت للمسابقات، ولو كسبت هما بينشرولي على حسابهم، أو ببعت للمواقع والمنصات الإلكترونية".

طيب وكتب "مشاهير السوشال ميديا" شايفينها ازاي بتاثر على حظوظكم في النشر وازاي بتأثر على الصناعة والذوق العام للشباب؟

ده السؤال اللي سألناه لـ " هاني" و "نصار". بيجاوب "هاني": "موضوع إن مشاهير السوشال ميديا بقوا يعملوا كتب، بدأ لما دور النشر الخاصة حلت محل الدولة في النشر، فكلت الحصة الأكبر من السوق. دلوقتي أي حد معاه كام ألف جنيه وعايز يعمل كتاب، بيروح للناشر وبيطبعله بدون أي قراءة للمحتوى، وحتى لو المحتوى سيء هيتباع ويتقري، لأن نوعية القراء اختلفت، مابقاش موجود كتير القارئ المثقف، ودخلت أجيال جديدة من القراء شايفة ده نوع من الروشنة، عشان كده لما تروح معرض الكتاب بتشوف مئات الألوف، لدرجة تحس إننا في ألمانيا، لكن الحقيقة إنهم بيروحوا زي ما بيرجعوا".

وعن رأيه في مقومات الكتاب الناجح حاليًا، بيقول "هاني": لو بصينا على الأعلى مبيعًا هنلاقي اللي وراه دعاية كويسة أو يبقى صاحب الكتاب حد عنده فلورز كتير على السوشيال ميديا، لدرجة إن دار النشر هي اللى ممكن تروحله عشان يعمل كتاب، فيكتب رعب أو حاجات دينية أو أي حاجة تلامس المشاعر البسيطة للقارئ أو بالأحري لمبتدئ في القراءة. أنا  طبعًا ضد منع أي كتاب حتى لو كانت صفحاته بيضا، وماقدرش أقول إننا نوقف مكنة النشر،  لكن من واجبنا نفضل نوعي الناس ونوقف النوع ده من العبث والاستهتار بالعقول".

 أما "نصار" فبيقول رأيه في نفس النقطة: "اللاكُتّاب الللي بيكتبوا أي كلام ويبيعوا ويتشهروا، بيحصل معاهم كده عشان عندهم فولورز أصلا، وانعدام الثقافة عند الفولورز دول بيخليهم ينبهروا بكلام عادي أصلا أو أقل من العادي، فبيفرحوا إنهم بيقروا وكمان لقوا إن القراية سهلة، فبتلاقي رد فعل مفرقع كده".

أما عن رأي المثقفين وأهل الصناعة، بيقول بلال رمضان الكاتب والصحفي المتخصص بمجال الثقافة ب"اليوم السابع":

"فعل القراءة نفسه أذواق وبره مثلا مخصصين جوايز ومهرجانات لكل نوع من أنواع الأدب، ففكرة إن معظم الشباب بيقروا حاجات خفيفة ده هيخليهم مع الوقت يدوروا على القراية الصح، المهم إنه خد أول خطوة وقعد يقرأ. في أعمال بتبقى واخدة جايزة البوكر العربية وبتبقى سيئة، ممكن تكون خدت الجايزة لاعتبارات تانية، بس الفكرة كلها انها أذواق. في ناس كانت شايفة إن أحمد مراد تافه، بس أنا شايف إنه كان سبب في إن الناس تحب تقرأ تاني وفي أنواع مختلفة من الأدب، عشان كده حتى لو في "أعمال أدبية" موجوة مش على مستوى عالي أو بيكتبها "مشاهير السوشال ميديا" أو حد معاه كام ألف جنيه دفعها لدار نشر وعمل كتاب، فدي بتعبتر حاجة إيجابية، وبتحافظ على استمرار الصناعة في ظل الظروف الاقتصادية اللي احنا فيها.

بيكمل "بلال" وبينصح الشباب: "لو في شباب معاهوش فلوس وعايز ينشر عمل، في دور نشر بتنظم مسابقات وتنشر بدون أي مقابل للأعمال الفايزة وبتتكلف هي بكل التكاليف، وفي جوايز مخصصة للأعمال غير المنشورة زي  جائزة الطيب الصالح للإبداع الكتابي اللي الجوايز بتاعتها بتوصل لـ 15 ألف دولار.

"في رأيي الناشر اللي بياخد فلوس من كاتب شاب عشان ينشرله، ده مايبقاش ناشر". بالجملة دي بدأ أحمد محمد رشاد – الرئيس التنفيذي "للدار المصرية اللبنانية" كلامه معانا، بيفسر: "لأن دور النشر دي كده مابتحفظش للكُتاب حقوقهم، فحتى لو هو كدار نشر  هيتبع الأسلوب ده، لازم يبقى بشكل مناسب يحفظ للكاتب حقوقه، خصوصا لو الكتاب عبارة عن عمل جماعي، زي مجموعة قصية مثلا، ده مش محتاج من أي ناشر إنه ياخد فلوس من المؤلف، بالعكس، ده لازم يتعاقد معاه بشكل قانوني ويديله نسبة من سعر البيع في عقد واضح".

احنا عندنا في المصرية اللبنانية في كل سنة بنحط في الخطة بتاعتنا من 3 لـ 4 اعمال جديدة لكُتاب شباب بتبقى نتاج ورش كتابة، والكاتب الفائز بنتعامل معاه كأنه كاتب كبير، السنة اللي فاتت مثلا كسبت رواية "طريق إلى النبع" ونشرناها فعلا بعقد محترم مع مؤلفها.

بيضيف "رشاد" عن رأيه في "أعمال السوشال ميديا": صحيح إن السوشال ميديا أثرت بشكل كبير على الصناعة، خصوصا بعد 2011 اللي أفرزت نوع جديد من القراء وساهمت في زيادة عددهم وفي زيادة عدد الكُتاب كمان، فحتى لو الكٌتاب دول بتوع السوشال ميديا بيقدموا أعمال مش على مستوى عالي، أنا بقول لأي حد إنه يقرأ في البداية أي حاجة، لأن القارئ لو قرأ عمل واتنين وتلاتة وحشين، أكيد بعد كده هيقدر يفرز ويعرف إيه الحلو".

محمد مفيد، مدير العمليات والتوزيع في دار "دوٍن" بيكلمنا عن عملية اختيار الأعمال في الدار: "الفيصل في الدار عند الإختيار هوالمحتوى، بغض النظر عن شعبية الكاتب وعنده كام متابع على السوشال ميديا، فالموضوع مالوش علاقة بشعبية الكاتب، حتى وإن كان موضوع السوشال ميديا والفولورز بشكل عام مهم دلوقتى من ناحية الدعاية".

ولما سألناه ازاي شايف مستوى الصناعة دلوقتي في مصر، خصوصًا مع وجود كتاب هما اللي بيدفعوا لدور النشر قال: "من وجهة نظري هي حاجة صحية لأن في الآخر الموضوع بيفلتر نفسه، فالأعمال دي لو مش على المستوى إيه اللي هيخلى القارئ يشترى لفنس الكاتب عمل تاني ويقرأ له مرتين وتلاتهّ! واللي بيعجبك دلوقتي ممكن كمان سنتين تلاتة مايعجبكش وماتقراهوش تاني، وده لأن ذوق القراء بيتطور وبيختلف مع الوقت. برضه مانقدرش ننكر إن أعمال الكٌتاب الشباب دول هي اللي نجحت معرض الكتاب في آخر 3 أو 4 سنين بسبب الشباب الي بيقرأ الحاجات دي".

وزي ما اتكلمنا مع ضلعين من مثلث صناعة الأدب في مصر وهما الكاتب والناشر، كان لازم نتكلم مع الضلع التالت، اللي هو المكتبات و"بياعين الكتب" ونعرف رأيهم، "الشاب أو البنت من سن إعدادي وثانوي بيجولي يدوروا على حاجتين: الرعب والرومانسي وخصوصا المكتوب بالعامي واللي الغلاف بتاعه شكله حلو" ده رد عم حمدي إبراهيم، بياع الكتب اللي عنده 45 سنة وبيفرش في ميدان طلعت حرب في وسط البلد. بيكمل "إبراهيم": الأدب التقيل والقديم بيسأل عنه الشباب برضه بس فئة تانية، بيبقى باين إنهم مثقفين وواعيين، لكن الحاجات الخفيفة دي هي اللي شغالة معانا وبتبيع أكتر وكل حاجة ليها زبونها".

رأي "لمياء" البائعة في أحد فروع مكتبة "الشروق" في القاهرة، ماختلفش كتير عن رأي عم إبراهيم "ده بيتباع وده بيتباع والحاجات الخفيفة دي موجود في الأكثر مبيعًا. في روايات عامله 44 طبعة لحد دلوقتى ولسه بتبيع وناجحة لو بنقيس على المبيعات، وبرضه كل حاجة ليها القارئ بتاعها".

Home
خروجات النهاردة
Home
Home