• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
دواليب للكتب في المدارس الحكومية بالإمارات عشان الطالب مايشيلش شنطة تقيلة
الموضوع اللي فات
تخفيض سعر تذكرة مقبرة نفرتاري بعد ما كانت بألف جنيه

حوار مع أصحاب مدرسة بتعلم يوجا للاجئيين في الأردن عشان يتخطوا صدمة الحرب

ورشتهم الجاية هتبقى في رام الله

اليوجا بالنسبة لناس كتير، عبارة عن ستات عاملين شعرهم، جسمهم مثالي، قدامهم طبق فاكهة ومياه، بيتصوروا في أوضاع مختلفة وينزِّلوا الصورة على انستجرام بمقولة غالبًا هتلاقيها لجلال الدين الرومي وهاشتاجات تورّيك قد إيه هما بيعيشوا حياة صحية. كل ده عادي وبنتوقعه، لكن اللي صعب تتخيله إن الناس اللي بتلعب يوجا يكونوا لاجئيين في مخيمات، رجالة وستات، أطفال وشباب وكبار في السن، خرَّجتهم الحرب من بلادهم ونقَّلتهم بين الدول المختلفة، لحد ما وصلوا للأردن وحظهم خلَّاهم يشاركوا في The Yoga Mandala Project.

خمس ستات من بلاد مختلفة فكَّروا في طريقة يساعدوا بيها اللاجئيين السوريين في الأردن، اللي وصل عددهم لـ 650 ألف، حسب آخر إحصائية لـ UNHCR، لكن في الحقيقة عددهم تجاوز الـ 1.5 مليون. في حوار مع السيدات الخمسة، قالت لنا "بيلا هانكوك" الأيرلندية، صاحبة فكرة المبادرة وواحدة من مؤسسيها، إن الصحة النفسية والعقلية كانت الأولوية عندهم، على عكس منظمات كتير بتهتم بالصحة الجسدية بس. الأردن بالمناسبة هي تالت أكبر دولة فيها لاجئيين سوريين، "المشروع بدأ بالتدريج وكان نتيجة طبيعية لتزايد عدد اللاجئيين وتفاقهم مشكلتهم".

يوجا ولاجئيين، إيه الطبيعي في الموضوع؟! بتقول "بيلا"، اللي حدود دورها مابتقفش عند كونها مؤسسة المشروع، لكن بتساعد بنفسها كمدربة، "أنا بقالي سنين بمارس وأدرب يوجا، عشان كده عندي إيمان إنها قادرة تساعد اللاجئيين نفسيًا وتأهلهم يتعاملوا مع الصدمات النفسية اللي اتعرضوا ليها". ودي كانت اللمبة اللي نوَّرت في دماغ "بيلا"، بعد ما وصلت جنوب عمَّان في 2014 مع مشروع Collateral Repair المتخصص في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئيين السوريين والعراقيين في الأردن. بداية "بيلا" في الأردن خدتها لسكة ماكانتش مخططة لها، واتحولت رحلة الست أسابيع التطوعية، لشغل مع اللاجئيين استمر سنتين، قبل ما تحوله لمشروع Yoga Mandala Project، اللي هي مسؤولة عنه وعن استمراره من 2016.

بعد تأسيس مشروعها، بدأت تكوِّن فريق، اتعاونت مع مدربتين يوجا، هما الأردنية "رولا وردة" والأيرلدنية "كلير أوزبورن" المتخصصة في علاج الصدمات النفسية، والأمريكية "سوزان باينتر بغدادي"، وشريكتهم الخامسة المقيمة في نيوورك "آندريا".

أكتر ناس محتاجة تمارس يوجا هما أقل ناس بيلعبوها، لأسباب مادية في الأساس، كمان عشان مجتمعيًا بيشوفوا اليوجا رياضة ترفيهية.

"سوزان" هدفها الأساسي كسر الصورة النمطية عن اليوجا، لمَّا سألناها إيه الصورة دي، قالت إن اليوجا في الغالب بتبقى حكر على طبقات اجتماعية معينة، سواء من المدربين أو الممارسين، وعند الطبقات المتوسطة والفقيرة بتعتبر ترف. كمِّلت وقالت إن السؤال هو مين اللي محتاج يمارس يوجا أكتر؟ جاوبت على سؤالها وقالت: "على عكس الشائع، أكتر ناس محتاجة تمارس يوجا هما أقل ناس بيلعبوها، لأسباب مادية في الأساس، كمان عشان مجتمعيًا بيشوفوا اليوجا رياضة ترفيهية. وده اللي بنحاول نغيره، نظرة الناس لليوجا".

الخمس ستات كانوا شايفيين إن مهمة تغيير فكر الناس مش سهلة وهتاخد وقت طويل ومجهود كبير. بس على عكس توقعاتهم، الناس تقبلت الفكرة بسرعة، "بيلا" بتقول: "الناس ماكانتش عارفة ازاي تمارس اليوجا ولا هيستفيدوا إيه، لكن كانوا متحمسين للتجربة وشاركوا بإيجابية شديدة".  في اللحظة اللي شافت فيها "بيلا" اللاجئيين بيتعلموا يمارسوا اليوجا، وبيغلطوا ويرجعوا يحاولوا، أدركت إنها بتعمل حاجة مهمة وماشية في الطريق الصح، عليها بس إنها تكمِّل. "وصلي إحساس إن الناس عايزانا نكمل ونقدم أكتر، ده اللي بيخليني أكمِّل".

المشروع بالكامل قايم على جمع التبرعات، ولحد دلوقتي التبرعات وعلاقات الخمس سيدات قادرة تغطي التكاليف المطلوبة. الخمس سيدات بيقدموا تدريبين أسبوعيًا في المركز بتاعهم، كل تدريب بيحضره حوالي 20 لاجيء ولاجئة. وبيسافروا مرَّة على الأقل في الأسبوع برَّه عمَّان عشان يدرَّبوا اللاجئيين اللي موجودين في المخيمات.

اليوجا مش أوضاع جسدية بس، دورها إنها تخلي اللي بيمارسها حاضر بجسده وذهنه هنا ودلوقتي بعيدًا عن الماضي الحزين والمستقبل المجهول

المؤسسة السورية الوحيدة في المشروع، "رولا" شرحت أكتر عن تأثير اليوجا الإيجابي على أصحاب الصدمات النفسية. أساس الصدمة النفسية هي إنها بتخلّي الإنسان عاجز عن التعامل مع "نفسه" وخلق علاقة بين جسده وعقله. كمِّلت "سوزان" -اللي بتدرب يوجا وبتقدم ورش علاج جماعي-  وقالت إن الصدمات بتتخزن في أجسامنا مش بس عقلنا، "وعشان نتخلص من الصدمة وتأثيرها، لازم نتكلِّم ونتفاعل مع أجسادنا عن طريق تمارين معينة".

رجعت "رولا" تكلِّمنا عن اليوجا ودورها في مساعدة الأشخاص اللي بيتعرضوا لصدمة، شرحت إنه بيكون صعب عليهم يبقوا "هنا ودلوقتي"، مشاعرهم بتبقى في الماضي بصدماته وأوجاعه، أو في المستقبل المجهول وخوفهم منه. هنا بيجي دور اليوجا، "اليوجا مش أوضاع جسدية بس، دورها إنهم تخلي اللي بيمارسها حاضر بجسده وذهنه".

تأثير الفراشة لا يزول، عشان كده مؤسسات المشروع دلوقتي مركِّزين على هدف توسيع دوايرهم وجمع أكبر عدد ممكن من مدربي اليوجا، عشان يكبَّروا مشروعهم وينشروا الفكرة، السبب في ده هو التأثير الإيجابي الملموس اللي بيشوفوه، رغم إنهم ماكانوش متوقعينه، على اللاجئيين. "دلوقتي السؤال بقى إزاي نقدر نكبَّر المشروع ونوسع نطاق المستفيدين منه؟" بتقول "رولا"، اللي أكدت إن دعمهم مش للسوريين بس، لكن لكل المصابين بإضطرابات ما بعد الصدمة.

في محاولة للإجابة على سؤال إزاي هيكبَّروا مشروعهم، المؤسسات بدأوا في تنظيم برنامج لتدريب "مدربي يوجا"، عندهم استعداد ينظموا حصص بعد كده يدرَّبوا ويتعاملوا فيها مع اللاجئيين. "بيلا" بتوصف الخطوة دي بإنها "رؤية المشروع وهدفه الأسمى"، فهي خطوة هترشد ناس كتير على طريقة يساعدوا بيها اللاجئيين غير المساعدات العينية، في إطار الخطوة دي، اتعاونوا مع مدرسين أردنيين ودعوهم للمشاركة والتطوع.

التعامل مع لاجئيين بيلزم مدربي اليوجا بحاجات معينة، بتقول "رولا" إن ممكن يحضر لاجئ على كرسي متحرك عايز يشارك، ساعتها لازم يكونوا محضريين تدريبات معينة يقدر يشارك فيها، "وساعات بنرتجل ونحاول ونصيب ونخطئ، بس بشكل عام بنحاول نكون محضريين نفسنا".

اللاجئيين بدأوا يحسوا بالسلام النفسي اللي مش قادرين يوصلوا له في بلادهم

المؤسسة قدرت تدرَّب 50 شخص السنة اللي فاتت بشكل احترافي، كانوا من دول مختلفة زي إيرلندا واليونان وفلسطين، ومعظمهم قرروا بالتبعية التطوع لتعليم غيرهم اليوجا. الخمس سيدات بيخططوا السنة دي لعمل حصص تدريبية في رام الله بالتعاون مع مؤسسة يوجا محلية، ولدخول مخيمات لاجئيين أكتر في الأردن، عشان يستفيدوا زي ما "سوزان" بتقول من خلال اليوجا، "اللاجئيين بدأوا يحسوا بالسلام النفسي، اللي مش قادرين يوصلوا له في بلادهم".

اقرأوا الحوار بالإنجليزي من هنا

 ترجمة: نور صلاح نصر

Home
خروجات النهاردة
Home
Home