• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
مريضة بالإيدز انتحرت بعد أهالي المنطقة ما أجبروها تعزل
الموضوع اللي فات
ماتش ودي بين الأهلي وأتليتكو مدريد في احتفالية "السلام ضد الإرهاب"

حكاية الفريق المصري اللي هيعبر المحيط الأطلنطي تجديف لدعم اللاجئين

للتوعية بالكوارث اللي بيتعرضلها اللاجئين

مع اقترابه من السواحل الأوروبية، يبدأ ركاب المركب الصغير في تنفس الصعداء، من كام يوم، ابتدت رحلة هروبهم من الربيع السوري، اللي حولته الحرب السورية لشتاء طويل في البحر المتوسط، ويبتدوا يبصوا للبحر اللي عانوا غضبه في الأيام اللي فاتت، كانوا معرضين طول الوقت إنه يبلعهم ويحتفظ بيهم في قلبه، زي ما عمل مع مراكب أصدقائهم، لكن واضح إن حظهم لحد دلوقتي كان أفضل من غيرهم.


يمكن ده اللي كان بيدور في عقل "عمر سمرة" و"عمر نور"، المغامرين المصريين اللي قرروا يتحدوا المحيط الأطلنطي، في مغامرة لعبوره في قارب تجديف، لكن المؤكد إن برنامج الامم المتحدة للتنمية، ومفوضية الامم المتحدة لشئون اللاجئين قرروا يدعموا الفريق المصري، للتوعية بالكوارث اللي بيمر بيها اللاجئين في رحلتهم للهرب بحياتهم، الفرق طبعًا، إن اللاجئين ما بيبقاش عندهم الاختيار، لكن ال"عمرين" بيعملوا ده باختيارهم، ولأهداف نبيلة.

بالنسبة للجزء ده من العالم، هنا في مصر في ملايين بيعيشوا ويموتوا من غير ما يشوفوا "محيط" ولا مرة في حياتهم، وفي ناس فكرة عبور بحر بالنسبة لهم فكرة مرعبة في حد ذاتها، لكن المحيط ده جنان رسمي، خصوصًا لما تعرف إنه في مركب تجديف! أعتقد إن لو في شخص قالي تعالى نعبر المحيط في مركب طولها 50 متر، هفكر 10 مرات في المخاطر اللي ممكن نمر بيها، لكن لو حد قالي في قارب تجديف، غالبًا هبلغ عنه مستشفى المجانين


لكن بالنسبة للعمرين "سمرة" و"نور"، فالموضوع تحدي ومغامرة ممتعة، خصوصًا إنها مسابقة أصلا، اسمها "تحدي تاليسكر ويسكي" لعبور المحيط الأطلنطي، التحدي ده بيتعمل من سنة 1997 ل 2013 بشكل مش منتظم، لكن بقاله 3 سنين بيتعمل بشكل منتظم من 2015. المسابقة السنة دي عبارة عن 28 فريق بيتسابقوا على مين أول فريق هيعدي المحيط الأطلنطي، من منطقة اسمها "سان سباستيان في لا جوميرا في جزر الكناري"، لحد ميناء "نيلسون دوكيارد في انتيجوا"، وفي نفس الوقت بيتنافسوا على مين هيحطم الرقم القياسي العالمي، اللي متسجل ب 40 يوم، لفريق مكون من شخصين، هيجدفوا مسافة 5000 كم ( تحديدًا 4700 )، بدون أي مساعدة، يعني أنت والشخص/ الأشخاص اللي معاك في المركب، ومعاكم ربنا بقى، لا في مراكب كبيرة ولا حد بيساعدكم، منكم للمحيط. 

الفريق المصري اللي سمى نفسه "O2"، لما يوصل بالسلامة لنهاية السباق، هيعتبر أول فريق مصري وعربي ينجز التحدي ده، يكفي إني أقولك إن عدد البني آدمين اللي طلعوا الفضاء، أكتر من عدد البني آدمين اللي عبروا المحيط بالتجديف. تخيل نفسك محاط بالمياه من كل ناحية ومرة واحدة ممكن تلاقي حوت معدي جمبك، ولا سمكة قرش بتاخد سيلفي معاك، وتحاول تقنعها إن البني آدمين صحاب مش طواجن، أو تلاقي نفسك في وسط عاصفة، ممكن توصل ارتفاع الأمواج فيها ل 15 متر! يعني طول عمارة 5 أدوار، وأنت في مركب تجديف! الكتابة عن الموضوع مرعبة، ما بالك إنك تعيشها!

"عمر نور" بيقول، إنه في الوقت اللي كان بيدور فيه على تحدي جديد لنفسه، لقى "عمر سمرة" بيكلمه بيقوله ما تيجي نعدي الأطلنطي تجديف؟ ساعتين بعدها كانوا بيقدموا في المسابقة، وبيدفعوا فلوس الاشتراك، قبل حتى ما يتدربوا على التجديف ويشوفوا هل هم هيقدروا على التحدي ده ولا لأ. "عمر سمرة" كان نفسه من زمان يعمل التحدي ده، وكان عايز زميله في التحدي يبقى مصري، عشان يبقوا بيلعبوا باسم مصر، وتقريبًا مالقاش واحد مجنون ورياضي ومغامر في نفس الوقت، يقدر يحقق معاه التحدي زي "عمر نور"

كل واحد من الفريق المصري بيخوض المسابقة عشان دوافع مختلفة، يعني "نور" بيتمنى يقدر يحقق الرقم القياسي الجديد، ويحقق التحدي اللي ناس نادرة في العالم قدرت تحققه، بعد ما قدر يتحدى نفسه ويبقى من شخص وزنه 105 كجم لرياضي ثلاثي محترف "Triathlete" واحدة من أقوى وأصعب الرياضات الأولمبية في العالم، وهي حاجة أشبه بالماراثون، بتبتدي بالسباحة، بعدين ركوب العجل، وبعدين الجري، "عمر نور" هو أول مصري يمثل مصر في "Olympic triathlon circuit"، ويحقق فيها نتايج عظيمة، في مدة صغيرة لإن كان عنده وقتها 31 سنة، وابتدى يبقى رياضي أصلا وهو عنده 29! في نفس الوقت بيشجع الناس على السعي ورا أحلامهم وإنهم يتحدوا نفسهم، وبيحكي عن تجربته ونجاحه في ده، وإنه كمان يبدأ شركته الرياضية اللي بتقدم أسرع عجلة لرياضة الثلاثي في العالم.


"عمر سمرة" بيخوض السباق عشان بيتحدى نفسه، بيحاول يشوف حدود احتماله البدنية والعصبية، بالإضافة للمغامرة في حد ذاتها، والهدف النبيل اللي بيحاول يحققه، كسفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، بتوعية الناس بالكوارث اللي بيتعرض ليها اللاجئين خلال عبورهم البحر.
لما تشوف الإنجازات اللي حققها سمرة، هتفهم إن المغامرة هي الأكل والشرب اللي عايش عليهم، غير إنه سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، هو أول مصري يتسلق قمة إيفريست، ويكمل ال "Explorers Grand Slam" اللي هو تسلق أعلى قمة في كل قارة، والوصول للقطبين الجنوبي والشمالي، ودي الحاجة اللي عملها 42 شخص بس على مستوى العالم. معاه بكالوريوس في الاقتصاد من الجامعة الأمريكية في القاهرة، وماجستير إدارة الأعمال من كلية لندن للأعمال - المملكة المتحدة، ومدير لشركة "WILD GUANABANA" لسياحة المغامرات، بيحاول يخلي المغامرات اللي بيخوضها سياحة ناس أكتر في العالم، يقدروا يستمتعوا بيها، وهيبقى قريب أول رائد فضاء مصري، بعد ما كسب في مسابقة "آكس أبولو للفضاء الخارجي"، اللي شارك فيها 112 شخص من كل دول العالم.


المركب اللي هيعملوا بيه الرحلة دي، طبيعي ما يكونش مركب تجديف تقليدي، لإنهم محتاجين مكان يحتفظوا فيه بالأكل اللي هيكفيهم الرحلة، اللي ممكن توصل لشهرين في المحيط، ومحتاجين نظام ملاحة يبقى شغال بالطاقة الشمسية، عشان يقدروا يعرفوا الطريق وسط المحيط وما يتوهوش.

المركب اللي برعاية DHL وبدعم برنامج الأمم المتحدة للتنمية، ومفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وشركة "وايلد جوانبانا" لسياحة المغامرات، تقدر تعرف مكانه بالظبط أثناء الرحلة من خلال ويب سايت بيقدم خدمة التتبع للمراكب الموجودة في المحيط تقدر تلاقيه من هنا.

هتكتب في مربع ال Search كلمة "JAN"، وده اسم المركب، وهو هيوصلك بمكانه بالظبط من خلال الأقمار الصناعية. الكابينة اللي في المركب، فيها مكان محدود جدًا للنوم، جمب مكان تخزين الأكل، وهي الملاذ في حالة وجود عاصفة، هيدخلوها لحد ما العاصفة تخلص، والمركب نفسه متصمم بحيث يعدل نفسه على المياه، في حالة إنه اتقلب وبقى وشه لتحت.


"عمر سمرة" و"عمر نور"، اتدربوا أكتر من 500 ساعة خلال الفترة اللي فاتت عشان يستعدوا للتحدي بتاعهم، اتدربوا على استخدام نظام الملاحة، وفكروا ازاي هيتصرفوا في المواقف المختلفة اللي هتواجهم خلال الرحلة، هيتبادلوا التجديف والنوم كل ساعتين، معاهم مجموعة كبيرة من الموسيقى والكتب الصوتية يسمعوها في رحلتهم، يبتدربوا كمان على الإسعافات الأولية، وازاي ينضفوا المركب من تحت عشان ما تتكونش عليه كائنات بحرية أو طحالب، فتزود وزنهم وتقلل من سرعتهم.

في نهاية رحلتهم هيقضوا 10 أيام في انتيجوا، اللي تعتبر مدينة تعدادها السكاني محدود، تخيل نفسك بعد ما كنت في المحيط لوحدك لمدة 40 يوم، تلاقي نفسك مرة واحدة في القاهرة، مدينة فيها أكتر من 10 مليون نسمة!

واحد من أصعب التحديات الرياضية في العالم هيبتدي بكرة، وفريق مغامرين مصري موجود فيه للمرة الأولى، لهدف رياضي تنافسي، وهدف نبيل توعوي باللي بيتعرضله اللاجئين خلال رحلتهم للهروب بحياتهم، بنتمنى يوصلوا بالسلامة ويحققوا رقم قياسي مصري جديد، ويوصلوا لمستوى جديد من فهمهم لقدراتهم، ومعايشتهم للطبيعة.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home