• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
مصر هتعمل 17 محطة لتوليد الطاقة الشمسية في المدن الجديدة
الموضوع اللي فات
طفل مصري أخد براءة اختراع ببرنامج بيحول لغة الإشارة لصوت مسموع

"مبسوطة إني بعمل حاجة".. 2 من ذوي الاحتياجات بيحكوا عن تجربة الشغل في وظائف عامة

#العمل_للجميع

- لمَّا زياد يكبر هيتجوز؟

= مش عارفة، الدكتور هيحدد

- طيب هيشتغل؟

= صعب يشتغل

- ليه؟

= ...

الجمل اللي فاتت شكِّلت وعيي وأنا طفلة فيما يخص جانب ساعات كتير بيبقى خفي في حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، حياتهم لمَّا بيكبروا ويبقوا في مرحلة الشباب. بيقدروا يكوِّنوا صداقات؟ بيشتغلوا ويستقلوا ماديًا زي كل اللي في سنهم؟ سهل يحبوا ويدخلوا علاقات عاطفية تستمر لمرحلة الجواز؟

معظم النماذج اللي قابلتها من طفولتي لحد دلوقتي مش مُبشرة، عشان للأسف أًصحابها مابيقدروش يتعاملوا في فترة الشباب بشكل طبيعي، يحققوا من خلاله أحلامهم. فـ على اختلاف أنواع الإعاقة اللي ممكن تكون حسية أو حركية أو ذهنية، إلا إنهم بيتشاركوا في المصير المشترك، اللي غالبًا بيحكم عليهم بقتل طموحهم وأحلامهم.

عشان مانبقاش بنتكلم من برّه الموضوع، قابلنا "أميرة" و"مصطفى"، من ذوي الاحتياجات الخاصة، في بداية العشرينات من عمرهم، عشان يحكوا لنا الصعوبات اللي بتقابلهم في مرحلة الشباب وازاي بيقدروا يحلموا ويوصلوا لأحلامهم في ظل العوائق الكتير اللي بتقابلهم.

"أميرة" عندها 22 سنة، متحدية إعاقة ذهنية، بدأت من شهور قليلة في مصنع ملابس، بعد ما خلَّصت دبلوم صنايع، بدعم من والدتها "صابرين محمد"، اللي كرَّسِت لها حياتها وطاقتها، فـ زي ما بتوصف الأم، "أميرة هي تحدي حياتي".

جنب دراستها في مدرسة القاهرة الصناعية بنات، "صابرين" كانت مصممة تشغل وقت "أميرة" بحاجات تنفعها، زي الرياضة والجري، بتوصف "أميرة" فترة الدراسة وبتقول: "كنت بروح المدرسة ومركز شباب حلمية الزيتون عشان أجري، بس أكتر حاجة كنت بحبها هي التمثيل". وفي مركز الشباب نفسه، قابلت مدرب كان هو حلقة الوصلة اللي ربطت بين "أميرة" وبين المسؤولين في المصنع اللي اشتغلت فيه.

"الشغل حلو"

شغل "أميرة" بيخليها تصحى كل يوم من 5 الفجر وبتركب مواصلتين لحد ما توصل لباص المصنع، وترجع بعد يوم عمل طويل لبيتها في حدود الساعة 7، برغم كده هي شايفة الشغل "حاجة حلوة". بتشتغل على ماكينة وبتساعد في تركيب وتصليح "السوسات".

 لمَّا سألنا والدتها عن طريقة تعامل زمايلها معاها، قالت إن المعظم بيحبها فعلًا وكويس معاها، لكن لسّه البعض غير مُتقبل لفكرة إن زميلته في الشغل تبقى من ذوي الاحتياجات. الحاجة الأكبر اللي بتمثل لـ "أميرة" ضيق، هي معاملة الناس ليها في الشارع، خاصةً "بنات الجامعة"، زي ما بتوصفهم.

رغم محاولات التخفيف من أثر الكلام ده على نفسية "أميرة"، إلا إنها على دراية كافية بقسوة الكلمات اللي بتتوجه لها، وقالت وهي بتوصف شعورها: "في آنسات بيقولوا لي يا حاجّة بس أنا قدهم في السن. عشان شكلي يدّي كبير يعني ولبسي وكده. بس الحمدلله". والدتها بتحكي برضه عن الإهانات اللي بتتعرض لها بشكل دائم في الشارع، "بيقولوا لي معاكي بت مجنونة". كمان قرايب "صابرين" بيلوموها عشان بتدّي وقت لـ "أميرة"، "ساعات بيقولوا عليّا ست فاضية" وفي منهم اللي بيدعي إنها بتاخد مساعدات مادية من جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة.

لمَّا سألنا "أميرة" نفسها عن تجربة الشغل ككل، وهل الشغل أحسن لها وللا القاعدة في البيت، قالت بنفس راضية جدًا إنها مبسوطة عشان حاسة إنها بتعمل حاجة، "الشغل حاجة حلوة".

22 سنة من "البهدلة"

"صابرين" والدة "أميرة"، حكت قصة 18 سنة من "الجري" ورا المستشفيات والدكاترة عشان تعالج بنتها اللي اتولدت بكهرباء زايدة على المخ، كانت بتسبب لها نوبات صرع، للسعي والمحاولة معاها في جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة، عشان تبقى مؤهلة لدخول مدرسة، بتوصف شعورها وبتقول "أميرة هي تحدي حياتي، أنا سجدت لربنا شكر لمَّا خدت الاعدادية".

كل 10 سنين بيتطلب تجديد كارنيه الإعاقة، ودي حاجة صعبة في نظر "صابرين" اللي قربت من الـ 60 وبتضطر تنزل تعمل مشاوير بنتها بنفسها، واللي مش فاهمة ليه أصلًا بيتطلب تجديده، "هو المعاق هيخف فجأة يعني؟!".

معاش المعاق 300 جنيه، بتستلمهم "صابرين" من البوسطة، وفي المترو مخصص لـ "أميرة" كارنيه، لكنها ماشية بصورة منه عشان ماتضيعش الأصل، بتقول "صابرين" إن الحيلة دي مش دايمًا العاملين في المترو بيقبلوها: "ساعات بيقولوا لها امشي وتعالي بالأصل، وممكن حد يهينها". في المستشفيات مع ملايكة الرحمة والدكاترة الوضع مش أحسن كتير، "في المستشفيات مش دايمًا المعاملة بتبقى كويسة، في دكتورة في مستشفى حكومة قالتلي أنتي شكلك معاقة زي بنتك".

مالهمش في الجواز

في أسطورة غير صحيحة وظالمة  لأحلام متحدي إعاقة كتير، بتقول إنهم "مالهمش في الجواز"، وطبعًا دي لا حاجة تم إثباتها علميًا ولا حتى بالتجربة يعني. "صابرين" بتحكي عن واحدة من أصعب اللحظات اللي اختبرتها مع "أميرة" في رحلة الـ 22 سنة، لمَّا كانوا في فرح وقالت لها بنتها عن أمنيتها السرية، "قالت لي نفسي تعمليلي فستان فرح عشان أنا عمري ما هالبسه في الحقيقة".

"مصطفى محمد"، 20 سنة ومتحدي إعاقة ذهنية وحاصل على دبلوم، بعد ما اترفض في كذه مكان شغل، منهم محل كشري، نجح إنه يشتغل في مصنع ملابس على ماكينة كوي. وبيفكَّر برضه في مسألة الجواز، وبيقول إنه اشتغل عشان "يكوِّن نفسه" زي ما اخواته بيحبوا يشجعوه ويقولوا. لكن امتى ده هيحصل، وهيتجوز بنت متحدية إعاقة زيه وللا لأ، كلها حاجات مش معروفة ويمكن تبقى صعبة لـ "مصطفى" ومتحديين زيه كتير.

"مصطفى" بيتعرض لمضايقات بسيطة، حسب وصفه، من المشرفين اللي ساعات بيستعجلوه، على الرغم من كده هو متمسك بالشغل، "لو سيبت الشغل هاعمل إيه؟". لمَّا أخد أول مرتب ليه قسِّمه لجزئين، الأول كان من نصيب والدته، والتاني قرر يحوِّشه في دفتر توفير عشان يكوِّن نفسه.

كام شخص من ذوي الاحتياجات ممكن يلاقي فرصة حقيقية للدمج في المجتمع من خلال الشغل؟ 

دكتور "محمد عبد الستار"، مدير مشروع التدريب من أجل التوظيف من الجمعية المصرية الاتحادية للإعاقات الفكرية، المختصة بتدريب الأطفال ذوي الإعاقات الذهنية، وضَّح لنا العملية بتمشي إزاي، من أول رفض بعض أولياء الأمور لتوظيف ولادهم، لحد تجميع بيانات أصحاب الإعاقة بالتعاون مع السلطات، لحد قلق وتخوف أصحاب رأس المال اللي المفروض يتعين عندهم صاحب الإعاقة.

قسِّم "عبد الستار" المشكلة لمستويات، الأول في أولياء الأمور، "المشكلة في الأساس هي مشكلة وعي، فيه أولياء أمور بيخبّوا أولادهم أصحاب الإعاقات وبيتكسفوا يظهروهم، من هنا المشكلة بتبدأ"> المرحلة التانية بتكون عند أصحاب المصانع والشركات اللي بيستهونوا بقانون توظيف 5% من ذوي الاحتياجات الخاصة ويرفضوا تعيينهم، "دول بنحاول نزود الوعي عندهم عن طريق عرض أفلام وثائقية ودراسات بتأكد إن صاحب الإعاقة مؤهل للعمل في وظايف معينة، وبيبقى فيه فترة تدريب يختبروا فيها ده بنفسهم".

لمَّا سألناه عن الوظايف المناسبة لذوي الاحتياجات، قال إنهم بيميلوا للأعمال التكرارية والروتينية، زي الغزل والنسيج والتعبئة والتغليف، وأكد إن عندهم ميزة مابيتمتعش بيها الأسوياء، وهي إنهم قادرين على الفصل بين حياتهم الاجتماعية وحياتهم العملية لأقصى مدى، "مش هتلاقي واحد مش عايز يشتغل عشان مراته مضايقاه مثلًا".

جوَّا المصنع بيحاولوا قدر الإمكان دمج صاحب الإعاقة، بدايةً من البريك الموحد والراتب والتأمينات الواحدة اللي بياخدها السوي وصاحب الإعاقة، لحد تدريب البيئة المحيطة بيه لاستقباله والتعامل معاه بشكل طبيعي، "بنحاول نرفع وعي زمايله ومشرفينه، بدل ما يروح ويتعامل وحش فـ يرفض هو نفسه النزول للشغل".

ولمَّا سألناه ليه مافيش لايحة خاصة ليهم، أكد إن دمجهم ومساواتهم بالأسوياء ده شيء في صالحه وفي صالح عملية الدمج. "الدمج مش إننا نلعب مع صاحب الإعاقة في العيد ونعمل لهم خروجة، تعينه بشكل ثابت وتقبل المجتمع ليه ولشغله هو ده الدمج الحقيقي".

"عبد الستار" متفائل بعام 2018 بما إنه عام أصحاب الإعاقات المختلفة، اللي بيقدر عددهم بـ 11-13 مليون منهم 3 مليون أصحاب إعاقة ذهنية، وبيأكد إن تصديق رئيس الجمهورية على قانون الأشخاص ذوي الإعاقة اللي هيغلظ عقوبة أصحاب العمل اللي بيرفضوا توظيف أصحاب الإعاقة هيبقى خطوة مهمة في رحلة تأهيلهم ودمجهم.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home