• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
تويتر عمل قايمة بأكتر 11 لاعب في الدوري المصري كتبوا تويتات في 2017
الموضوع اللي فات
كويتي ضرب طفل مصري كسب المركز الأول في بطولة الـkickboxing

"أنا أستاهل أحسن من كده".. حكايات بنات عن علاقاتهم المؤذية

بتبقى زي الإدمان

لمَّا كان حد بيسألني شغَّالة على موضوع إيه ويعرف إن موضوعي هو العلاقات المؤذية، كنت بسمع جملة واحدة مكررة: "قصدك العلاقات العاطفية والفركشة يعني؟"، المهم إن الكلام ده بلح ومش صح خالص، العلاقات المؤذية أغلبها بيبدأ في البيت، وساعات كتير قبولنا للأذى الأسري ده وتعوُّدنا عليه، بيمهد لنا الطريق عشان نقبل أذى العلاقات المختلفة في المستقبل، بيخلّينا فاكرين إن العلاقات كلها كده وده الطبيعي يعني.

سلمى
كل حد فينا داخل في عدد لا متناهي من العلاقات، أسرية وعاطفية وصداقة وعمل، المهم إن كلهم بيندرجوا في الآخر تحت بند "العلاقات". على الرغم من إن ناس كتير مابتشوفش أهمية الناس في حياتها، وعليه مابيحسوش إن العلاقات حاجة مهمة وأساسية في تكوينهم النفسي وقدرتهم على الحياة بشكل سليم، إلا إننا مؤخرًا بدأنا نسمع في مصر، في دواير قليلة ومحدودة، عن مصطلح العلاقات المؤذية المدمرة، واللي في الأغلب بتكون ضحيتها ست، وده يتوافق مع كل الدراسات العالمية اللي بتعكس واقع الستات في العالم العربي، واللي منهم دراسة نشرها موقع هيئة الأمم المتحدة، بيشير إن 37% من الستات في الوطن العربي بتتعرض للعنف البدني والجنسي.

"أول مرَّة حضرت ورشة بتتكلم عن العلاقات المؤذية، عرفت إني بقالي 23 سنة بتأذي في بيتنا، للدرجة اللي مخلياني بقبل بنفس راضية النوع ده من العلاقات، لأ كمان بنجذب ليه!"

إدراك المشكلة جزء من علاجها، لكنه مش الجزء الوحيد، عشان كده ناس كتير من اللي بيمروا بعلاقات مؤذية، مابيعرفوش يتخطوا أثرها حتى لو أنهوها. ده اللي حصل مع "سلمى"، اللي فضلت تدخل في علاقات عاطفية وعلاقات صداقة فيها استغلال كبير، وفي معظم الأوقات كانت بتبقى عارفة إن أذى أهلها ليها سبب كبير. "لمَّا كنت بتبهدل في علاقة كنت بلوم أهلي، رغم إني عارفة السبب والمفروض ماليش حجّة". الخناق الدايم في البيت، الضرب في بعض الأحيان، ابتزاز العيال باستمرار علاقة أهلهم، دي كلها كانت حاجات بتتعرض لها "سلمى" في بيت أهلها.

لو هنتكلم على الأمثلة الشعبية القديمة اللي بتوصف حالة "سلمى" واللي زيها فـ هنلاقيهم كتير، "تحبي تروحي عند *** القرد وتشميها"، "تف على البنت تحبك، حب البنت تكرفك"، ولو بنفكر في أمثلة جديدة، هنلاقي أسطورة الـ Bad Boy المسيطرة، وغيرهم من الأمثلة والحكايات اللي بتوصف الانجذاب غير المنطقي ولا المبرر من البعض للعلاقات المؤذية، رغم إنهم بيبقوا عارفين وباصمين بالعشرة إنها علاقات مؤذية مع شركاء مؤذيين. ليه بقى بيعملوا كده؟

سهيلة
"علاقاتي العاطفية بتفشل عادةً، بس مابيفرقوش معايا كفاية لدرجة إني أسميهم علاقات مؤذية، أكبر علاقة كسرتني وأذتني كانت مع أهلي."

الموضوع مع "سهيلة" مختلف شوية، فـ على الرغم من مشاكلها العاطفية الكتير، هي شايفة إن أكبر علاقة مؤذية في حياتها كانت علاقتها بأهلها. الموضوع بدأ وهي عندها 18 سنة، بعد ما رضيت تلبس الحجاب بالغصب وتلتزم بضوابط كتير هما حددوها ليها، بس أهلها ماكتفوش بكده، ووصل تدخُّلهم لطبيعة دراستها، صاحباتها (اللي كانوا بنات بس)، وأوقات استخدامها للنت، "الكمبيوتر كان ملك للكل، من حق أي حد يجي يشده مني ويشوف بعمل إيه".

بعد كذا سنة وتزامنًا مع الثورة، سافرت "سهيلة" للقاهرة عشان تدرس، هنا أبواب الحرية والأمل اتفتحت لها تدريجيًا. "في الأول بدأت ألبس براحتي أكتر، بعدها قلعت الحجاب وبقيت ألبسه وأنا مسافرة لأهلي بس، لحد ما حد يعرفني شافني وقاللهم فـ رجَّعوني البيت بالعافية".

في دراسة اتعملت عن سنة 2017، أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ذكروا فيها إن الأب في أغلب الحالات بيكون هو أول حد يعنِّف البنت بدنيًا بعد بلوغها 18 سنة. الفترة اللي رجعت فيها "سهيلة" البيت، قابلت فيها أذى بدني كبير، لكنها بتشوفها مرحلة فارقة في علاقتها المؤذية مع أهلها، وقتها عرفت إن الجنة مش تحت أقدام الأمهات لو هما ظلمة، وإن بر الوالدين لو على حساب سلامتها النفسية أكيد ربنا مش هيؤمرها بيه.

بتحكي "سهيلة" آخر فصل، لحد دلوقتي، في حدوتها مع أهلها وبتقول: "قدرت أخبي منهم موبايل لفترة، وعن طريقه كنت على تواصل بناس قدرت تساعدني، بعد 10 شهور رجَّعوني القاهرة تاني. أول ما حطيت رجلي في القاهرة عرفت إن علاقتي بأهلي انتهت، ومشيت على خطوات الاستقلال اللي كنت بفكر فيها 10 شهور الحبس."

مي
"طليقي ضربني ليلة عيد ميلادي، كنت فاكرة وقتها إن ده مصيري الأبدي ومافيش عيد ميلاد هيعدي عليّا حلو. بس السنة دي احتفلت بيه مع جوزي بطريقة ماكنتش متخيلة إن حد ممكن يعملهالي عشان بس يفرَّحني"

ماكانش سهل على "مي" تتجوز مرَّة تانية، خاصة إنها كانت بتحب جوزها الأولاني لسنين طويلة، ومخلِّفة منه بنت، لكن زي ما بتقول: "كتر البُكا يعلِّم الأسية"، "كنت بشوف أخبار الحوادث واسمع عن الستات اللي قتلت أجوازهم أو العكس، وأقول أنا هوصل لكده في يوم من الأيام". الصعب على "مي" واللي أخَّر نجاتها، كان إنها شايفة النهاية ومدركة إنها هتوصلها، بس لسه متعلقة بالأمل في إصلاح علاقتها بجوزها.

موقف عيد ميلادها خلَّاها تحس إن هو كمان بيغلط، مش هي الطرف السيء على طول الخط زي ما كان بيوهمها، كعادة الشركاء المؤذيين النرجسيين، "حسيت إن في لمبة نوَّرِت في دماغي، ماكنتش مستنية إني أنفصل بسبب ضربه، استنيت بس إنه يعتذر" لكن زي ما توقعت، ده ماحصلش، ورجع يلومها اليوم اللي بعده عشان عصبته وقلِت مزاجه قدام الناس. "في اللحظة دي بدأت أحس إني ماستاهلش ده، كان في مواقف بيغلطني فيها وببقى بلساني باعتذر وأقول آسفة، بس في عقلي صوت بيتردد ويقول أنا ماستاهلش ده". بس لإن كتير من العلاقات المؤذية بتبقى زي الإدمان، قرارها بالانفصال اتأخر. في نفس الدراسة لمركز التعبئة، تم ذكر إن 86% من الستات اتعرضوا للعنف مرَّة على الأقل على إيد أزواجهم.

"منى" بتوصف الخروج من علاقة مؤذية بالشيء الصعب، لكن الدخول بعدها في علاقة تانية بالشيء المرعب. كل التفاصيل بتتعاد، عقلك بيبقى منتبه 24 ساعة لأصغر تفصيلة، هو قال كده ليه؟ في الموقف الفلاني ممكن يأذيني إزاي؟ "بيبقى صعب ترفع رجلك من ع الأرض وتحب والكلام ده، أساسًا الحب إنك تركن عقلك على جنب شوية، ماعرفتش أعمل ده بسهولة عشان لمَّا رفعت رجلي قبل كده وقعت على رقبتي سنين".

إيمان

"احنا بناخد الحب اللي شايفين إننا نستحقه"، جملة كلاشيهية غالبًا اتقالت في فيلم Eat, pray, love بس رغم كده هي حقيقية جدًا، على الأقل بالنسبة لـ "إيمان"، اللي بعد دخولها في علاقتين من الشكل ده، قدرت بمساعدة القراية وحضور ورش دعم نفسي، تفهم سر انجذابها وتحاول تغير نظرتها للحب. "أنا اتربيت إني ماينفعش أتحب ببلاش، لازم في ضريبة للحب." الضريبة دي ممكن تبقى درجة كويسة عشان تاخد بوسة، أو تسمع الكلام عشان مايتقالش عليّك وحش.

"بعد 20 سنة لمَّا بقى حب شريكي مرهون بطاعتي ليه، بقى ده الشيء العادي بالنسبالي، قعدت سنين مش شايفة إن في مشكلة أصلًا". جزء من سبب صبر "إيمان" على علاقات مؤذية، هو خوفها من لوم والدتها الدائم. والدتها طول الوقت بتشتكي من فشلها في جوازها، وبتعاير "إيمان" وأخواتها دايمًا بإنهم السبب اللي رابطها في علاقة مؤذية، بس أول ما كانت بتحس إن بنتها هتفركش علاقة، كانت بتبدأ تحذرها وتطلب منها تصبر وتستحمل، "عشان الرجالة كلها كده".

بعد فترة من حضور ورش الدعم النفسي والتوعية بالعلاقات المؤذية، اتحولت "إيمان" من ضحية علاقة مؤذية لـ "ناجية"، حسب وصفها، عارفة حقوقها وقادرة تطالب بيها، وعارفة واجباتها وحدودها عند شريكها، عشان برضه ماتظلمهوش وتستنى حاجات هو غير مطالب بيها. "عرفت لأول مرَّة إني ممكن اتحب حب غير مشروط. ممكن شريكي يحبني بدون ما يحكم عليّا، يحبني عشان أنا اتحب، بمميزاتي وعيوبي، ويحترم تجربتي كاملة بالحلو والوحش اللي فيها."

ومابقتش مستنية قبول من والدتها بعد سنين من المحاولة، "كنت بستنى آخد منها Verification على أفعالي، حتى واحنا طول الوقت بنتخانق، كان جوايا جزء مستني قبولها. لو فرحت بيّا يبقى أنا ماشية صح، وده كان بيحصل قليل أوي".

أشرقت

"سنة 2017 فسخت خطوبتي بعد حب 4 سنين، بس بضمير مرتاح أقدر أقول إن أكتر علاقة مؤذية مريت بيها ونهيتها في 2017 ولسَّه أثرها مستمر معايا، مش الخطوبة، لأ كانت علاقة صداقة".

تاريخ "أشرقت" مع العلاقات المؤذية كبير شوية، خاصة علاقتها بوالدها، لكن ده ماحمهاش ولا أدَّاها مناعة من الأذى. "اللي ماقدرتش اتخطاه، خذلان وأحكام صاحبتي في موقف كان لازم تختار فيه بيني وبين جوزها". 

رغم إن المشكلة كانت في الشغل ومش حاجة شخصية خالص، بس صديقة "أشرقت" شافت إن مشكلة في الشغل سبب كافي يخلّيها تقطع علاقتها بصاحبة أكتر من 5 سنين.

سارة

هي مش عارفة اللي كانت فيه يصنف أذى وللا لأ، بس الأكيد إنه كان بيوتَّرها بدرجة كبيرة ومابتبقاش عارفة هو ده عادي والمفروض تعدّيه وللا حاجة تستاهل تعمل وقفة؟

"كان كل ما نتخانق يفضل يشتم، الشتايم مش لشخصي، بس ايه يضمن لي قدام ماتتحولش لشتايم ليّا؟" الموضوع كان غريب عليها كمان عشان بيئتها ودوايرها الصغيرة مافيهاش النوع ده من العصبية والغضب.

غير العصبية والشتيمة، شريك "سارة" السابق كان متمرس في الـ Silent Treatment، "كل خناقة كان يبطل يرد عليّا، وألف أنا بقى بحاول أرضيه، شوية فيسبوك وشوية مكالمات، وبعدين يقرر يرد ونتصالح وأنا مش فاهمة اللي حصل ولا بيحصل ولا هيحصل قدام."

أول لحظة وعي

الإدراك نص المعرفة زي ما قولنا، بس عادةً عملية إدراك الأذى واتخاذ القرار لوقفة مابتحصلش على مرَّة واحدة. لازم الأول يعرفوا يعني إيه علاقة مؤذية، وعلى أساسها يحددوا هل دواير علاقتهم فيها علاقة من النوع ده وللا لأ.

لمَّا قولت لـ "أشرقت" توصف العلاقات المؤذية باختصار قالت:"العلاقات المؤذية اللي بتأثر بجد هي اللي بتبقى مستنية فيها رد فعل معين لكن مابتلاقيهوش". "مي" قالت: "العلاقة المؤذية بتيجي بعد عشم، قررت من فترة ماستناش أي حاجة من أي حد عشان مادخلش في علاقة استغلال، بس برضه اتأذيت وأذيت ومش عارفة ممكن يبقى السبب إيه". سهيلة شايفة الموضوع بوضوح أكتر نتيجة شغلها على نفسها لشهور: "العلاقة المؤذية هي اللي بتطلب مني أكون حد تاني عشان اتقبل".

العلاقات المؤذية بتاخد أشكال متعددة، والأذى أنواعه ماينفعش حصرها في مقال واحد، الأكيد إن الأذى له دايرة Cycle of Abuse بنلف كلنا فيها بشكل أو بآخر. بتبدأ بفترة لطيفة من غير مشاكل، تدريجيًا بيظهر الأذى وبيبقى له أشكال شائعة زي الـ Silent Treatment، بعدها تبدأ مرحلة التضليل عشان الضحية مايصدقش حدثه وينكر وجود أذى من الأساس، وهكذا دواليك، كتير بيعيشوا ويموتوا بعلاقات مؤذية في حياتهم، وقليلين اللي بيدركوا إن في مشكلة محتاجة وقفة.

المرحلة اللي بعد الإدراك بتبقى طلب الدعم غير المشروط، من دواير آمنة مش هيحكموا عليك، أيًا كانت أفعالك وأيدولوجيتك. بعض الضحايا بيلاقوا الدعم في جروبات سرية على الفيسبوك، البعض التاني مابيقدرش يتخطى أذى سنين غير بالمتابعة مع دكتور نفسي والمواظبة على علاج دوائي، وغيرهم لسَّه بيدوَّروا وبيخبَّطوا على أمل يلاقوا سكِّة نور.

ملحوظة 1: كل الأسماء تم تغيرها

ملحوظة 2: وأنا شغَّالة على الموضوع ده ظهر فيديو للمطرب والممثل "أحمد فهمي" بيتكلم فيه عن تحجميه لدور مراته وسيطرته عليها عشان "الستات ماينفعش تتساب تمرح كده".. بس كده الملحوظة خلصت.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home