ليه بنحب حسن الأسمر رغم إن كتاب حياته كله عذاب؟
لو دورت وراء حسن الأسمر، هتلاقيه من غير شك واحد من أهم المطربين اللي كان ليهم بصمة واضحة في تحديد معالم الأغنية الشعبية في مصر، ورغم مسيرته اللي تعتبر نوعا ما قصيرة بسبب أغانيه اللي ماتعدتش الأربعين أغنية، إلا إنه مع كل أغنية كانت بتنزل السوق كان بيسيب علامة مابتختفيش، وكانت كل أغنية تريند بيقلب البلد، في وقت كان الفن الشعبي فيه نوعا ما هو اللي على رأس سوق الأغنية في مصر
اليوم ماكانش هينفع يعدي كده من غير ما نفتكر ونحتفل بعيد ميلاد نجم الأغنية الشعبي الأول – من وجهة نظري التي لا قيمة لها على الإطلاق بصوت كابتن مدحت شلبي- ، ومن غير ما نفتح كتاب حياة القاهري صاحب الأصول الصعيدية، اللي مش عدل أبدا يكون الفرح فيه سطرين بس، واللي ماكنش في ميكروباص ولا محل في مصر بيخلى من صوته وقت نزول الأغنية ولسنين بعدها، عشان كده هقولك باختصار ليه يستحق حسن الأسمر يكون نجم الأغنية الشعبية الأول، وحط سماعاتك وجهز نفسك لشوية أغاني من العيار التقيل، بس حاول تسيطر على نفسك وماتقومش ترقص
الموال ده اللي بيعتبر واحد من أدلة كتيرة على إن حسن الأسمر ملك للمواويل في فترته، وحتي في أي فترة بعده، تحس إن المقام هو اللي بيجري وراه عشان يلحقه مش هو اللي بيحاول يمسك المقام، فلو كنت من محبي المواويل الشعبية الأصيلة، اللي كانت وهتفضل تعبر عن أي وكل حاجة بتحس بيها في يومك، يبقى مواويل "أبو علي" هي اللي بتدور عليها، هتسمع وتتسلطن من غير تكلف ولا فزلكة كتير، "الأسمر" كان قادر تماما يسلطنك من غير أي مجهود.
لو بتدور بقى على حاجة تلعب على أحزانك وتخليك تقول آه مع كل كلمة تسمعها، يبقى حسن الأسمر هو برده مقصدك الأول والأخير، لأنه هيحسسك بكل حرف بيقوله للآخر، للدرجة اللي هتحس معاها إنك لازم تقوم تقطع شرايينك حالا، هو عارف ازي يلمس وجعك بكل كلمة وعُربه وبحة بيقولها، جرب كده تسمع معايا الأغنية الجاية دي، بس ابعد عن أي شباك، ولو في أي آلات حادة جنبك ياريت ياريت تشيلها، ولو كنت في حالة اكتئاب اعمل نفسك مش شايف التراك اللي جاي ده.
بالعقل وبالأصول، قبل الدلع ما يغلى"، حسن الأسمر كان واحد من أشطر الناس اللى بتقدر تختار أغانيها بذكاء، يعنى الأغنية دي مثلا كان ليها بعد نظر في إن الدلع هيغلي وكأنه كان عارف اللي هيحصل فينا، بس في نفس الوقت ادالك المعلومة كاملة وكأنه بيقدملك "دليلك لتدليع نفسك بدون معلم"، الأغنية فيها حكم حياتية بسيطة كده، وكأنها كبسولة خفيفة تستقي منها الحكمة، مع شوية إيقاعات خفيفة، من نوع الأغاني اللي ممكن تسمعها مرة واحدة بس تفضل معلقة معاك، تقريبا زي كل أغاني "الأسمر".
رقم واحد في فن الأغنية الرومانسية الشعبية اللي تلمس الجانب العاطفي للطبقة الكادحة من الشعب، كلام حلو على إيقاع سريع وكورس مبهج خلاه بالنوع ده من الأغاني يبقى نجم نجوم الأفراح في فترة التمانينات والتسعينات، حتى بعد فترة طويله من نزول أغانيه، رجعنا نسمعها ونرقص عليها دلوقتي، فغالبا قليل أوي لما هتلاقي فرح مابيشتغلش فيه "أعملك إيه "ولا" "الواد ده إيه".
"الأسمر" كان له تجارب في التمثيل، لكن يمكن ماحلفهوش الحظ أوي كممثل، لكنه معروف بمشاركته البارزة بدور رزق العجلاتي في مسلسل أرابيسك 1994 مع صلاح السعدني و كرم مطاوع، ومسرحية باللو باللو 1997 سنة مع صلاح السعدني ومحمود الجندي وإسعاد يونس. اسمع أغاني أكتر من هنا
