• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
تونس تفتتح أول فندق "حلال"
الموضوع اللي فات
مصر هتشغل مطارين دوليين بالقرب من المتحف المصري الكبير والعاصمة الإدارية

من "عبد الله غيث" لـ "محمد رمضان".. ازاي الدراما بتقدملنا الصعايدة؟

كلام من الصعيد الجواني

شخصية الصعيدى من الشخصيات المتميزة جدًا فى المجتمع، ده ممكن يكون سببه إن الصعايدة جغرافيًا عايشين بعيد عن وجه بحرى والدلتا، في ظروف مجتمعية واقتصادية مختلفة، اتسببت في إن الشخصية الصعيدية تختلف في تكوينها عن سواء من حيث اللهجة، العادات أو أسلوب الحياة وظروف المعيشة.

في الدراما المصرية من يوم ما بدأت، هتلاقي شخصية الصعيدي موجودة بشكل أساسي، سواء كانت الشخصية الرئيسية اللي بيدور حواليها العمل الدرامي، أو شخصية بتظهر ضمن الأحداث. الدراما شفنا من خلالها الصعايدة وهما فقراء، مفتريين أو حتى مادة للسف والتريقة. من فترة للتانية كانت بتتقدم شخصية الصعيدى بطرق مختلفة بتتحكم فيها التغيرات المجتمعية والسياسية، أو بتغلب عليها النمطية، خصوصًا مع تغير صناع الدراما من جيل لجيل في العشرين سنة الأخيرة واختلاف الإمكانيات والمواهب بشكل كبير.

"قالوا علينا ديابة.. واحنا يا ناس غلابة

فترة التسعينات اتميزت بإنتاج غزير واهتمام واضح بتفاصيل الدراما الصعيدية وانتجتلنا 3 مسلسلات، هما من غير أي شك علامات في الدراما المصرية: ذئاب الجبل سنة 1992، الوتد سنة 1996 ،  والضوء الشارد سنة 1998. المسلسلات دي بيعتبروا المكون الأساسي لشخصية الصعيدى عند أغلبية المصريين اللي مايعرفوش حاجة عن الصعايدة إلا من خلال المسلسلات. في الفترة دي شخصية الصعيدي كانت بتعيش في مجتمع أساسه العادات والتقاليد والتمسك بالقبلية، واتميزت بإنها شخصية قوية لحد الرهبة، اتكتبت ببراعة كبيرة واترسمت بالطريقة اللي قدرت تخلينا نعرف الاختلافات بين الصعيدي وبين أي حد تاني.

شخصية "رفيع بيه" اللي جسدها ممدوح عبدالعليم في "الضوء الشارد"، شخصية قوية ليها سلطة وكلمة مسموعة بتمشي على الأكبر منه قبل الأصغر، ده لأنه ابن كبير البلد وابن العمدة عمدة زي أبوه. الفترة دي هي الفترة الذهبية للصعايدة في الدراما المصرية، ورغم الإنتاج المتوسط من حيث الإمكانيات أو التقنيات الفنية، إلا إن أداء الممثلين كان الأعظم، والكتابة كانت بعناية وحرفية شديدة، ومثل الصعايدة في التلفزيون أسامي عظيمة زي عبد الله غيث في شخصية "علوان البكري" وأخوه "حمدي غيث" في شخصية " الشيخ بدار" في مسلسل "ذئاب الجبل"، وشخصية "الحاج درويش" اللي قدمها يوسف شعبان في مسلسل "الوتد".

شخصية الست الصعيدية في التسعينات كان الاهتمام بيها كبير برضه، قوية، كلمتها مسموعة وبيتعملها اعتبار، بتقدر تدير شؤون عيلتها وحتى شؤون قريتها بذكاء ودبلوماسية كبيرة، ده بان بشكل واضح في شخصيات زي "الحاجة ونيسة" اللي قدمتها القنانة سميحة أيوب في "الضوء الشارد"، و "الحاجة فاطمة تعلبة" اللي قدمتها الفنانة هدى سلطان  في مسلسل "الوتد".

" يابوي عالليل وآخره لما تصحى جروحي"

في الألفينات، ورغم الإنتاج اللي وصل لأكتر من 7 مسلسلات في الفترة من 2003 لـ 2012 بس، أهمهم من وجهة نظري "الليل وآخره" من بطولة يحيى الفخراني  و "الرحايا" من بطولة نور الشريف، لكن في الفترة دى بدأنا نشوف شكل تاني للشخصية الصعيدية، فجأة بقى الصعيد كله تجار مخدرات أو تجار آثار، أو مجموعة من المطاريد والشخصيات الشريرة اللي كل همها تاخد بالثأر وتتخانق على الميراث. من هنا بدأت صورة نمطية جديدة تتكون للصعايدة، رسمت فيها الدراما الشخصية الصعيدية عايشة في أرض تشبه الصحراء الجرداء التي لا زرع فيها ولا ماء، مطاريد قلوبهم قاسية والدم عندهم رخيص، وبيتجوزوا ستات كتير، صحيح بيتمتعوا بالقوة، لكن بيستخدموها في الشر والأذية، السلاح في بيوتهم زي الرز.

مسلسلات الفترة دي قصتها واحدة، على عكس التسعينات، انتقلت شخصية الصعيدي من الفرد القوي، اللي بيتمتع باحترام كل اللي حواليه وبيملك القوة والسلطة الاجتماعية اللي بيستخدمها –غالبا- في الخير، لشخصية كلها جبروت وشر، بتستغل قوتها في الظلم والقتل وبتسيب البلد كلها وبتحب تعيش في الجبل مع الديابة، الا من رحم ربي من الشخصيات، زي: " رٌحيم" في الليل وآخره، اللي قدملنا قصة راجل صعيدي بيقع في الحب وبيحاول يدافع عن حبه ويحافظ عليه، و "محمد أبو دياب" أو نور الشريف في "الرحايا"، الراجل اللي عنده فلوس كتير وبيتجوز كتير وبيخلف كتير، بس على الأقل كانت بعيدة عن جو المخدرات والرصاص.

لو اتكلمنا بشكل فني شوية، هنلاقي الأداء في المسلسلات دي قل وبقى أضعف – بعيدًا عن عمالقة تمثيل زي الفخراني أو الشريف- اللهجة ركيكة ومزيج من الفلاحي على الصعيدي، أو السوري على المصري على الصعيدي، في ميكس غريب قدمه جمال سليمان في "حدائق الشيطان" أو "سيدنا السيد" اللي تم إنتاجه سنة 2012، رغم وجود أسامي مراجعي اللهجة على كل التترات. أماكن التصوير متشابهة كلها ومافيش تنوع تقريبا، وده كون صورة مملة تحس معاها إنك بتشوف نفس المسلسل في كل مرة، ونفس الشئ بالنسبة للقصص المحفوظة، اتكررت في مسلسل "مملكة الجبل" بطولة عمرو سعد سنة 2010، اللي كان قائم على فكرة تجارة الآثار، ومسلسل "اللعب مع الوحوش" اللي تم إنتاجه في نفس السنة من بطولة خالد صالح، وكانت فكرته قائمة على تجارة المخدرات في الصعيد.

 

الست الصعيدية في الفترة دي كانت غالبًا مقهورة ومظلومة، إما لأنه جوزها بيتجوز عليها أو بيسيبها ويحب واحدة تانية. ضعيفة بشكل عام  وكان الاهتمام بوجود تفاصيل فى شخصيتها قليل جدا، لكن بتعتبر شخصية "بدرة" اللي قدمتها سوسن بدر في مسلسل "الرحايا" نقطة مضيئة في شخصية الست الصعيدية اللي بتسعى للانتقام بشكل متقن جدًا.

"اللى مع الصعيدى يتورط يبقى في عمره بيفرط"

هيفضل "حبيشة" هو الصعيدي الأقرب لقلوب المصريين مؤخرًا بلا منازع، لكن مع بداية موسم مسلسلات رمضان الحالي ووجود شخصيتين صعيديتين بأشكال مختلفة، ممكن الوضع يتغير. في آخر 10 سنين حصلت تطورات  كبيرة لشخصية الصعيدي، والحقيقة إنه تطور الصعيدي في الدراما غريب جدًا، لأنه دايمًا بيبقى من النقيض للنقيض، يعنى يا إما طيب أوي يا شرير أوي، يا إما جد أوي يا هلاس أوي  وبالنسبة للفترة الأخيرة، هتلاقيه في معظم الأحيان بلطجي أو بطل!

المميز في الفترة الأخيرة إن إنتاج المسلسلات الصعيدية زاد بشكل ملحوظ، وبغض النظر عن "سلسال الدم" اللي مابينتهيش، واللى بيعتبر من أسوأ المسلسلات اللي اتعملت عن الصعيد، سواء من ناحية قصة الثأر المكررة أو من ناحية "شخصية الصعيدي الشرير" والمغالطات الدرامية والفنية الواضحة، لدرجة إنه الكلام عنها هيبقى تكرار مش أكتر، الشخصية الصعيدية بداية من 2009 اتسحلت معانا بزيادة، بداية من البطل الشعبي اللي بيدافع عن أهل قريته وبيرفع الظلم عنهم، اللى اتقدمت من خلال ملحمتين شعبيتين في مسلسل أدهم الشرقاوي إنتاج 2009، وبرضه البطل الشعبي "شمس الأنصاري"، اللي قدم شخصيته محمد سعد في 2012 والمسلسلين ماحققوش أي نجاح يذكر.

مرورًا بشخصية الصعيدي الغني اللي يملك الأراضي من المنيا لأسوان، كبير القبيلة واللي بينجح بقوته في جمع قبائل الصعيد كلها تحت طوعه، رغم الصراعات اللي كانت بتدور ما بينهم، وده شفناه في شخصية "شيخ العرب همام"، في المسلسل اللي بيحمل نفس الاسم من بطولة الفنان يحي الفخراني في 2010، وبعد كده هنشوف الصعيدى أبو دم خفيف بعيد عن الحِدة والجد، زي "الكبير" اللي قدمه أحمد مكي في إطار كوميدي صريح، وبدأ عرضه سنة 2010 وحقق نجاح كبيرخلاه استمر لخمس أجزاء.

و بعد كده هنلاقي الصعيدي المقهور الفقير اللى بيجرى على أمه وأخواته زى "حبيشة" في مسلسل "ابن حلال" اللي قام ببطولته محمد رمضان في 2014 واللى بيتحول في النهاية لبلطجي كمحاولة للرد على الظلم اللي اتعرضله، وسط مجموعة من الجٌمل العميقة اللي بقت بعد كده على ضهر التكاتك.

وبيرجع الفنان يحي الفخراني في السنة نفسها  يريحنا شوية من صوت الرصاص في المسلسلات، بشخصية "الباسل حمد الباشا" من مسلسل "دهشة" المقتبس عن مسرحية "الملك لير"، بيقدم شخصية واحد قرر يوزع ثروته على بناته وهو عايش عشان يحميهم من أخواته، الشخصية دى كانت مختلفة عن اللي اتعودنا نشوفه بخصوص تناول الشخصية الصعيدية لقضية الميراث في الدراما، خصوصًا مع عرض مسلسل بيتكلم عن القضية نفسها في نفس السنة اسمه "الميراث الملعون"، من بطولة دلال عبد العزيز وصلاح السعدني.

"يونس ولد فضة"، الصعيدي الحليوة أبو دم خفيف، متجوز ومراته مافيهاش غلطة، بس برده بيحب بنت عمه ومفتري بيعمل اللي هو عايزه بأي طريقة، وبيشتغل في التجارة غير المشروعة، بداية من المخدرات ولحد السلاح، في تكرار جديد لشخصية الصعيدي اللي شفناها في مسلسلات 2010 واتكلمنا عليها من شوية.

في الموسم ده بنشوف الصعيدى اللي مابقاش يدى أي اعتبار للعادات والتقاليد وبقي ياخد بثأره من واحدة ست عادي ولسه مستمر فى تجارة الآثار اللى بيحبها، زى ما بيحصل فى مسلسل طايع من خلال شخصية "الريس حربي"، اللى بيقدمه عمرو عبد الجليل وبيشترك في بطولته مع عمرو يوسف، أو هتلاقيه زى "زين" اللي بيقدمه محمد رمضان في مسلسل "نسر الصعيد"، ظابط الشرطة بيدخل في مواجهة شرسة مع رجل أعمال له تجارة غير مشروعة، بس بيمد إيده وبيضرب الناس عادي.

أما لو بصينا لشخصية المرأة الصعيدية، هنلاقيها في الفترة دي مهمشة والاهتمام بيها قليل جدًا، فهتلاقى معظم الستات الصعايدة في المسلسلات قاعدين في بيوتهم علشان يبسطوا أجوازهم الأبطال، ويهتموا بيهم ويخلفولهم عيال وبس.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home