• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
أكتر 8 عربيات بتوفر بنزين في مصر
الموضوع اللي فات
الإحصاء: عدد السكان في مصر زاد مليون نسمة في 2018

من "ذات" لـ "أبو عمر المصري": ازاي المعالجة الدرامية بتظلم الرواية الأصلية؟

مريم نعوم وشركائها

الحياة مليانة معضلات فلسفية يصعب حلها مهما دوَّرنا على إجابة، مين بيكسب؛ الخير ولا الشر؟ انت ولا ابن خالتك؟ محمد رمضان الابن ولا محمد رمضان الأب؟ الرواية ولا المسلسل المعمول على أساس الرواية؟ السؤال الأخير ده حيَّر أدباء وصنَّاع مسلسلات وأفلام وجماهير كتير, ولحد دلوقتي الإجابة مش واحدة وبتعتمد بشكل كُلّي على طريقة تناول صنَّاع العمل الدرامي للرواية. فـ بعيدًا عن اتساق أحداث العمل الفني مع العمل الأدبي وتطابقها، خروج المسلسل أو الفيلم للنور بشكل متماسك هو كلمة سر الإجابة عن السؤال الأذلي "الرواية أحلى ولا المسلسل / الفيلم؟".

سواء بتحب تتفرج على أفلام أو مسلسلات، محلية أو عربية أو أجنبية، هتقابل أعمال فنية اتحولت لأعمال درامية سواء في حياة كاتب النص الأصلي زي ما حصل رمضان السنة دي مع مسلسل أبو عمر المصري المأخوذ من روايتي مقتل فخر الدين وأبو عمر المصري للكاتب "عز الدين شكري فشير"، أو بعد وفاة الكاتب زي ما حصل مع "إحسان عبد القدوس" ورواية لا تطفيء الشمس الجزء الأول والتاني اللي اتعملوا مسلسل بنفس الإسم في رمضان اللي فاتت.

كاتبة السيناريو "مريم نعوم" من أكتر سيناريستات العصر الحديث اللي بيمسكوا الروايات يحوِّلوها لعمل درامي، تقدر تقول إنها مخلصة بشكل كبير للأعمال الأدبية ومُقدَّرة لقيمتهم. قالت في حوار سابق ليها إن ده راجع لحبها للقراءة، اللي بيزيد عن حبها لمشاهدة التلفزيون أصلًا، ووصفت الرواية بـ "حجر أساس للعمل الدرامي".

أبو عمر المصري - 2018

لو هنبدأ بأخر عمل أدبي اشتغلت عليه وحوِّلته لمسلسل يبقى هما روايتين "مقتل فخر الدين" و"أبو عمر المصري"، المسلسل خرج بنفس اسم الجزء التاني من الرواية، لكن باختلافات كتير عن الجزءين، وكل ده واحنا لسه في أول 20 حلقة بس. ورقة وقلم واكتبي ورايا يا ست الكل..

1) في رواية "مقتل فخر الدين" الشاب "فخر" سافر أكتر من محافظة وعاش واشتغل فيهم قبل ما يستقر في بين السرايات، عكس المسلسل اللي البطل فيه اتنقل من بيت عمله لبيت خالته في بين السرايات مباشرةً.

2) كلمة سر ومفتاح هروب "فخر الدين" بره مصر هو التشابه الشكلي الكبير بينه وبين ابن خالته "عيسى"، الغريب بقى إن اللي لعب دور "عيسى" هو محمد الشرنوبي اللي فرق السن بس بينه وبين أحمد عز أكتر من 15 سنة! ده غير فرق ملامح الوجه والبنية الجسمانية.

3) في الحلقة الـ 11 والـ 12، طريقة تقرب "شيرين" و"فخر" مختلفة عن اللي حصل في الرواية. في المسلسل الموضوع حصل خبط لزق بطريقة تخلّيك تتعاطف مع جوز "شيرين"، اللي هو بيمثل شخصيته عباس أبو الحسن، فـ تخيّل لمَّا تتعاطف مع عباس أبو الحسن بقى!

في الرواية كان واضح بشدة حجم المشاكل بين "شيرين" وجوزها، والمدة الطويلة اللي قربت هي و"فخر" فيها من غير أي علاقة جسدية، لدرجة إنها كانت بتنام في شقته عشان مافيش مكان تاني تروحه في بلجيكا وبرضه من غير ما يحصل بينهم حاجة، في المسلسل بقى خير الله اما اجعله خير بعد أول حضن كانوا في السرير سوا.

4) شخصية "كنزا" ماكنش ليها وجود في الرواية

5) "عمر" كان عمره 15-17 سنة في الرواية، على عكس المسلسل واضح إن عمر الطفل فيه مايزدش عن 13 سنة.

6) "عمر" في الرواية كان مصاب بحالة من حالات الصدمة بسبب الحكم عليه بالإعدام وسوء معاملته في وسط الجماعات التكفيرية، وعلى اثرها ماكنش بيتجادل مع "فخر" ولا بيرفض مساعدته، كان أشبه باللي في عالم تاني. في المسلسل بقى الوضع مختلف وبيرد على الكلمة بعشرة.

7) في الحلقة الأولى من المسلسل، "فخر" خاطب "حسين" باسمه الأصلي مش باسم "الشيخ حمزة" وده بيوضح من أول لحظة إن بينهم علاقة سابقة بره الجماعة، وده ماكنش الوضع ولا الحوار ولا الأسماء اللي استخدموها في نفس المشهد في الرواية. 

المسلسل فاضل فيه 10 حلقات، ومن المتوقع نلاقي اختلافات كتير في نهاية "فخر" و"عمر".

ملحوظة: تتر المسلسل خرج من غير اسم مؤلف الروايتين عليه، وعليه رفع على صناع المسلسل قضية.

واحة الغروب - 2017

رمضان 2017 "مريم نعوم" و"هالة الزغندي" اشتركوا في كتابة سيناريو مسلسل "واحة الغروب" المستوحى من رواية بنفس الاسم اخدت "أول" جائزة بوكر للرواية العربية، اتعاونوا مع بعض للمرة التانية بعد شغلهم في مسلسل "موجة حارة"، الفرق المرة دي إن اسم "هالة الزغندي" كان مكتوب جنب اسم "مريم" على أفيش المسلسل وفي التتر، عكس المسلسل الأول اللي اتكتب في تتره اسم "مريم نعوم" بس لأسباب مجهولة.

المهم، المعالجة الدرامية اختلفت في جوانب كتير عن الرواية، خاصة النهاية، والجمهور اللي كان مستني المارثون الدرامي ومتحمس للمسلسل  بقوة بدأ يزهق من قلة الأحداث والملل في بعض الحلقات. ومن حيث الشخصيات، فـ ظهر في المسلسل شخصيات جديدة وثانوية لإضافة بعد درامي من غير وجودهم في الرواية الأصلية، زي أم وجدة "مليكة" أو "الغول" زي ما كانوا بيوصفوها، وشخصية "رضوان" حبيب "مليكة".

نهايات الأبطال في الرواية جت بشكل مختلفة عن المسلسل، مثلًا:

1) البطل "محمود"، في الرواية فجر القسم بالديناميت وانتحر، لكن في المسلسل فجر المعبد.

2) "كاثرين" بعد رجمها في المعبد ماطلبتش الطلاق من "محمود" في المشهد الشهير، لكنها اكتفت بالصمت وأصابها اكتئاب.

3) "فيونا" ماتت في الرواية، في المسلسل خفت بسبب أعشاب الشيخ "يحيى" وقدرت ترجع القاهرة.

4) الدليل، اللي كان بيلعب دوره منذر ريحانة، مامتش في الرواية.

5) مشهد غسل "مليكة" في النهر عشان تتطهر من لقب الغولة، ماحصلش في الرواية.

6) في الرواية ماحدش عرف "مليكة" ماتت ازاي، عكس المسلسل اللي أشار لأمها.

لا تطفيء الشمس - 2017

"مريم نعوم" مش الوحيدة اللي حوِّلت الأعمال الأدبية لأعمال درامية، السنة الفاتت برضه، حوِّل "تامر حبيب" جزئي رواية لا تطفيء الشمس لإحسان عبد القدوس لمسلسل بنفس الاسم. الاسم واحد والشخصيات واحدة والأحداث الرئيسية واحدة، لكن من ضمن الاختلافات البسيطة، ويمكن أهم اختلاف، إن "آدم" اللي مثل دوره أحمد مالك مات فعلًا في الرواية نتيجة حادثة عربية بعد خناقة مع أهله، عكس المسلسل اللي "سلق" موضوع انتحاره المفبرك بطريقة سطحية ومش مقنعة، تقريبًا كانوا عارفين إن "مالك" هيعمل مشهد يجيب صريخ على السوشيال ميديا فـ عملوه.

أفراح القبَّة - 2016

من أهم الأعمال الدرامية المستوحاة من أعمال أدبية اللي اتعملت في السنين الأخيرة، بعد "حديث الصباح والمساء"، العملين لنجيب محفوظ، والأخير من إخراج محمد ياسين، بداية عظيمة الواحد يستنى المسلسل عشانها. شوفنا حلقة، التانية، العاشرة، الخمستاشر، في حاجة غلط.

"عبر التاريخ، عندما يتم تحويل الأدب إلى سيناريو يتم التغيير فى شكل الرواية، ولا يتم التقيد بنصها الأصلى، لأن فى السيناريو يظهر الخيال أيضًا، فيتم إضافة عوالم وشخصيات أخرى. أى سيناريو مسلسل أو فيلم هو عمل مستقل عن الرواية الأصلية، نحن تعاملنا مع السيناريو بشكل مستقل، فهو ليس له أى علاقة بالرواية بل هى ملهمة له ".

محمد ياسين، مخرج مسلسل أفراح القبة.

السيناريو منسوب لاتنين، على الرغم من كتابة اسم واحد بس على التتر، وهو اسم "نشوى زايد"، لكن في حقيقة الأمر إن الحلقات العشرة الأولى -على الأقل- من كتابة "محمد أمين راضي"، اللي ماكملش الحلقات وماتكتبش اسمه على التترات لأسباب مجهولة، لكن المعروف لينا كمشاهدين إن فيه خطوط درامية كاملة وقعت، حلقة مدتها قلت للنص بعد ما بقت أول عشر دقايق من زمن كل حلقة جزء من الحلقة القديمة، ونهاية مشاهدين كتير مافهموهاش أصلًا.

الأكيد برضه إن العيب فيكم، يا في مسلسلكم، إنما رواية نجيب يا روحي عليها. لو كنت من المحظوظين اللي قرأوا الرواية، هتلاحظ شوية اختلافات بينها وبين المسلسل اللي اتكروت نصه التاني، منها:

 1) الرواية كان فيها 12 شخصية بس، مش من ضمنهم عائلة "تحية"، الأب والأم والأختين. وعليه مافيش خط الدعارة اللي اشتغلت فيه "سنيّة" وجوزها, ولا شذوذ والد "تحية".

2) عباس في المسرحية -اللي جوه المسلسل- ماخنقش تحية، لكن بدَّل دوائها.

3) في المسلسل قتل "تحية" كان لغز، عكس الرواية اللي أشارت لقتل "عباس" ليها عشان خانته.

4) "عباس" ماكنش بيحضر عرض المسرحية في الرواية، عكس المسلسل اللي كان بيتلذذ فيه بحضور مسرحيته ومشاهدة ردود أفعال الجمهور.

5) "سرحان الهلالي" و"طارق رمضان" ماكنوش إخوات في الرواية.

6) في الرواية كانت الأحداث بتتحكي على لسان 4 شخصيات: "طارق رمضان"، و"حليمة"، "كرم يونس"، "عباس".

سجن النساء - 2014

"أعيد صياغته دراميا بعيدًا عن الترجمة الحرفية-الأمينة. وما أفعله شيء من التأويل الفني للنص الأدبي، وربما يتقاطع العمل الدرامي مع النص المأخوذ عنه في بعض المواضع فقط". جزء من حوار "مريم نعوم" مع رويترز.

في الأصل هي مسرحية لفتحية العسَّال كتبتها وهي في المعتقل، أحداثها سياسية وبتنتمي لأدب السجون وفيها اسقاطات مباشرة على سياسات السادات واتفاقية كامب ديفيد. فين بقى مسلسل سجن النسا من ده كله؟ اللهم إلا التيمة الأساسية لإن الأبطال، أو البطلات، بيتجمعوا في سجن وكلهم -سواء المسجون أو السجَّان- عايشين جوه سجن كبير.

يمكن صنَّاع المسلسل، وعلى رأس فريق الكتابة "مريم نعوم"، فضَّلوا الابتعاد عن الخط السياسي لطبيعة المرحلة، فالمسلسل اتعرض سنة 2014 في فترة سياسية حساسة شوية، يمكن يكون عندهم أسباب تانية. الأكيد إن مسلسل سجن النسا لا يمت بصلة للمسرحية المأخوذ منها.

ذات - 2013

نرجع بالزمن 5 سنين، سنة 2013 كانت بداية "مريم نعوم" مع الروايات الأدبية، حوِّلت رواية أسامة أنور عكاشة "منخفض الهند الموسمي" لمسلسل موجة حارة، في ورشة عمل سيناريو مع كُتاب شباب أشهرهم السيناريست هالة الزغندي، ورواية "بنت اسمها ذات" لصنع الله إبراهيم لمسلسل بنفس الإسم. المسلسل التاني يمكن يبقى حقق نجاح أكتر من موجة حارة، لأسباب كتير أولهم إنه كان نقطة رجوع "نيللي كريم" بعد سنين من الأداء الباهت، وأهمهم إنه -زي الرواية- اتكلم عن فترة دقيقة في حياة المصريين واتناولها بشكل اجتماعي ساخر وبسيط.

الرواية والمسلسل بيأرخوا الأحداث السياسة حسب عمر البنت "ذات الهمة"، فهي اتولدت في أول ساعات 1952 واتجوزت في عهد السادات وعاشت في عهد مبارك لحد ما شهدت ثورة 25 يناير، اللي انتهى المسلسل نهاية مفتوحة بإندلاعها. عكس الرواية اللي انتهت في الأساس في التسعينات. واللي تابع المسلسل بدقة هيكتشف ركاكة الحلقات الأخيرة مقارنة بقوة الحلقات الأولى.

في الوطن العربي فيه روايات اتحولت مسلسلات زي "ساق البامبو" الكويتية، وعالميًا مسلسل Game of Thrones الشهير كان في الأصل نص أدبي. الرواية مهما زاد عدد ورقها هيوصل لـ 500 صفحة مثلًا، والمسلسل 30 حلقة بساعات عرض بيوصلوا للـ 18 ساعة، فـ طبيعي بيقى فيه خلق لخطوط درامية جديدة، لكن غير المقبول واللي بيأثر سلبًا على الرواية هو "حشر" خطوط بطريقة فجة لملي الحلقات وخلاص. الرواية أحلى ولا المسلسل؟ ماحدش هيجاوبك، اقرأ الرواية وشوف المسلسل واحكم.

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home