• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
مصر كسبت أورجواي على تويتر
الموضوع اللي فات
الفيلم المصري "يوم الدين" هيتعرض في ختام مهرجان "بوخاريست" السينمائي

"ماعندناش بنات تغني".. ليه المشهد الموسيقي في مصر ذكوري؟

إيه ريحة النشادر دي

من ضمن الحاجات اللي لازم تتغير في حياتنا هي نظرتنا للمرأة، بمعنى ازاى بنعامل المرأة في الدول العربية. واضح إن الناس بتعامل المرأة على أساس إنها ضيفة في المجتمع وإن لها بعض الحقوق المفروض تحمد ربنا إنها واخداهم من الراجل صاحب الكوكب.  ده غير إن في ناس عندها تصور إن الست ليها شكل معين لازم تظهر بيه،  ده أكيد هيأثر على الست في كل حاجة بتعملها في حياتها.

يعني ينفع نتخيل إن الاحتفال بيوم المرأة العالمي في شهر مارس 2019، يكون في أماكن عامة مثلا زي ميدان التحرير والحفلة فيها مغنيات بنات بس؟ طب لو فريق، هيكون إيه شكله؟ مكون من بنات بس ولا ولاد وبنات؟ هل في عدد كافي من الفرق الموسيقية المكونة من بنات بس في مصر والوطن العربي؟

 ليه فريق مزيكا بنات من أوله لآخره حاجة مش منتشرة في مصر؟ حاجة زي كايروكي ومسار إجباري، اللي هو الشكل ده من فرق المزيكا، بس تكون مكونة من بنات بس. يمكن اللي كان موجود زمان واختفى هو فريق "ماسكارا"، اللي ظهر في فيلم "ميكروفون" والغريب برضه إن فريق "مسكارا" قالوا في الفيلم إنهم غطوا وشهم عشان أهاليهم ما تعرفش، بس اللي كان بيميز مسكرة إنهم هما اللي بيلعبوا مزيكا بنفسهم.



المشكلة هنا إن فكرة تكوين فرقة بنات بتلعب روك أو أي نوع تاني غير البوب مش منتشرة، وممكن يكون السبب هو إن البنات أو بمعنى أصح البنت العربية، ماعندهاش ميول تجاه النوع ده من المزيكا، أظن ده راجع للثقافة العربية والمحيط الاجتماعي. بس السؤال هنا: الميول الموسيقية دي البنت اتخلقت به؟

الميول بتتكون من خلال التفاعل مع المجتمع والأسرة، في ظل تقاليد وثقافة معينة أجبرت البنت على اختيارات معينة. البنت العربية بتطلع للدنيا وتشوف إن الأمثلة الموسيقية الناجحة هي شيرين واليسا وأصالة وأنغام وسمير سعيد، بالتالي ميولها الموسيقية بتمشي في الاتجاه ده، إلا نسبة قليلة اللي بتقدر تطّلع على أنواع موسيقية تانية وتقرر إنها تخرج عن المألوف والمعتاد في المزيكا.

زي فريق "بهججة" بيقولوا على مزيكتهم: (بهججة فرقة غنائية موسيقية مستقلة تقدّم مونولوجات معاصرة وأغاني الضحك والبهجة). بس مين بيسمع النوع ده غير في المراكز الثقافية وبتكون الحفلة على الضيق كمان. ده مش وحش بس بيربط البنت بشكل معين في تكوين الفرق وإنتاج المزيكا.

 

المشكلة تتعقد كمان لما نحاول نحط البنت في شكل فني محدد لها روتيني وتقليدي زي فرقة "الحرملك"، اللي أسستها مدرسة الموسيقى بكلية تربية نوعية في جامعة عين شمس، دكتورة مروة عمرو. مشكلة الفرق اللي من النوعية دي في بلدنا إنها بتدي انطباع عند الناس إن هو ده الشكل الأمثل لتكوين فرق بنات بتعمل مزيكا وإن أي شكل تاني هيكون غريب وغير مريح للجمهور ومش ماشي مع التقاليد بقى والكلام الأحمر ده.

 

عشان نفهم ليه عدد الذكور في مجال المزيكا أكتر من البنات، خصوصًا في أنواع موسيقية مختلفة، في فكرة بتقول إن المزيكا حاجة ذكورية، زي الكورة أو زي الجيمز والبوكس والصيد وسباق العربيات، زي الكروشي، حاجة بتاعت الست و نادرًا ما بتلاقي راجل بيعمل كروشي. ممكن يكون الجنس له دور في بناء الموهبة عند الكائن الحي، بس برضه مين حط القواعد دي وقال إن الصيد والكورة والجيمز حاجة ذكورية؟ كلنا عارفين وفاهمين التكوين الفسيولوجي والبيولوجي، بس ده كان في فترة زمنية والدنيا اتغيرت دلوقتي، وبعيد عن أي حاجة، أنا مقتنع إن المزيكا مالهاش جنس ولا سن كمان، وأكبر دليل على كده هي المغنية بادي لالة من الجزائر.

 

و برضه فريق (لايت ان بابيلون) من تركيا، اللي المغنية هي في نفس الوقت بتلعب على الطبلة، يعني مافيش اختلاف بين بنت وولد في عمل المزيكا.



في أمثلة موسيقية ناجحة لبنات بتقود مسيرة موسيقية، بعيدًا عن كوكب الشرق، وتقدر تصنع صوت موسيقي مختلف ومميز، زي يسرا الهواري ومريم صالح ودينا الوديدي وسحر الزغبي، بس ده الشكل الشائع للبنت في المشهد الموسيقي، نقدر نقول إن مافيش تنوع في المشهد الموسيقي المصري أو العربي بمعنى أصح.

 

من الواضح كمان إن في بعض الأنواع الموسيقية الراجل بيرفض دخول الأنثى فيها، والراجل هنا مش مقصود بيه المغني بس، ولكن حتى الجمهور وكمان التفكير الذكوري، البنت ممكن يبقى تفكيرها ذكوري بس تفكرها ذكوري وده موضوع شائع هنا.

لو أخدنا الراب المصري على سبيل المثال، هتلاقوا إن التمثيل الأنثوي ضعيف جدًا وإن عدد البنات اللي بتعمل راب في مصر أو حتى الوطن العربي يتعد على الإيد، السبب هنا هو رد فعل الجمهور وفكرتهم عن إن البنت مش بتكون حلوة في الراب وإنهم بفضلوا يسمعوا الراب من ولد عشان يكون مناسب أكتر و معبر عنهم، باعتبار إن عدد مستمعي الراب في مصر هما من الذكور وإن الراب مزيكا ذكورية.

 

و طبعاً بما إن احنا شعب طبقي الحمد الله، فطبيعي إن احنا نحارب المزيكا الشعبي أو الفلاحي أو الصعيدي، ولو هنسمعها يبقى نسمعها في مكان راقي عشان الكدبة يبقى لها منظر ومقتنعين بيها، زي مثلا المهرجانات. حتى المهرجانات دخول البنت فيها صعب زي أي نوع موسيقي تاني، ده مش راجع للميول الموسيقية للبنت، لكن راجع لاحتكار ورفض الرجل إن البنت تكون جزء من المزيكا دي، وكمان رد فعل الجمهور، زي مثلا فريق الهوساجية.

 

المطربة نورا صبحي هى مثل مناسب على  تأثير المجتمع بكل تقاليده في منع الست إن يكون ليها دور أكبر في المشهد الموسيقي في مصر، ممكن يكون تفكيرنا ده مش في مكانه وإن أكيد في عوامل تانية هي السبب في إن المشهد الموسيقى ذكوري جدًا وتفوح منه رائحة النشادر.

الصورة الرئيسية من موقع: macleans.ca

Home
خروجات النهاردة
Home
Home