السلام الخماسي والطبلة السوداني اللي بتخليك عايز ترقص من غير ما تفكر وتحسبها، ده اللي بتقدمه آسيا مدني المغنية السودانية، اللي جت مصر من 16 سنة وعايشة في القاهرة وبتقدم حفلاتها وفنها هنا. قابلنا "آسيا" في "أنتيك خانة" وحكتلنا عن حياتها في السودان وبدايتها، قالتلنا: "أول مرة لعبت موسيقى وطلعت على المسرح كان عندي 8 سنين وكنت في ابتدائي". أسرة "آسيا" كانت فنية وده اللي ساهم في تكوين شخصيتها، أخوها بيعزف إيقاع ووالدها بيعزف عود.

في 2002 كانت أول حفلة تقدمها آسيا مدني في مصر في مهرجان القلعة التابع لدار الأوبرا المصرية، وهناك قابلت فتحي سلامة، "قلتله أنا معايا فرقتي الخاصة ولعبت معاه في شرقيات وبعدين بدأت العب في أماكن ثقافية مختلفة ومهرجانات"، الجمهور المصري عرفها أكتر لما شاركت في "مشروع النيل" اللي كان بتغني فيه دينا الوديدي وأكتر من مغنيين من بلاد النيل، كانت "آسيا" بتمثل السودان وكانت بتقدم موسيقى تقليدية من بلدها، ولفت مصر وأمريكا وأوروبا تقدم عروض وتغني "سوداني".

لو دورنا في تراثنا هنلاقي مطربين كتير نجوم أصلهم مش مصري، لكن كلهم بيغنوا باللهجة المصرية ومتمكنين منها تمامًا، بتقولنا "آسيا": "أنا بحب اسمع المصري، لكن لما بغني بلهجة غير لهجتي بحس إني مش صادقة، وعشان كده صممت إني أغني بالسوداني"، آسيا مدني ماسابتش السودان للأبد، لكنها احتاجت مكان اوسع تقدم وتنشر فيه فنها، وزي ما بتطلع على المسرح دايمًا بالتوب السوداني أو الفستان الأفريقي، بتمشي بيهم كمان في شوارع مصر، "ماتعرضتش للعنصرية كتير، بس حتى لما ده بيحصل بعرف إن ده جهل، هما مش قصدهم يبقوا عنصريين معايا" بتقولنا "آسيا".

لو حضرتلها حفلة مرة لا يمكن تنساها، وغالبا هتلاقي في حفلاتها الجمهور بيخالف التعليمات الأمنية للمكان وبيطلع على المسرح ويرقص معاها بالطريقة السوداني، "احنا عندنا تنوع كبير في المزيكا ما بين الشمال والجنوب، وموسيقى الزار وأغاني البنات"، بتقولنا "آسيا" اللي بترجع تكمل كلامها: "الزار ده حالة روحانية أنا مؤمنة بيها وبقدمها في فني، وهي مش مرتبطة بالرجالة بس، لكن لأن الستات في السودان بيعانوا من القهر، فبيطلعوا ده في الزار ويعبروا عن نفسهم من خلاله".

هتلاقي دايمًا قدامها طبلة مدورة وهي ماسكة عصايتين بتعزف بيهم، صوت جميل مش هيفارق ودانك، سألناها عن الآلة دي وجاوبت: "الدلوكة هي آلة إيقاعية سودانية، ارتبطت بالستات أكتر عشان أيام الاستعمار كان فيه ست اسمها مهيرة بن عبود، كانت بتخرج تعزف عليها وتحمس الجنود قبل المعارك"، "آسيا" دلوقتي بتغني وتعزف لوحدها مع مجموعة خاصة، ومع "افريقيرو" اللي بيقودها أحمد عمر.

"الزول" هو اسم الالبوم الأول للفنانة السودانية المقيمة في مصر، واللي بتحكيلنا عنه: "الألبوم خلص في 10 أيام وبيضم أغاني تراثية وأغاني خاصة وأغاني بكل الأنواع اللي بغنيها، لكن اللي فاجئني إن الألبوم فيه أغنية بلهجة جنوب السودان وواحدة تانية بلكنة النوبة، وماكنتش متوقعة إن الناس هتحبها وتعرفها وتحفظها، لكن بقابلهم والاقيهم يغنوا معايا رغم إنهم مش عارفين معناها".

 ممكن تقرأ الموضوع بالإنجليزي من هنا. 

Follow Asia Madani on Facebook and SoundCloud. 

Shot on location at Antique Khana

Video and photography by @scenenoise