• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
وزارة البترول هتطرح بنزين ٩٥ مخصوص في ديسمبر الجاي
الموضوع اللي فات
"الكيلو 64" الفيلم الوثائقي الوحيد في مسابقة آفاق في مهرجان القاهرة السينمائي

"الناس اللي ورا ميكي".. يوم مع فريق عمل أشهر مجلة أطفال في العالم

رحلتي من المهندسين إلى ديزني لاند

السنة هي 2017، المكان هو برج ضخم واجهته كلها إزاز في شارع مهم ومعروف في المهندسين، والحكاية هي حكاية بنت رايحة أول يوم شغل في مكان عمرها ما تخيلت إنها هتبقى جزء منه، خلاص هتبدأ شغل "سوشال ميديا" في مجلة ميكي! البنت دي دخلت تدور على جوهرة وخرجت بكنز، لما لقت نفسها شوية بشوية بتكتب قصص في واحدة من أهم مجلات العالم وبدأت تتعرف على شخصيات طفولتها وتصاحبهم وتسمع أصواتهم وهي بتكتب كلامهم وتشوفهم بيتحركوا قدامها مع إنهم واقفين على الورق.

دي كانت بدايتى مع مجلة ميكي، لكن بداية ميكي مع أي حد هتلاقيها واحدة، رغم إنها ممكن تختلف في تفاصيلها بشكل كبير، دايما لو سألت أي حد "بتقرأ ميكي؟" الغالبية العظمى هتجاوب ب آه طبعا، وبتبدأ الحدوتة دايما من عند بياع الجرايد والمجلة اللى كان والدك بيشتريهالك معاه كل يوم جمعة وهو بيجيب الجرايد بعد الصلاة، وهتلاقي نفسك مش ناسي أول عدد  قريته أو آخر عدد.

البداية الحقيقية لمجلة ميكي في مصر كانت ظهور متقطع لشخصية ميكي ماوس في مجلة "سمير" من عددها الثالث في 17 إبريل 1958، مع 5 أعداد خاصة من مجلة سمير تحت عنوان "سمير يقدم ميكي"، أما العدد الأول لمجلة ميكي بشكلها المتعارف عليه كان بتاريخ 1 يناير 1959، وكانت شهرية وبعد كده مرة كل أسبوع بداية من العدد 36 سنة 1961، وفضل المجلة تصدر عن "دار الهلال" لحد سنة 2003، ومن 2004 اتنقل الترخيص بتاع المجلة من "دار الهلال" لـ "نهضة مصر" ومن يومها وميكي هناك لغاية دلوقتي.

عمرك سألت نفسك هي الشخصيات دي بتجيب الكلام ده منين، طيب المجلة بتتعمل إزاي؟ ولأنه عيد ميلاد صديق الطفولة التسعين، قررت أرجع تاني وأنقلكم كواليس عالم ميكي وبطوط، أو رحلتي من المهندسين لديزني لاند، وتفاصيل بتحصل قبل ما كل واحد مسك مجلة ميكي وقراها في يوم، أو لسه بيقرأها لحد دلوقتي. اتكملت مع "الناس اللي وراء مجلة ميكي" وعرفت منهم كل حاجة.

المرحلة الأولى: الأعمال التحريرية

اختيار القصص

"الموضوع كله بيبدأ باختيار القصص اللي بتصدر عن ديزني لكل عدد وتحديد المواضيع التحريرية والتسالي والألغاز"، بالجملة دي بدأت باسمة علي، نائب مدير تحرير مجلة ميكي، كلامها، وحكيتلنا الحكاية اللي بيمر بيها أي عدد  قبل ما يبقى في إيدينا، بتكمل: "بنهتم إننا نختار قصص أقرب لثقافتنا وللطبيعة بتاعتنا وبنراعي تنوع الشخصيات، وبنقعد نقراها ونتأكد إنها مافيهاش أي مشاكل أو ليها أي علاقة بالسياسة والدين وإننا نحافظ على الضحك والكوميديا مع تقديم معلومات بسيطة أو قيمة أخلاقية معينة".

بتقولنا "باسمة" إن الناس في مصر بيحبوا شخصية "بطوط" أكتر من "ميكي" وده لأنه دمه خفيف أكتر وأقرب للشخصية المصرية لعصبيته وتكاسله وحبه للتجربة، "أوقات كتير بتجينا إيميلات ورسايل من الناس بيطلبوا فيها إننا نلغي ميكي من القصص لأنه مثالي بزيادة، بس بنحاول نعوض "مثالية ميكي" بأخطاء الشخصية التانية اللي بتظهر معاه وهي بندق، مؤخرا بدأنا نحاول نكسر كليشيه مثالية ميكي وبنخليه يعمل أخطاء ويعتذر عنها".

بعد مرحلة اختيار القصص، شرحتلنا "باسمة" إنهم بيعملوا "تسكين للعدد"، يعنى التحديد النهائي للمحتويات والاستقرار على المواضيع التحريرية، اللي مؤخرًا ومن سنتين بس وافقت "ديزني" إنه يكون محتوى الموضوعات دي مصري، قبل كده كانت "ديزني" هي اللي بتقرر نوع الموضوعات بشكل كامل، بتشرح: "احنا مبسوطين جدا إننا خدنا التصريح ده من ديزني وبنحاول تكون المواضيع عن شخصيات مصرية مهمة في أي مجال كان أو عن معالم مصرية، بس طبعًا لازم نحافظ على السياسات العامة لديزني، وكل فترة بيبعتولنا  update بالسياسات الجديدة للشخصيات، فمثلا لو في قصة ميكي ماسك فيها سلاح دي ممنوع تتنشر وهكذ".

الكتابة

"كل القصص بتتكتب بالعربية الفصحى" واستخدام "الفصحى" في الكتابة كانت حاجة جديدة بدأتها نهضة مصر، لأن في أعداد "الهلال" كانت كل القصص بيتم كتابتها بالعامية، بتوضحلنا "باسمة ": "من أول يوم انتقلت فيه ميكي لنهضة مصر، كان في قرار إنها تصدر باللغة العربية الفصحى مش بالعامية وبسبب ده بيجيلنا انتقادات وطلبات كتيرة إننا نتحول للكتابة باللهجة العامية، بس احنا مهتمين نستمر بالكتابة بفصحى بسيطة عشان ننمى اللغة عند الأطفال على قد ما نقدر، ويبقى فيه جيل عارف العربية الصحيحة من البداية، وفي نفس الوقت مابنتجاهلش العامية، بمعنى إننا لو لقينا كلمة عامية هتخدم السياق أفضل بنستخدمها بين علامات تنصيص". وبعد كده  بيتم ترتيب الصفحات على "البروجيه"، وده يعتبر خريطة العدد اللي بيتحدد عليها مكان كل كلمة هتتكتب، أماكن الصفحات والإعلانات أماكن التسالي والألغاز، يعني مكان كل حاجة من الجلدة للجلدة، وبعدين بييجي دور القسم الفني.

في كل عدد القسم التحريري بيشتغل حسب deadline  معين، لكن تحديد وقت كتابة كل عدد هيبقى غير دقيق، لأن القسم بيكتب مجموعة كبيرة من الأعداد مقدما لأسباب زي المرحلة التانية من الشغل، اللي هي التصميم والوقت اللي بتاخده المراجعات والموافقات من ديزني.

المرحلة الثانية: التصميم والإخراج الفني

بيبدأ أمير فكري الـ Art director الخاص بمجلة ميكي كلامه: "مجلتنا بيقراها الناس من سن 7 لـ 70 سنة من غير أي مبالغة، عشان كده لازم نلتزم بأي حاجة تخص الشخصيات، لأن أي غلطة ولو بسيطة بتتلاحظ وبتتشاف لأن الناس عارفة وحافطة الشخصيات كويس، ولكل شخصية طبيعة وبيئة خاصة بيها وبتتحرك بطريقة معينة، وطبعا في palette ألوان مش مسموح إننا نخرج عنها، ومن وقت للتاني بيكون فيه update من ديزني بأي جديد يخص الشخصيات".

بيشرحلنا "فكري" إن ديزني دارسة الشخصيات والجمهور اللي هي بتخاطبه كويس أوي، عشان كده الألوان ونوع الكادرات اللي بتتوجه للأطفال في سن صغير من خلال مجلة ميكي، ممكن تختلف شوية عن مجلات الكوميكس مثلا، بيقول: "شخصيات زي "ميمي" و"زيزي" بيبقى ليهم ألوان بناتي شوية عن ألوان شخصية ميكي اللي بيعتمد تلوينه على لونين أساسيين هما الأسود والأحمر، وفي نفس الوقت بيقدروا المصممين يدمجوا ما بين الألوان المستخدمة في لبس الشخصية مع الألوان البارزة من الكادر، يعنى لو ميكي لبسه أحمر في أسود وده المتحدد في الـ style guide  الخاص بيه، بنلاقي مسموح استخدام ألوان زي الأصفر في اللقطات أو الكادرات اللي بيظهر فيها عشان ده بيبرزه أكتر".

أما عن رسم الشخصيات، ستوديوهات قليلة في العالم هي اللي مسموحلها ترسم وواخدة ترخيص بتصميم الشخصيات وتطويرها، ومعظم الرسامين من إيطاليا لأنها مشهورة أكتر برسم الشخصيات الأساسية زي ميكي.

وائل شعبان، سكيرتير التحرير الفني لمجلة ميكي، بيتكلم عن تفاصيل مرحلة التصميم  بيقول: "الشغل مقسوم بينا وبين القسم التحريري، بنستلم منه "التيكيست" وأرقام "البوردر" أو الصفحات المطلوبة وبنطلع الرسومات الخاصة بالقصص ونبدأ نعيد ترتيب الصفحات وهنا بتبدأ مراحل التصميم، كل قصة بيبقى ليها سيناريو معين ففي قصة بتكون شخصياتها ميكي وبندق وميمي، قصة تانية يكون فيها بطوط والأولا "توتو وسوسو ولولو"، أو عم دهب وعصابة القناع الأسود وساعات بيبقى كلهم في قصة واحدة، لكن ميكي مش هيشترك معاهم وبالتبعية بندق مش هيبقى موجود".

 وبيشرحلنا إنه مع اختلاف تواجد الشخصيات في القصص، بيلتزم المصممين بالـ guidelines الخاصة بكل شخصية وبيبدأوا الشغل على 50 صفحة كاملة لمجلة ميكي و66 صفحة لمجلة سوبر ميكي، والتصميم بيتقسم لمراحل معينة:

Layout

في المرحلة دي "بنسقط" الكلام العربي في البلالين الخاصة بكل كادر في القصة

Retouch

مرحلة مراجعة الكادرات عشان نشيل منها أي حاجة ممكن تكون مش مطابقة للبيئة بتاعتنا، زي إن شخصية تبقى ماسكة سيجار أو بايب مثلا، لأن ماينفعش الأطفال تشوف شخصياتها المفضلة بتدخن فبنشيل ده من الرسم، وبنشيل كمان الأصوات الأجنبية ونستبدلها بأصوات عربية.

Coloring

هنا بتبدأ مرحلة تلوين الشخصيات، وفي ألوان معينة و style guide  لكل شخصية، بيقول "وائل": "ماينفعش استخدم لون بينك مثلا مع شخصية ميكي، مش هيبقى مرتبط بيه والناس هتستغربه، وهكذا مع شخصية بطوط أو بندق، كل واحد له ألوانه ودرجات معينة خاصة بيه، مع ميكي ممكن أستخدم ألوان زي الأحمر الناري والأزرق والأصفر، ودرجة الأصفر اللي بنستخدمها مع ميكي غير اللي بنستخدمها مع بطوط وممكن نستخدم "color tone" نفسها في شخصيتين زي "زيزي" و "ميمي" على أساس إنهم هما الاتنين بنات، وبنستخدم معاهم  درجات من ألوان زي الموف والبينك و هكذا".

في كل عدد بيشتغل  5 من أفراد قسم التصميم على الرسومات، بيتقسموا ما بين فردين على الأقل في مرحلة الـ layout، واتنين لمرحلة الـ retouch وفي النهاية مراجعة فنية كاملة من الـ Art Director، وكل عدد بيحتاج لحوالي 4 أيام كأقصى تقدير، لأن لسه بيتبقى مرحلة الموافقة من "ديزني" وده بيكون قبل مرحلة الطباعة على الأقل بأسبوعين.

المرحلة الثالثة: المراجعة والديسك

بعد كده بيتسلم العدد لقسم التحرير اللغوي والمراجعة اللغوية أو "الديسك" ويتصحح من أي أخطاء ويتعمله إعادة صياغة، وهنا بييجي دور وائل سعد مسؤول الديسك بالمجلة، اللي دوره هو إن المجلة تطلع "دمها خفيف" ويتم تمصيرها عن طريق نقل الأحداث لشوارع وبيئة مصرية بإيفيهات وكوميديا مصرية

بيشرح وائل دوره: "كل حاجة ف الدنيا ممكن تتقال بأكتر من طريقة، دورنا هو إننا نقدر نختار الطريقة الصح لكل شخصية في الكلام والإفيهات، يعني رغم إن شخصية ميكي واحدة في شكلها وسماتها، بس الطريقة اللي ممكن يقول بيها ميكي إفيه في مجلة ميكي الأسبوعية، تختلف لما ميكي يقول إفيه في ميكي جيب، ده لأن  الجمهور اللي بيستقبل الإفيه في كل مجلة مختلف، اللي بيقرأ ميكي الأسبوعية عنده 6 أو 7 سنين، لكن اللي بيقرأ ميكي جيب عنده 12 لحد 16 سنة، فنوع الجمل اللي بتضحكه بتختلف".

الديسك بيقوم كمان باختيار الأسامي العربية المناسبة للشخصيات الثانوية اللي ممكن تظهر في مجلة واحدة وتختفي، وده الدور اللي قامت بيه "دار الهلال" أول لما دخلت مجلة ميكي مصر، فحولت Donald  لـ بطوط، و Daisy لـ زيزي وهكذا، بيقول "وائل" :"أوقات في شخصيات ثانوية بتظهر في الأحداث مرة وتختفي، لكن ممكن كمان 20 عدد الشخصية دي تظهر تاني، فلازم تتسمى بنفس الاسم لأن الطفل ذكي جدًا وبيتعلق بالشخصيات وبيفتكر كل تفاصيلها"، أما عن الوقت اللي بتاخده المجلة في مرحلة الديسك، فبيكون حوالي 48 ساعة على الأكتر.

وعن رأيه في مدى أهمية وجود المجلة، بيقول "وائل": "وجود ميكي مهم جدا رغم كل عوامل المنافسة التانية زي المواقع، عمر الفن المكتوب ما هتيدمر أو هيضيع، لأن المجلة بتدخل في تكوين الطفل، بتسليه و بتعلمه وبتدخل في جزء من تربيته وده مش قليل".

المرحلة الرابعة: الطباعة

بعد تقفيل العدد والمراجعات النهائية والموافقة عليه بشكل كامل، بيتعبت العدد بحرص وبشكل سري للمطابع المختصة في 6 أكتوبر، وبيتم طباعة حوالي في المتوسط من 30 لـ 50 ألف نسخة أسبوعيا وبيزيد أو يقل حسب العدد والموسم. أهل مجلة ميكي شايفين إنه رغم كل التقدم ورغم كل الأجهزة الحديثة اللي في أيادي الأطفال وبُعدهم عن أي كلام مكتوب على الورق، إلا إن المجلة تعتبر بالأرقام رقم 1 في التوزيع في مجال أدب الأطفال لحد دلوقتي، وكمان وسط كبار السن اللي كانوا بيقروا المجلة وارتبطوا بيها من وقت صغير، عشان كده بيعتبروا إن "المجلة من 7 لـ 70 سنة " وإن ميكي فكرة والفكرة لا تموت.

Shoot by @MO4Network's #MO4Productions

.Photography by Ashraf Hamed 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home