• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
آثار مصرية هتتباع في مزاد في لندن بأكتر من 200 ألف جنيه استرليني
الموضوع اللي فات
هاني شاكر لغى حفلة حمو بيكا في إسكندرية ورفع عليه قضية

"إن جالك الميري".. إيه موقف الشباب في مصر من الوظائف الحكومية؟

أعمل إيه أنا دلوقتي؟
مني ذكي في دور موظفة حكومية

من زمان أوي وأسطورة "الشغلانة الميري"، اللي بيقصد بيها أهالينا لما بيقولوها وظيفة الحكومة، بتلاحقنا في كل حتة، من وقت ما تدخل الدراسة وتبدأ تشد حيلك في سلك التعليم، هتلاقي شبح الموظف بيطاردك في كل حتة، والأمل بالنسبة لشريحة كبيرة من المصريين إن ابنهم يبقى موظف قد الدنيا، باختلاف "توصيفك كموظف"، يعنى ممكن تبقى دكتور وموظف، مهندس وموظف، وإنك تبقى موظف في مصر دي حاجة مقلقة شوية، خصوصًا لو كنت شاب لسه خريج جديد وفي مقتبل العمر، عشان هتبقى خايف تكون جزء من الصورة النمطية المعروفة عن الموظف المصري، وهتفضل كل يوم تبذل مجهودات خرافية عشان تقاوم تحولك لأستاذ محمد بتاع الحسابات، أو مدام عفاف في الدور الرابع، رغم كده، بتفضل الوظيفة الحكومية غاية لناس كتير عشان "يأمنوا مستقبلهم" ولناس تانية بتكون"بعبع" بيحاولوا يبعدوا عنه بأي طريقة، فلو فاتك الميري هتتمرمغ في ترابه فعلا ولا هتقول بركة يا جامع؟


أحسن من مفيش؟

"أ.م" 29 سنة، ليسانس آداب إنجليزي، اتعينت في هيئة التأمينات والمعاشات لأنها من أوائل جامعتها ولأن الجامعة اللي هي اتخرجت فيها ماكانتش طالبة مدرسين، فمكافأة على تفوقها وفرولها تعيين في وظيفة حكومية، بتقول "بعد تعب الكلية اتعينت في الحكومة ب800 جنيه وفي تخصص مالوش علاقة بدراستي، اتضايقت طبعا وحسيت إن تعبي كله مكانش له أي لازمة، لكن لما هديت وفكرت شوية بالعقل لقيت إن ليه لأ؟! وظيفة بمرتب ثابت وضامنة إن ماحدش يقدر يفصلني بمزاجه، بتوفرلي تأمينات اجتماعية وصحية وقدام هتوفر معاش مضمون ليا ولأولادي من بعدي من غير ما يتعبوا فيه، يبقى استفيد منها أحسن من القعدة في البيت، والموضوع كله 6 ساعات شغل وخلاص، واللي ييجي منهم أحسن من عينيهم".

بتكمل كلامها معانا عن إن التفكير ده كان سهل تنفيذه قبل ما تتجوز، وبعد ما اتجوزت ومابقاش عندها وقت توفق بين الشغل ورعاية أولادها، قررت إنها "تسقع" الوظيفة الحكومية، "باخد إحازة سنة بسنة وبدفع التأمينات وخلاص، وأهي بتتحوشلي في الآخر ووقت ما أولادي يكبروا وأحب اشتغل هلاقي وظيفتي مستنياني، صحيح مش تخصصي ومش شغلانة أحلامي لكن مين في بلدنا بيشتغل الحاجة اللي بيحلم بيها، خلينا واقعيين".

في إحصائة للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بتقول إن أعداد العاملين بالجهاز الإدارى للدولة تراجعت حوالي مليون موظف، خلال الفترة ما بين 2015 و2017 وبكده وصلت أعداد الموظفين في الجهاز الإداري لـ 6.6 مليون.

مكرها أخاك لا بطل

"كريم"  ٢٧ سنة، بكالريوس إدارة أعمال من الأكاديمية البحرية، اشتغل في وظيفتين حكوميتين، الأولى كانت مع والده ولما شاف إعلان عن التقديم في وظيفة لجهة حكومية جديدة قدم وبعد مقابلات كتير اتصلوا بيه وبلغوه إنه اتقبل. بيقول: "اللي مخليني صابر على وظيفة الحكومة مش حبي فيها، لكن لأني مضطر أصبر لحد ما أقدر أنفذ مشروعي اللي بحلم بيه، أنا بحلم أفتح مزرعة طيور خاصة بيا بس موقفني الإجراءات، عشان كده مافكرتش أستقيل لأن ماعنديش أرض ثابتة  أقف عليها، لكن بمجرد ما أضمن شغلى الخاص هسيب وظيفة الحكومة طبعا".

"أحمد. ع" 24 سنة، طالب في كلية الهندسة، بيحكي: "في أغلب الأحوال هقول لأ وهرفض الوظيفة، بس على حسب القطاع، لو هشتغل في تخصصي والقطاع بيطور من نفسه ممكن أوافق حتى لو المرتب بسيط لكن هيضمنلي دخل ثابت في المستقبل، المهم أحس إني بعمل حاجة مفيدة، بس أنا عموما لسه على البر".

حسب البيانات الرسمية الصادرة عن جهازالتعبئة والإحصاء، ضمن نشرته المعلوماتية لشهر مايو 2018، جاء متوسط الأجر اليومي لـ 5 وظائف بالدولة 106.2 جنيه للموظفين في قطاع الكهرباء والغاز، 46.3 جنيه في قطاع الخدمات المنزلية، 68.3 جنيه في قطاع التعليم.

ربحت الوظيفة ولم أخسر حريتي

ماريان 30 سنة قدرت توصل لحل مبتكر في متاهة تأمين المستقبل ولا اعمل ما تحب، فقررت تشتغل اللي بتحبه من غير ما تخسر امتيازات الحكومة، بتشرح: "أنا قدرت عن طريق معارفي، أثبت ورقي في هيئة تضمنلي معاش وتأمينات، فبدفع المبلغ قيمة التأمينات السنوية من غير ما اشتغل، ودلوقتي موظفة في شركة خاصة بتشتغل في مستحضرات التجميل بمرتب أعلى وظروف شغل أحسن، فقدرت أستفيد من امتيازات الوظيفة الحكومية من غير ما أضيع شبابي في وظيفة مرتبها يعتبر ملاليم".

في أغسطس2018، صرح وزير المالية المصري محمد معيط  عن بدء عمل لجنة إصلاح هيكل الأجور للعاملين بالدولة عبر جمع البيانات عن رواتب موظفي الحكومة والبالغ عددهم 5.4 مليون موظف -وقت التصريح-، ثلثهم تقريباً من العاملين بوزارة التربية والتعليم، وقال في تصريحات لجريدة "الوطن": "الوزارة تسعى لترتيب هيكل الأجور وتصويب الثغرات اللي ظهرت بعد تطبيق قانون الخدمة المدنية رقم 81 لسنة 2016، ومنها إن القانون حول الحوافز والبدلات والمكافآت وغيرها من بنود الأجر المتغير، لفئات مالية مقطوعة لم تعد نسباً من الأجر الأساسي كما كان متبعاً في القانون 47 لسنة 1978".

ابعد عن الشر وغنيله

جهاد محيي، 27 سنة، مهندسة اتصالات اشتغلت لمدة سنتين في الإدارة الهندسية التابعة لجامعة بنها، وقررت تستقيل وتسيب الوظيفة بلا رجعة،  بتقول: "بعد سنتين قررت أمشي من غير تردد، ماستحملتش الروتين القاتل وكنت مع الوقت حاسه إنى بتحول لزومبي، ماكنتش بعمل أي حاجة مفيدة، المهم هو تستيف الورق و تظبيط الشغل، لكن الشغل نفسه ولا فارق مع حد، وأهم حاجة هي إنى مهندسة وتعبت عشان ابقي مهندسة، لكن  كنت بحس إني بقيت موظفة، أنا مش بقلل من الموظفين أبدًا، لكن أنا ماتعبتش كل ده عشان في الآخر ماعملش أي حاجة مفيدة!"

جهاد جاتلها فرصة تشتغل معيدة في معهد خاص تابع لوزارة التعليم العالي، ماترددتش وقدمت استقالتها فورا وعن لو كانت قلقت من المستقبل لأن الوظيفة في القطاع الخاص مش مضمونة قالت: "عشان أحافظ على مكاني في وظيفة الحكومة ويبقالي معاش وتأمينات، كنت هتضطر أدفع 5000 جنية في السنة، فكرت أصرف فلوسي دي على ماجيستيري وتعليمي أحسن، أنا كده كده جبت أخري منهم وماعنديش استعداد أرجعلهم، أنا مش راجل مسؤول عن بيت، يعنى لو ماليش معاش طز".                      

أحييني النهاردة وموتني بكرة

رأي أحمد السيد - 33 سنة كان مختلف، وبالرغم من "المميزات" الموجودة في الوظيفة الحكومية بالنسبة لبعض الناس واللي أهمها بالنسبة لهم الإستقرار، إلا ان هو مافرقش معاه وساب الوظيفة الحكومية مع أول فرصة من غير تردد

بيحكي: "أنا كنت موظف في الشباب والرياضة محافظة الدقهلية، مشرف مبيعات وكان آخر مرتب ليا 1200 جنيه، فكنت بضطر اشتغل شغلانة تانية في مكان خاص عشان أقدر أصرف على بيتي وأولادي، وكان متأمن عليا في الشغل الخاص، ولأنه ممنوع أجمع ما بين التامين الخاص والقطاع الحكومي، كان لازم أسيب حاجه منهم فاخترت أسيب الحكومة لأن دخلها قليل جدا واستقلت وحاليا مرتبي 7000 جنيه، هى مجازفة بس دا الواقع اللي احنا عايشين فيه وراتب الحكومة ميأكلش عيش وأنا كنت مضطر أضحي بتأمين مستقبلي عشان أعرف أعيش أنا وأولادي الاتنين، وإلا هنترمي في الشارع".

لا القرب مرتاحله ولا البعاد أقدر عليه

الواضح من كلام شباب كتير اتكلمنا معاهم إنهم نفسهم في امتيازات الوظيفة الحكومية مع مرتبات الوظايف الخاصة، بس مع استحالة الجمع بين الاتنين، دنيا التخبط اللي بيخشها الشباب أول ما يتخرج مابترحمهومش، وبتبدأ حيرة: اشتري المستقبل اللي مش هيبقى مبهر أوي برضه -بناء على المرتبات الحكومية اللي بتتدفع- ولا أعيش واستمتع بحياتى دلوقتى ونعيش بمبدأ "من عارف بكرة إيه؟"، ماحدش فاهم حاجة!

Home
خروجات النهاردة
Home
Home