• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
9 أفلام يستاهلوا تشوفهم في بانوراما الفيلم الأوروبي
الموضوع اللي فات
مشروع قانون لحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة

بين السينما والقانون.. ازاي بنتعامل مع جرائم الشرف في مصر؟

بمناسبة اليوم العالمي لضحايا جرائم الشرف
مشهد من فيلم دعاء الكروان يعبر عن جرائم الشرف

لو اتفرجت على فيلم "دعاء الكروان"، يبقى أنت أكيد فاكر الجملة الشهيرة جدًا لفاتن حمامة أو "آمنة" وهي بتسأل أمها عن أختها: "وين هنادي يا أماي"، فترد أمها: "هاد أمر الله يا بنتي"، فتقولها " آمنة": "أمر الله ولا أمر خالي يا أماي؟"

"دعاء الكروان" يعتبر من الأعمال اللي بتلخص واحد من أهم المواضيع اللي لسه بتشغل كل بيوت مصر لحد دلوقتي، "جرائم الشرف" واللي اتقدمت في السينما المصرية وتم تناولها بأكتر من طريقة وبظروف وأحداث مختلفة. ولأن السينما من بدايتها وهي تعتبر مراية مهمة للمجتمع، خلينا نشوف مع بعض ازاي السينما المصرية تناولت الموضوع ده من خلال  التركيز على فيلمين بيعتبروا الأهم وفي فترات زمنية مختلفة.

في إحصائيات حديثة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، قالت إن 92% من جرائم قتل السيدات اللي وقعت فى الفترة الأخيرة تندرج تحت ما يسمى بجرائم الشرف، اللي بيرتكبها الأزواج أو الآباء أو الأشقاء بدافع الغيرة على الشرف وغسل العار. كمان 70% من جرائم الشرف ماوقعتش فى حالة تلبس واعتمد مرتكب الجريمة، سواء كان الزوج أو الأب أو الأخ، على الشائعات وسوء الظن، وهو اللي أكدته تحريات المباحث فى 60% من الجرائم.

"هنادي خدها الوَبا"                      

"دعاء الكروان" الرواية اللي صدرت سنة 1941 لكاتبها طه حسين، وكتب سيناريو الفيلم وأخرجه هنري بركات، الفيلم تناول قضية الشرف من ناحية اجتماعية بحتة، من خلال العادات والتقاليد في منطقة الصعيد واللي نقدر نعتبر إنها من قبل صدور الفيلم سنة 1959 ولحد دلوقتي تقريبًا ماتغيرتش. الفيلم بيحكي عن "هنادي" اللي اعتدى عليها المهندس اللي بتشتغل عنده واستغل حبها ليه، فقتلها خالها في لحظة غدر بدل ما ياخدلها حقها، ولما سألته "آمنة" أختها عنها: "وين هنادي يا خال؟" رد بجملته الشهيرة: "هنادي خدها الوَبا".

وهنا قررت "هنادي" إنها تدخل بيت المهندس عشان هي كمان تقتله وتنتقم لأختها، بس بيمنعها إنها وقعت في حبه. الفيلم بيّن بشكل واضح موقف العادات المصرية من موضوع "شرف البنت" وإن الحل الوحيد هو القتل، بغض النظر عن كون الضحية مظلومة فعلا ولا لأ. المشهد ده بيتكرر بسبب عدم توفر الجرأة  عند الضحايا للاعتراض والانصياع للعادات والتقاليد اللي بتتسبب في وقوع ظلم بيوصل لإنهاء حياة ضحية بدل الدفاع عنها.

الإحصائيات بتقول، وحسب دراسة حديثة من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن 70% من جرائم الشرف في مصرارتكبها الأزواج ضد زوجاتهم و20% ارتكبها الأشقاء ضد شقيقاتهم، وارتكب الآباء 7% فقط من هذه الجرائم ضد بناتهم، أما نسبة الـ 3% الباقية من جرائم الشرف، ارتكبها الأبناء ضد أمهاتهم، ومعظم الجرائم المرتكبة حصلت في محافظات الوجه القبلي لوحدها.


البوسطجي- 1968

الفيلم اللي ألف قصته يحيى حقي، وكتبله السيناريو والحوار صبري موسى وأخرجه حسين كمال، جسّد برضه العادات المتأصلة في منطقة الصعيد، وازاي القاتل بيفتخر بجريمته بحجة إنه "غسل عاره"، يمكن ماختلفش كتير عن الحبكة الأساسية لفيلم "دعاء الكروان" لكنه عرض القضية من زاويا وملابسات مختلفة أدت لنفس النتيجة في الآخر وهي القتل. 

 قام بدور البطولة شكري سرحان في دور "عباس البوسطجي"، اللي بيقرر إنه يفتح كل جوابات أهل القرية ويقراها قبل ما يسلمها لأصحابها، فبيعرف قصة "جميلة" اللي قامت بدورها زيزي مصطفى، البنت الصعيدية اللي بتقع في حب "خليل"، وبيعرف إنها حامل، ورغم إن "خليل" اتقدم لخطبتها الا ان أبوها اللي قام بدوره الفنان صلاح منصور بيرفض، عشان الشرف وعشان ماينفعش البنت تتكشف على حد قبل ما تتجوزه. أبو "جميلة" نفسه سبق واغتصب الخدامة اللي شغالة في بيتهم، لكنه بيقتل بنته عشان ينتقم لشرفه.

"الراجل لما بيقتل بيدافع عن عِرضه.. إنما الست مالهاش عِرض"

فيلم "عفوًَا أيها القانون" اللى تم إنتاجه سنة  1985، من تأليف إبراهيم الموجي وإيناس الدغيدي وإخراج إيناس الدغيدي، مأخوذ عن قصة حقيقية، لما لقت "الدغيدي" بالصدفة كتاب لضابط  شرطة اسه نبيل مكاوي، بيحكي فيه القضية اللي حصلت فعلا. الفيلم بتحكي قصته عن  "هدى"  اللي قامت بدورها نجلاء فتحي و"علي" اللي قام بدوره محمود عبد العزيز ومتجوزين عن حب، بتظبط "هدى" جوزها بيخونها في سريرها فبتضرب عليه نار هو والست اللي معاه بشكل عشوائي، وبيتم تقديمها للمحاكمة بتهمة القتل عن سبق الإصرار والترصد، بعد رفض المحكمة الدعوى كضرب أفضى إلى قتل أو على إنها قضية شرف "لعدم ثبوت حالة الزنا"، ولأن القانون المصري بيتفهم ويتساهل في قتل الراجل لمراته أو بنته أو أخته بدافع الشرف، لكنه مابيتفهمش ده في حالة الست.

 في قضية زي الزنا، بيصدر الحكم على الست بالسجن 15 سنة مع الشغل والنفاذ، باعتبارها جناية، لكن الحكم في نفس القضية على الراجل بيكون بالسجن شهر واحد مع إيقاف التنفيذ باعتبارها جنحة، ده اللي قدمه الفيلم، تحديدًا في شخصية فريد شوقي أبو محمود عبد العزيز، اللي سبق وقتل مراته بسبب قضية شرف والحكم عليه كان شهر واحد مع إيقاف التنفيذ لكنه كان بيطالب بإعدام اللي قتلت ابنه لنفس السبب.

الـمادة (237) من قانون العقوبات بتقول: "إذا فاجأ الرجل زوجته في حالة زنى وقتلها فورًا تعتبر جُنحة ويعاقَب بالحبس فقط مدة لا تزيد على 3 سنوات تَخفيفًا وتفَهما لصدمته، أما إذا ضبطت الزوجة زوجها متلبسًا بخيانتها وقتلته، فتعتبر جناية عقوبتها السجن المؤبد أو المشدد مدة لا تتجاوز 15 سنة دون أي تخفيف أو تعاطف".

في نهاية الفيلم فشلت المحامية في الدفاع عن المتهمة، وتم الحكم عليها بـ  15 سنة سجن.

 

رأي الدين: لا يُحَد بالقتل باتفاق الفقهاء

الدين بيحرم القتل بدافع الشرف وبيعتبره بيندرج تحت مبدأ قتل نفس بغير حق، أما من ناحية الزنا، فالدين له حكمين: الأول هو "البينة" وهي إن أربعة شهود يقدموا شهادة بينة واضحة لا لبس فيها بالتفاصيل الدقيقة للجريمة، وده ماحصلش في تاريخ الإسلام لأنه مستحيل، الحكم التاني هو "الإقرار"، وهو بمعنى إن المتهم/ة يعترف على نفسه أربع مرات متفرقات أمام القاضي بفعل الزنا، وعلى القاضي في كل مرة إن يلقنه الرجوع عن إقراره. 

السؤال هنا: هو إيه التصنيف الصحيح لـ "جرائم الشرف"؟ وهل الراجل له شرف وعٍرض والست مالهاش زي ما قال فريد شوقي في الفيلم؟ طيب ازاي الست تقدر تنتقم لشرفها وتدافع عنه؟ وازاي تحمي نفسها لو مظلومة؟

في التقرير نفسه اللي تم الاستعانة بالإحصائيات السابقة منه، تساوت الحالة الاجتماعية للضحية العزباء والمتزوجة بنفس النسبة 42%، فى حين كان 39% من الجناة متزوجين، كما كان ضحايا جرائم الشرف سنويا من 900 لـ 2000 جريمة في مصر، منهم 52% بواسطة السكين أو المطواة أو الساطور، و11% منها تمت عن طريق الإلقاء من المرتفعات، وحوالى 9% بالخنق سواء باليد أو الحبال أو الإيشارب، و8% بالسم  و5% نتيجة إطلاق الرصاص و5% نتيجة التعذيب حتى الموت.

Home
خروجات النهاردة
Home
Home