"حبس أب قتل ابنته بسبب المذاكرة سنة مع إيقاف التنفيذ لمراعاة طفلته الأخرى"

ده عنوان الخبر اللي نشرته جريدة اليوم السابع وعدد من الجرايد بتاريخ 11 يوليو 2018، عن حادثة اشتهرت لأب قتل بنته وعمرها 5 سنين "خطأ"، بسبب إنها ماكانتش مذاكرة دروس الحضانة! وقالت "اليوم السابع" في نص الخبر: "محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة مندوب بالحبس سنة وأمرت بإيقاف تنفيذ العقوبة، استنادًا على أن المتهم هو العائل الوحيد لأسرته، وحفاظًا على طفلته التى ولدت بعد وفاة شقيقتها، إلى جانب أن وجود إباحة شرعية فيما فعله المتهم، واستنادًا إلى المادة 60 من قانون العقوبات التى تنص على الآتى «لا تسري أحكام قانون العقوبات على كل فعل ارتكب بنية سليمة عملا بحق مقرر بمقتضى الشريعة".

والحقيقة هي إن العنف اللي بيتعرضوله الأبناء من جانب أهلهم أو الزوجات من أزواجهم  كتير وأشكاله بتختلف، من عنف وإيذاء جسدي لعنف وإيذاء نفسي. في  إحصائية للمركز القومي للبحوث الاجتماعية ‏والجنائية بمصر، قالت إن العنف الأسري اللي بيستهدف الأطفال اتحول لظاهرة عربية وعالمية في السنوات الأخيرة، وفي مصر  65% من الجرائم التي ترتكب ضد الطفل أسرية، وتبلغ نسبة جرائم قتل الأطفال ‏44%‏، ‏وحوادث الاعتداء الجنسي ‏18%‏، والتعذيب ‏8%، والضرب 7%،  وإن 87‏% من مرتكبي جرائم العنف الأسري ضد الأطفال والنساء هم من المتزوجين، في مقابل 13% من ‏غير المتزوجين، وإن الذكور بيشكلوا أغلبية مرتكبي جرائم العنف الأسري، ‏‏بنسبة 78%، أما الإناث 22%.

"ماعرفتش إن اللي بتعرضله ده اسمه عنف وإنه مش عادي بيحصل مع كل الناس زي ما كنت فاكرة إلا لما كبرت وبقيت في ثانوي، ساعتها أدركت ان اللي بيحصلي ده مش عادي ولازم يبطل يحصل"

"ر.هـ"  "24 سنة" رفضت ذكر اسمها. بتحكي إنها اتعرضت ولازالت بتتعرض للعنف من قبل أهلها وبالأخص أبوها وعمها من وهي 6 سنين. لكن هي ماكانتش عارفه ان ده اسمه "عنف" اإا لما كبرت وبقت في ثانوي تقريبًا. "وأنا في سنة خامسة أو سادسة ابتدائي، جدتي كانت قاعدة لوحددها فترة في بيتها وأبويا قالي أروح أقعد معاها عشان أونسها، وزيي زي أي بنت عمرها 12 أو 13 سنة بتحس إنها بنوتة وتقف قدام المراية، كنت واقفة أسرح شعري. جدتي طلبت مني أروح أعملها حاجة وماروحتش، لقيتها كلمت والدي واشتكيتله إني مابطبخش ولا بروق وامسح البيت وبفضل طول النهار واقفة قدام المراية أسرح شعري. كعقاب ليا عشان بهمل جدتي، أبويا ضربني وحلقلي شعري زيرو. بسبب الموقف ده اتحجبت في سن صغيرة" 

بتكمل" ر.هـ": "مرة كانت صاحبتي عندي في البيت، أبويا شد الإيشارب قدامها وقالها هي بتضحك عليكم ولابسة طرحة عشان تبان مؤدبة، بس هي لابسة طرحة عشان تداري إنها قرعة. صاحبتي دي راحت قالت للبنات في المدرسة وقعدوا يلقحوا عليا بالكلام وفي الآخر شدوا الطرحة من على راسي في الحوش والمدرسة كلها عرفت. لما ده حصل فضلت اهرب وماروحش المدرسة ترم كامل، طبعًا سقطت وماترحمتش ضرب".

صاحبة القصة اتعرضت لعنف من أخوها كمان مش بس والدها. أخوها سبق وضربها بخشبة على راسها عشان رفضت تقوم تجيبله أكل. مرة تانية عمها حرقها بمعلقة في رجليها عشان رفضت تحكيله كانت واقفة مع صاحبتها تحت البيت بيتكلموا في إيه، "أنا مابلبسش صنادل ولا شوز مفتوح لغاية دلوقتي عشان الحرق اللي في رجلي مايبانش"، رد فعل والدها على تصرف عمها إنه قالها "لو مش عايزة حد يقربلك ماتعمليش الغلط".

المجلس القومي للمرأة أعلن عن وجود حوالي 1.5 مليون امرأة مصرية بتتعرض للعنف الأسري سنويًا، من خلال دراسة ميدانية قام بإجرائها، وإن70% من حالات الاعتداء على الزوجات سببها أزواجهن، و20% من الآباء تجاه بناتهم، و10% من الإخوة.

اتكلمنا كمان مع يارا – 26 سنة - حكيتلنا عن مواقف عنف أسري اتعرضتلها، منهم موقف لما كانت في ثانوي وقت الثورة وكانت بتخاف تروح المدرسة بسبب الوضع الأمني. أمها قالت لأبوها، فصحيت من النوم على علقة موت. أبوها جابها من شعرها وفضل يخبط راسها في البيبان وفي السرير. "روحت المدرسة غصب عني فالمدرسين روحونا عشان الدنيا مش أمان، في الطريق وأنا راجعة أغمى عليا وطلع عندي شرخ في الفقرات القطنية ومش هينفع اتحرك من السرير شهرين".

من كلامنا مع يارا، بان إن اللي مأثر فيها أكتر من العنف الجسدي هو العنف النفسي أو المعاملة السيئة اللي اتعرضلتها وبتتعرضلها بشكل مستمر من أهلها ولحد دلوقتي على حد تعبيرها، بتحكي يارا: "كل حاجة هما اللي بيختاروهالي. لما جيبت 80% علمي ثانوية عامة، زعقولي وأمي كلمتني وقالتلي ماتجيش البيت فروحت عند جدتي وقعدت عندها أسبوع، ولما قرروا إني مش نافعه خلاص والصرف عليا خسارة، قلتلهم هستلف باقى فلوس تعليمي وهسددها ونزلت اشتغل".

الغلط في تربية الأهل نفسهم من الأول، ومحاولات الانتحار مابتخلصش

المشترك في الحكايتين -اللي سمعناهم بشكل منفصل- إن الاتنين لسه بيحبوا أهلهم، والغريب إنهم كتير بيصيبهم إحساس بالذنب لما بيردوا الزعيق بزعيق أو تحصل خناقة وشد بينهم وبين أهلهم. الاتنين برضه حكولنا عن محاولاتهم المتعددة للانتحار واللي بتأذيهم أكتر في كل مرة بيحاولوا فيها. كمان اتفقوا على إنهم لما بيدخلوا في أي ارتباط وبيبدأ يوصل لمرحلة الجد بيهربوا وينهوه فورًا، بسبب خوفهم من الالتزام ولأنهم مش هيبقوا حاسين بأمان أبدًا.

ملاحظات مهمة: 

- ماقولناش اسم صاحبة الحكاية الأولي بناءً على طلبها، والمقابلة تمت معاها بشكل شخصي، بسبب خوفها إن يكون في أي رسائل مكتوبة أو تسجيلات صوت لحكايتها وتوصل لأهلها بشكل أو بآخر وده يكون سبب جديد لإيذائها.

- صاحبة الحكاية التانية طلبت تغيير اسمها وعدم ذكر أي معلومة عن هويتها الحقيقية.

تعملي إيه لو بتتعرضي للعنف الأسري بأي شكل، سواء لو كنتي ابنة أو زوجة؟

العنف الأسري –خصوصا المسكوت عنه- له مخاطر نفسية  وجسدية كبيرة، منها الإصابة بالإحباط، الاكتئاب، والقلق، ومحاولات الانتحار، فلو أنتي بتتعرضي لأي شكل من أشكال العنف في البيت لازم تعرفي الحاجات دي:

- المجلس القومي للطفولة والأمومة خصص أرقام لمناهضة العنف ضد الأطفال من خلال خط نجدة الطفل 16000 وخط المشورة الأسرية 16021 اللي بيقدموا  خدمة مجانية للمتصلين ودعم مباشر، عن طريق شبكة من الجمعيات الأهلية العاملة في  المجال ده، أو عن طريق إحالة البلاغات إلى الجهات المعنية زي النيابة العامة أو وزارة الداخلية وغيرها من المؤسسات ذات الصلة، و المجلس كمان استحدث وحدة للدعم القانوني، وأخرى للدعم النفسي، وده للتعامل مع الأطفال ضحايا وقائع العنف.

- مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان خط ساخن وهو 01210009192 لاستقبال شكاوى النساء ومساعدتهن قانونيًا.

- مكتب شكاوى المجلس القومى للمرأة هى"01205575331، 01121997477، 01007525600 ".

البيوت الآمنة

ممكن كمان تتوجهي لواحد من البيوت الآمنة وتطلبي منهم الحماية والمساعدة، سواء كنتي زوجة أو ابنة، البيوت موجودة في الأماكن دي:

محافظة القاهرة: بيت بجمعية عمر بن عبد العزيز، 7 شارع أسماء فهمي بأرض الجولف مصر الجديدة

محافظة الجيزة: بيت بجمعية تنظيم الأسرة بمدينة 6 أكتوبرالحي السادس المجاورة الأولى

محافظة الإسكندرية: بيت بجمعية مصطفى كامل، وآخر بجمعية المنتزه والحرمين

محافظة المنيا: بيت بجمعية تنمية المجتمع المحلي بماقوسة

محاظة بني سويف: بيت بمبنى الإدارة الاجتماعية بشارع 26 يوليو

محافظة الفيوم: بيت بجمعية تنمية المجتمع بندر ثالث، الحادقة

محافظة الدقهلية:بيت بجمعية المواساة الخيريرية الإسلامية المنصورة

محافظة القليوبية: بييت بمركز مجمع الخدمات المتكاملة للمرأة بجوار مبنى المديرية

أوراق  ضرورية عشان البيوت الآمنة تستقبلك

إحضار الأوراق الشخصية والتي تشتمل البطاقة الشخصية، وثيقة الزواج إن وجدت، شهادة الميلاد، شهادة ميلاد الأطفال لو كانت المعنفة أم.

- تقديم بلاغ في قسم الشرطة التابع للمنطقة السكنية، إذا كانت تلك الخطوة لا تضر المرأة المعنفة.