• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
طالب ابتدائي خطط لخطف زميله وطلب فدية 120 ألف جنيه
الموضوع اللي فات
الإمارات هترفع نسبة تمثيل الستات في البرلمان لـ 50 %

"المشاهرة والكبسة ودق الهون".. حكايات ستات جربوا العادات الشعبية المصرية

طالما اتخضيتي يبقى هتخلفي
سبوع مصري لمولود

لو اتفرجت على فيلم "الزوجة الثانية" هتفتكر إن سناء جميل أو "حفيظة" زوجة العمدة في الفيلم ماكنتش بتخلف، وكانت بتحاول تجرب وصفات وطرق مختلفة تخليها تخلف لحد ما واحدة نصحتها إنها لازم تتخض عشان تخلف، فراحت "حفيظة" عند سكة القطر ووقفت قدام القطار واستنت لحد ما قرب منها وكان قرب خلاص يدوسها وراحت نايمة بين القضبان، واعتقدت بإنها لما تتخض بالشكل ده، المشكلة اللي عندها هتتحل وهتقدر تجيب ولد للعمدة عشان مايتجوزش عليها، والست اللي كانت معاها قالتلها "مادام اتخضيتي يبقى اتفكت المشاهرة وراح عنك العمل".

الحقيقة إن المشهد ده نقدر نعتبره "واقعي" ومش من فراغ، وده لأن الثقافة الشعبية المصرية عند الستات فيها طرق ووصفات شبه الموقف ده كتير، وكلها للإعتقاد انها بتعالج حاجات مختلفة ووراها مبررات بتختلف من نوع علاج حالة للتانية.

الجواز

الجواز له عاداته وقواعده المتعارف عليها وماحدش يقدر يكسرها، وكأن فيه اعتراف ضمني كده بين الناس وخصوصا الستات إنهم مايكسروش العادات والقواعد دي، زي إن مفيش اتنين قرايب أو أصحاب يتجوزوا في فرح واحد أو مع بعض في نفس اليوم، ولا عروسة تزور عروسة تانية في أول أيام الجواز عشان ده ممكن يتسبب في ان واحدة منهم ماتخلفش!

بتحكي "هناء" 30 سنة: "لما اتخطبت، حمايا كان عايز يعمل فرحي أنا وخطيبي مع فرح أخو خطيبي في نفس اليوم عشان نوفر في التكلفة ويبقى فرح واحد كبير وبدل الفرحة فرحتين زي ما قال وقتها، لكن أمي رفضت رفض شديد جدا عشان خافت ان ده يتسبب في اني ماخلفش وقالتلهم "انتوا جايين تربطوا البت ولا ايه، بنتي يا يتعملها فرح لوحدها يا مفيش جواز، وده اتسبب في مشكلة في الأول لكن مع الوقت وبشوية مفاوضات حمايا اقتنع وعملت فرحي لوحدي، انا طبعا من الأول كنت عايزه يبقالي فرح لوحدي من غير ماحد يشاركني فيه، بس ماكنتش هتمسك أوي لدرجة ان الجوازة تبوظ يعني".

في عادة كمان للجواز إن يوم الحنة العروسة تحط تحت رجليها برسيم وتدوس عليه عشان سنتها "تبقى خضراء" ومليانة بالرزق، ويوم الفرح يعملوا للعروسة حجاب بقطعة من شبكة صياد عشان لو عليها عمل يخص الجواز، الحجاب ده هيحميها والعمل مايضرهاش.

الكبسة أو المشاهرة

اعتقاد إن الست اللي مابتخلفش أو بتواجه صعوبة في الإنجاب لما تتخض أو تدخل على شخص متوفي  تتفك عنها "الكبسة" أو بتتسمى "المشاهرة" وتخلِف ده شبه متأصل في تفكير الستات المصريات من الطبقة المتوسطة والأحياء الشعبية بتحكي "سهيلة" 29 سنة – ليسانس آداب تجربتها، " أنا مش عارفه الكلام ده حقيقي ولا لاء، بس أنا مريت بموقف غالبًا تفسيره الوحيد هو اني كنت "مكبوسة" فعلا، بعد ما خلفت بنتي الثانية حاولت أخلف طفل كمان و للأسف الحمل ماكنش بيكمل 4 مرات متتالية و ماكانش فيه أي سبب طبي يعمل ده، لحد ما في يوم سمعت صويت وصوت عالي من الشقة اللي قدامي ولقيت باب شقتي بيخبط جامد، لقيت جارتي بتستنجد بيا عشان والدتها كانت بتموت، رحت بصيت على الست لقيتها ماتت فعلا، اتفزعت وفضلت يومين أعصابي تلفانة وكل ماحد يكلمني أو ينده عليا أتخض، وبعدها بأقل من شهر كنت حامل! وبدون أي أسباب طبية برضه يعنى لا أخدت علاج جديد ولا جربت طرق الحمل المعروفة زي الحقن المجهري مثلا، والحمل لحد دلوقتى مكمل وسليم و كلها شهرين وهولد، وقتها أمي قالتلي اني كنت مكبوسة ولما دخلت على الست المتوفية الكبسة دي اتفك عني فحملت".

وصفات الحمل كتيرة في الثقافة الشعبية المصرية منها ان الست اللي مابتخلفش تقعد على "خلاص" واحدة ست لسه والدة، ولما سألت يعنى ايه "خلاص" عرفت انها مشيمة الطفل المولود.

الولادة

في الولادة كمان في قواعد مهمة والكل بيمشي عليها، زي ان الست اللي لسة والدة جوزها مايدخلش عليها الأوضة وهو حالق، ولو لزم الأمر يحلق معاها في الأوضة، وكمان مفيش واحدة في فترة الدورة الشهرية تدخل عليها ولا حد يدخل عليها بكيس فيه "لحمة"، ولا اتنين ستات والدين يزوروا بعضن وده كله عشان يحموا الست من انها تمرض أو ان لبن الرضاعة ينقطع عنها.

الرضاعة

بتحكي عفت محمود- 42 سنة  موقف ليها مع وصفة قديمة عن انها بعد لما خلفت ابنها بشهر والدها اتوفى ودخلت في دور إكتئاب شديد فلبن الرضاعة نشف والولد مابقاش عارف يرضع، نصحتها جارتها إنها تجرب وصفة قديمة معروفة ومتجربة –على حد تعبيرها- بتقول " قالولي احط شوية ردًّة في حجري و أعدي بيها على أي زرع يكون عايش وبيطرح، لما أعدي على الزرع ده هيدبل ومش هيطرح تاني أبدأ وأنا هيرجعلي لبن الرضاعة، وفعلا جرب الوصفة وعملتها ومريت على زرعة باذنجان كانت في أرضنا اللي في البلد، ومن بعدها بأسبوع لبن الرضاعة رجع والزرعة دي بارت وماطرحتش تاني أبدا".

السبوع

طالما في عادات للجواز والخلفة والولادة بطبيعة الحال هيبقى في أكيد عادات وطقوس خاصة للسبوع في مصر، منها تعليق "حبة من العقيق أو العاج" في صدر الست الوالدة وتلبس حوالين رقبتها سبحة كبيرة عشان تحميها من الحسد، وطبعا لازم الشقة اللي فيها المولود تتمسح "بمياة رجلة" – عشب موجد عند العطارين- أو مياة ملح لمنع "العكوسات"، بمعنى منع أي شر من انه يحصل عشان الفرحة ماتتعكسش وتتحول لشر أو حزن.

ويتعمل للمولود ولأمه "عقد الـ 7 حبات" وهو عبارة عن عقد بيتكون من حبات من الفول واللوبيا والعدس والترمس والمكرونة والأرز والقمح ويلبس الطفل واحد وأمه واحد حوالين رقبتهم، واختيار رقم 7 تحديدًا لأنه يعتبر فأل خير، وكمان لازم يتدق للطفل الهون عشان مايتخضش بسهولة ولا يخاف.

معظم العادات دي – إن ماكانش كلها- مستمر معانا لحد دلوقتي وبينفذوها أمهاتنا وجداتنا كل يوم مع كل مناسبة جديدة بتحصل، ورغم اختلاف درجة التعليم أو المستوى الإجتماعي أغلب الستات والبنات بيحرصوا على إنهم ينفذوها حتى لو مش مقتنعين بيها، بتقول "منى" 25 سنة، "في سبوع بنتي حطوا البنت في غربال وجنبها مقص وسكينة وقالولي خطي فوق البت 7 مرات  وفي الخطوة  الأولى قالوا في الأولة بسم الله، وفي الثانية بسم الله لحد الرقم 7، وفي الخطوة السابعة قالوا الحارس الله يحرسه من عينه ومن عين خلق الله." أمي قالتي ان ده عشان يبقى عادي اشيل بنتي لما تجيلي الدورة الشهرية وعشان البنت "ماتخسش". وبتحكي كمان ان والدتها جابت صينية في أوضة البيبى وحطت فيها لقمة عيش وسبع حبات فول ومقص وسكينة صغيرين وشوية ملح ومصحف وده عشان يبعدوا عنها الشيطان وتفضل الملايكة معاها لحد الأربعين.

بتختم "منى" كلامها معانا، "أنا ماكنتش مقتنعة أوي بالحاجات دي ويمكن لحد دلوقتي لا مقتنعة ولا مصدقة، بس فكرت ان طالما مش هيحصل ضرر لو عملتها وممكن تفيدني يبقى ليه ماعملهاش".

ماحدش عارف ان كانت العادات أو "الوصفات" دي حقيقة ومفيدة وبتجيب نتيجة فعلا ولا لاء، لكن الأغلبية العظمى من البنات والستات بيعملوها من باب ان لو مانفعتش مش هتضر، لكن غيرهم بيعتبروا ان ده نوع من أنواع التطاير أو التدخل في الأقدار وبيعتبروها حرام، لكن السؤال هنا مش هي حرام ولا حلال، السؤال فعلا هو لو العادات دي خرافات فعلا، طيب إزاي جابنت نتيجة مع الناس دي وغيرهم كتير، ولو مش هي اللي جابت نتيجة طيب إيه اللي إتغير؟ 

 

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home