• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
مصري اتبرع بأعضاؤه لإنقاذ حياة 4 صينيين
الموضوع اللي فات
السعودية أكتر دولة بتتبرع بالدم في العالم

"من الأجداد للأحفاد": حوار مع صاحب مدرسة لتعليم الأطفال صناعة السجاد في سقارة

.

سقارة واحدة من أهم المراكز السياحية النابض بالحيوية في مصر، وواحدة من أهم المواقع المسجلة في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، وده راجع لإنها من الأماكن الغنية بالآثار المصرية. بجانب الآثار، فـ ناس كتير مايعرفوش إن سقارة، هي المكان اللي بيحافظ على حياة واحدة من أقدم الحرف في مصر: نسج السجاد، اللي بتعتبر حرفة مستخبية وسط الاكتشافات الأثرية اللي بتحصل كل يوم، لكن فيه ناس عايشين هناك رزقهم قايم على صناعة نسج السجاد.

من هنا قابلنا أصحاب مدرسة إخناتون، واحدة من أقدم المدارس اللي بتعلّم صناعة نسج السجاد، ويُعتبر أصحابها من الجيل التالت في عِيلة من نسّاجين السجاد. بيحكيلنا عامر إبراهيم فايد، واحد من المشاركين في تأسيس المدرسة، عن الميراث اللي ورثه من جده: "الحكاية ابتدت من شبرامنت، المكان اللي بنى فيه جدي محل لنسج السجاجيد الصغيرة، والمحل كبر واتحوّل لمدرسة، وعلى خُطى جدي، والدي وعمي بنوا مدرسة تانية، لتعليم صناعة نسج السجاد، أما عني، فبنيت المدرسة دي سنة 2000".

"إبراهيم" بيحكيلنا إن نسج السجاد حرفة بدأت وتطورت في سقارة، والسجاد اليدوي اللي بيتم صنعه فيها معروف في كل أنحاء العالم، واللي بيتولد في المنطقة بيبقى فخور بالتراث اللي بيسيبهوله الأجداد، وبيبقى عايز يمشي على نفس الخُطى اللي مشي عليه اللي قبله. "عن نفسي، فـ والدي علمني أنسج من وأنا لسه طفل" بيحكي إبراهيم.

وبدأت الحرفة تتنقل من الجد للأب، وبقى بيتم إنتاج كميات كبيرة من السجاد، بمختلف الأشكال والألوان والرسومات. بيشرحلنا "إبراهيم": "السجاد اليدوي بيكون أكتر تكلفة لإن نسجه بياخد شهور في أغلب الأحيان، والعملية بتكون صعبة جدًا، على سبيل المثال، العملية بتاخد من شهر لشهرين عشان نعمل متر من السجاد باستخدام الصوف، وبترتفع قيمة السجاد اليدوي بمرور الوقت، والأسعار ممكن تتراوح ما بين 20 ألف لـ 70 ألف جنيه، وأغلى نوع سجاد اللي بيكون مصنوع من الحرير، والأرخص المصنوعة من الصوف".

المهتمين بإتقان الحرفة بيتم تعلميهم في البداية عن كيفية التعامل مع الصوف أو ألياف الحرير وعمل العُقدة، وبمجرد ما بيتعلموا عملية الحياكة وكيفية شد الخيوط، فـ الخطوة اللي بعدها هي تداخلهم مع بعض، عشان يتم تشكيل الصورة الكاملة اللي بتتحط على المنوال، وفي النهاية الطلاب اللي أتقنوا المهنة ممكن يشتغلوا على النول الخاص بيهم، والنول هو الجهاز المستخدم لنسج السجاد. وبشرح أوسع: "الطلبة بيحتاجوا يعلقوا الرسومات اللي نسجوها قدامهم عشان يقدروا ينقلوا التصميم زي ما هو بالظبط على السجادة، وده بيحصل من خلال اللعب بالعُقَد، ووقت ما يوصلوا لمرحلة إنهم بيعملوا ده لوحدهم، بتكون دي مرحلة الإتقان اللي من خلالها بيبدأ يكون ليهم تعامل مباشر مع النول الخاص بيهم". أما عن السن المناسب لتعليم الصناعة دي، فـ هي مش محددة لسن معين، فـ أي شخص ممكن يتعلم من خلال التدريب المناسب، والأحسن إنه يتعلم في سن صغير لإن كل ما بيكون أصغر بيكون فيه قابلية وقدرة على تعلم الحرفة بشكل أسرع وأسهل.


وفي مدرسة مجاورة لمدرسة اخناتون، قابلنا صابر صلاح صابر، مُدرس في مدرسة تهامي للسجاد، وبيشتغل في المجال من 35 سنة، وتم تعليمه من قبِل والده وقت ما كان عمره 10 سنين. "صابر" بيشبّه لنا إن اللي شغال بينسج كإنه قاعد على ترابيزة للفنانين، لدرجة إن فيه نول بيتعمل على ترابيزة فعلًا واسم النول "شغل فنانين"، بيبررلنا: "لإنه أقرب للفن، ولإن حرفتنا بتطلب مننا إبداع مستمر، ومابنمشيش على نمط معين أو أسلوب واحد أو أشكال متنفذة وبنعملها زي ما هي، فاللي بينسج ده بيطلع الطاقة الإبداعية اللي جوّاه وبيخلق اللي شايف إنه هيطلع أحسن حاجة"

وعن أصعب حاجة ممكن تقابل نساجين السجاد، فـ بيحكيلنا "صابر": "أصعب نوع بننسجه هو "الوشوش"، فعشان نعمل تعبيرات الوش الصح، سواء تجاعيد أو ابتسامة أو عبوس مثلًا، دي حاجة صعبة جدًا ومحتاجة دقة عالية ووقت وومجهود".

وفي الوقت اللي ممكن تلاقي فيه مصانع نسيج السجاد وورش العمل عادة في مناطق زي المنوفية وكفر الشيخ، إلا إن الغالبية العظمى موجودة في منطقة سقارة، واللي بيتركز فيها عدد أكبر من السياح. "دي المدرسة اللي بنقوم فيها بتعليم النسج، لكن الورش الرئيسية اللي بنقوم فيها بعمل كل السجاد موجودة في كفر الشيخ والمنوفية، وبالنسبة للتعليم هنا، فالأطفال بييجوا في الصيف وبيتدربوا لمدة بتتراوح ما بين شهرين و3 شهور، المدة بتعتمد على مدى استيعابهم وسرعة تدريبهم، وفي حالة لو اتعلموا بسرعة، فنسج السجاد هيكون مصدر دخل ليهم، بحيث بيقدروا من الدخل ده يشتروا النول الخاص بيهم والمواد الخاصة بالنسج".

نسج السجاد بيعتبر واحدة من أقدم الحرف اللي عرفت تلاقي طريق للنجاة في بلاد زي تركيا وإيران، ويُعتقد إن نسج السجاد في مصر بيعود للقرن الـ 15، بيضيف فايد: "لما بنشارك في معارض دولية، فالسجاد اليدوي بتاعنا بيتنافس مع السجاد التركي والإيراني، ودي حاجة بنفخر بيها، لإن السجاد اليدوي قيمته كبيرة جدًا، ويُعتبر تراث بيمثل تاريخ مصر ولازم نقدّره".

من التفاصيل اللي هتلفت نظرك في المدرسة، سجادة طولها ٤ متر وعرضها ٦ أمتار، ومصنوعة بأنماط تبان معقدة، وتصاميم متلونة بشكل واضح وجميل. "العمل الفني المصنوع بعناية بيبقى واحد من نوعه في انفراده، ومابيكُنش للبيع، لإن من الصعب انك تصنعي النوع ده من السجاد في الأيام دي، وعن السجادة دي فـ عملتها كـ تكريم لذكرى جدي، وأخدت مني حوالي ٤ سنين شغل، ومش هاقدر أعمل زيها تاني بالشكل ده" بيقول "الفايد".  

إسماعيل سيد، مدرس في إخناتون، اتعلم الحرفة من والده من حوالي ٤٠ سنة، "اتعلمت النسج من وأنا عندي ١٥ سنة، وبقيت باعلّم الأطفال اللي حابين يتعلموا الحرفة، واللي بييجوا خلال الإجازات بيتشغلوا لمدة 4 ساعات، منهم ساعة راحة، أما عن ولادي، فـ فيه منهم اللي في مدرسة واللي في جامعة، بس قدرت اعلمهم النسج"، في الوقت اللي جه فيه فتحي فراج، -14 سنة- المدرسة، كان بيدور على حد يعلمه الحرفة، لحد ما تولى واحد من المُدرسين مهمة تعليمه، وعلمه كل أسرار وحيل المهنة، بيحكيلنا "فتحي": "قعدت جنب عم إسماعيل وعلمني كل حاجة، وبقيت بمارس الصنعة لحد ما بقيت باتقنها، ودلوقتي أنا باشتغل على نولي الخاص. أنا جيت عشان أتعلم إزاي أنسج، وبقيت باحقق ربح كويس، وده هيخليني أتجوز وأستقر وأعيش حياة كويسة".

في تقرير صدر عن اليونسيف سنة 2005، بيقول إن مصر فيها حوالي مليون طفل بلا مأوى، ومشردين في الشوارع، وخاصةً في محافظة القاهرة والإسكندرية، وأظهرت دراسة تانية لليونسيف صدرت سنة 2016، إن مصر عندها 3.6 مليون شخص عاطل عن العمل بمعدل بطالة 13%، يمكن الإحصائيات دي تخلينا نفكر إن الأطفال دول رغم تسليحهم بحرفة نسج السجاد، واللي بتعتبر جزء من تراثهم، إلا إن الحرفة دي بتديهم أداة وبتكون سبب عشان يفضلوا على قيد الحياة، بيقولنا "إسماعيل": "الفايدة اللي بيكتسبها اللي بيتعملوا معانا، بعيدًا عن إنها هتخليهم أغنياء أو لأ، فـ هي بتحقق الاستقرار المالي، مهما كان القرار اللي هياخدوه في حياتهم تجاه تعليمهم أو وظيفتهم، فـ الحرفة دي هتساعدهم يكسبوا رزقهم على أقل تقدير لحد ما يشتغلوا الحاجة اللي بيحبوها".

اقرأ الموضوع بالإنجليزي من هنا 

.Shoot by @MO4Network's #MO4Productions

.Photography by Ashraf Hamed

Home
خروجات النهاردة
Home
Home