• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
الوطنية للصحافة: مافيش صحفي ياخد أكتر من 42 ألف جنيه في الشهر
الموضوع اللي فات
الإحصاء: زيادة 11.5% في متوسط الأجر الأسبوعي للمصريين

"اللي كتب ماماتش": تلاميذ وزملاء أحمد خالد توفيق بيحكوا ازاي أثر فيهم

وحتى تحترق النجوم

لو كنت من مواليد التسعينات، قبل الأندرويد والسمارت فون وقبل ما يبقى الدِش موجود في كل البيوت، هتفتكر إن كل التسلية كانت يا إما باللعب في الشارع أو بالقراية، ولما نتكلم عن القراية فى الفترة دى، هتفتكر إن مامتك كانت بتاخدك للراجل بتاع الجرايد وتشتريلك ميكي أو فلاش، ولما أنت كبرت شوية وبقيت تروح لوحدك، هتلاقي نفسك بتفتكر اسم مهم أوى مابيتنسيش، بقيت بتدور عليه علشان تشتريه في كل مرة، أيوة هو  "ما وراء الطبيعة"، أو "رفعت إسماعيل" وأخص بالذكر "بدلته الكحلية التي تجعله وسيماً".

 (1)

"الفريد فى الموت أنه لا يأتيك مرة واحدة، فبعد زيارته الأولى يعتاد أن يأتيك فى كل مرة يأخذ فيها قريب، صديق، أو حتى غريب لم تره ولو لمرة، لكنه أثر فى روحك ووجدانك لمرات.."

بتقول "ريم – 25 سنة" عن وفاة "توفيق"، "الخبر ماكانش سهل، ومش مبالغة أبدًا لو قلنا إن أي حد فينا فقد حد عزيز عليه زي أبوه أو أمه، أكيد حس بإحساس الفاجعة مرة تانية، وكأنه الموت مصمم يحرمنا من كل حد وجوده مهم أو بيأثر فينا، وكأنه اتحول من زائر لصاحب مكان". وفاة توفيق كانت بمثابة الكارثة اللي نزلت على مواليد الجيل ده، كانت مفجعة بشكل كبير للحد اللي كان صادم لبعض الناس اللي اتفاجئوا بوجود شخصية مش معروفة إعلاميًا بالقدر الكافي، لكن وجودها على الأرض ضخم، يمكن عشان كده في ناس استكترت عليه الحفاوة اللي أحاطت بيه وحب الشباب له خضهم. أما هاجر "23 سنة" فبتحكي: "أحمد خالد توفيق كان الماضي الوحيد اللي لسه مكمل كان جذورنا اللي مهما دوخنا هنرجعلها، آخر جذر لينا اتقطع وبقينا مضطرين نواجه الحياة بلا مرشد أو أب روحي! احنا أيتام فكريًا من غيره".

(2)

"وشعرت بأن في روحى ثقبًا .. ثقبًا يتسع، ويمتص كل ذكرياتي وحياتي وأحلامي، وددت لو كان شخص أعرفه بقربي أحكي له كل شئ، أقص عليه حكاية الثقب"

لو سألت أي حد من مواليد التسعينات أو لو قلبت في بروفايل حد من ولاد الجيل ده، مافيش شك إنك هتلاقي اقتباس على الأقل بيتكرر فى كلامهم  وكتاباتهم، مش بس في الشباب العاديين، لكن كمان على مستوى الكتاب الشباب اللي بقوا معروفين في مجال الكتابة دلوقتي، وكان لدكتور توفيق تأثير كبير على تفكيرهم، أسلوبهم وحتى شخصياتهم.

بتقول "غادة عبد العال" الكاتبة والسيناريست: "دكتور خالد كان شخص متواضع بيحب يفضل بره دايرة الضوء، رغم إنه كان دائم الاجتماع باللي بيحبوه ودايمًا بيوفرلهم من وقته، اتقابلنا كتير في فعاليات ليها علاقة بالكتابة لإن احنا بلديات، وده كان بيدينى الفرصة إني اتكلم معاه".

بتكمل غادة: "على المستوى الشخصي أي حد من أبناء الجيل ده هتلاقي لدكتور توفيق تأثير عليه بشكل أو بآخر حتى لو ماكانش بيقرأ  له، من خلال الكلام اللي بيتنشر أو بيتقال من شخص للتاني، مش هتلاقي حد مايعرفش جملة أو اقتباس من كتاباته، كنا بنتكلم عن الحياة عمومًا مش عن الكتابة بس، وكان على خلق ومتواضع، ماكانش بيبخل بوقته على حد، لدرجة إنى أعرف قراء عزموه على فرحهم وكان بيروحلهم وهو مايعرفهومش، ربنا أنعم عليه بحب الناس بدل العائد المادي اللي ماكانش مهم بالنسبة له وكان دايمًا بيقول كفاية عليا إني بروح أي مكان الاقى واحد ولا اتنين عارفيني وبيحبوني".

اما فنيًا، فبتشرح "غادة": "اتعلمت منه  في كتاباتي لمسة السخرية، فن كتابة المعلومات، الكلام اللي بيقول اللي أنت عايزه بين السطور من غير ما تخبط في حد، ومعالجة المواضيع بشكل غير مباشر بأسلوب سلس لكن عميق، أو زي ما بنقول عليه السهل الممتنع اللي مافيش حد بيعرف يقلده، هتلاقي جيل كبير فيه حاجات كتير متشابهة بسببه هو.

"محمود" –21 سنة، بيقول: "بدايتي مع كتابات دكتور أحمد كانت غريبة شوية، على عكس أغلب قراءه اللي بدأوا معاه من أول سلسلة ما وراء الطبيعة أو حتى رواياته المشهورة، وده لأن بدايتي كانت من خلال مجموعة قصص رعب اسمها "الهول"، ومع إن أغلب قراءه وقتها صنفوا المجموعة كإعادة لقصص وأفكار قديمة، إلّا إنها عجبتني جدًا في أسلوبها وسردها وحسيت مدى إلمام وتمكن الكاتب ده -واللي كان لسه مجهول بالنسبة لي- من أدب الرعب ومن أسلوبه القصصي اللي مش هيخليك تسيب الكتاب من إيدك. طبيعي بعدها إني أدور على أشهر عمل للكاتب ده، وكانت وقتها رواية "يوتوبيا".

بيتابع "محمود": "أحد الأصدقاء سألني من كذا سنة: ليه أحمد خالد توفيق؟ وكان ردي وقتها ولغاية دلوقتي: لأنه حد بيعبر عن كل حاجة بتدور جواك بالحرف، أنت نفسك مش قادر تعبر عنها أو تخرجها. عشان كده ممكن نقول إنه من وقتها لحد اللحظة، كل الفترة دي تعتبر تأثر وازدياد من بحر كتابات الدكتور بدءًا من الروايات، واللي حرفيًا كنت بلاقي نفسي في كل حرف وبين سطورها وقد إيه الكلام ده بيعبر عني كشاب في سن التوهان مش لاقي اللي يعبر عنه وعن مشاكله، وفي النقطة دي خصوصًا كانت مقالات الرأي الأسبوعية اللي كنت بستناها أنا وكل مريدينه عن الأحداث اللي بتحصل بشكل دوري، وبرضه كنا بنلاقي فيها الرأي الأقرب لعقولنا وتفكيرنا وقبل كل ده إنه عمره ما خذلنا.

(3)

كان له آلاف المتابعين والمعجبين الذين رأوا فيه وفي فلسفته الحياتية نورًا أضاء ولو جزءًا من حياتهم، وهذا يكفيه، فقد كان إنسانًا رقيقًا وحساسًا وفنانًا ومهذبًا وأديبًا ومفكرًا وصاحب مدرسة ستترك بصمتها على أجيال، شئتم أم أبيتم.. أما بالنسبة إلىَّ فهو صديق، وهذا يكفينى.

علاقة صداقة قوية معروفة لشباب الجيل ده كانت بتجمع بين "أحمد خالد توفيق" و "نبيل فاروق"، على حد تعبير كل منهم في مناسبات مختلفة، يمكن لأنهم بيشتغلوا في مكان واحد "جامعة طنطا"، أو لفترة من الفترات كانوا بيتعاملوا مع دار نشر واحدة، أو يمكن لأنهم اتشاركوا في صناعة جزء كبير من وجدان جيل كامل وأثروا فيه. في مداخلة تليفونية لدكتور نبيل بعد وفاة دكتور توفيق قال: "احنا كنا أصدقاء جدًا، وماكانش اسم حد فينا بيتقال من غير اسم التاني، الواحد حاسس كأنه اتقسم نصين أو إن نصه ضاع"، ووصفه بالصديق الجميل اللي ترك "خلودًا لا يمحوه الزمن".

"علمني (د. نبيل فاروق) ـ وهو يكبرني بخمسة أعوام أو ستة ـ أن التجاهل هو الحل الأمثل ما دمت تعرف أنك لم تفعل ما يتهمونك به.. وقال لي إن الرد يترك ضبابًا قد يثبت التهمة. لكني برغم هذا أجد نفسي مدفوعًا مرات كثيرة لذلك".

الكتّاب الاتنين  اتأثروا ببعض واتعلموا من بعض ودكتور "توفيق" اتكلم عن علاقتهم وصداقتهم في مواقف مختلفة، وعن ارتباطهم سواء على الجانب الفني أو الشخصي، بيقول "نبيل": "توفيق من غير شك هو واحد من أهم كتاب العصر ده، كاتب شامل كتاباته هدفها تنوير الشباب اللي أثر فيهم وساهم في تكوين فكرهم، على الصعيد الفني هو كاتب متمكن جدًا وأثرى مجالات جديدة من الأدب بكتاباته، خصوصًا الفنتازيا وأدب الرعب.

جدير بالذكر إن صداقة توفيق وفاروق مامنعتش توفيق يستخدم قلمه الساخر في عمل رسم جديد لبطل  كتابات "نبيل" الأول رجل المستحيل في كتابه "اسمه أدهم"، واللي قالت عنه "كنزة"، واحده من أكبر محبي كتابات "فاروق": "لما كاتب يسخر من بطل طفولتك الأول ويخليك تضحك من قلبك، ده معناه إنه الكاتب ده اقرب لقلبك ونفسك من بطل رواياتك.

(4)

اللي كتب ماماتش، وكتابات دكتور "توفيق" هتفضل بتخلد وجوده مهما طال الوقت ومهما ظهر من بعده كتّاب تانيين، وده لأنه تأثيره مش مجرد كلمات على ورق نجحت وسمعت، لكن هو قدر يدخل لجوه عقولنا ونفسياتنا، وقدر يأثر بفكره على فكرنا وشخصياتنا، هو "أحمد خالد الأثر، أحمد خالد التأثير، أحمد خالد توفيق.."

"وداعًا أيها الغريب، كانت إقامتك قصيرة لكنها كانت رائعة، عسى أن تجد جنتك التي فتشت عنها كثيرًا، لكن كل شئ ينتهي.."

Home
خروجات النهاردة
Home
Home