• اكتب معانا
  • ماتنسناش
  • تابعنا
الموضوع اللي جاي
إسرائيل بتقبض على المسحراتية في القدس
الموضوع اللي فات
"بارسم عشان أحكي اللي بنعيشه في غزة": حوار مع بنت فلسطينية بتقاوم الحرب بالفن

حوار مع أردنية عملت موقع يعرّف متحدي الإعاقة الأماكن المجهزة لاستقبالهم

حلمها تخلي "البتراء" مجهزة ليهم

 

لو القدر كتب عليك تبقى من متحدي الإعاقة البدنية غالبًا هيحصلك أزمة نفسية مش سهلة هتحتاج عشان تتخطاها حاجات كتير أبسطها إنك تقدر تخرج بره نطاق بيتك والأربع حيطان اللي حواليك عشان تشوف ناس جديدة وتمارس أنشطة مختلفة. في الأردن فكرة الخروج من البيت نفسها صعبة في ظل غياب التسهيلات لأصحاب الإعاقات البدنية، سواء عشان مافيش بنية تحتية وأماكن كفاية فيها منحدرات ومصاعد وحمامات مجهزة لخدمتهم، أو عشان حتى الأماكن اللي بتقدم الخدمات دي هما مايعرفوش إنها موجودة أو مايعرفوش تفاصيلها.

آية أغابي صاحبة الـ 26 سنة وصاحبة موقع  Accessible Jordan، اللي يعتبر أول دليل لكل أصحاب الإعاقات البدنية في الأردن بيوفر لهم تفاصيل الأماكن اللي ممكن يخرجوا فيها ويلاقوا منحدرات ومصاعد وحمامات مجهزة ليهم، كانت واحدة من أردنين كتير مابيفكَّروش بالشكل الكافي في ذوي الاحتياجات الجسدية الخاصة، لحد ما اتعرضت في سنة 2009 لحادثة عربية آثرت على نخاعها الشوكي وأصابت جسمها بالشلل، الحادثة ألزمت "آية" بالسفر لألمانيا لمدة سنة للعلاج، بعدها سافرت كاليفورنيا للدراسة. في سنين الدراسة بره ماقابلتش "آية" مشاكل كتير بسبب إعاقتها الجسدية، لكن الوضع كان مختلف لمَّا رجعت وطنها وسط عائلتها. بعد الحادثة دي بسنين مش قليلة لمَّا رجعت الأردن قابلت مشاكل كتير في قدرتها على النزول والاستمتاع بوقتها بره البيت؛ "تنظيم يومي بقى صعب بشكل غير مبرر، ليه ألاقي صعوبة عشان أعرف أخرج أقابل حد أو أشتغل برَّه؟". بدأت تقارن الصعاب اللي بتقابلها بسبب إعاقتها في الأردن والحياة الطبيعية اللي كانت بتعيشها في كاليفورنيا أثناء دراستها، "في كاليفورنيا كل المعلومات عن الأماكن المهيئة والمخصصة لمتحدي الإعاقة كانت موجودة أون لاين".

علم ينتفع به

مكالمة ورا مكالمة، سؤال ورا سؤال، تدوير كتير على الانترنت، كل دي حاجات كانت بتعملها "آية" بشكل شبه يومي عشان تلاقي مكان مؤهل لاستقبالها تقدر تقضي فيه وقتها. البحث بدأ بدافع شخصي عشان تقدر تخرج لكن مع الوقت اتحولت "آية" لدليل وسط معارفها وأصدقائها اللي بطبيعة الحال أكيد يعرفوا أصحاب إعاقات جسدية. المعلومات عندها وبتكتسبها مع الوقت، والانترنت بيتيح مساحة مهولة لمشاركة المعلومات دي، ليه لأ؟

رغبتها في مساعدة غيرها من متحدي الإعاقة دفعتها تعمل الموقع، اللي بتخطط قريب لإطلاق نسخة عربية منه وأبليكشن للموبايل. بتقول إن في أماكن كتير في الأردن اكتشفت إنها مجهزة لمتحدي الإعاقات البدنية لكن ماحدش يعرف عنها حاجة، "ماكنتش بلاحظ إن المعلومات اللي عندي مش معروفة للي حواليا، لحد ما لقيت مديري في الشغل بيسألني على مكان يخرَّج فيه صديقه متحدي الإعاقة، بالنسباله كنت مصدر ودليل".

"آية" كانت شايفة المعلومات اللي بتحصل عليها تندرج تحت خانة "علم ينتفع به" عشان كده قررت تشاركه وسط دواير أكبر من معارفها الشخصية، لمَّا سألتها مين ممكن يكون في حاجة للمعلومات دي قالت إنهم مش بس متحدي الإعاقة، "لو واحد رجله مكسورة هيحتاج مكان مؤهل، ده غير كبار السن والأسر اللي فيها أطفال في عربيات متحركة".

 

 

"جيتو" لمتحدي الإعاقة

بدأت "آية" تبحث بشكل أكثر دقة واحترافية عن أماكن مهيئة لمتحدي الإعاقة، سواء في العاصمة الأردنية عمَّان أو خارجها، المدارس والجامعات والمستشفيات برضه كانوا جزء من بحث "آية"، "حالة العزلة اللي بتتفرض على متحدي الإعاقة بتبدأ من مرحلة المدرسة لمَّا بيتواجد في مدارس مخصصة لمتحدي الإعاقة مش مدرسة عامة يشوف فيها متحديين زيه وأطفال عاديين برضه". بتكمِّل وتقول إنه على الجانب التاني، الأطفال اللي ماعندهمش إعاقة بيتعلموا من صغرهم إن متحديين الإعاقة مفصولين عن المجتمع ومش جزء منه، وده في المستقبل بيفرض على متحديين الإعاقة شكل من أشكال "الجيتو" يعيشوا فيه.

"المشكلة بترجع لقبل كده بشوية"، بتقول "آية" إن في الأردن الناس بتربط بين الكرسي المتحرك وشكل الشحاذين اللي غالبًا مابياخدوش تعاطف كبير من الناس، "في الأردن الغالبية مش هيحسوا بمعاناة أصحاب الإعاقات إلا لو لا قدر الله بقوا منهم"، بتحكيلنا "آية".

أثر الفراشة لا يرى.. أثر الفراشة لا يزول

السؤال الأهم في نظري؛ أثر الفراشة بيبدأ منين؟ التغيير في الدول بيبدأ بشكل أفقي من الحكومة ويأثر في الأفراد؟ ولا بشكل رأسي وبدايته بتكون وسط الأفراد وبينتشر بينهم؟ ولا أفقي ورأسي في نفس الوقت؟

"آية" شايفة إن التأثير مش شرط يبدأ من المسؤولين والحكومة حتى لو دورهم الرئيسي، بتقول بثقة "واحدة من أهدافي اللي عايزة أحققها من خلال المشروع ده هو إثبات إن الأفراد قادرين على التغيير، محتاجين نبدأ بنفسنا بس ومش لازم نستنى التغيير ييجي من فوق". بترجع بالوقت شوية، بتقول إنها ماكانتش متوقعة النجاح اللي حصل ولا "الدوشة" اللي عملها الموقع. من بعد البوست الأول اللي كتبته على صفحة المبادرة على الفيسبوك، بدأ أصحاب المطاع والفنادق في عمَّان يتواصلوا معاها؛ "لقيت أصحاب كافيهات وفنادق محلية ودولية بيتصلوا بيّا وبيبعتوا لي إيميلات عشان يقولوا لي إنهم هيركبوا التسهيلات اللازمة لينا عشان نقدر نزورهم باستمرار من غير إرهاق لينا ولا للي معانا". بتقول بخجل ممزوج بفخر "بقيت اسأل نفسي هو ده بجد؟! في 7 أيام بس لقيت الناس بتتكلم عن فكرة تأهيل الأماكن العامة لاستقبالنا، طيب كنتوا فين قبل كده؟!".

ودنك منين يا جحا؟

لو في حاجة واحدة اجتمع عليها أصحاب الأماكن الخاصة ومسؤولين الحكومة ومتحدي الإعاقة هتبقى إنهم شايفين التغيير صعب ومحتاج إمكانيات كبيرة وتمويل ضخم، "الناس بتفكر في التغيير وبعدين تتصدم من حجم المشكلة المحتاجة تتغير، ورغم إن الحلول ساعات بتكون بسيطة وفي متناول إيديهم لكن بيميلوا لتجاهل الحلول دي والجري ورا الخطط الكبيرة اللي مش هيقدروا يعملوها".

نقطة قوة Accessible Jordan في نظر "آية" هي تركيزها على الجانب الإيجابي ومحاولتها للتغيير بدل من نقد الحكومة وإنتظار تدخلها للإصلاح، وده اللي بدأت تلمس نتيجته من خلال دعم الأمير "مرعد بن رعد"، رئيس المجلس الأعلى لذوي الاحتياجات الخاصة، وكيانات زي وزارة السياحة، "بالإضافة للتعليقات الإيجابية والتشجيع اللي بلاقيه من تعليقات مسؤولين على مواقع التواصل الإجتماعي". ومن الأماكن اللي رحبت بمبادرة "آية" وشجَّعتها، هي المدرج الروماني اللي ركب منحدر مخصص لمتحدي الإعاقة.

على المستوى الدولي وبالنسبة للمؤسسات غير الربحية، فيه جهات كتير بتسعى لتمويل مشروع "آية" لكنها بترفض ده، على الرغم من حاجتها الشديدة للخطوة دي. سألناها ليه؟ "أنا في النهاية أردنية وشايفة إننا عندنا الإمكانيات والأهم الكفاءات الكافية لإننا ننجح في مشروع زي ده لوحدنا من غير الحاجة لتدخل أجنبي". مجهود المنظمات الأجنبية غير الحكومية ماحدش يقدر ينكر أثره المحمود، حتى "آية"، اللي بتكمِّل وتقول "وحتى لو قبلت مساعدتهم، فـ في النهاية أنا محتاجة دعم الحكومة أكتر في أماكن زي المستشفيات والمدارس الحكومية، الأماكن السياحية التاريخية، والساحات العامة".

القانون بيقول إيه؟

في الأردن مؤخرًا اتمرر قانون لحقوق متحدي الإعاقة في سنة 2017، بموجبه لازم المبان، الساحات العامة والخاصة، الأماكن السياحية والآثرية، يوفروا حمامات وأماكن ومنحدرات مخصصة لمتحدي الإعاقة، "الفكرة في تطبيق القوانين بصرامة، هي مش حبر على ورق بس".

أي شخص بيبقى جواه مخاوف من المستقبل المجهول، مخاوف "آية" بتتلخص في خوفها من فقد الشغف في اللي بتعمله؛ "في أماكن كتير في الأردن نفسي أوصلها وأساعد في تأهيلها، بس خايفة في لحظة أفقد الشغف في المبادرة والهدف". حاليًا مش شاغلة نفسها بالمستقبل البعيد، وعلى المستوى القريب حلمها تأهل وادي رم ومنطقة البتراء السياحية.

مبادرة Accessible Jordan حاليًا بتتلقى دعم مادي من اليونسكو.

 

اقرأ الموضوع بالانجليزي من هنا.

شوفوا صفحة الفيسبوك الخاصة بالمبادرة من هنا.

 

 

Home
خروجات النهاردة
Home
Home